رواية كاملة رهيبة
كإن كان في حد إسمه يحيي موجود أصلا.
نظرت إليه بحزن يتغمدها ليردف مضيفا رفضتي عريس و إتنين و تلاته و أربعه و كنت بقول ياد سيبها مسيرها تعقل و تنسي و تعيش حياتها هي كمان لكن توصل بيكي الدرجه أنك عايزة تعيشي علي ذكري واحد مېت لا كان خطيبك ولا جوزك ولا كان شايلك من أرضك أصلا ده يبقا غباء و سذاجه وأنا مش هسمح بكده أبدأ.
إهتز قلبها بين أضلعها و تجمدت الډماء في عروقها من فرط الحزن لتنهض صافيه و تجلس إلي جوارها محتضنه إياها بحب و يدها تمسح على ذراعها بحنية وتقول متعيطيش يا غزلمتعيطيش يا حبيبتي كله مكتوب و اللي مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين حتي لو إيه.
عارفه إني هعرف أخلص منه لإنه كله عيوب..بس أكرم هخلص منه إزاي !مش هقدر أتجوزه يا عمتو ولا هقدر أكون لراجل غير يحيي .
سالت دمعات صافيه حزنا و قلة حيله وقالت يحيى الله يرحمه يا غزل ميرضيهوش أبدا تتعذبي بسببه كده ولا يرضيه شبابك يضيع عشانهده مېت يا حبيبتي و الحي أبقي من المېت و مسيرك تنسي .
ربتت صافيه علي وجنتها بحنان وقالت هتنسي يا غزل سبحان من بينسي و بيصبر يا بنتي و لولا النسيان كان زماننا إتجننا أو متنا بحسرتناهتنسي و هتعيشي و هتفرحي و هتحبي أكرم كمان.
بيتهيألك لما تلاقيه بيحبك أكتر من ضي عينه ڠصب عنك هتحبيه و حتي لو معرفتيش تحبيه هتعيشي مرتاحهالحب مش كل حاجه يا غزل يعني اللي حبوا خدوا إيه!!
قالت الأخيرة بسخرية من حالها و أضافت قومي يا حبيبتي إغسلي وشك و إتوضي و صلي ركعتين لله و إدعي ربنا يريح قلبك و يقدملك اللي فيه الخير .
أذعنت غزل لأوامرها و نهضت لتتوضأ و وقفت تناجي ربها أن يضع الخير بطريقها حيثما كان و من ثم ألقت بجسدها المنهك إلي الفراش و سبحت في نوم عميق .
كان أكرم منشغل في تجهيز و إتمام ما ينقصه من أغراض للمنزل أو أغراضه الشخصية بينما كانت غزل منهمكه في شراء ما يخص ليلة الزفاف من الفستان و توابعه و بصحبتها صافيه التي كانت ترافقها في كل خطواتها .
إرتفع رنين هاتفها لتجيب بنبرة هادئة أيوة يا أكرم
_لسه بنلف أنا و عمتو أهو مش لاقيه مقاسي في الشوزات خالصمحسسيني إني عمله نادرة .
ضحك قائلا منا قولتلك إرتاحي إنتي و إختاري اللي إنتي عيزاه و أنا هجيبهولك لو من برة مصر حتي بس إنتي رفضتي .
_لاا و أنا أبقي عروسه إزاي لو ملفيتش و إتمرمطت في المحلات دي طقوس متفهمهاش إنت .
أومأ قائلا ماشي يا ستي اللي يريحكأهم حاجه متنسيش بروڤا الفستان النهاردهأول ما تروحي تتصلي عليا عشان آجي أخدك .
_تمام ماشييلا سلام دلوقتي.
أنهت الإتصال لتعود و تكمل مسيرتها في رحلة البحث عن حذاء سندريلا المفقود و بينما هي تسير بين المتاحر الخاصه بالأحذية تسمرت بمكانها و كادت أن تسقط أرضا من هول الصدمة.
_يحيي!!
تمتمت بها و ضربات قلبها تتسارع محدثة فوضي عارمه و أسرعت تهرول بإتجاه ذلك الرجل الثلاثيني الذي رأته لتجده وقد إختفي من أمامها و كأنه لم يكن.
عادت تجر أذيال الخيبه فقالت عمتها متسائلة مالك يا غزل كنتي بتجري ليه كده!
قالت غزل و دمعاتها تتساقط شوفته يا عمتوشوفت يحيي.
نظرت إليها عمتها بتعجب وقالت يحيي!!
أومأت غزل بتأكيد وقالت أيوة يحييكان ماشي قدامنا هناك كده و أول ما وصلت لمكانه ٱختفي.
زمت عمتها شفتيها بأسف و شفقه و مسحت علي ذراعها بلين وقالت أكيد بيتهيألك يا حبيبتييلا بينا .
إنصرفت غزل وعيناها لا تحيد عن ذلك المتجر الذي رأته بجانبه حتي إبتعدا عن ذلك المكان و أكملت شراء أغراضها و عادت إلي المنزل بعدها .
......في تلك الأثناء.......
كان يحيي يقف حانقا وهو يخلل شعره الفحمي بأصابعه مغتاظا ويقول أنا متأكد إني كنت باجي هنا دايما عندي إحساس قوي إني كنت باجي هنا كتير و ممكن يوميا كمان بس مش قادر أفتكر حاجه مش قاادر .
قال الأخيره وهو يضرب جبهته بقبضة يده بقوة ليقول مصعب معلش يا محمد إن شاءالله خير و طالما بدأت تفتكر أماكن و شوارع يبقا في أمل إن شاءاللهأهم حاجه تمشي على العلاج و متحاولش تعصر في دماغك عشان تفتكر زي ما الدكتور لسه قايللك .
قال متشائما و تفتكر يعني كلام الدكتور بتاعك ده هيفيد بحاجة !! معتقدش.
قال مصعب حانقا يا عم تفائل و خلي عندك امل باللهالمفروض أصلا كنا روحنا للدكتور من ست شهور فاتوا بس الله يسامحك بقا كنت مصمم و راكب دماغك .
وقف يحيي أمام متجر خاص ببيع زينة و فوانيس رمضان ليشرد طويلا بشئ ما فقال مصعب وهو ينتزعه من شروده في إيه!روحت فين كده !
لم يجيبه بل دلف إلي المتجر و قام بشراء ذلك الفانوس تحت نظرات مصعب المتعجبه فقال إنت جايب الفانوس ده لمين! إوعي تكون جايبه لأمي.
قال الأخيرة ممازحا لينتزع إبتسامة مقتضبه من شفتيه وقال مش عارف ساعة ما شوفت الفانوس حسيت إني حنيت كده !!زي ما أكون شفته قبل كده .
و زفر بيأس قائلا ياا عالم بقا يمكن يساعدني أفتكر حاجه.
ربت مصعب علي ظهره بشفقة وقال كل سنه وإنت طيب يا محمدرمضان باقي
عليه أقل من شهر .
أومأ يحيى موافقا وقال بقالي سنه عايش معاكوا أهوسنه متغرب عن أهلي و عيلتي اللي معرفهاش ولا أعرف إذا كانت موجوده ولا لأ .
قال مصعب مواسيا كله نصيب يا صاحبيو إن شاءالله ذاكرتك ترجعلك في أقرب وقت و ترجع لأهلك بالسلامه.
إنصرف بعدها يحيي و مصعب عائدين نحو بيتهما و يحيي يشعر بأنه قد ترك قطعة من فؤاده .
كانت يسر تفيق للتو من نومها قبل أن تري إنعكاس صورة سليمان في المرآة من أمامها فإعتدلت بمجلسها وقالت بتعجب رايح فين متأخر كده يا سليمان!
نظر إليها ليتقدم منها وهو يعدل ربطة عنقه ويقول رايح فرح غزل .
إرتفع حاجبها بنزق وقالت فرح غزل!و إنت عرفت منين إنه النهارده!!
قال وهو ينثر بعض من زخات العطر فوق يده عرفت من الفيس.
أومأت و قالت بتهكم آاااه وهو لازم تحضر الفرح يعني!
أومأ مؤكدا وقال وهو يجلس إلي جانبها علي الفراش آه يا حبيبي لازمغزل دي مهما حصل هتفضل غاليه عندي .
نظرت إليه بضيق ليضحك هو قائلا إيه يا سوسو إنتي غيرانه ولا إيه !ده أنا لو خلفت من يوم ما إتجوزت كنت خلفت قدها .
و أضاف وهو يعدل هندامه للمرة الأخيرة وقال وبعدين غزل دي متربيه في البيت ده و من صغرها و إحنا كلنا بنحبها وهي كمان بتحبنا.
لوت فمها بسخرية وقالت آااه إنت هتقوللي!
قطب حاجبيه وقال مستفهما تقصدي إيه !
هزت رأسها بنفي وقالت لا مقصدش حاجهطيب و صافيه
نظر إليها و هز رأسه لتقول أقصد يعني أكيد هتشوفها هناك هتتصرف إزاي!
زم شفتيه بعدم إكتراث وقال ولا أي حاجةكأني مش شايفها.
هزت رأسها بهدوء فنهض قائما وإنحني مرة أخري ليتحسس بطنها المنتفخ ويقول فضل مش نفسه في حاجه أجيبها وأنا جاي!
عادت برأسها للخلف تتمدد بجسدها علي الفراش وهي تمسح بحركات دائريه علي بطنها المتكور وقالت بإبتسامه ناعمه والله إنت و ذوقك يا بابا بقا شوف عايز تجيب إيه ل فضل و مامت فضل .
إبتسم إبتسامة واسعه وأشار إلي عين تلو الأخرى وقال من عنيا الاتنين يلا سلام عليكم.
خرج من شقته ليتجه في طريقه علي الفور نحو القاعه المقام بها حفل الزفاف .
كانت غزل تتأبط ذراع والدها الذي دخل بها إلي القاعه ليقوم بتسليمها إلي زوجها إرتدت فستانا هادئا بسيطا للغايه فكانت بساطته و رقته لا تتنافي مع جماله و فخامته و ٱختارت زينتها من الألوان الهادئة للغايه ف بدت ك ملكة جمال أخذت عقول الكل بسحرها و رقة طلتها.
قام والدها بإحتضانها بشدة وقد سالت دمعاته فرحا و سرورا لرؤية قطعة من فؤاده عروس ثم قام بتسليمها إلي أكرم الذي كان يقف مختالا فرحا بشده و سيماء الغبطة و السرور ترتسم علي وجهه .
دلف سليمان إلي القاعه مرتابا وهو يتفحص الأجواء من حوله حتي وقعت عيناه علي صافيه التي فور ما إن رأته حتي أشاحت بوجهها بعيدا بعد أن رمقته پغضب و كره.
تجاهل نظراتها الساخطه و تقدم من أخيها الذي فوجئ بوجوده يقول ألف مبروك يا إبراهيم...
قاطعه إبراهيم قائلا جااي ليه يا سليمان!
لم يكن سليمان يتوقع هجومه ذلك فقال جاي أبارك ل غزل يا إبراهيم..مهما كان اللي حصل بيننا بس غزل بنتي..
قاطعه إبراهيم مرة أخرى قائلا بحدة غزل بنتي أنا يا إبراهيم و صافيه كمان بنتي بأي عين جاي تبارك لواحده من بناتي وإنت دابح التانيه بسکينه تلمه !!
نظر إليه سليمان مذهولا ليستطرد حديثه قائلا لا تبارك ولا تهنيعلي رأي المثل يا نحله لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.
ثم أشاح بوجهه للجانب وقال شرفت يا سليمان.
إتسعت عينا سليمان پصدمه لينصرف كما أتي بهدوء و عاد إلي منزله.
إنتهي حفل الزفاف الذي كان رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى لتبدأ غزل في فرك أصابعها بتوتر وهي تنظر بإتجاه صافيه التي إحتضنتها بعطف و حب كبير وقالت إهدي يا حبيبتي و متقلقيش نفسك.
نظرت إليها غزل بأعين لامعه وقالت تعالي معايا يا عمتو والنبي.
إرتفعت ضحكات صافيه وقالت آجي معاكي إزاي بس يا حبيبتيأنا و بابا هنيجي نوصلك و نمشي فورا إنما مش هندخل معاكوا.
و بالفعل ذهب كلا من والدها و عمتها برفقتها حتي وصولهم إلي منزلهم برفقة كاريمان و إنصرفوا مغادرين بعد أن أوصاه والدها بحسن معاملتها و اللين معها.
دلفت غزل إلي غرفتهم وهي ترتجف خيفة و توتر ليستوقفها قائلا إستني يا غزل عايزين نتكلم شوية قبل أي حاجة.
هدأت قليلا و أومأت