رواية كاملة رهيبة
يحاول الإتصال مجددا ليصله صوت زياد الضاحك بشدة فتنهد براحه وقال إنت فين كل ده يا زياد قلقتني عليكوا.
قال زياد من بين ضحكاته المرتفعه كنت بلعب أنا و نور استغمايه و شافتني...
و عاد ليضحك بقوة فقال يحيي وهو يهز رأسه بيأس طيب خلي بالك منها وأنا شويه و جاي مش هتأخر.
_بس إحنا بقينا جعانين أوي يا بابا..أدخل أعمل أكل لنور
_حاضر.
أنهي الإتصال علي الفور و إلتقط سترته من علي ظهر المقعد و خرج من مكتبه ليلتقي ب قاسم في طريقه الذي نظر إليه متعجبا وقال رايح فين يا يحيي!
_معلش يا قاسم كمل إنت بقية الورق لإن زياد و نور جعانين و لازم أرجع البيت حالا أعمل لهم أكل.
أومأ يحيى موافقا وقال معاك حقأنا مش عارف أعمل إيه..كل ما أجيب واحده تخدمهم و تقعد معاهم تزهق من طلباتهم و شقاوتهم و تقوللك أنا ست صحتي علي قدي و عيالك أشقيا و مش عارف ايه..
قال قاسم ببساطة طيب هاتلهم sitter جليسه تفضل معاهم الوقت اللي إنت تحدده و تمشي بعدها و دي هتبقا وظيفتها يعني هتتقبل منهم كل حاجه و هتقيم سلوكهم كمان و وتساعدك كتير
أومأ قاسم وقال ده هيريحك كتير و هيخليك تعرف تركز في شغلك و في نفس الوقت تبقا مطمن عليهم.
أوما يحيي بتأكيد ليضيف قائلا معاك حق..أنا همشي دلوقتي و من بكره بإذن الله هدور علي sitter تقعد معاهم.
إنصرف سريعا ليعود إلي بيته في أقل من نصف الساعه ليجد أطفاله في إنتظاره و بمجرد ما إن دلف إلي البيت حتي ركض كلاهما نحوه ليحملهما سويا فقالت نور بابانور جعانه
نظر إليه زياد وقال عايز مكرونه و بانيه يا بابا.
أومأ موافقا وقال ضاحكا تصدق يا زيزو نفسي راحتله..مأكلتوش من إمبارح.
و أضاف ساخرا هو أبوك بيعرف يعمل غيرهم يا سي زياد..يلا خلي بالك من نور علي ما أجهز الأكل.
أعد الطعام لهم سريعا قدر الإمكان و من ثم بدأ بترتيب الفوضي التي صنعوها ليبدأ بعدها في إكمال عمله الذي لم ينجزه بالمكتب و بعدها بدأ بالبحث عن مراكز توظيف جليسات.
_أهلا بحضرتك..الحقيقه كنت عايز sitter من عندكو لمرافقة طفلين 3 و سنين.
تحت أمرك يا فندم و حضرتك تحب تحدد ساعات العمل!
_أه ياريت يكون من 10 الصبح ل المغرب.
تمام..هنحتاج من حضرتك العنوان و تسيبلنا رقم تليفون نتواصل مع حضرتك من خلاله و في خلال يومين بإذن الله هنرد عليك.
ثم أملاها عنوان منزله و رقم هاتفه وأنهي المكالمه ليذهب و يقوم بتحضير طعام العشاء لأطفاله و من بعدها جلسوا ليتناولوا عشائهم سويا.
_بابا هي ماما مش هتيجي تقعد معانا ليه
تسائل زياد بعفوية و براءه فقال يحيي بتخبط ليه هو أنا مش كفايه يا زياد
نظر إليه الطفل بعدم إستيعاب ليقول هو ببساطة هو أنا مش بعمل لكوا كل اللي إنتوا عاوزينه يا زياد! و من بكره في واحده هتيجي تقعد معاكم و تلعب معاكم و تخلي بالها منكم علي ما أرجع من الشغل.
أومأ الطفل بهدوء و كأنه لم يفهم شيئا أو لم يصل للإجابه التي كان ينتظرها منه ليعود يحيي و يقول بنبرة أكثر حنانا بص يا زيزو..من هنا ورايح أنا و إنت و نور هنعيش مع بعض هنا...
قاطعه الصغير متسائلا طيب و ماما
أشاح يحيي بوجهه للجانب وقال مش هتبقي معانا
_هتفضل مع عمو سليمان و النونو فضل
نظر إليه يحيي بقوة وقال بإستنكار فضل مين
أجاب زياد النونو بتاع ماما و عمو سليمان..عمو سليمان قاللي إن ماما هتجيب لنا نونو إسمه فضل...
إحمر وجهه و برزت عروق وجهه الغاضبه بشدة ليصيح بعصبية بالغه وقال كمل أكلك يا زياد عشان تدخلوا تناموا يلاااا.
نظر إليه إبنه شاحب الوجه و أدمعت عيناه مما أثار غضبه أكثر و جعله يلقي بملعقته من بين يده و ينهض عن المائدة پغضب چم ثم
ذهب إلي الشرفه و وقف ېدخن سېجارة تلتها أخري و أخريات كثيرات وهو مغمض العينين شاردا بها.
وحدها هي من إمتلكت قلبه و إستطاعت الإستحواذ عليه و وحدها من إستطاعت النيل منه و من قلبه و ډمرت حياتهوحدها أيضا من جعلته يتمني المۏت آلاف المرات.
بين بكاء و نحيب كان يتبدل حالهامن سئ إلي أسوأ كانت تمر أيامهافقدت لذة الحياة منذ أن رحل الجميع من حولها و اولهم كان هوو من بعد أن بدأت تصمد و تواجه مجددا سددت لها الحياة ضړبة قاسېة أودت بها.
مر أكثر من أربعة أشهر علي ۏفاة أكرم و والدته و مثلهم علي عودة يحيي الذي لا تعرف عنه سوي أنه علي قيد الحياة.
كانت تنفرد بآلامها و تجلس بغرفتها وحيدة قبل أن تستمع إلي طرقات علي باب غرفتها فأذنت بالدخول لتجد والدها و عمتها يتقدمان نحوها و من ثم جلسا إلي جوارها فبادر والدها بالحديث قائلا مالك يا غزاله!شاردة لوحدك ليه
إبتسمت لتشبيه والدها وقالت مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله.
ربت علي ذراعها بحنان و قال المحامي بتاع أكرم الله يرحمه كان بيكلمني دلوقتي و بيقوللي إنه هييجي بكره يتكلم معاكي عشان موضوع الورث و كده.
قالت بهدوء ورث إيهأنا مش عايزة حاجة يا بابا.
قال والدها متفهما يا حبيبتي جوزك الله يرحمه مكانش ليه حد..و كل اللي يملكه ده من حقك..لكن دي حريتك الشخصيه لو مش عايزة حاجة ممكن تتبرعي بالفلوس دي للجمعيات الخيريه او تفتحي بيها مشروع خيري يكون صدقه جاريه على روحه و روح والدته الله يرحمها...اللي تشوفيه إنتي.
إبتسمت وقالت معاك حق يا بابا أنا هعمل كده فعلا.
أومأ موافقا ثم قال بإذن الله لما المحامي ييجي خليه يفهمك إيه اللي المفروض يتعمل و يساعدك هو في الموضوع ده.
برز صوت صافيه تقول بهدوء زينب كانت بتكلمني من شويه.
إرتسم الفرح و السرور علي محياها و قالت بلهفه في أخبار عن يحيي
نظر إليها والدها بيأس لتنكمش ملامح وجهها وهي تحاول مداراة لهفتها لتكمل صافيه حديثها وتقول يحيي راحلهم البيت.
بتلقائيه شديدة و دون وعي منها إمتدت يدها لتضعها فوق صدرها موضع قلبها تحاول تهدأة ضربات قلبها المتلاحقه وقالت بصوت مهزوز وبعدين
_بتقوللي كان زعلان جدآ و واخد موقف منهم كلهم حتي أبوه مش قابل يكلمه و خد عياله و حاجتهم و مشي.
أومأت غزل برأسها تستحثها بحماس عينيها علي إسئناف حديثها فقالت و بتقول إنه طلق يسر.
إتسعت إبتسامتها و إنشرح قلبها فتساقطت العبرات من عيناها لا إراديا و تمتمتزفي نفسها تحمد الله.
قال إبراهيم متحفزا وبعدين
أجابت صافيه قائلة و بتقول كمان إنه صفي فلوس المحل بتاعه و طلب منهم الفلوس اللي كان عاطيها ل سليمان أيام الشقة بتاعة القاهرة اللي كان باعها و خسر فيها دي.
أومأ إبراهيم متفهما وقال يحيي هينتقم من أخوه و مراته..قلبه إسود من الصدمه و القهرة و بقا إنسان تاني.
_حقه يعمل أكتر من كده!
نطقتها غزل بإندفاع لينظر إليها أبيها ويقول البني آدم لو ساب نفسه للإنتقام يبنتي يبقا كده بيظلم نفسه..بيتحول بالتدريج من شخص طيب و هادي و نضيف لشخص تاني إسود و مليان كره و غل و حقد علي اللي حواليه و تيجي تبصي تلاقي نفسك مش طايقه تعاشريه ولا تتكلمي معاه عشر دقايق علي بعض حتي.
شردت يسر بحديثه بينما نهض هو واقفا وقال أنا هدخل أنام و خليكوا إنتوا قاعدين..تصبحوا علي خير.
كان متجها نحو غرفته قبل أن يستوقفه رنين هاتف غزل فتسائل مين يا غزل
أحابته وهي تجيب الإتصال ده تليفون من الشغل.
_ألو..أيوة يا أستاذه رضوي ٱزيك
الحمدلله يا غزل إنتي أخبارك إيه
_بخير والحمد لله..أؤمريني
بصي يا غزل..في واحد محتاج جليسة لطفلين عندهم 5و 3 سنين..كلمت إسراء و لبني قالولي كلمي غزل هي نفسها من زمان ترافق أطفال في السن ده فقولت اكلمك و أشوف لو مستعده للشغل في الفترة دي او لا.
نظرت غزل إلي أبيها الذي هز رأسه مستفهما فقالت تمام يا أستاذه رضوي هشوف رأي بابا و أرد عليكي.
أنهت الإتصال فقال والدها في إيه يا غزل
قالت وهي تعلم جوابه أستاذه رضوي بتقوللي إن في واحد محتاج جليسة لطفلين و هي رشحتني ليه يعني....
قاطعها قائلا لأ طبعا مينفعش خروج اليومين دول.
نظرت إليه صافيه وقالت ليه يا إبراهيم مهي كملت عدتها خلاص.. وبعدين إنت مش شايف نفسيتها تحت الصفر ازاي
نظر إلي صافيه محذرا وقال صاااااااافيه..مش عايز كلام كتير في الموضوع ده..قولت لأ يبقا لأ.
نظرت غزل إلي والدها بحزن شديد مما جعله يزفر مستغفرا ثم قال إنتي بتبصيلي كده ليه
نظرت
إليه قائلة مفيش يا بابا.
إقترب منها و جلس إلي جوارها مجددا وقال يا غزل أنا خاېف عليكي..إنتي دلوقتي بقيتي أرمله يا بنتي يعني الحال إتغير..إنتي مش صغيره و عارفه الناس في مجتمعنا بقت مريضه ازاي..أنا مش عايز حد يضايقك بكلمه.
نظرت إلي والدها بضيق وقالت لحد إمتا يا بابا هتفضل خاېف عليا
_لحد ما أموت.
أجابها ببساطه لتتنهد قائلة و الدموع تملأ عيناها بعد الشړ عنك..يا بابا إسمعني لو سمحت..أنا محتاجه أرجع الشغل جدآ الفترة دي..تعبت من القعده و زهقت و عندي طاقه محتاجه أستغلها.
نظر إليها بتفحص وقال تضمنيلي إن محدش يضايقك
أحابت بمنطقية شديدة لأ طبعا مقدرش أضمن لك حاجه زي دي..لازم هتعرض لمضايقات و مواقف تزعلنيأنا مش هعيش لوحديأنا لازم هختلط ببشر و هقابل منهم الكويس و الۏحش و في كلتا الحالتين أنا هستفيد.
أضافت صافيه بالمزيد تحاول إقناعه وقالت غزل معاها حق يا إبراهيم..التعامل مع الناس هو اللي هيقويها و يخليها تعرف تميز بين المعادن اللي قدامها و متنخدعش في حد بسهوله.
نظر إليهم ينقل بصره بينهما وقال خلاص إتفقتوا عليا إنتوا الإتنين!إعملوا اللي إنتوا عايزينه.
نظرت غزل إلي صافيه بفرحه شديده وقالت متحرمش منك أبدا يا بابا.
ربت علي ظهرها وقال ولا أتحرم منك يا حبيبة أبوكي..يلا نامي وإنتي مبسوطه بقا و قومي بكرة روحي شغلك و إفرحي..أهم حاجة ترجعي غزل بتاعة زمان اللي كلها شقاوة و دلع.
أومأت بموافقه و علي الفور قامت