رواية كاملة رهيبة
بإبلاغ مديرة المركز بموافقتها فأعطتها العنوان الذي ستذهب إليه في الصباح لتخلد إلي النوم سريعا وهي تمني نفسها ببداية جديدة.
إستيقظت غزل بنشاط و همة قد إستعادتهما مجددا بعد أن فقدت كل شئ حتي شغفها بالحياة منذ الأحداث المتواليه مؤخرا.
إستعدت و تأنقت و إرتدت أحلي ثيابها و خرجت من بيتها قاصدة ذلك العنوان الذي أعطته لها مديرة المركز فإستقلت سيارة أجره و إتجهت نحوه.
_أيوة يا غزل وصلتي ولا لسه
إبتسمت بعدم تصديق و قالت يا بابا يا حبيبي ما حضرتك لسه قافل معايا من خمس دقايق و قولتلك لسه في الطريق.
تأفف قائلا مش عارف أنا المشوار ده مش مرتاح له ليه!
إبتسمت بلطف وقالت يا حبيبي متقلقش أنا مبسوطه و مرتاحه و الدنيا زي الفل الحمد لله..يلا أنا وصلت أهو..شويه و هكلمك أطمنك عملت إيه
أجابته بتلهف و عدم تركيز حاضر حاضر متقلقش..يلا باي.
قال حانقا طبعا مش فاضيالي..مستعجله حضرتك.
ضړبت جبهتها بيأس و قالت..يا بابا يا حبيبي انا وصلت متأخره عن الميعاد اللي كان المفروض أوصل فيه.. يعني شكلي زباله من أول يوم و إنت عارف الإنطباعات الأولي تدوم و أنا مش عايزه الباشمهندس ياخد عني إنطباع إني مش ملتزمه في مواعيدي من أولها.
_أخرتها فل إن شاءالله..يلا أنا طالعه علي السلم أهو..هكلمك بعدين.
أنهت المكالمه وهي تضع هاتفها بحقيبتها و باليد الأخري تطرق الباب لينفرج فورا قبل ان تنظر إلي الواقف أمامها وتقول صباح الخي....
بترت كلمتها عندما رأته يقف أمامها لتتمتم بذهول و عدم تصديق وقد شعرت بأن قلبها سيتوقف من شدة الصدمه وقالت يحيي!!
بترت كلمتها عندما رأته يقف أمامها لتتمتم بذهول و عدم تصديق وقد شعرت بأن قلبها سيتوقف من شدة الصدمه وقالتيحيي!!
نظر إليها يحيي بذهول لا يقل عن ذهولها و تمتمغزل!مش معقول!!
في غضون ثواني معدودة كانت قد بكل ما أوتيت من قوة وقد نست العالم بأكمله من حولها.
تفاجأ قليلا و لكنه ربت علي ظهرها مبتسما لتبتعد هي عنه وقد نبهها عقلها علي الفور بما فعلته لتنظر إليه بأعين باكيه و قالت و دمعاتها تهطل علي وجنتيهايحيي!أنا مش مصدقه نفسي!
تراقص قلبها فرحا فور أن إستعادت لقبها القديم لتضحك بقوة وقد فقدت السيطرة علي جميع إنفعالاتها وقالت بصوت مهزوزالحمد لله إنت إزيك
أومأ بهدوء و قالالحمد لله..إنتي بقا ال sitter يا ستي
هزت رأسها بحماس أن نعم ليبتسم قائلاطب تعالي إدخلي.
و أضاف ممازحاجيتي لقضاكي!
ضحكت بشدة ليقولالبرنس زيزو و البرنسيسه نور أمانتك لحد ما أرجع.
نظر إليها مبتسما بلطف وقالبعدين هنبقا نتكلم لإني حاليا متأخر عن الشغل بسبب سيادتك مخصوم منك خمسين قرش غرامة تأخير.
إرتفعت ضحكاتها ليضحك بدوره ثم قاليلا ربنا معاكي و لو إحتاجتوا حاجه كلموني علي تليفون الشغل هتلاقي الرقم جمب التليفون.
أومأت غزل بتأكيد وقالتمتقلقش..تروح و ترجع بالسلامه إن شاء الله.
إبتسم ببشاشه وقالإن شاء لله..يلا مع السلامه.
ثم إنحني ليمنح كلا من طفليه حانية ودعهم بها و إنصرف مغادرا لعمله.
أغلقت الباب خلفه لتستند بظهرها عليه وهي تنظر أمامها بإبتسامه حالمه و دمعاتها تهطل فوق وجنتيها بفرحة لتسرع علي الفور و تقوم بالإتصال ب صافيه التي أجابت بهدوء قائلة أيوة يا غزل وصلتي يا حبيبتي
_عمتو أنا شوفت يحيي!!
هكذا أجابت غزل إجابة لا تمت للسؤال بصله لتتسائل صافيه بتعجب وقالتبتقولي إيه شوفتي يحيي
أومأت غزل برأسها وهي تمسح دمعاتها وقالت أيوة شوفته مش هتتخيلي فين
تسائلت صافيه بلهفه وقالتشوفتيه فين!
أجابت غزل وقالت عنده في البيت!
_إيه!عنده في البيت عنده في البيت إزاي يعني
إبتسمت غزل و أردفت هو يبقا الباشمهندس اللي عايز جليسة لأولاده.
إرتفع حاجبي صافيه بتعجب و قالتمعقوله!! طيب أنا عايزة أكلمه..ولا أقوللك إديني العنوان و أنا جايه..
قاطعتها غزل قائلةلا جايه فين إستني هو مشي أساسا راح شغله..و بعدين بلاش تستعجلي إحنا مش عارفين هو دماغه فيها إيه دلوقتي.
إقتنعت صافيه بحديثها فقالت معاكي حقطيب إقفلي دلوقتي لما أروح أقول ل إبراهيم.
_لااااا.
صدح صوت غزل جهورا وهي تنهي صافيه عن فعل ذلك ثم قالت لاا يا عمتو إوعي تقولي ل بابا أنا ما صدقت وصلت ل يحيي.
ثم إستأنفت حديثها تقول بتوضيح أكثر إنتي عارفه موقف بابا من يحيي إيه و من قبل ما يرجع ما بالك بقا لو عرف إني شغاله جليسه لأولاده و بقعد عنده في البيت كل الفترة دي و بشوفه و بيشوفني كل يوم.
تسائلت صافيه بصوت خاڤت وقالتيعني إيه!مش هتقولي له!
_ايوة مش هقولله أخوكي راسه ناشفه و إنتي عارفه و أنا معنديش إستعداد بعد ما لقيت يحيي أتحرم منه تاني!
بس ده لو عرف إنك مخبيه عليه هيزعل منك زعل جامد يا غزل و مش بعيد يقاطعك فيها أنا شايفه إن الصراحه أقصر الطرق لإقناعه بدل ما تخبي عليه و يعرف و يزعل منك.
_لا إن شاء الله مش هيعرف سيبيها بس لوقتها و بعدين ربنا يسهل.
ربنا يستر يا بنتي و تعدي علي خير و إنتي بتعملي إيه دلوقتي
_أنا هقفل معاكي و أشوف زياد و نور بقا.
تمتمت صافيه بصوت حنون وقالت حبايبي وحشوني أوي بالله عليكي تصوريهم و تبعتيلي الصورة أشوفهم.
إبتسمت غزل و قالت حاضر يا عمتو من عنيا.
و أنهت المكالمه لتتقدم من زياد و نور اللذان كانا يلتفان حول الطاوله الصغيرة يتناولان فطورهما ليبتسم زياد إبتسامه مشعه فور أن رآها و قال غزل وحشتيني.
و إنتوا كمان وحشتوني أوي يا زياد.
زياد إنتي جايه تعملي إيه عندنا
تصنعت الڠضب وقالت إيه ده هو إنت مش عايزني ألعب معاكوا و أقعد معاكوا نرسم و نلون و نعمل كل الحاجات اللي بتحبها علي ما بابا يرجع من الشغل
إنبسطت أساريره فرحا وقال إيه ده بجد! يعني هتقعدي معانا حبه كتير و مش هنقعد لوحدنا تاني
أومأت بإبتسامه وقالت أيوووون و يلا بينا نخلص فطارنا بقا عشان نبدأ نلعب سوا و نتسلي.
تحمس زياد كثيرا و راح يلتهم ما تبقي بطبقه بشغف كبير بينما كانت هي تتطلع نحوهما بحب كبير و هي تستعيض بهم عن ما فقدته في أبيهم من فراق و غياب طال كثيرا آمله أن القادم لن يحمل لها في طياته سوي كل شئ جميل و الذي سيكون بإمكانه أن يضمد چراحها و يجبر كسرها و يعيد إليها روحها.
كانت تجلس بغرفتها تتطلع نحو الفراغ من أمامها و سمحت لدمعاتها أخيرا بالفرار من بين محجريها بعد أن حاولت منعهم طويلا
حتي تبدو صامدة كل الوقت.
لم تكن تتخيل يوما أن تكون تلك نهايتها و أن تفقد أولادها أيضا و تبقي صفر اليدين.
إزداد بكاؤها الحار پقهر لتتمتم في نفسهاإصبري يا يسر لسه الحكايه منتهتش..يحيي هيفضل ليكي طول العمر بس إنتي شغلي دماغك و إلعبيها صح.
أمسكت بهاتفها و قامت بالإتصال بصديقتها التي أجابتها قائلةأيوة يا سوسو عامله إيه يا حبيبتي
_الحمد لله يا إيمان إنتي أخبارك إيه
أنا كويسه الحمد لله..طمنيني وصلتي لفينو رجعتي لجوزك ولا لأ
إبتسمت يسر بسخريه وقالتهه..أنهو واحد فيهم
_يحيي طبعا يا بنتي ده إنتي مش هتصدقي جوزي بيقوللي إيه إمبارح..كان سهران مع جماعه أصحابه في نايت كلاب علي البحر لقيته جاي بيقوللي مش هتصدقي شوفت مين هناك.
همممم
_بيقوللي شوفت يحيي الهنداوي و معاه واحد كده إتهيألي إن هو سليمان أخوه بس لما ركزت لقيته قاسم عبدالرحمن صاحب شركة الإستيراد و التصدير اللي إبن عمته شغال أمن فيها.
_بتقولي إيه!
قالتها يسر بلهفه وهي تجلس متأهبه بحماس لإستماع المزيد فقالت صديقتها والله يا بنتي زي ما بقوللك كده..و بيقوللي إن يحيي إتغير أوي و بقا حاجه كده هاي كلاس شبه رجال الأعمال بجد .
تمتمت يسر بذهولمعقوله!
_أه والله يابنتي زي ما بقوللك كده..يحيي بقا حاجه كبيرة إشبطي فيه بإيديكي و سنانك بقا.
تنهدت يسر بلوعة و قالتبعد إيه بقا ما خلاص كل اللي بيننا إنتهي.
_يا غبيه إنتي شغلي دماغك طول ما بينكوا ولاد يبقا مفيش حاجه إنتهت و إنتي من حقك حضانة ولادك و لو حرمتيه منهم هتلاقيه هو اللي بيلف حواليكي عشان عياله.
إعتدلت يسر بمجلسها وقد إتخذ الحديث مجري جديا أكثر وقالت بإهتمام تفتكري يا إيمان
قالت الأخري ببساطةأيوة طبعا عالعموم هقفل أنا عشان خارجه و هستناكي تبقي تطمنيني عليكي.
أنهت يسر المكالمة و ألقت بالهاتف إلي الفراش بإهمال و راحت تتفكر و تتدبر كيف لها أن تحتل قلبه من جديد!
عند غزل والتي كانت تجول و تصول بالمنزل ټشتم رائحة عطر يحيي التي تفوح بكل أرجاء المنزل تتلمس أغراضه و تطوف يداها علي ملابسه بخفه تتخيل أنه ها هنا ينام و هنا يجلس و هناك يأكل تتأمل تفاصيل المنزل بأعين عاشقه منذ الصغر.
قامت بفتح كل نوافذ البيت كي تسمح لأشعة الشمس أن تدخل البيت و تغمره بالكامل ثم بدأت في ترتيب الفوضي التي صنعاها نور و زياد و بعد أن إنتهت جلست إلي جوارهم و تسائلت بلطف هاا يا سكر منك ليها تحبوا تاكلوا إيه على الغدا.
أجاب زياد بغتة أي حاجه غير مكرون و بانيه بابا كل يوم بيعملهم.
إبتسمت وقالت بلاش مكرونه و بانيه إنت نفسك تاكل إيه وأنا أعمله.
راح الصغير يدق بإصبعه علي ذقنه بتفكير ثم قال إعملي رز و بطاطس لونها أحمر و كرات لحم.
_كرات لحم! إنت بتكلمني بالفصحي يا زياد فكرك مش هفهم!
قالتها وهي تداعب الصغير و تدغدغه بقوة لينفجر ضاحكا بقوة قبل أن تتقدم منها نور وتقول غزل زغزغيني.
ضحكت غزل بإتساع و حملتها محتضنه إياها بشدة وهي تقول إنت تتاكل يا جميل إنت .
غزل يلا إقعدوا كملوا التلوين ده و أنا هدخل أعمل الأكل.
ثم نظرت إلي زياد وقالت مصطنعه الجدية هل تريد شيئا إضافيا بجانب الأرز و كرات اللحم يا سيدي المبجل
أومأ زياد نافيا بإبتسامة لتنصرف هي نحو المطبخ ثم بدأت في إعداد الطعام لهم ليرتفع رنين هاتفها فنظرت بالهاتف لتجد والدها يقوم بالاتصال بها فأجابت بتوتر أيوة يا بابا.
_إيه يا غزل مبترديش لي! التليفون سخن في إيدي من كتر مانا عمال أكلمك بقالي ساعه.
معلش يا حبيبي والله أنا آسفه كنت بس بجهز أكل للكتاكيت اللي أنا قاعدة معاهم.
_أاه.. و إيه الأخبار!
كله فل الحمد