رواية كاملة رهيبة
جثا أرضا علي ركبتيه وقد خارت قواه بالكامل لينفجر باكيا بقوة وقد إعتلي صوت نحيبه لأول مره يمر بمثل ذلك الموقف أو يشعر مثل ذلك الشعور إنه حتي لا يستطيع وصف شعوره الآن ليضم ركبتيه إليه و أسند رأسه إلي يديه اللتان تحيطان جسده و إنخرط في بكاء مرير.
بتوتر و ضيق و ملامح وجه متجهمه إلي أبعد حد.. كانت يسر تزرع الغرفه ذهابا و جيئة و عقلها ما زال لا يستوعب ما تعرضت له اليوم.
تمتمت بتوعد و ڠضب لينفرج الباب بقوة و يدخل زوج والدتها بهدوء ثم بسط كفه أمامها وقال إيدك عالمعلوم.
نظرت إليه بكره شديد وقالت بقوللك إيه إنت كمان إخفي من وشي الساعه دي ألا أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي.
هأوأوأووو..لا يا حبيبتي شغل السبع ورقات ده ميمشيش معايا يا روح ماما إنتي مش كنتي عند طليقك النهارده في شقته
أيوة طبعا مراقبك و عارف بتروحي فين و تيجي منين أصل اللي زيك مش مضمون بصراحه فأنا لازم أكون مأمن نفسي.
طالعته بإحتقار ليقول ببرود متبصيليش بقرف كده يا سوسو و قبي بالجنيهات.
صاحت بعصبيه مفرطة مفيش زفت..يحيي طردني من بيته أصلا.
قهقه ساخرا وقال يخص حد يطرد حتة الجمارة دي والله راجل دغف ولا بيفهم.
_لااا..عيال مين إنتي كمان! المشرحه مش ناقصه قتلي يا بنت مراتي و أديكي شايفه إعقلي كده و سيبي العيال عايشين متبغددين في عز أبوهم بدل ما تجيبيهم هنا يسرحوا مع اخواتك بمناديل في الإشارات.
زفرت بقوة ثم قالتأعمل إيه يعني
إقترب منها و وقف إلي جانبها وهو يشير إلي عقلها بإصبعه وقال تشغلي ده!..الراجل لما بيلاقي الواحده مدلوقه عليه زي الهبله شبهك كده بيركب و يدلدل رجليه و يقول شي كمان إنما بقا لو لقاها عاشت حياتها و عرفت غيره و رمت طوبته عرق الكرامه ينقح عنده وهو اللي يلف وراها من تاني.
عادت غزل إلي بيتها و دخلت غرفتها بهدوء أثار حفيظة والدها و عمتها فقال إبراهيم مالها دي! لما أقوم أشوفها!
إستوقفته صافيه قائلة لا يا إبراهيم بلاش دلوقتي هي شكلها راجعه مضايقه سيبها براحتها.
قاطعته قائلة لا متقلقش أكيد مش كده هي ممكن بس مرهقه شويه ولا حاجه أنا هقوم اشوفها دلوقتي.
دلفت غزل إلي غرفتها محاولة التماسك بكل ما أوتيت من قوة و بمجرد ما إن أغلقت الباب حتي أجهشت في بكاء ضار أعياها و أنهك روحها الهشه ف راحت تنتحب پقهر و ذلك المشهد يأبي الفرار من مخيلتها.
بعجالة..إمتدت يداها تزيل تلك الدموع عن وجهها فورا عندما إستمعت إلي صوت طرقات الباب فأذنت بالدخول لعمتها و التي تعلم بصوت طرقتها المميزة فقالتادخلي يا عمتو.
أدارت صافيه مقبض الباب ببطء و تقدمت للداخل لتجد غزل تقبع فوق فراشها و ملامحها يكسوها الحزن و الأسى فإقتربت منها و جلست إلي جوارها واضعه إحدي يديها علي كتفها وقالت بإهتمام مالك يا غزل
كإنما كانت غزل تنتظر ذلك السؤال البسيط لتدخل في نوبة بكاء أخري أقوي و أعتي من ذي قبل وقالت بصوت متهدج رجعلها يا عمتو!
إنزوي كلا حاجبيها و تسائلت تقصدي مين!
_يحيي رجع ل يسر!
حملقت بها صافيه بدهشه وقالت بتهزري! معقول ده!
أومأت غزل بتأكيد وقالت لقيته النهارده جاي و إيديها في إيديه و قاللي تقدري تروحي إنتي!
هزت صافيه رأسها تباعا بعدم تصديق وقالت لأ مستحيلأنا واثقه إن في حاجه غلط.
إبتسمت غزل بتهكم وقالت لأ يا عمتو مش مستحيل يحيي لسه بيحبها و الدليل إنه رجعها معاه شقته النهارده و كله حماس و فرحه أنا شوفت كده في عينيه شوفت فرحه مستخبيه و لهفه بيحاول يداريها مش عارف و هي كانت كل نظراتها بتتحداني
كإني عدوتها زي ما تكون بتقوللي أدبيني خدته منك تاني أهو.
ثم تابعت و نظرت ل صافيه و تسائلت بحزن هو أنا للدرجه دي يا عمتو باين عليا إني بحبه!
طالعتها صافيه بأسي و إشفاق لتستأنف حديثها وهي تنظر أمامها بشرود وقالت طب لما هو باين عليا كده مخدش باله مني ليه!
و أكملت بشهقات متواليه ده أنا طول عمري جمبه و قدام عنيه عمره ما فهم يوم إني بحبه مع إنه لو كان بيفهم كان فهم إن محدش حبه ولا هيحبه زيي أنا اللي عيشت عشانه سنين من عمري من غير ذرة أمل إنه يكون ليا في الأيام عيشت عشانه و فضلت وفيه ليه حتي بعد ما قالوا ماټ مراته دي عاشت حياتها بالطول والعرض و أنا اللي حزنت عليه من قلبي حتي لما وافقت و إتجوزت أطيب واحد في الدنيا منعت نفسي عنه عشان مكنتش عارفه أخون يحيي مع إني في الحقيقه كنت بخون جوزي لمجرد تفكيري في واحد تاني وأنا علي ذمته!..بس خلاص.
أردفت بالأخيرة وهي تمسح دمعاتها مجددا وقالت بجديةخلاص كل الهبل اللي أنا كنت فيه ده لازم أفوق منه كويس إنه رجعلها أصلا يشبعوا ببعض.
تصنعت عدم الإكتراث وهي تنطق بالأخيرة فندرت لها صافيه و قالت يعني ناوية علي إيه
قالت بصرامة ولا حاجه مش هروح هناك تاني مامتهم ترعاهم بقا حتي لو ه......
بترت كلمتها عندما إرتفع رنين هاتفها فأجابت ألو
_أيوة يا غزل إلحقي إحنا خايفين أوي بابا بيكسر في الشقه و هييجي يكسر الأوضه بتاعتنا كمان!
كانت تلك كلمات زياد الذي ألقاها پخوف و صوت مرتعش لتنهض مسرعة وهي تقول بلهفه في إيه يا زياد ماله بابا
إختفي صوت نشيج الصغير بينما برز صوت تهشيم فوضوي جعل قلبها يسقط أرضا بهلع و خرجت من غرفتها ملتقطة حقيبتها و أسرعت نحو الباب بهلع متجاهله نداءات والدها المتكررة.
علي الفور أوقفت سيارة أجره و إستقلتها متوجهه نحو بيت يحيى لتتلقي إتصال من والدها أجابته بسرعة أيوة يا بابا معلش أنا آسفه علي اللي حصل.
_في إيه يا غزل إنتي جريتي كده رايحه فين
تلعثمت قليلا ثم قالتجالي تليفون من الولاد اللي بقعد معاهم بيقولوا إن باباهم بيكسر في الشقه و خايفين يأذيهم.
قال إبراهيم محوقلا لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم طب و إنتي هتعملي لهم إيه يا بنتي ده أبوهم! إرجعي ليعمل فيكي حاجه إنتي كمان.
_أرجع إزاي يا بابا! و إفرض عايزين مساعدة!أيوة هنا لو سمحت.
قالت الأخيره وهي تنزل من التاكسي مسرعه وقالت لوالدها أنا وصلت أهو بعدين هكلمك.
أنهت المكالمة و صعدت إلي الشقه فورا و طرقت الباب بحدة طفيفه لينفرج الباب و يظهر من خلفه زياد و الذي يضع يده فوق فمه يكتم صوت بكاؤه حتي لا يستمع إليه أبوه فچثت غزل علي كلتا ركبتيها و ه بقوة ليقولأنا خاېف يا غزل و نور كمان بټعيط و خاېفه.
ربتت علي وجنتيه بكفيها وقالت متخافش يا حبيبي إدخل علي أوضتك وأنا معاكوا هنا متخافش
هرول الصغير مسرعا لغرفته في حين تقدمت غزل بتوتر و وچل من غرفة يحيي لتجده يجلس علي الأرض بعشوائيه و بيده يبدو أنها قد سبقها كثيراث نظرا إلي تلك المنفضه المكتظه ببقايا السچائر.
وقفت أمام باب الغرفه بقلق لا تدري هل تتقدم أم تتراجع و قبل أن تحسم أمرها وجدته ينظر نحوها متعجبا ثم قالغزل! إيه اللي رجعك تاني!
دلفت إلي الغرفه و إقتربت منه قليلا ثم وقفت أمامه وقالت زياد كلمني و قاللي إنك بتكسر في الشقه و كان مړعوپ.. في إيه
قالتها وهي تجوب ببصرها أنحاء الغرفة ثم عادت لتنظر إليه فوجدته شاردا ينظر إلى نقطه وهميه مصمته ويقولفي رخص!
قطبت حاجبيها بتعجب وإستفهام بينما إستطرد هو قائلا دناوة جشع في قلوب سودا و عنين ميملهاش غير التراب.
تنهدت ب حيرة و جلست إلي جانبه تستمع إلي ما يقوله بإهتمام لينظر إليها قائلا كانت مفكره إني هقبل بيها تاني!
و إنفجر ضاحكا بهيستيريه تحت نظراتها المندهشه ليقول هو أنا كان المفروض أرجعها ليا من تاني يا غزل!
إلتزمت الصمت و لم تجيب فقال مهما كنت بحبها والله لو الهوا اللي بتنفسه بين إيديها أهون عندي أموت ولا أعيش مع إنسانه زي دي تاني.
ساد الصمت بعدها لدقائق كان هو قد أخرج أخري و هم بإشعالها قبل أن تنتزعها من بين إصبعيه بغتة و تلقيها أرضا بحدة وهي تقول كفاية زفت بقا!
نظر إليها متعجبا لتقول و لما إنت مش عايز ترجعها و لا طايق تشوفها زي ما بتقول كده كنت جايبها معاك ليه!
إعتدل بمجلسه ناظرا إليها بثبات وقال كنت عايز أشوف نظرة الذل في عنيها مش أكتر!
نظرت إليه بإصغاء ممعن فقال كنت عايز أنتقم منها علي كل دقيقه ضيعتها ببكي و قلبي محروق عشان أفتكر أنا مين و نفسي أرجع
لأهلي.
_و إنتقمت!
تسائلت غزل بفضول أقرب منه للتهكم ليومأ هو موافقا وقال عرفتها قيمتها إيه..كرهتها فيا و في نفسها..خليتها بعد كده تفكر مين هو يحيي اللي كانت متجوزاه قبل كده و مين يحيي اللي شافته النهارده.
و أكمل قائلا هي السبب! كل حاجه في حياتي باظت و إتلخبطت بسببها من أول علاقتي بأمي الله يرحمها اللي كانت دايما في شد و جذب بسببها لحد ما إتسببت إن بيتنا إتفكك و كل واحد فينا في ناحيه دلوقتي.
ظلت صامته لينظر نحوها و الحزن يطغي علي ملامحه وقال هو أنا وحش للدرجه دي يا غزل! يعني متحبش
إنفطر قلبها لرؤيته هكذا و أدمعت عيناها ليعود ويكمل تساؤلاته قائلا هو أنا مستاهلش إني أتحب بصدق!
_أكيد تستاهل يا يحيي!
أجابته بلهفه وقالتأكيد تستاهل بس مش شرط تكون دي بس اللي بتحبك جايز ربنا زرع حبك في قلب واحده تستاهلك و بتحبك أكتر من دي مليون مرة.
إبتسم ساخرا وقال لأ كل دي خرافات إذا