الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة رهيبة

انت في الصفحة 32 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت عشرة عمري و أم اولادي محبتنيش مين دي اللي هتحبني!
_أآ..أنا يا يحيي!
نظر إليها يحيي مصډوما و سرعان ما تحولت صډمته إلي ضحكات متتابعه جعلتها تشعر بأن الډماء ستنفجر من عيناها لينظر هو نحوها ويقول أنا بتكلم في إيه و إنتي بتتكلمي في إيه يا غزل! أنا أقصد حب من......
لم يكمل حديثه وأشار لها قائلا خلاص خلاص إنسي.
قهرت دمعاتها كي لا تسيل و تزيد الأمر سوء و أومأت بإقتضاب ليقول متسائلا إنتي رجعتي تاني إزاي و جوزك سمحلك أصلا
نهضت وقالت بإقتضاب حاد أنا جوزي مټوفي يا يحيي.
نهض سريعا خلفها وقال بإهتمام متعجببجد
دون أن تنظر له أكدت بإيماءه من رأسها ثم قالت الله يرحمه ماټ بعد فرحنا بأسبوع.
فرغ فاه من فرط الصدمه و غمغم بحزن و تأثر شديد قائلالا حول ولا قوه الا بالله ربنا يرحمه يا غزل أنا آسف مكنتش اعرف...
هزت رأسها بهدوء وقالتحصل خير أنا همشي بقا بما إني إتطمنت عليكوا و إدخل هدي زياد و نور عشان خايفين منك.
مسح وجهه بضيق و أومأ موافقا فقالت و يستحسن تنام معاهم في أوضتهم النهارده لحد ما المكان ينضف بكرة.
أومأ قائلا بكرة الست اللي بتنضف هتيجي متشغليش دماغك إنتي بس يا ريت لو أمكن تيجي بدري شويه عشان عايز أنزل بدري و مش هينفع أسيبهم لوحدهم علي ما إنتي تيجي!
بهدوء..وافقته بإيماءه وقالتإن شاء الله تصبح على خير.
غادرت الغرفه و المنزل بأكمله و أوقفت تاكسي عائدة به إلي البيت و عقلها لا يزال شاردا يستذكر ما حدث.
الفصل السادس عشر
بمجرد عودتها إلي البيت إستوقفها والدها بحدة و عيناه تنطق عن كم الڠضب اللتان تخبئانه محاولا أن يتماسك و ألا يثور منفعلا عليها فقال بحدة هادئة حمدالله علي السلامه يا أستاذه غزل.
_الله يسلمك يا بابا.
قالتها غير منتبهه لوجهه الغاضب المتجهم و لكنها إلتفتت إليه پصدمة عندما قال يحيي عامل إيه!
نقلت بصرها بينه و بين صافيه التي كانت تقف تنظر أرضا بخزي قبل أن ترمقها بأسف لتبتلع غزل ريقها في توتر وعادت تنظر إلي والدها الذي تفاقمت حدته وقال إيه مش سامعاني بقوللك أخبار يحيي إيه مش إنتي لسه راجعه من عنده! ولا ناويه تكذبي تاني
أدركت أن لا سبيل للفرار من المواجهه فإقتربت من والدها وقالت بلين أنا آسف.....
قاطعها قائلا بضيق و إستهجان آسفه! بتكدبي علي أبوكي عشان خاطر إيه! عشان خاطر واحد زي ده
إعتري الضيق ملامحها فقالت ماله يحيي يا بابا!
_ماله يحيي! ماله ولا مالوش ده ميخصناش.. إنتي إيه يا بنتي مفرطه في كرامتك و عزة نفسك ليه كده! واحد عمره ما حس بيكي ولا هيحس في يوم من الأيام نفسك عليه ليه فاكرة إنك كده هتكسبيه مثلا
تعجبت أسلوب والدها و منطقه! لماذا كل هذا التعسف تجاه يحيي و الذي لم يري منه أبدا سوي الخير!!
_حضرتك أنا مش فاهمه موقفك تجاه يحيي حاد أوي كده ليه!! إحنا طول عمرنا متربيين سوا و ما شوفناش منهم غير الخير!
خير!!
تسائل والدها مستنكرا و أضاف أنهي خير ده سيادتك! ممكن تعرفيني إيه هو مفهوم الخير من وجهة نظرك! الخير اللي عمله أخوه لعمتك لما إتجوز عليها! ولا الخير اللي عملته مراته ليها لما خربت بيتها و ظلمتها و إتسببت في طلاقها! ولا يكونش الخير اللي عمله أبوه لما وقف يتفرج عليهم وهما بيفتروا عليها و سكت!..فهميني أنهي خير!! دي عيله كلها معدنها مغشوش و ملهاش أصل..إشمعنا سي يحيي بتاعك ده اللي هيبقا الحلو اللي فيهم!
_مش شرط عشان كلهم وحشين يبقا هو كمان زيهم..أي عيلة فيها الكويس و فيها الۏحش.
آااه..و يحيي بيه هو الفرع العدل الوحيد بين كل الفروع المايله دي مش كده!
همت بقول شئ ما ليعلو صوت رنين هاتفها قبل أن يجتذبه والدها من بين يديها بحدة وهو ينظر به قائلا ده يحيي
باشا..بيطمن عليكي وصلتي ولا لسه ليه حق طبعا مش الخدامه بتاعة عياله!
حملقت به بذهول لتجده يجيب المكالمه بحدة ويقول ألو
علي الجانب الآخر قطب يحيي حاجبيه بتعجب وقال ألو ده رقم غزل
_لا يا سيدي ده رقم مدام غزل أي خدمه
حضرتك عمي إبراهيم!
_أيوة أنا عمك إبراهيم مين حضرتك
أنا يحيي يا حج إبراهيم إزي حالك
_كويس يلزم خدمه
إزداد تعجب يحيي من أسلوبه المقتضب و حدته الغير مبررة بالنسبة له فقال لا أبدا..كنت عايز أبلغ مدام غزل إني مش هنزل الشغل بكرة تقدر ترتاح هي.
_كويس أوي و بالمناسبه أحب أبلغ حضرتك إن مدام غزل هترتاح علي طول تقدر تشوف لعيالك جليسه تانيه تقعد معاهم مع السلامه.
أنهي إبراهيم المكالمه بإقتضاب و ألقي بالهاتف إلي الطاولة المجاورة له تحت نظرات غزل المندهشه والتي قالت حضرتك عملت ليه كده يا بابا
_عشان ده الصح..مرواح عند يحيي ده تاني لأ..كفايانا أوي اللي خدناه من العيله دي لحد كده..أنا معنديش إستعداد أختلط بحد منهم تاني.
دخل إلي غرفته بهدوء ينافي الفوضي العارمه التي صنعها بقلب إبنته فقد ألهب بقلبها ضجيجا لا ينضب.
بأعين دامعه نظرت إلي صافيه التي بت منها و تحدثت بنبرة آسفه أنا أسفه والله يا غزل حلفني برحمة أبوبا و أمي و معرفتش أكدب عليه و إضطريت أقولله إن الباشمهندس ده يبقا يحيي.
_إنتي سمعتي اللي قاله يا عمتو ده قال ليحيي إني مش هروح هناك تاني!!
ربتت صافية علي وجنتها تحاول مواساتها وقالت معلش يا غزل إن شاء الله ليها حل هو بس مضايق إننا خبينا عليه لكن مجرد ما يروق هيوافق ترجعي بإذن الله.
هزت غزل رأسها بيأس و قلة حيلة ثم إلتقطت هاتفها و دلفت إلي غرفتها وقامت بمهاتفة يحيي الذي أجاب علي الفور قائلا أيوة
_أيوة يا يحيي.
أيوة يا غزل في إيه عمي إبراهيم كان بيكلمني ليه كده!
زفرت غزل بتعب وقالت أصل أنا كنت مخبيه عليه إني sitter لعيالك كنت قيلاله إني بروح لناس تانيه و لما عرف النهارده إتخانق معايا و قاللك الكلام اللي قاله ده!
طب و ليه كنتي مخبيه عليه!مش فاهم.
_لإنه لو كنت قلتله مكانش هيوافق بابا من ساعة اللي أخوك عمله مع عمتي و هو واخد موقف من العيلة كلها.
لعڼ تحت أنفاسه غاضبا وقال هو أنا مالي و مال اللي عمله أخويا هو مكتوب عليا أحاسب علي عمايل أخويا طول العمر ولا إيه!
صاحت بحدة مش عارفه بقا يا يحيي أهو ده اللي حصل.
_طيب إهدي خلاصأنا هتصرف.
تسائلت بفضول و ترقب هتتصرف إزاي يعني
_بكرة هاجي أتكلم معاه و أستأذنه ترجعي تاني.
قالت بيأس لا متتعبش نفسك بابا مبيرجعش عن موقفه بسهوله.
_يستي هنحاول ماهو بصراحه إحنا مش هنقدر نستغني عنك زياد و نور إتعلقوا بيكي و أنا مش هآمن عليهم مع حد غيرك.
إبتسمت بسخرية وقالت شكرا علي ثقتك فيا يا يحيي عالعموم اللي يريحك إعمله تصبح علي خير.
أنهت المكالمة و أغلقت الهاتف ثم وضعته أسفل وسادتها بملل و بدلت ثيابها لتتدثر من بعدها بغطائها مستسلمة إلي سلطان النوم.
لم يكحل النعاس جفنيه بات ليلته شاردا يفكر بما حدث اليوم لقد تلقي أكبر صڤعة في حياته اليوم!
لم يغفل عن خضوعها و إستسلامها إليه حتي كما كانت تفعل سابقا لتنفلت منه إبتسامة متهكمه وهو يتذكر كيف كان يبسط لها ذراعيه ممدودتين بكل ما تشتهي نفسها قبل أن تطلب.
الآن فقط تيقن أنه كان مخطئا بحق نفسه قبل الآخرين لقد تهاون كثيرا حتي فقد كل شئ.
حاول أن يسبل جفنيه مستسلما للنوم و لكن صورة أطفاله قفزت إلي خياله فنهض سريعا و ذهب إلي غرفتهم و ألقي بجسده المنهك إلي الفراش الفارغ بالغرفه و راح يتطلع نحوهم بأعين آسفه نادمه.
_أتا عارف إن مش من حقي أحرمكوا منها إنتوا ملكوش ذنب في كل اللي بيني و بينها و دي مهما كان أمكوا يمكن تكونوا محتاجينها أكتر مني دي حاجه متزعلنيش! أيوة متزعلنيش إنتوا لسه صغيرين متفهموش حاجه حتي لو بتحبوها أكتر مني دي حاجه متزعلنيش بردو! أهم حاجة متزعلوش مني و متتظلموش بسببي بكرة لازم أخيركوا تفضلوا معايا ولا ترجعوا لها و أيا كان قراركوا أنا موافق أهم حاجة راحتكوا و سعادتكوا.
هكذا حدث نفسه بما يشغل باله و قلبه ليعتزم أمره بأنه سيخيرهم بالبقاء معه أم الذهاب إلي والدتهم و ليكن ما يختاروه ثم أغمض عيناه غارقا في نوم عميق.
_إنت متأكد من اللي بتقوله ده يا جوز أمي ولا هتودينا في داهيه
تسائلت يسر پخوف يتملك منها ليجيبها إسماعيل بتأكيد ويقول إلا متأكد..زي ما الست ميجيبهاش غير ست زيها كمان الراجل ميكسرش شوكته غير راجل زيه إمشي ورايا تاكلي الشهد.
مسحت علي وجهها بتوتر و تسائلت طب إفرض يحيي فهم الموقف غلط و بقت ڤضيحه! يبقا إزي الحال ساعتها
يفهم غلط إيه يا غبيه إنتي لهو هيقفشك في وضع مخل لا
سمح الله! كل الحكاية إننا هنخليه يتلحلح هنخلي ڼار الغيرة تاكل قلبه من تاني و يقول حقي برقبتي.
_ربنا يستر بقا أنا قلبي مش مطمن.
لا يختي إطمني و خلي قلبك يطمن بس أمانه عليكي لما ترجعي مرات يحيي الهنداوي من تاني متنسيش عمو إسماعيل اللي كان السبب.
لم تجبه فقال قومي يلا إلبسي كده و إتغندري و إنزلي هتلاقي الواد زيكا واقف مستني بالتاكسي إطلعي معاه و زي ما إتفقنا إعملي.
فعلت يسر كما أخبرها و إستعدت ثم ذهبت برفقة ذلك الشاب إلي تلك الشقه الذين قاموا بتأجيرها لتنفيذ مخططهم الفاشل بها.
كانت يسر تجلس و التوتر يأكل داخلها تفرك يديها بقلق وهي تنتظر ما سيحدث عما قريب آمله أن تجدي تلك الخطة ثمارها.
في هدية حلوة مستنياك في العنوان ده دلوقتي متتأخرش!
بينما كان يحيي يقوم بإعداد الفطور لأولاده وصلته تلك الرساله التي قرأها بقلب وچل وهو يحاول تخمين مفادها و لكن تغلب عليه الفضول ليسرع بتبديل ملابسه و الذهاب إلي العنوان المرسل إليه.
صعد درجات السلم بتوتر و توقف أمام الشقه ليطرق بابها بترقب ففتح له شاب في مقتبل العشرينات من عمره هز رأسه متسائلا عايز مين حضرتك
ظل يحيي ينظر إليه بهدوء ثم قال لا أبداالظاهر العنوان غلط!
هم بالإنصراف ليستوقفه ذلك الصوت والذي يحفظه عن ظهر قلب مين يا زيكا
هوي قلبه أرضا فور أن إستمع لصوتها فعاد ينظر خلفه وهو يدقق النظر بداخل الشقه ثم دفعه إلى الداخل و دلف مسرعا ليجدها تجلس بأريحيه علي الأريكه و تتناول الفاكهه ببساطة و أمامهما زجاجتي و بعض التسالي.
وقف يحيي يطالعها مشدوها ويقول إنتي بتعملي إيه هنا!
لم تتصنع الخۏف و القلق فلقد إنبعثا من عيناها
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 53 صفحات