الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة رهيبة

انت في الصفحة 34 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

مني كمان الفترة دي و بالنسبه لأمهم فهي إتنازلت عن حضانتهم و الوضع بقا أصعب كمان.. أنا صارحتك بحقيقة الأمر و أتمني حضرتك تتفهم موقفي و صراحتي دي تشفع لي عندك و في الأول و في الآخر أنا مستني رأي غزل لإن ده الأهم من كل شئ.
تجهم وجه إبراهيم و تدفقت الډماء به بغزارة و آثر الصمت فقال يحيي وهو ينهض عن الأريكه أنا مش مستعجل علي الرد خدوا وقتكوا خالص و بلغوني بقراركوا و إن شاء الله أنا واثق إن حضرتك هتحكم عقلك و هتحسن التصرف..عن إذنك.
صافحه يحيي و إنصرف بينما جلس إبراهيم يفكر مليا بما أخبره به يحيي للتو و عقله يرفض الإستيعاب.
و علي الجانب الآخر كانت غزل تقف خلف باب الغرفه تستمع لما يدور بالخارج و دموعها قد إنهمرت بكثرة علي خديها من فرط الصدمه و الفرحه و راحت تنظر إلي صافيه بعدم تصديق وهي تقول إنتي سمعتي اللي أنا سمعته يا عمتو! يحيي عايز يتجوزني!!! أنا مش مصدقه نفسي هو قال أنا طالب إيد غزل بجد! يعني أنا سمعت صح!
_أيوة سمعتي صح يا غزل بس أعتقد إنك كمان سمعتي بقية كلامه قال عشان العيال متعلقين بيها و أمهم إتنازلت عن حضانتهم..يعني عايز يتجوزك عشان العيال مش أكتر!
هكذا ألقي والدها بكلماته اللاذعه التي أخرجتها من حالة السعاده التي سيطرت عليها لتنظر إليه بترقب وقالت أيوة يا بابا سمعت يحيي صريح و المفروض نحترم صراحته و أظن لو قال غير كده حضرتك مكنتش هتصدقه.
نظر إليها والدها مستنكرا ثم قال يعني إيه! أفهم من كده إنك موافقه
دون تردد و لا لحظة تفكير واحده ..أومأت بموافقه لينظر إليها أبيها متعجبا وقال موافقه تتجوزيه عشان تكوني دادة لعياله اللي متعلقين بيكي مش أكتر! تقبلي علي نفسك كده
أومأت بتأكيد لتتفاقم دهشته لينظر إليها متسع العينين يطالعها بذهول و قال إنتي واعيه للي بيتقال! أنا مش مصدقك بجد.
إهتز قلبها بشدة وإقتربت من أبيها و أمسكت بيده وقالت لو سمحت يا بابا متصعبش عليا الأمور أكتر من كده حضرتك عارف اللي في قلبي إيه أنا عيشت عمري كله بستني لحظه زي دي و مكنتش عمري أتخيل إنها تتحقق ف لما تحصل أكيد مش هيفرق معايا السبب أو المبرر إيه أنا راضيه بأي تفسير طالما هكون جمب يحيي.
راح يقلب كفيه مذهولا من حديثها الهزلي
بالنسبة له لتستطرد حديثها وتقول لو سمحت يا بابا أنا طول عمري بسمع كلام حضرتك إتخطبت ل إسلام إرضاء لرغبة حضرتك و إتجوزت أكرم الله يرحمه إرضاء لرغبة حضرتك بردو بلاش تستكتر عليا فرصه زي دي و تحرمني من السعاده اللي طول عمري بتمناها.
_سعادة! إنتي بتوهمي نفسك إنك هتكوني سعيده.. بس الحب عامي عينك عن الحقيقه و مش عايزة تشوفيها.. فوقي يا غزل ده مش طالب إيدك حبا فيكي ده طالب إيدك عشان عياله!..يعني متستنيش منه حب ولا يحزنون هو مش شايفك زوجه أصلا عشان يعاملك كزوجه.
هحاول..هحاول أحببه فيا و ..مش عيب ولا حرام..أكيد من كتر حبي ليه هيحبني.
أردفت بالأخيرة بأمل ليقول هتقدري! هتستحملي بعده عنك و إنتوا متجوزين! هتستحملي يعاملك زي أخته زي ماهو بيعتبرك و إنتي شيفاه حبيبك و جوزك و حلالك!
أومأت بتأكيد وقالت هستحمل كل حاجه طول منا بحبه طول عمري مستحمله وأنا بعيد عنه و يوم لما أبقا مراته مس هستحمل!!
_يوم ما تبقي مراته الأمر هيختلف..متطلباتك هتختلف..هتبقي خلاص ملكتيه و شايفه انه من حقك انه يكون معاكي بجسده و روحه و عقله و كل ذرة في كيانه.. مش هتقبلي بأقل من كده وقتها.
إنت ليه بتسبق الأحداث يا بابا!
نطقتها بيأس و أضافت هو انا للدرجه دي متحبش!
وقال بنبرة حنونه تتحبي..و تتحبي أكتر من أي حد في الدنيا كمان.. بس القلوب دي يبنتي بين إيدين ربنا مش بإيدينا عشان نتحكم فيها متقدريش تجبريه يحبكعمرك ما هتزرعي حبك في قلبه ڠصب.
_ و عشان القلوب بين إيدين ربنا أنا عندي أمل إنه يحس بيا و يحبني و حتي لو محبنيش كفايه إني بحبهكتير جدآ متجوزين و حب من طرف واحد بس عايشين في منتهي السعاده مش شرط عشان أكون مبسوطه معاه يكون هو كمان بيحبني.
زفر بقلة حيلة و يأس من إصرارها و الذي يبدو أنها لن تتراجع عنه تلك المرة ليجدها وقد تشبثت بقميصه تستجديه وقالت وحياتي عندك يا بابا لو بتحبني و عايزني أكون مبسوطه توافق.
رنق النظر إليها ثم تمتم مستغفرا وقال لله الأمر من قبل ومن بعد اللي يريحك إعمليه يا غزل.
الفصل السابع عشر
باتت ليلتها تمني نفسها بتلك السعادة التي طالما حلمت بها و كانت تتخيلها رغم إحساسها الشبه مؤكد بأنها لن تحصل عليها أبد ما حيت و مهما فعلت.
لكنها اليوم ها هي تنال ما تمنت طويلا و يا لهناءها لقد نالت إرضاء القدر أخيرا و سمح بأن يجمعهما مكانا واحدا هي و من شغل العقل و القلب.
لمحت هاتفها الصامت مثل قلبها الغر يضئ معلنا عن إتصال وارد من يحيي ليرجف قلبها بين أضلعها وهي تجيب الإتصال حيث تهادي صوتها الناعم خجلا وقالت ألو.
_أيوة يا غزال.
إبتسمت بسعادة وافرة وقالت أيوة يا يحيي في حاجه!
تسائلت بالأخيرة وهي تحاول فض الحرج المكنون بداخلها و تغيير مجري الحديث الدائر بينها وبين قلبها ليقول هو أه في.. باباكي مقالكيش ولا إيه!
إتشح صوته بالضيق قليلا مما أثار تعجبها و ضيقها أيضا لتقول مال صوتك إنت مضايق ليه كده!
_لا أبدا مفيش حاجه..يمكن شوية إرهاق بس.
أومأت بتفهم وقالت متخذه الجدية سبيلها بابا قاللي يا يحيى.
_و إيه رايك طيب أنا مش عايزك تفهمي موقفي غلط أنا...
قاطعته قائلة من غير تبرير يا يحيي أو تفسير لموقفك أنا متفهمه كل حاجه و موافقة.
نطقت بالأخيره ما بين خجل و فرح ليبتسم هو بسعادة و راحه ثم قال تعرفي بالرغم من إني كنت خاېف إنك تفهميني غلط أو والدك يأثر عليكي إلا إني كنت شبه متأكد إنك هتوافقي.
قالت بتعجب إشمعنا
أضاف شارحا كنت حاسس إن غلاوتي عندك هتأثر علي كل الأسباب التانيه اللي ممكن تخليكي ترفضي..طول عمري غالي عندك زي منتي غاليه عندي كمان يا غزل و عايز أوعدك إني وحيات ولادي عمري ما هزعلك مني ولا هتشوفي منى غير كل طيب و كل معروف.
تسارعت دقات قلبها معلنه عن كم الفوضي العارمه التي تحتويها.
ثمة أحاسيس ومشاعر متناقضه تشعر بها الآن.. الفرحه اللهفه الخۏف التوتر الترقب و آخرها و أهمها الرضا.
لم تمنحه أي رد مقابل كلماته اللطيفه سوي أنها إلتزمت الصمت ليستأنف حديثه ويقول يلا تصبحي علي خير دلوقتي و بكره بإذن الله هكلم عمي إبراهيم أشوف رده إيه.
_وإنت من أهل الخير.
أنهت حديثهما الذي كانت تتمني أن يمتد حتي الصباح لتتدثر بعدها بغطاءها و تسبح في نوم عميق.
أنهي إتصاله معها ليتلقي بعدها مكالمه من قاسم الذي بدأ حديثه قائلا إنت ندل!
ضحك يحيي ثم قال عارف والله..بس الدنيا ملخبطه معايا اليومين دول و في كذا حوار كده ..كنت ناوي أحكيلك بكرة بس إنت املي سابق بخطوة.
_الدنيا ملخبطه ليه يبني! العيال كويسين!
أه الحمدلله كويسين وبخير بس أنا اللي مزاجي مش كويس الايام دي عالعموم مش وقته الكلام ده كنت عايزك معايا في مشوار.
_خير!
هخطب غزل!
_غزل اللي حكيتلي عنها! مش دي ال بتاعة زياد و نور
أيوة بالظبط هي.. إتقدمتلها النهارده و وافقوا بس لسه متكلمناش كلام رسمي هكلم باباها بكرة و أشوف رده إيه ولو تمام إن شاءالله هحدد ميعاد نعمل خطوبه و كتب كتاب علي الضيق كده.
_بسم الله ماشاء الله..إيه القرارات السريعه دي! عالعموم يبني ربنا يصلحلك الحال و انا معاك في أي وقت تحبه.
حبيبي يا قاسم متحرمش منك.. بإذن الله بكرة هجيلك أقعد معاك شويه و أبقا أعرفك عملت إيه..يلا سلام.
أنهي المكالمه بإيجاز و أغمض عيناه دون تفكير ليغط في النوم سريعا.
في حين كان الجميع غارق بالنوم قرير العين كانت هي تنزوي في فراشها تذرف دموع الندم و القهر.
عاد للتو إليها عقلها الذي كان مغيبا عنها و بدأت تستدرك ما كانت غافله عنه.
_ يا ريتني كنت مت ولا سمعت كلامك يا إسماعيل الزفت ربنا ينتقم منك!
تمتمت يسر بتلك الكلمات التي لا تسمن و لا تغني من جوع بندم وهي تتمني أن تعود بها الساعات..فقط الساعات لتتراجع عن ما فعلت.
الآن فقط تيقنت أنها قد خسړت يحيي إلي الأبد ولا يوجد للرجوع إليه سبيل.
نهضت عن فراشها بتعب وهي تجر قدميها جرا ك المكبل بالأغلال قاصده طريقها نحو المغسل لتصطدم بزوج والدتها علي باب غرفتها.
_بسم الله الرحمن الرحيم فجعتني!
هو الآخر وهو ينظر إليها و أردف بصوت مهزوز أصل..أصل بصراحه أنا كنت جاي أشوفك لسه زعلانه مني ولا لأ.
أشاحت بوجهها بعيدا وهي ترجع للخلف تحاول تلاشي نظراته ثم قالت زعلانه! إنت بتتكلم كده ولا كإنك خربت حياتي و دمرتها بأفكارك الزباله الخايبه اللي شيهك.
و أردفت بحزن بس الحق مش عليك الحق عليا أنا اللي مشيت وراك شبه العيال الصغيره لا فكرت ولا راجعتك حتي!.. أنا يسر اللي كانت دماغي توزن بلد أقع في فخ أهبل زي ده يخسرني كل حاجه.
دنا منها
أكثر ليقف أمامها مباشرة و عاد يزدرد لعابه بتوتر وهو ينظر إليها بثبات وقال بقوللك إيه يا سوسو.. ما تسيبك من يحيي بتاعك و خليكي معايا أنا....
قاطعته بحدة و إستنكار وقالت أخليني معاك إزاي يعني! تقصد إيه!
في إيه يا يسر!
هنا برز صوت والدتها التي دلفت إلي الغرفه تتسائل بإستفهام ليضطرب هو بشدة و يحمحم مجيبا بتوتر إيه ده إنتي صحيتي إمتا..تعالي يختي شوفي بنتك اللي مموته روحها من العياط عشان الأفندي بتاعها داخل اشرب لقيتها بتتنهنه قولت آجي أطيب خاطرها بكلمتين كانت هتاكلني زي منتي شايفه كده.
نظرت إليه يسر بتعجب بينما توارت نظراته عنها بوچل وقال أنا رايح أكمل نوم.. تصبحوا علي خير.
غادر الغرفه مسرعا ليعود إلي غرفته بينما تقدمت والدتها منها وقالت لسه بټعيطي يا يسر مش قولتلك يبنتي فوضي أمرك لله.
أومأت يسر بموافقة وقالت بشرود و نعم بالله.
ربتت والدتها علي كتفها وقالت يلا يا حبيبتي روحي نامي و إستريحي و سيبيها لله.
غادرت والدتها الغرفه لتسرع هي و تغلق الباب من الداخل بالمفتاح و عادت إلي فراشها و إستسلمت إلي النوم.
بعد حصوله علي موافقة إبراهيم و تحديد موعد يوم غد لإقامة حفل الخطوبه و عقد قرانهما كان يستعد لإنهاء
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 53 صفحات