الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة رهيبة

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

ما يشغله من أعمال ليمكنه التفرغ إلي ذلك اليوم.
كان يقبع خلف مكتبه يطالع الأوراق الموجوده أمامه بتفحص و تركيز قبل أن تدلف هند السكرتيره الخاصة به و تقوم بإبلاغه في واحد عايز يقابل حضرتك بره بيقول إنه أخوك عبدالقادر.
إرتبك قليلا و شرد مفكرا لثوان معدودة ثم قال دخليه بسرعه.
دلف عبدالقادر علي الفور وهو يتقدم بخطوات متسعه تجاه يحيي الذي قابل لقاؤه الحار المتلهف ببرود مصطنع ثم قال بقلق لم ينجح في إخفاؤه أبوك كويس
_أبوك تعبان و نفسه يشوفك يا يحيي! مبينامش بسبب غيابك إنت و سليمان اللي منعرفش عنه حاجه خالص و كل يوم صحته في النازل.. روحتلك عند شركة قاسم عبدالرحمن كذا مرة محدش يرضي يقوللي العنوان بتاعك هنا لحد ما جيبته في الآخر بمعرفتي.
نظر إليه يحيي و ضحك متهكما ثم قال و يا تري عملت إي! فتحت المندل ولا قرأت الفنجان
نظر إليه عبدالقادر بحزن و قال للدرجه دي يا يحيي تعب أبوك مش فارق عندك! بقوللك تعبان و عايز يشوفك!
تنهد يحيي بثقل وقال إن شاءالله هاجي أشوفه يومين بس أخلص الزحمه اللي أنا فيها دي و هاجي لحد عنده أشوفه.
زفر عبدالقادر بملل من أسلوب أخيه ثم قال طب طمني إنت عامل إيهو العيال عاملين ايه!
أومأ يحيي بإقتضاب حيث هز رأسه بتأكيد وقال كله كويس.
_ آاااه.. إنت شكلك مش فاضي.. طيب أنا همشي أنا و أبقا أجيلك وقت تاني تكون فاضي بإذن الله.
إنصرف عبدالقادر كما أتي أصابه اليأس فقد كان أن يرجع إلى والده بالبشري و لكن يحيي خيب آماله بتعسفه.
أنهي يحيي عمله ومن ثم عاد إلي عمله ليقوم علي الفور بإعداد الطعام إلي أولاده.
توالت الساعات سريعا ليأتي الغد حاملا معه بداية جديده ستضاف إلي أيامه القادمه.
بعد أن إنتهي من إعداد أولاده للذهاب برفقته ذهب هو إلي غرفته سريعا ليستعد فإرتدي حلة سوداء فاخرة من ماركة توكسيدو ذات الطابع الإيطالي و التي أضفت إليه وقار و فخامة و جاذبيه أيضا ثم إختار ربطة عنق باللون الرمادي و أخيرا نثر زخات من عطره الأرميني الفواح الفجاج الذي منحه حضور قوي و طاغي.
إصطحب أولاده و ذهب إلي منزل قاسم والذي كان بإنتظاره ثم إستقل السياره برفقته و ذهبوا جميعهم إلي بيت غزل.
كان الحفل مقتصرا عليهم و علي عائلة غزل الصغيره فقط فلم يحضر سواهم.
خرجت صافيه تقدم العصير و الحلوي إليهم لينظر قاسم إلي يحيي و يلكزه بقدمه ثم يقول هي دي العروسه!
_عمتها.
أجابه يحيي بإقتضاب ليعاود الآخر تساؤلاته قائلا عمتها! إزاي! هي دي اللي أخوك كان متجوزها!
أومأ يحيي موافقا ثم قال أيوة دي.
_مش معقول! بقا أخوك يسيب دي و يبص لواحده تانيه!
نظر إليه يحيي بضيق إستخلصه هو فقال يلا ربنا يصلح حال الجميع.
وضعت صافيه الآنيه أمامهما وهما ينظران نحوها ثم قالت بإبتسامة متسعه شرفتونا يا جماعه والله.. مبروك يا يحيي.
إبتسم يحيي و أومأ موافقا ثم قال الله يبارك فيكي يا صافيه أومال فين غزل
_حالا جايه.
_غزل!
أيوة غزل ..و كل أبيات الغزل كمان مش بيت واحد.
إستوقفه يحيي بنظره محذره مستنكره ليقطع علي الفور حديثه العابث ذلك متمتما بالإعتذار.
قدم يحيي إلي غزل علبة قطيفه من اللون الأحمر المخملي باطنها حريريا و بها طقما كاملا من الذهب سعدت هي به كثيرا.
حمحم إبراهيم قائلا بص يبني هلا هلا عالجد و الجد هلا هلا عليه أنا مش طالب أي حاجة زيادة عن السايد و المعروف الأصول مفيش أحسن منها وأنا عايز كل حاجه بالأصول و في نفس الوقت أنا مش هشرط عليك بحاجه إنت شوف اللازم إعمله
أهم حاجه عندي اضمن حق بنتي بما يرضي الله ثم بما يرضيني و يطمني كأب.
نظرت غزل إلي يحيي بترقب تنتظر رد فعله لتجد الإبتسامه وقد علت شفتيه وهو ينظر إليها ثم إلي والدها بتقدير وقال حضرتك غزل في عنيا قبل أي ضمانات و كلمتي لوحدها ضمان.. لكن حفظا لحقوقها أنا همضي علي المؤخر اللي حضرتك تطلبه و هكتبلها شقة بإسمها و أي حاجة تانيه أنا عنيا ليها..هي تشاور بس.
إبتسمت غزل بفرحه و سرور إزدادا عندما أتي المأذون ليعقد قرانهما.
كانت تجاهد كي تمسك دمعاتها الوفيره ألا تتساقط أمام الحضور فرحتها كانت تكفي الكون كله و تزيد تنظر إلي والدها وهو يضع يده بيد يحيي و يزوجها إليه بمنتهي السعادة التي من الممكن أن يحصل عليها أحدهم حتي إرتقي صوت الزغاريد من حولها لتنظر إلي عمتها بفرحه و إحتضنتها بسعادة غامرة.
وقف إبراهيم أمامها يطالعها بفرحه و حزن في آن واحد ثم قال هتسيبيني خلاص يا غزل هيهون عليكي أبوكي
نظرت إليه بأعين دامعه وقالت عمرك ما تهون عليا يا بابا..هجيلك في كل وقت و هتصل بيك كل شويه..إدعيلي يا بابا.
نطقت بالأخيره بصوت مهزوز لينظر إليها بتأثر ويقول ربنا يسعدك يبنتي و يروق بالك و يجعل أيامك كلها فرحه.
إحتضنت والدتها بشدة وهي تحاول التماسك فراقه يصعب عليها كثيرا ولكن ما يطمأنها أنها ستكن بجوار من سكن فؤادها.
ودعت والدها و عمتها بالأحضان المختلطه بالعبرات ثم غادرت بيتها إلي بيت يحيي و الذي سيصبح بيتها و ملاذها الأخير.
فور أن وطأت قدماها أرض البيت حتي شغرت بأنفاسها تضطرب و قلبها يقفز في صدرها بتوتر و راحت تتطلع نحوها بأعين شاردة.
_ إتفضلي يا غزل إدخلي غيري هدومك و إرتاحي في أوضتك لو حابه.
أخرجها يحيي من شرودها وهو يشير إلي الغرفه الموجودة بين غرفته و غرفة أطفاله لتهز رأسها بإيجاب و دخلت إلي غرفتها و قامت بتبديل ملابسها لأخري رسميه قليلا ولكنها مريحه أكثر.
خرجت من الغرفه لتجد يحيي يساعد زياد و نور في تبديل ملابسهما فتقدمت منهم وقالت سيبهم يا يحيي أنا هغيرلهم هدومهم.. روح إنت غير هدومك.
_أنا إيه اللي عملته في نفسي و في غزل ده! مش عارف أنا صح ولا غلط أنا أناني و إختارت نفسي و مصلحة ولادي بس.
تمتم في نفسه بذلك الحوار الصامت قبل أن تطرق غزل الباب فأذن لها بالدخول فدخلت وقالت إيه ده إنت لسه بهدومك يا يحيي
نظر إليها بإرهاق وقال كنت هغير أهو.
_طيب تحب أحضرلك عشا مع نور و زياد!
أومأ نافيا وقال لا مش هقدر أكل أي حاجة لو جعانه إنتي كلي معاهم أنا هغير و أنام علطول لإني هصحي بدري عشان ورايا شغل متلتل.
أومأت بإبتسامه هادئه وقالت ماشي.. تصبح على خير.
غادرت الغرفه متجهمة الوجه و قامت بإعداد الطعام لهم و إنتظرت معهم حتي خلدوا إلي النوم ومن بعدها دلفت إلي غرفتها و جلست في فراشها شاردة بحيرة.
_ متكدبيش علي نفسك و تقولي إنك كنتي مستنيه حاجه غير كده تحصل إنتي وافقتي و عارفه إنها خطوة مش سهله و قرار مش بسيط لازم تكوني مستعده للجاي و تبقي صبورة أكتر من كده .. و متقلقيش.. اللي قادر يخلي يحيي يكون من نصيبك بعد ده كله قادر يزرع حبك في قلبه بين ليله والتانيه.
هكذا واست نفسها بتلك الكلمات لتسبل أجفانها و ټغرق في سبات عميق.
في مساء اليوم التالي دخل يحيي برفقة قاسم إلي ذلك المكان الذين إعتادوا السهر به أحيانا ليجلسوا حول طاوله صغيرة مستديره حيث هرع النادل نحوهم يقدم لهم المشروب الذين يتناولوه كعادتهم و بدأا يتجاذبان أطراف الحديث قبل أن ينظر يحيي أمامه فاغرا فاه پصدمه عندما رأي آخر شخص كان يتوقع أو يتمني رؤيته ليتمتم بدهشة سليمان!!
نظر قاسم إلي حيث شرد يحيي بعيناه و قال في إيه مالك
دون أن يجيبه نهض فورا عن مقعده و إتجه نحو المسرح حيث يقف سليمان متراقصا برفقة الفتيات وهو يمسك بزجاجة خمر كان قد إحتسي القليل منها و سكب الباقي منها فوق رأسه و ظل يتمايل وسط تلك المنفلتات ثملا قبل أن يستوقفه يحيي قائلا بضجر بتعمل إيه بس!
قال كلمته وهو ينتزع من بين يديه تلك الزجاجه الفارغه إلا من قليل و ألقاها بعيدا ليمسك بيدي أخيه يساعده علي النزول من علي المسرح و العدول عن تصرفاته الهوجاء تلك.
نظر إليه سليمان وقال و هو يترنح يمينا و يسارا إيه ده ! أبيه يحيي!
نظر يحيي نحوه بترقب يدقق التركيز في تصرفاته تلك ليعود سليمان ويقول مشيرا إليه بسبابته إنت السبب في كل حاجه.
إنقبض قلب يحيي وهو يخشي أن يسمع من أخيه ما يشعره بالندم ليجفل جسده
عندما قال إنت إيه اللي رجعك!
أغمض يحيي عيناه يحاول منع عبراته التي تأبي الإنتظار قهر و صدمة أودت بحياته للمرة الثانيه و تمتم بحزن أنا آسف أنا غلطان إني رجعت فعلا كنت فاكر إن ليا أهل فارق معاهم و مكنتش أعرف إنهم كانوا يتمنوا مۏتي من زمان عشان ياخدوا مكاني.
سالت دمعات يحيي قهرا و هوانا وهو يستمع إلي حديث أخيه الصادق رغم ثمالته ليستطرد سليمان حديثه قائلا بحزن طاغي و فضل!
نظر إليه يحيى بإنتباه حيث أكمل قائلا فضل كان جاي خلاص إنت عارف إني كنت بستناه من عشرين سنه و لما جيت إنت هو راح!
تبدل شعور يحيي بين الڠضب و الصدمه و الحزن و الشفقه ليقترب أخيه منه ببطء ويقول إنت أناني يا يحيي!
حملق به يحيي مصډوما ليكمل حديثه ويقول أيوة أناني عايز يبقا معاك كل حاجه ست جميله و عيال و فلوس و......
_بسسس يا سليمان!
نطقها يحيي وهو يضغط علي فكيه بقوة مغمضا عيناه يطبق عليهما بشده حتي كاد يعتصرهما من شدة الڠضب و أردف قائلا كفايه كده يا سليمان و يلا من هنا
نظر إليه سليمان ضاحكا بسخريه ثم قال يلا!يلا فين!يلا إنت أما أنا معنديش مكان أروحه.
قبض يحيي علي معصمه بقوة وهو يجبره علي السير معه ويقول هتيجي معايا يلا.
منصاعا خلف أوامره سار سليمان برفقته غير واع بما يفعل لينظر يحيي نحو قاسم و الذي كان يهز رأسه متسائلا ليجيبه يحيي و يقول سليمان أخويا و واخده معايا علي البيت أشوفك بكرة.
خرج من الملهي مسرعا و قام بغتح باب السيارة الأمامي المجاور له ليركب سليمان إلي جواره ملتزما الصمت بينما إنطلق يحيي بسيارته متجها نحو البيت.
لم يجيبها يحيي و دخل إلي غرفته و ساعد أخيه ليستلقي علي الفراش ملقيا بجسده بقوة قبل أن يغط سريعا في النوم.
نظر إليها زافرا بتعب وقال مش وقته يا غزل الكلام ده بكرة نبقا نتكلمإدخلي نامي في أوضة زياد و نور و إقفلي عليكوا كويس بالمفتاح من جوه و أنا هغير هدومي و أنام علي طول
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات