السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فائقة الروعة

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

...
عبد الرحمن عاصم.. يا عاصم.
عاصمبعد أن انتبه له ها.. خير يابوي.. عاتكلمني
عبد الرحمن ايوة عاكلمك و انت مانتاش هنا.. مالك يا عاصم فيك ايه
عاصم سلامتك يابوي... اني كويس.
عبد الرحمن و ايه رأيك في حديت خالك صبري.
عاصم و الله ما عارف يابوي.. يعني مهما كانت دكتورة كويسة.. بس ماعتشوفش.. هاتتعامل مع هدى كيف دي ده غير أنها حتي لو مستقلة زي ما بيقول خالي.. اكيد هاتحتاچ حدي يبقى چنبها طول الوقت.
عبد الرحمن من الناحية دي اطمن.. اني هاقول لامك تخلي البت فاطمة ماتفارجهاش واصل.. ها... ايه تاني 
عاصم انت هاتكلمني كده ليه يابوي
عبد الرحمن عايز اعرف في عندك اعتراض علي حاجة تاني غير أنها هاتحتاج مساعدة عشان ظروفها ولا ليك رأي في اخلاجها ولا سلوكها
عاصم و اني كنت اعرف اخلاجها ولا سلوكها منين يعني يابوي
عبد الرحمن يبقي نشوف اللي باعتهالنا.. خالك صبري.. بتوثج فيه ولا لا
عاصمتنهد بتعب و حيرة ايوة يابوي .. واثج فيه.
عبد الرحمن يبقي توثج فيها هي كمان.. و هو عايقول أنها شاطرة جوي.
عبد الرحمن انت تقصد ايه يابوي بكل حديتك ده
عبد الرحمن أقصد أن البنية في بيتنا ماينفعش نهينوها خصوصا اننا ماشوفناش منيها حاجة عفشة.. دي من ساعة ما چات عمالة تشرح و تفسر في حالتها و مازعلتش لما لقيتها كلنا انصدمنا أكده.
نعاملها بالحسنة لحد ما نشوف مېتها ايه.. صوح يا ولدي..
عاصم صوح يابوي.. صوح.
عبد الرحمن طيب ياللا جوم شوف الحاجة خلصت الوكل ولا لسة و اطلع نادم عليهم من برة.. ولا ابعتلهم حد.
عاصم حاضر يابوي.
ترك عاصم مجلس والده ليستدعي صبري و سارة للغداء.. و لكنه توقف ليستمع لحديثهما معا عندما وجد فاطمة تتركهما وحديهما...
أما بالخارج....
اتجه صبري خارجا ليجد سارة تجلس على إحدي الارائك البلدية القديمة و تجلس فاطمة تحت قدميها يلهوان بالحديث و الضحكات العالية.. 
فعندما خرجا معا لم ترد سارة أن تحبس نفسها بالسيارة فورا ففضلت أن تجلس بحديقة السرايا تستمتع بالهواء النقي التي لا تجده في المدينة وسط أجوائها الملوثة و ضوضائها المزعجة...
سارة ههههههههه.. ېخرب عقلك يا بطوط.. دة انتي طلعتي حكاية.. ههههههههه
فاطمة بخجل دة انتي اللي زي العسل يا ست سارة.. و النبي انا جلبي انفتحلك من ساعة ماشوفتك..
سارة دة انتي اللي زي السكر يا بطوط... انا هاقولك بطوط بعد كدة ماشي
وصل إليهما صبري و سعد جدا عندما رآي سارة تبتسم مع فاطمة..
صبري الله الله.. ده ايه الضحك دة كله.. طيب قولولي كنت اجيلكم اضحك معاكم شوية.
سارةضحكت بمرح اتفضل يا دكتور صبري الضحك لسة في أوله.
صبري طيب روحي انتي يا فاطمة ساعدي ستك هنية في الغدا.
فاطمة حاضر .
سارة ايه ده.. لا الضحك من غير بطوط ماينفعش.
صبري معلش انا هاكمل معاكي ضحك.
ذهبت فاطمة إلى داخل السرايا و جلس صبري بجانب سارة فبادرته هي بالسؤال....
سارة ها.. وافقوا ولا هاتاخدني معاك مصر تاني
صبري لا يا ستي وافقوا و بصمو بالعشرة كمان.
سارة كويس.. بس بصراحة أنا ليا عتاب عند حضرتك يا دكتور صبري.. انت ازاي ماتقولهمش معلومة زي دي عني.. ازاي ماتقولهومش أن الدكتورة اللي هاتعالج بنتهم مش بتشوف
صبري و هي دي حاجة فارقة معاكي يعني يا سارة.. 
سارة مش فارقة معايا انا لكن واضح انها فرقت معاهم هما.. و بعدين كل اهالي المرضى بيشوفوني و بيعترضو و مش كلهم بيوافقو عليا.. شوف كام حالة رفضت اني اشتغل معاهم بسبب موضوع عنيا ده.
صبري و شوفي كمان كام حالة وافقت و ربنا كتبلهم الشفا علي ايديكي.. 
سارة بس حضرتك كان لازم تقولهم.
صبري لا ماكنش لازم و بطلي رغي بقي و قومي عشان نتغدي...
اه صحيح.. هو الكرافان بتاعك هايوصل امتي.. 
سارة يعني.. علي وصول.. الاسطى فوزي لسة مكلمني وقال أنه دخل البلد خلاص .
صبري ياااه.. ده انتي كنتي واثقة انهم هايوافقو يعني.
سارة طبعا.. إصرار حضرتك عليا ادني ثقة انك هاتقدر تقنعهم ..
صبري و لو ما كنتش قدرت إقنعهم.. كان هايبقى ايه الوضع. 
سارةبإصرار كنت هاقنعهم انا..
صبري و ليه بقي الإصرار ده كله
سارة عشان حالة هدى حالة خاصة بالنسبة لي.. يعني يمكن
عشان اول مرة اقابل حالتها دي..بتردد و يمكن عشان.. عشان حالتها شبه حالتي شوية.
صبريهز رأسه بتفهم طيب تمام.. ياللا نتغدى عبال ما عم فوزي يوصل بالكرافان.
دخل كلاهما الي داخل السرايا و كانت سارة مرتكزة الي يد صبري و ما أن وصلا الي غرفة الطعام انتبه لهما الجميع و خاصة عاصم..
صبري اتأخرنا عليكو
عبد الرحمن لا يا صبري ما اتاخرتوش ولا حاجة.
اجلسها صبري اولا ثم جلس بجوارها بجانب الحاجة هنية فكانت سارة تتوسطهما.. و في الجهة المقابلة جلس عاصم أمامها ... يراقبها و يتفحص كل ما يخصها..
هنيةبترحاب يا مرحب يا مرحب.. السرايا نورت بيكي والله.
سارة منورة بأهلها.
هنية تعيشي يا بتي.. جوليلي بجى.. تحبي أكلك ايه..
سارة تأكليني لا انا اتفطمت من فترة قريبة كدة و بعرف اكل لوحدي..
هنيةبحرج يووه.. مش قصدي والله.. قصدي يعني....
سارةقاطعتها فاهمة قصدك يا حاجة هنية.. انا بهزر معاكي.. بصي يا ستي انتي حطيلي صنف واحد او اتنين بالكتير..
هنية ليه بقي انتي مكسوفة منينا ولا ايه.. ولا يكونش وكل الصعايدة مايعجبكيش..
سارة لا طبعا لا ده ولا ده.. انا لو اتكسفت يبقى  من الجوع.. و بالنسبة لاكل الصعايدة فأنا بحب كل حاجة فيه ماعدا أنه بيبقى دسم جدا.. و على فكرة أنا مامتي صعيدية جدا و اكلها كله من الصعيد فأنا متعودة عليه ...
بس انا بحط في طبقي صنف واحد او اتنين بس عشان ماعكش الدنيا.. انا باكل صنف صنف.. يعني حطيلي حاجة ولما تخلص تحطيلي غيرها و هكذا.. و غالبا انا بشبع بعد تاني صنف.. ايه دهو بدأت تشمشم بأنفها ايه ده.. استني كدة.. محشي ده صح
صبري ايوة يا ستي.. و بكل أنواعه... و انتي بقى مادوقتيش محشي ام عاصم لا يعلى عليه. 
سارةبمكر فعلا.. طيب هو ولا محشي المدام..
صبري يا بنت انتي مش هاتبطلي مقالبك دي.. بقى بتوقعيني.. والله انا اصلا ما عارف هي مراتي دي بتحبك كدة ليه..
تصورو تقوم الصبح من النجمة تحضر فطار للأستاذة سارة و انا ماتعبرنيش بكيس مخلل حتي...
ضحك الجميع ماعدا عاصم الذي كان مازال يراقب سارة بتمعن...
سارة طيب نشهد الناس الحلوة دي.. انا بنت وحدانية و غلبانة و مکسورة الجناح.. صعبت علي الست بتعملي فطار.. إنما حضرتك تقدر تقول لاي حد يجيبلك فطار هايجيبلك... إنما أنا يا حسرة عليا.. غلبانة.
صبريبدهشة انتي.. انتي غلبانة أنتي...
سارة نتصل بالمدام نسألها.
صبريبتراجع لا و على ايه.. غلبانة يا ستي و مسكينة كمان ارتاحتي..
سارة و هي تضحك بشدة ههههههههه.. اه.. جدا.
صحيح هي هدى فين مش هاتتغدى معانا ولا ايه
هنية هدى يا حبة عيني ماعتخرجش من اوضتها واصل.. قاعدة فيها طول اليوم.. و الوكل بتاكله بالمحايلة هو و الدوا.. مايقدرش عليها غير عاصم اخوها..
سارة طيب ما تجيبها يا استاذ عاصم تتغدي معانا.
عاصم لا مش وقته... 
سارة ليه
عاصم عشان هدى ماعاتاكولش مع حد غريب.
عبد الرحمنبتحذير عاصم.
سارةبثبات و ثقة ماحصلش حاجة يا حاج عبد الرحمن... استاذ عاصم عنده حق.. و كدة كدة هانتكلم بعد الغدا في بروتوكول العلاج..
ها يا حاجة هنية.. مش هاتدوقيني المحشي بتاعك ولا ايه..
هنية بس اكدة من عنيا..
وضعت أمامها بعض أصابع المحشي و بدأت سارة بالاكل.. فمسكت الشوكة و السکينة الموضوعين بجانب الطبق و بدأت تأكل بكل هدوء و هي تتلذذ بطعم الطعام و تشكر هنية علي طعامها اللذيذ.
و لكن ما لفت نظر الجميع و خاصة عاصم هو طريقة اكلها... فكانت تأكل بهدوء و رقة و دون أن توقع اي طعام من الطبق.. فقد توقع عاصم أنها سوف تأكل بشكل فوضوي.. و أنها سوف ترتبك و تحتاج المساعدة..
و لكن على العكس تماما فقد كانت متمكنة تماما من كل حركاتها.. مما أثار اندهاش الجميع.
انتهي الغداء بسلام و جلس الجميع بغرفة الصالون يتناولون القهوة و بعض المشروبات الاخرى.. و بدأت سارة بالحديث..
سارة تسلم ايدك يا حاجة هنية ولا تحبي اقولك يا ماما الحاجة
هنيةبسعادة حلوة ماما الحاجة دي..
سارة خلاص يا ماما حاجة.. تسلم ايدك علي الاكل الجميل ده.
هنية الف هنا و شفا..
صبري ها يا سارة.. قررتي هاتعملي ايه مع هدى..
سارة لا طبعا.. حضرتك عارف اني لازم اشوف هدى الاول.. بس اول و اهم حاجة
أن لازم كل الموجودين يسمعو كلامي.
عاصمبحدة ايه.. عايزة تمشي كلامك علينا ولا ايه
سارة العفو طبعا.. انا اقصد انكم اسمعو كلامي في بروتوكول العلاج.. كمان انا الدكتورة اللي هاتعالجها و المفروض أن كل اللي يهمهم حالة هدى لازم يتعاونو معايا عشان خاطرها.. ولا ايه.
صبري قصدك ايه يا سارة.
سارةبثبات قصدي إن اللي حصل علي الغدا النهاردة مش صح و مش مقبول.
عاصم و هو ايه اللي حصل علي الغدا بقى
سارة لما طلبت من سيادتك تجيب هدي عشان تتغدى معانا و حضرتك رفضت.. كان مفروض تسمع كلامي.
عاصمپغضب و دهشة اسمع كلامك
سارة ايوة.. و بعدين حكاية أن هدى طول الوقت قاعدة في اوضتها دي غلط.. لازم تخرج من وحدتها و لازم علي الاقل تاكل معاكم.. انتو ازاي سايبينها كدة.
عبد الرحمن احنا سايبينها براحتها..
سارة امال جايبيني ليه طالما انتو عايزين تسيبوها براحتها.
عبد الرحمن يعني ايه
سارةبتوضيح يعني هدى مرتاحة كدة في عزلتها دي... و ده طبعا غلط.. هي لازم تخرج من اوضتها عشان تواجه الدنيا تاني..
و ده مش هيحصل بسهولة.. لازم يكون في شوية حزم و شوية غصبانية.. لان لو سيبناها براحتها مش هاتخرج من حالتها دي أبدا.
عاصم دكتور من اللي كانو قبلك قال أكده.. و ڠصب عليها جاب لها اڼهيار عصبي.. عايزة نجيبلها اڼهيار عصبي تاني ولا ايه
سارة يبقي اكيد اتصرف غلط.. انا هاخلي هدي تخرج من عزلتها بس بمزاجها بتوجيه مني.. بس لازم انتو كمان تساعدوني.
هنية احنا هنعمل اللي هاتجولي عليه..
سارة كلكم
عبد الرحمن ايوة طبعا.. كلنا.
سارة و استاذ عاصم
عاصمبتأفف ماله عاصم
سارة حضرتك لازم كمان توافق و تساعدني في مهمتي.. العلاج النفسي دايما بيبقى مشترك ما بين الطبيب المعالج و أهل المړيض.. لان الطبيب بعد انتهاء مرحلة العلاج مش هيبقى عايش مع المړيض طول عمره أهله اللي هايعيشو معاه.. فلازم يتعاونو مع الدكتور عشان يقدرو يساعدو المړيض..
عاصم ولازمتها ايه المحاضرة دي كلها
سارة لازمتها أن حضرتك بالذات لازم تكون موافق علي وجودي هنا و موافق انك تساعدني.
عاصم و اشمعنى انا اللي لازم يعني
سارة عشان من كلام دصبري و الحاجة هنية علي الغدا انت تعتبر أقرب واحد لهدى و هي اكيد بتثق فيك جدا.. فلو انت

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات