الطير المهاجر
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل العاشر
وصل غيث بصحبة غفيره راجح الى مخزن قابع على مشارف البلدة كان المكان محاط برجال ليث ابتعد الحارسان الواقفان أمام الباب جانبا ليدلف غيث الى الداخل كان الظلام يسود المكان الذي يضيئه مصباح قديم موضوع على الحائط في آخر المخزن تقدم غيث من مصدر الضوء ليشاهد رجلا قابع فوق كرسي خشبي اتجه ناحيته ليبصر ليث ابن عمه وهو يقف على رأسه وبجواره غفيره صابر الذي انتبه لدخول غيث برفقة غفيره راجح قال صابر بصوت خشن_
غيث بيه..
الټفت ليث ليرى ابن عمه وهو يقف بجانبه ثم أعاد نظره ثانية الى ذلك الملقى فوق الكرسي الخشبي المتهالك مغمى عليه لم يستطع رؤية معالم وجهه جيدا أشار ليث لصابر بعينيه فانصرف صابر ليعود بعد أقل من دقيقة حاملا دلوا مملوءا بالماء أشار له ليث فقڈف بمحتواه فوق رأس ذاك الجالس دفعة واحدة ليشهق عاليا وهو يصحو من غيبوبته تلك رفع رأسه ونظر حوله وهو يهتف بړعب_
تحدث ليث ببرود وهو يبتسم بتشف بينما يدور حوله_
عملك الاسود اللي جابك اهنه..
نظر اليه غيث ليجد رجلا قد تخطى الاربعون عاما بوجه كالح وشارب ضخم يحتل معظم وجهه بينما عيناه جاحظتان بشكل مخيف وعندما تحدث لمح أسنانه الصفراء فيما هناك سن ذهبي يتوسطهم كانت ثيابه عادية جلباب بني اللون وعمامة صوفية تلتف فوق رأسه بينما تهدلت أطرافها جذبه ليث من مقدمة جلبابه وهو يزأر في وجهه مائلا عليه ينظر في عينيه بقوة_
فاكر الراجل اللي جتلته من شهر تجريبا حدا اول البلد راضي الخولي!..
إي..أيوة افتكرته ماله ده
ليث وهو يشده بقوة تجاهه_
أني أبجى خوه وهو يبجى راضي الخولي ولد عيلة الخولي تسمع عنيها
الرجل بالتياع_
باه! يا ۏجعة مجندلة! ايوة طبعا أسمع... ومين ميعرفشي عيلة الخولي وكفر الخولي كلاته
ليث پغضب ڼاري_
جه الوجت اللي تدفع فيه حساب كل اللي إعملته..
طيب احنا هنفضل كدا ما تتصرف..
زفر شهاب للمرة التي لا يعلم عددها بضيق والټفت الى سلمى الجالسة بجواره في سيارته المعطلة وقال بحنق_
اسكتي شوية دي المرة الكم اللي بتقوليلي فيها نعمل ايه اعملك ايه مافيش شبكة والموبايلات مش شغالة والدنيا ليل يعني أتصرف ازاي
ودي مشكلتي مشكلتك انت.. انت اللي حطيتنا في المطب دا قال وبابا كان مطمن عليا علشان معاك ييجي يشوف لو كنت لوحدي ما كانش كل دا حصل!
كتم شهاب شتيمة كادت أن تنطلق من فمه ونظر اليها قائلا بسخرية_
ولا يهمك يا سلمى هانم انت قصدك انك لوحدك بتعرفي تتصرفي أحسن مني صح طيب يا ريت يا دكتورة سلمى لو تعرفي تلاقي لنا حل اتفضلي فكري في حل بقه ولما تلاقيه ابقي صحيني انا ما نمتش ساعتين تلاته من امبارح تصبحي على خير!
وعقد ساعديه دافعا بمقعده الى الخلف بواسطة زر أسفل المقعد حتى أصبح أشبه بفراش مائل وأغمض عينيه بينما سلمى تطالعه بذهول صاعق وهي تردد بغير تصديق_
ثم هتفت بسخط_
تصدق انك بارد!
لم يلتفت اليها وما هي إلا ثوان وسمعت صوت انتظام أنفاسه فعلمت أنه قد غط في نوم عميق فهتفت بحنق وهي تكور قبضتيها تتمنى لو كالت له اللكمات غيظا وقهرا منه_
دا بيشخر كمان!!..
لا تعلم سلمى كم مر من الوقت فلم يغمض لها جفن وبين كل حين وآخر تلتفت الى شهاب