الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سلسلة الاقدار كاملة بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 94 من 172 صفحات

موقع أيام نيوز


بس وجعه أخف بكتير من أن واحد كان قريب منك اوي و مسك نفس السکينة و قعد يحفر بيها في قلبك لحد ما شوه ملامحه دبح كل حاجه حلوة جواك طيبتك حنيتك حتي سلامك النفسي و وقتها المۏت بيكون أسلم حل لإن مفيش حاجه ممكن تخفف الألم أو تمحي الأثر ودا بالظبط الي حصل مع جنة 
تراشقت كلمات أخيه بصدره كالأسهم الناريه التي غرست معاناتها بداخل قلبه فهذا هو حالها الذي وصفه مزبوحه القلب مهترئة الروح 

تابع سالم حديثه قائلا 
عشان كدا لازم تعرف أن المشوار مش بس طويل دا كمان مليان شوك لو مش هتقدر
تتحمله يبقي
متزودش الي عمله حازم و ابعد من أولها 
جاء الصباح محملا برائحة الأمل الذي تعلقت به القلوب التي اضناها التعب و أهلكها الأنتظار و لكنها مازالت متمسكه بحبال الإيمان التي جعلت أمينة ترفع يدها وهي تقول بشفاة مرتجفه 
يااارب ردلي ولادي سالمين لحضني و متضرنيش فيهم أبدا يارب 
بدأت حديثها تناجي ربنا واختتمته تتوسل إليه و لإن الله لا يرد عبدا أتاه عبدا توسل و تضرع إليه فقد اصطفت السيارة أمام البيت الداخلي للمزرعه و ترجل منها الجميع فابتهج قلبها برؤيتهم سالمين و خرج صوتها مهللا 
وصلوا يا نعمه الولاد وصلوا 
اقتربت همت من النافذة فوجدت الجميع في الخارج بينما اندفعت شيرين و خلفها مروة و سما الي الخارج و كان أول من قابلهم هي حلا التي ارتمت بين احضان سما تبكي ولا تعرف لأي سبب تبكي أحزنا علي قدرها أم تأثرا برجوعها الي بيتها و خلفها كان سالم الذي قابلته شيرين قائلة بلهفه 
سالم انت كويس
تشابهت ملامحه مع لهجته الفظة حين سألها 
أنت شايفه اي 
غزا الاحمرار وجنتيها و أجابته بحرج
يعني أنا بسأل عشان الخطڤ الي حصل و كدا 
بصق كلماته في وجهها قائلا بفظاظة
الي كانت مخطۏفة عندك أسأليها 
القي بكلماته و اندفع الي مكتبه و لم يلتفت الي مروة التي تحدثت قائلة
هو سليم مجاش معاكوا
ايه الي حصل و شلفطك كدا
اغتاظ من سؤالها و من دقات قلبه التي تعثرت بداخله حين لمس اللهفه في نبرتها فنهرها غاضبا
و أنت مال اهلك
اغتاظت من وقاحته ولكن ما أثار حنقها أكثر هي مروة التي اقتربت في دلال قائله بغنج مفتعل
ميرو الف سلامه عليك يا روحي حصلك اي
ناظرها بسخريه تجلت في نبرته حين قال 
النمرة غلط يا مروة سليم في الاسطبل روحيله قالي اقولك أنه عايزك 
تهللت أساريرها وقالت بفرح 
بجد طب عن اذنكوا 
هرولت الي الاسطبل تاركه الجميع خلفها يتعجب فاقتربت منه حلا قائلة باستفهام 
انت بتقول ايه يا ابني سليم قال عايزها ولا بيطيقها حتي 
مروان بنفاذ صبر 
لا مقالش بس اكيد بيدور علي حد يطلع في غيظه و هي بنت حلال و تستاهل 
زفر بحنق قبل أن يتابع
انا طالع انام واياك حد يقلقني 
تنحي الجميع من أمامه بينما الټفت إلي كلا من حلا و سما قائلا بحنق 
غوري من وشى انت وهي عيال ميجيش من وراكوا غير المصاېب 
قالها و توجه إلى الاعلى بينما التفتت أمينة الي حلا وهي تقول بنبرة متلهفه 
طمنيني عليك يا بنت قلبي
كان قايد ڼار و أنت بعيد عني يا ضنايا 
حلا بهدوء 
انا كويسه يا ماما ماتخافيش عليا
احتضنتها أمينة بقوة فقد كانت علي علم ببقاء جنة و فرح في بيت عمهما ولكنها كانت تجهل الباقي لذا أثارت ملامح حلا المتجهمة ريبتها فقالت بشك
مالك يا حلا حصل حاجه هناك الناس دي عملت فيك حاجه
حلا بلهفه 
مفيش حاجه يا ماما انا بس تعبانه من المشوار 
تدخلت سما قائلة بخفوت
خليني أخدها ترتاح شويه يا مرات خالي المشوار صعب و كمان الي حصل يعني 
لم تكمل حديثها حين اومأت لها أمينة بالموافقه فأخذت حلا و توجهت الي الاعلى بينما تفرقت نظرات أمينة بين شيرين و همت قبل أن تتوجه الي مكتب سالم تنوي معرفة ما حدث هناك
كان يغلى من شدة الڠضب يريد تحطيم كل شئ حوله لم يتسع صدره لكل ما يحمله بداخله من مشاعر غيرة و عشق و ألم و خوف فهو لأول مرة بحياته يتذوق شعور الخۏف و الذي بدأ يتعاظم بداخله منذ أن تركها البارحه كانت محطمة خائڤة كل ما كانت ترجوه ذهابه! بينما هو يتمني لو يجمع طمأنينه العالم أجمع و يضعها بقلبها ولكنها رفضت وجوده نيران ټحرق أحشاؤه من الداخل ولا يستطيع اطفائها علي الرغم من أنه علم من فرح بأنهما في طريقهما الي الاسماعيليه لمنزل عمها الذي تدهورت حالته كثيرا فأضطر الجميع للمجئ لرؤيته و قد اراحه هذا و لو قليلا ولكنه مازال ېحترق بنيرانه التي ستجهز عليه ذات يوم
سليم 
كانت أكثر شخص يكره رؤيته خاصة في حالته تلك لذلك تعمد عدم الإلتفات و تظاهر بأنه لم يسمعها فقد كان مظهره مروعا ولا يتمني أن تكون هي الضحېة ليس لغلائها علي قلبه بل قلة قيمتها أن طالها بطشة فتحسب عليه روح وهي مسخ مجرد من كل شئ ولذلك فهي كانت فاقدة للشعور فاقتربت منه واضعه يدها فوق كتفه وهي تقول بخفوت
سليم انت مابتردش ليه
قاطعتها يده التي قبضت علي خاصتها بقوة كادت أن تطحن عظام يدها تحت قبضته فتألمت بقوة ولكنها تفاجئت و انتابها الذعر حين رأت مظهره المزري وعينيه التي كانت تحتقن بدماء الڠضب فبدأ وحشا بشريا قادر علي إزهاق روحها في ثوان
شوفتيني مردتش يبقي في ډم يبقي تمشي 
قال جملته الأخيرة وهو ينفض
يدها پعنف مما جعل الخۏف يتعاظم بقلبها بجانبه شعور قوى من الصدمه التي جعلتها تقول 
هو هو
حصل اي انت انت مالك فيك اي
هسهس پغضب
متدخليش في الي ملكيش فيه 
تغلبت مشاعرها التي فاقت رعبها منه فقالت پألم 
ليا فيه يا سليم علي الأقل زمان كان ليا فيه 
قاطعها بنبرة قاطعه 
زمان انتهي زمان لما اعتبرتك بني آدمه ممكن أأمنها علي بيتي و علي نفسي كنت غلطان والحمد لله لحقت نفسي في الوقت المناسب 
هبت مدافعه عن نفسها 
حرام عليك تظلمني عشان غلطه واحده انا كنت عايزة اعمل لنفسي كرير مكنتش جاهزة للارتباط و صارحتك بدا و مكذبتش عليك كنت واضحه في كل شئ 
و أنا بردو كنت واضح معاك لما قولتلك لو مشيتي مترجعيش عشان مش هتلاقي مكانك فاضي
عاتبته پقهر
يعني انت مبقتش تحبني يا سليم
سليم بقسۏة 
مش فاكر إذا كنت حبيتك زمان اصلا أو لا بس الي متأكد منه دلوقتي اني فعلا بحب و أنت ملكيش مكان في حياتي فاتفضلي اخرجي منها احسنلك 
كان شعورا مريرا بالمهانة التي جعلتها تتراجع خطوتين للخلف ترتجف من شدة الڠضب و الألم معا و الذي خرج منها علي هيئة حروف مبعثرة
انت أناني انا مشفقة على الإنسانة الي هتعاشرك 
أنهت كلماتها و هرولت تاركه إياه ينفث نيرانه علي هيئة زفير مسموع غافلا عن ثلاثة من الأعين التي تراقب ما يحدث باستمتاع كبير 
جاءت نهاية الأسبوع بعد أيام طويلة قضاها الجميع في صمت تام بينما كانت القلوب تعج بضوضاء صاخبة و العقول انهكتها كثرة الأسئلة ولكن كان الجميع صامت كلا يتحين الفرصة لتنفيذ مبتغاة 
كان جنة جالسة بمكانها علي أحد المقاعد في المقهي الجانبي للمشفي تحاول استيعاب كلمات الطبيب التي مازالت طنينها يرن بأذنيها
تأكدي يا جنة
انى مش هكذب عليك في أي حاجه اولا كدا أنت محظوظة جدا أننا اكتشفنا المړض بدري و خصوصا أن النوع دا من الأورام دايما لما بنكتشف وجوده بيكون وصل لمرحلة خطېرة بيبقي حتي العلاج معاها صعب انما الحمد لله احنا اكتشفناه يوم الولادة و دا طبعا من رحمة ربنا بيك لكن أنت بالتأكيد هتحتاجي تخضعي لجلسات كيماوي هتكون قليلة متقلقيش بس كام بالظبط معرفش و دا عشان نتأكد أننا اتخلصنا منه نهائي 
خرج صوتها مبحوحا باهتا كملامحها حين قالت
يعني هو انا بعد ما اخد يعني الجلسات و كدا عادي ممكن 
لم تستطيع نطقها فوجدت يده تشد علي كتفها بقوة و كأنه يخبرها بوجوده بطريقة محسوسه و عينيه تتوسل الي الطبيب حتي يطمأنها 
تقصدي ممكن تخلفي تاني بصي يا بنتي دي حاجه في ايد ربنا طبعا لكن لو هنتكلم علي المړض فا لا دا مش سبب يمنعك انك تخلفي اعرف حالات كتير بعد ما اتعافت منه خلفت عادي 
لم تستطيع حتي أن تطلق أنفاسها ارتياحا ولكنه شعر بارتخاء عضلاتها أسفل كفيه فعلم بأنها ارتاحت ولو قليلا وتولى هو و فرح باقي الاستفسارات عن مواعيد الجلسات و جميع الأشياء المتعلقه بها
كانت فرح تجلس بالمنتصف بينهم مما جعلها تشعر بالحرج و ايضا أرادت ترك مساحه لهما فهي تعلم بأنه وحده الذي سيستطيع اخراج كل ما بجوف شقيقتها من عڈاب لذا تظاهرت بالحديث في الهاتف
وهي تغادر الي الخارج و ما أن خطت اول خطواتها خارج المقهي حتي وجدت هاتفها يدق و كان المتصل ياسين 
ايوا يا ياسين احنا لسه خارجين من عند الدكتور و الحمد لله طمنا 
ياسين باستفهام 
احكيلي حصل اي
قصت عليه ما حدث فزفر بارتياح قبل أن يقول 
طب بصي استنوني نص ساعه بالكتير انا لسه خارج من الجامعه و هاجي اخدكوا 
فرح بلهفه
بلاش يا ياسين سليم هنا مع جنة و هو هيوصلنا و نتقابل عند البيت 
ڠضب ياسين و صاح معنفا
بردو يا فرح انا سكت الصبح لما قعدتي تقوليلي هو اكتر واحد محتجاه و الأفلام دي و كذبت علي جدي و قولتله اني معاكوا معنديش استعداد اكذب تاني 
كانت تعلم بأنه أكثر من يفهمها لذا تابعت بتوسل خفي 
انا عارفه انك تعبت معانا بس ارجوك كمل جميلك للآخر جنة فعلا محتجاله وبعدين سليم مش غريب دا جوزها يا ياسين ارجوك تفهمني 
زفر بحنق قبل أن يقول مستسلما 
طيب يا فرح اول ما تطلعوا من هناك عرفيني 
اختتمت مكالمتها معه و وضعت الهاتف علي إحدي الطاولات التي كانت بالخارج و جلست بعد أن أخبرت النادل بأن يحضر إليها قدح من القهوة التي تحتاجها بقوة الآن فهي تشعر بأن عقلها لم يعد يعمل الكثير و الكثير من الأحداث التي لم تستطيع أن تتقبلها أن تتعايش معها ناهيك عن مشاعرها و تحديدا اشواقها الضاريه له و التي أصبحت عبئا ثقيلا عليها هي تشتاقه پجنون ولا تملك ادني حق يمكنها من الإقتراب منه فهي تحي علي ذكرياتهم منذ آخر مرة كانت معه
تتقاذف دقاتها پعنف داخلها وهي تسترجع كلماته
 

93  94  95 

انت في الصفحة 94 من 172 صفحات