الأحد 24 نوفمبر 2024

نسائم الروح بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 13 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

وتتكلم معايا ثم انا بروح لمين اساسا انا بروح لزينهم 
ء يا راجل!
غمغم بها غازي بسخرية منه ليستطرد حازما 
وانا للمرة الألف بجولها لا زينهم ولا غيره يا يوسف خليك عاجل وما تتعبنيش الله يرضى عنك اسيبك بجى عشان عندي مشوار لحاجة مهمة
قال كلملته ونهض يتركه ممتقع الوجه بيأس يفتك به لبتمتم بتوعد 
ماشي يا غازي ماشي
قال سند وهو يخاطب االرجل الغريب داخل محيط المنزل بصحبة عيسى ابن خالته داخل احدى الغرف التي تم الحفر بها 
ها بجى يا عم الشيح كدة احنا جربنا صح
دنى الرجل نحو العمق الكبير في الأرض بتمعن شديد ختى رفع رأسه قائلا 
لسة فاضل شوية 
اعترض عيسى يضرب الارض بقدمه 
فاضل فين تاني يا عم دا احنا ناجص نجيب بترول ما تجولوا حاجة يا عم سند احنا بجالنا كام يوم بلياليهم في الجرف ده لما اتهلكنا
ختم عبارته يشير على هيئته المزرية بملابسه المغبره وشعره ووجهه وجسده بالكامل 
فرد سند والذي كان يماثله في الهيئة 
زي بعضه يا واد خالتي خلينا نتحمل شوية مع الشيخ اللي رابط نفسه معانا هو كمان عشان يبشرنا بالخير اللي هيهل ولا ايه عم الشيخ 
قال الأخيرة مشددا عليها نحو الرجل والذي رد بهدوء يقارب المكر 
اكيد امال ايه احنا اساسا ماشين صح والكنز هنا مش تخمين ولا ضړب ودع دا علاماته باينة زي عين الشمس 
اومأ له سند بشبه ابتسامة فهتف عيسى بنزق 
طب همتك معانا بجى جيل البومة دي ما ترجع خلينا نخلص بجى ونستريح منها ام الشغلانة دى
عاد من الخارج ينزع عن عنقه الشال الصوفي ويضع من يده الكيس البلاستيكي الصغير على الكمود المجاور للتخت وقعت عينيه عليها وقد كانت خارجة من المرحاض تجفف شعرها بالمتشفة الصغيرة بشرتها الندية وتفاح الوجنتين ټخطف الانغاس بهيئتها 
رمقته بنظرته عفوية منها ولكنها كادت ان تطيح بثباته 
عاملة ايه دلوك 
حمد لله مفيش حاجة تجلج ما انا جولت شوية دوخة عادية
قالتها ثم جلست لتصفف شعرها بالفرشاة فتجاهل مؤجلا النقاش ليزوم بفمه قبل ان يسألها 
اممم طب انا كنت عايزة اعرف منك هي سليمة دي عندها حد بيساعدها في شغل البيت ولا بتشتري اكل 
من برا 
قطبت باستغراب تاركة ما بيدها لتجيب عن السؤال بسؤال 
ليه بتسأل ما انت عارف انها وحدانيه مع جدتي نفيسة 
قاطعها بإلحاح 
انا بسأل عشان اعرف حكاية انها وحدانيه مع جدتك سکينة معروفه انا جصدي ليكون بتشتري حاجة معينة ولا بتبعت على وكل يجيلها جاهز مثلا اي اكل يجيلها من برا زي الفطير مثلا 
لا مفيش اكل هي بس بتشرب لبن بيجيلها مخصوص 
انتبه على قولها ليعيد على السؤال 
لبن مخصوص كيف يعني
لبن بيجي يوماتي من بيت الحاوي الجريب من البيت هناك هو في حاجة 
اومأ برأسه بتفهم وتفكير سريع لينفي بهز رأسه كاذا 
لا مفيش حاجة متشغليش نفسك انت 
تحرك يتناول شاله مرة اخرى وعلاقة مفاتيحه ليردف لها على عجالة قبل ان يتركها ويذهب 
انا ماشي ورايح مشوار ماتنسيش تاخدي الدوا اللي
جيبته عندك وشوفي الحاجة اللي معاه 
تطلعت في اثره باستغراب قبل ان تتناول الكيس تنظر في محتوياته لكن سرعان ما رفعت عيناه عنها مغمغمة بدهشة وذهول 
اختبار حمل جايبلي اختبار حمل يا غازي ېخرب عجلك
يتبع
الفصل السابع ج٢
وصل في ميعاده الصباحي اليومي ليباشر عمله في متابعة المزرعة الكبيرة لتربية الدواجن بعد ان أسسها ووظف بها عدد من أفراد البلدة ليس بالهين في خطوة اولى يتبعها العديد من الاستثمارات قد وعد وأعلن عنها سابقا لمساعدة العاطلين والمحتاجين كما يدعي.
دلف بهيبة اكتسبها حديثا تتبعه ابصار المعجيين والمنبهرين في روتين أصبح ينعشه لبعض الوقت قبل ان ينغمس في عمله.
وقعت عينيه على تلك المرأة التي قبل بتوظيفها على مضض ولغرض ما في نفسه تتمايل بخطواتها امام رئيس العمال بعدما وبخها كما يبدوا من هيئته المتجهمة لتتركه ذاهبة بعدم اكتراث حتى زادت من ڠضب الاخير ليغمغم من خلفها بازدارء وكلمات بدت واضحة
عبد الصبور. 
هتف عليه كي ينبئه بمجيئة مما جعل الرجل ينتفض بإذعان كي يلحق به حتى اذا دلف الى المكتب من خلفه تمتم له بالتحية مرددا بلهجة لم يجيد تحسينها
حمد الله ع السلامة يا عمر بيه
طالع الاخير ووجه المتغير وهذه الوجوم الذي اكتسى تعابيره ليعلق
مالك مجلوب ليه وبترد من غير نفس ليكون مش طايجني كمان
العفو يا بيه.
تمتم الرجل على الفور بأسف ثم ما لبث ان يردف معبرا عما يجيش بصدره بعدم احتمال 
معلش سامحني بس انا متغاظ من اللي اسمها نفيسة دي مرة مشجلبة لا تعرف خشا ولا حيا ولا حتى حرام ولا حلال انا عارف ايه اللي حدفها علينا عليا النعمة بخاف ع البنتة اللي شغالة معانا منها دي فالحة بس تتمايص وتلهي البنتة في سيرة فلانة ولا علاتة ولا بتعرف تسد في شغل ولا تجعد محترمة وفي حالها جاعدة بس لفجع مرارتي.
تبسم عمر بخفة لقول الرجل ويرد مخففا
معلش يا عبد الصبور هي مرة معوجة انا عارف بس دي وجعت في عرضي ان اشغلها عشان مش لاقية توكل نفسها كنت عايزني اردها خايبة الرجا يعني مش طبعي يا واد الناس.
جادله الرجل
يعني نسيبها كدة وسط البنات كيف البطاطسية المعفنة وسط الجفص الزين تجوم تخصره كله
رغم حدة الرجل والتشبيه المبالغ فيه إلا أنه كان يتحدث بعقلانية اجبرت عمر على مهادنته
لا يا سيدي واحنا مش هنسيبها تخسر البنات إنت شد عليها من بينهم ان شالله حتى تخصملها وخلينا ندوس عل نفسينا شوية ولو متعدلتش الباب مفتوح عشان تغور وتريحنا منها..
صمت عبد الصبور ليومئ له على مضض يدعي الاقتناع حتى صرفه ليخرج ويتركه يفكر في القادم على ضوء ما يلمسه من مستجدات
على جهاز الحاسوب الصغير كان يستمع لها ويدون به ما تمليه عليه من رؤى ورغبات تريدها في مشروعها الجديد وعلى ضوء ذلك يفعل هو دراسة الجدوى الخاصة به ويحدد حجم الدعم المادي المطلوب له وهي تتحدث بشغف يزيده هياما بها
عايزاه كبير يا عارف قسم للخياطة والمكن والأدوات الازمة تبجى كاملة من كله قسم للإشغال اليدوية وطبعا بأجهزته والمواد الخام قسم للأكل البيتي زي الفطير المشلتت وصواني الأكل والفراخ والمحشي والحلويات......
حيلك حيلك .
قاطعها فجأة ليردف بابتسامة غزت ملامحه
انتي مچنونة يا روح مالنا احنا بقسم الأكل والطبيخ طب الاعمال اليدوية والخياطة فهمنا عشان تساعدي البنات إنما الأكل بجى ليه
عشان العشية والغداوي يا عارف .
طالعها باستفهام فلم تتأخر عنه في الأجابة لتضيف شارحة
ما انت عارف عوايد البلد في الجواز والخطوبة والبلاوي اللي بتصرف ع العشية بس دا غير
الجهاز والشوار اشي اربيعين جوز حمام وكام كيلو لحمة دا غير صواني البسبوسة والكيك ومش عارف ايه حاجات ما ليها اي ستين عازة بس الاهالي مجبرة تجيبها عشان الأصول

انا بجى حابة اساعد بأن اوفر الحاجات دي بالطلب يعني الست بدل ما يطلع عنيها في 
التجميع والشړا تاجي عندي واديها بأسعار مخفضة بس بعدد ما يزيدش عن الحد المعجول بحيث ان اخفف بمساعدتي بس مشجعش على الإسراف والمظاهر المبالغ فيها.
بدهشة لا تخلو من إعجاب متزايد عقب بمشاكسة
ما شاء الله يا ست روح دا انت كدة عايزة ميزانية حكومية مش من جيب العبد الغلبان
اطبقت على ذراعه بين يديها الاثنين لتتملقه بدلال اصبحت تجيده
ومالوا يا حبيبي ما انت برضوا سداد وجيب السبع دايما عمران دا غير ان انا كمان هشارك معاك بالفلوس وع العموم برضوا انا جاصدة اخليه مشروع ربحي بس بفايدة ضعيفة.
جصدك معډومة
لا والله هيبجى في ربح لكن الاهم عندي هو اني اساعد الستات والبنات يجيبوا جرش يعرفوا يصرفوا به على نفسهم مش الواحدة يبجى تكالها غير ع الراجل ان كان حد من أهلها أو جوزها لو كان عفش كمان يضربها وېهينها ويشتمها وهي ما تجدر تجول بم حتى عشان عارفة انها متحجاله.
افتر فاهه بابتسامة مستترة يعبر عن سخط يدعيه كي يخفي انبهاره برجاحة تفكيرها وتميزها عن الجميع
كمان عايزة تجلبي الستات على اجوازاها طب ما تجولي كدة من الأول يا عسل ان دا غرضك من الاول عايزة الحريم تعمل انقلاب ع الرجالة لا يا عم بلاها انا مش عايز اتاخد في الرجلين معاكي.
تشبثت تزيد من ضغطها على ذراعه لتطالبه بإلحاح
لا انت شاطر ومش هترجع في كلامك وغلاوتي عندك ما ترفض يا عارف صح انت عمرك ما رفضت لي طلب اساسا.
أعجبه التصاقها به والإصرار عليه لتنفيذ مطلبها وكأنها طفلة تدلل على والدها ولكنه أبى أن يمرر الأمر دون أن يستغل لهفتها
ماشي يا ست البرنسيسة هساعدك تحججي حلمك بس انا هيبجالي شرط لازم استفيد في مقابل ذلك وتنفذي شرطي للموافجة
نزعت نفسها عنه فجأة باحتجاج
شرط ايه تاني كمان انا نفذت يا حبيبي ولا انت ناس الرجص وبدلة الرجص 
غمز بطرف عينيه يخجلها برده
لا طبعا منستش وانا اجدر انسى البدلة والا الحشو اللي جوا البدلة....... بس دي متتحسبش يا حلوة انا عديتها بس عشان الحمل ولا انتي افتكرتي ميلة الشمال واليمين دي تتحسب رجصة.
شهقت مجفلة لانقلابه الوقح لتلكزه بقبضتها على ساعده
دا انت مش بس مستغل دا انت بجح وجليل أدب كمان.
عقب ببساطة
عادي مش فارق معايا رأيك فيا المهم عندي المقابل جبال التعب والصرف والمشاكل لو حصلت ما انا لازم استفيد
زفرت بغيظ واستسلام امام اصراره
جيب من الاخر عايز ايه تاني يا عارف
تبسم بخبث يمسك على طرف ذقنه بسبابته والإبهام ثم أجابها بتفكير
بصراحة مكنتش عامل حسابي ومتهيألي عايز فرصة على ما اجيب في دماغي اللي يستاهل الټضحية اللي هجوم بيها.
رددت خلفه بحنق
تضحية ! ماشي يا عم المضحي مشيلي طلبي وادخل في الإجراءات بجى على ما تفكر وتخطط مع نفسك. 
اومأ يلاعب حاحبيه بسعادة فاقت الأنتشاء
عيوني عيوني يا روح عارف.
منذ الأمس وهي تتجاهل تمارس حياتها الطبيعية معه دون أن تتطرق ولو بإشارة حتى نحو هذا الموضوع الهام ذاك الذي يمني نفسه بتحققه باشتياق لسماع البشرة له وهو ايضا يتعامل بطبيعية معها وينتظر ان
تاتي المبادرة منها وقد فاض به الان ولم يعد به قدرة على الانتظار أكثر من ذلك .
وقف يراقبها من خلف نافذة غرفة مكتبه وقد كانت في هذا الوقت تداعب صغيرها بجوار جدته التي اتخذت مقعدها في الجهة المشمسة اسفل المظلة في الحديقة كالعادة تعمل على رعاية المرأة والحديث

معها بمودة ومرح انها دائما ما تثير بقلبه الغبطة والسرور بافعالها لا ينقصه معها سوى شيء واحد فقط ان تستجيب لنداء قلبه الملتاع بعشقها.
انتفض متحفزا فور ان ابصرها تتحرك باتجاه مدخل المنزل ف اتجه بخطواته هو ايضا ليتلقاها في المدخل
ناادية تعالي عايزك. 
تلقت ندائه بإسمها لتتبعه على الفور نحو غرفة المكتب وفور ان دلفت
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 30 صفحات