الأحد 24 نوفمبر 2024

نسائم الروح بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 14 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

خلفه سألته باستفسار وقد وجدته جلس خلف مكتبه كي يخفي توتره
ايوة يا غازي عايز حاجة
اشار لها لتجلس امامه ف انصاعت مذعنة لطلبه وسکينة تعلو ملامحها في النظر نحوه باستفهام ېقتله
اديني جعدت 
عض على نواجزة بضغط كبير يحاول السيطرة والرد باتزان يدعيه
يعني انا كنت جايبك عشان أسألك عن صحتك بعد دوخة امبارح والبرشام اللي جيبته بالليل....... عاملة ايه دلوك
ردت بابتسامة مشاكسة
ما جولتلك زينة والحمد لله انت سألتني يجي مية مرة من امبارح يا غازي .
عايز اطمن على صحتك هو حرام السؤال
صدرت منه بنزق اختلط بيأسه فكانت اجابتها بتسامح كالعادة
لا يا سيدي مش حرام ولا حاجة على العموم تشكر ع الاهتمام .
ردد خلقها باستنكار
ايه تشكر دي انتي مرتي يا نادية والكلام دا شيء عادي ما بينا احنا مش اغراب.
قالها بانفعال اثار اندهاشها لتعلق ملطفة
طب براحة طيب ليه العصبية من الأساس
زفر يشيح بوجهه ضاربا بكف يده على سطح المكتب بعدم احتمال هذه المرأة سوف تصيبه بجلطة من فرط برودها حتى لم تعد به قدرة على التمالك او الانتظار
نادية انتي عملتي الاختبار
اختبار ايه 
برقت عينيه وازداد الحنق في مخاطبتها
اختبار الحمل الانبوبة البيضة اللي جيبتهالك في كيس الدوا امبارح...... اوعي تجولي مخدتيش بالك دي حاجة باينة زي عين الشمس عاد دا غير انك مخلفة جبل كدة وعارفة ولا هو جديد عليكي
كان مسترسرلا بعصبيته لتقابله باتساع ابتسامتها تلوح امامه بيدها كي يتريث
براحة يا غازي .
لا اله الا الله وانا عملت ايه دلوك
كبتت بصعوبة ضحكتها 
يا بوي معملتش حاجة انا بس عايزة افهمك ان الامر بسيط مش مستاهل الجلج دا كله انت لو كنت كلمتني من الاول انا كنت هفهمك ان مفيش داعي منه اساسا ما هو مش عشان دوخت يعني ولا عندي شوية هبوط أو حتى الحاجة اللي انت عارفاها مغيباني كام يوم دا معناه اني كدة اشك واجري على طول على الاختبار انت جولت بنفسك اني مجربة جبل كدة يعني عارفة نفسي........
سألها بتوجس
يعني ايه 
يعني انا طول فترة جوازي اللي فات وهو سبع سنين محبلتش غير تقريبا تلت مرات الأولى كانت بجوز التوأم ودول ماتوا لما نزلوا جبل اوانهم والتاني سجط مني في الشهر الخامس والتالت كان معتز.......
اصل انا حملي عزيز .
شحب وجهه حتى ظهرت امامها تفاحة ادم التي كانت تتحرك امامها في زعر يكتسحه
يعني انتي عارفة نفسك مش حامل
انا مجولتش كدة يا غازي. 
وووه
صدرت منه بنفاذ صبر فجاء ردها بتلاعب
يا بوي انا بجولك على ظروف حملي في جوزاي اللي فات ودا اللي كنت بانية تفكيري عليه.......
اجفلها بضړبة قوية بكفه يده على سطح المكتب لينهض عن
محله سريعا فتجده امامها يأمرها بحزم
جومي يا نادية اعمليه بلا بانية على جوازك اللي فات بلا زفت.
نهضت تقابله واقفة
مينفعش يتعمل دلوك دا ليه وجت معين يتعمل فيه بس انت ليه مستعجل جوي كدة هي طارت ولا احنا ممعناش لا سمح الله.
افتر فاههه فجأة للحديث ثم اغلقه بماذا يخبرها وهي تتحدث معه بهذا البرود غير مقدرة للهفته من الانجاب منها يريد تقوية الرابط بينها بينه يريد منها اطفال لا حصر لهم لكن ماذا

بيده إن صدق حديثها واتضحت وجهة نظرها او حتى لا يوجد انجاب بينهما من الأساس أرادة الله فوق كل شيء وهو لن يكون طامعا لتكفيه هي وطفلها وحبات قلبه صغيراته الاميرات الثلاثة 
سحب شهيقا كبيرا ثم اخرجه بزفير كي يهدئ من هدير الصخب بداخله ثم يجلس قائلا لها
ماشي يا نادية زي ما تحبي وكيف ما يريد ربنا انا راضي حتى لو مفيش خالص.
اطرق رأسه عنها بإحباط يفتك به وصمت فمه عن اي حديث ثم ما لبث ان يرفعها فور سماعه قولها
انا عملته يا غازي
برقت عيناه في النظر إليها وازداد خفقان قلبه بسرعة فائقة بقلق بالغ حتى تحركت شفتاها
النتيجة طلعت ايجابية......
زاد اتساع عينيه وتجمد محله بلحظة فارقة من الزمن كأنه انفصل عن الوعي امامها لتعيد الكرة مرة ثانية وقد ذهب ظنها انه لم يسمعها جيدا
يا غازي بجولك طلعت حا........
لم تكد تكملها حتى وجدت نفسها تختطف من محلها وتعتصر بين ذراعيه ليصيح بفرح شابه العتاب 
حرام عليكي حرام عليكي يا شيخة وكل دا سيباني اهاتي بتمرجحيني ما بين ايديكي يا ناادية.
تأوهت پألم حقيقي تذكره بوضعها وقد أفقده الفرح رشده
براحة يا غازي على ضهري انا كدة هسجط على يدك.
خلاص كفاية طيب لحد يدخل علينا الأوضة من العيال كفاية يا غازي.
تركها اخيرا ومازال وجهها بين كفيه يتطلع اليها بوله لا يصدق كم الفرح الذي يشعر به الان بأنفاش لاهثة وكأنه لم يعرف الانجاب قبل ذلك لتعقب هي باندهاش له
انت لدرجادي فرحان يا غازي هو دا اول عيل ليك
اول عيل منك انتي
قالها وبريق عينيه يأسرها يتابع
العيل دا غير اي عيل حتى لو كل عيل ليه غلاوته ان كان معتز ولا البنات انا كنت مشتاج جوي اخلف منك جوي يا نادية.
ممكن يا غازي تصبر شوية على اعلان الخبر 
ليه يا نادية الصبر دا انا عايز انشرها في الدنيا كلها عايز اعلنها في ميكروفون.
اردفت ترد بصوت حرج
معلش يا غازي عشان خاطري اصبر حبتين ممكن
ماشي يا نادية نصبر عشان خاطرك.
انعطفت بخطواتها نحو الطريق المؤدي للجامعة بعدما خرجت من محيط موقف السيارات التي تحمل الأفراد من والى البلدة كالعادة كانت تسير بتركيز شديد لا تلتلف يمينا او يسارا حتى وهي تسمع لصوت غريب
خلفها لم تلتف على الإطلاق لتجيره على توقيفها باعتراض طريقها.
أعتلى الإجفال تعابيرها على الفور لكن سرعان ما تماسكت حينما تأكدت من هويته ليلفها الڠضب فجأة حتى كادت ان تهتف غاضبة به لولا ان سبقها بقوله
ايه بقى هفضل اليوم كله انا ماشي وراكي
زفرت ترمقه بشعور خلط ما بين الفرح برؤيته وما بين الضجر لجرأة فعله ولكنه واصل بخفة ظله 
اوعي تفهميني غلط ولا تقولي عليا اهبل ومش مراعي سني ولا مركزي بس انتي اللي اجبرتيني على كدة بقى عشان بقالي ساعة ببسبسلك وانتي زي القطر في طريقك.
تخصرت تعقب على قوله
يا سلام وافرض يعني مردتش ولا انتبهت من اساسه فيها ايه يعني ثم انا كمان مش بسة عشان لما حد يبسبسلي ارد عليه .
ضحك بصوت مكتوم وقد راقته حدتها ليعقب بمشاكسة يسألها
طب يعني كنتي عايزاني اندهلك باسمك مثلا في وسط الشارع ولا اقولك يا زينهم أقرب
ها ها..... ظريف
تفوهت بها تزيد من تسليته وتزداد هي سخطا
ما كفاية ضحك بجى وجولي انت كنت عايزني في ايه عايزة احصل محاضراتي.
سحب شهيقا كبيرا ليتوقف عن الضحك ويتمالك صوته في الرد 
قطري خلاص باقي عليه نص ساعة بالكتير وانا بصراحة كنت جاي اسلم عليكي
تسلم علينا انا !
صدرت منها بدهشة

قابلها بابتسامة متسعة
قولي عليا مچنون بقى ولا عقلي ضارب لكن يعني هي فيها غلط مثلا ان اقفلك مخصوص عشان اسلم عليكي ولا اكلمك
تحركت مقلتيها بتشتت أمامه لا تعرف بما تجيبه حتى اهتز كتفها بحركة بسيطة فتجيبه ببرائة تناقض تماما شراستها منذ قليلا
ببصراحة مش عارفة .
انها حقا تجفله بردودها وتثير داخله الاهتمام لمعرفة المزيد عنها
ورد هو انتي ازاي كدة
ازاي كدة كيف يعني
رد يجيبها متكتف بذراعيه فوق صدره متمعنا النظر بها
بتدهشيني دايما شخصية تبان قوية ومتوحشة احيانا دا طبعا بالتعامل مع زينهم وغيره وشخصية تانية تجمع براءة الدنيا فيها لا تفهم في أساليب البنات ولا تعرف حتى ترد على سؤال بسيط زي ده.
تجهمت وقد زادها حديثه حيرة لترسم الجدية امامه
والله انا تربية اخويا هو اللي اتولى ربايتي بعد امي ما ماټت يعني شغل الحريم ده هعرفه كيف وانا وجتي موزع ما بين رعايتي لبهايمنا وبين كليتي اللي بحضرها بس على وجت المحاضرة بالعافية.
ربنا يخليك اخوكي اللي قدر يحافظ على وردة برية زيك من أي تلوث حتى وهي في قلب المدينة وقي عز الاختلاط بالبشر.
قالها بابتسامة توسعت بوجهه ثم تابع وهو يتحرك على الفور متذكرا ميعاد القطار
ورد انا مسافر دلوقتي عشان اشوف حالي والشغل اللي متعطل بس اوعدك اني راجع قريب قريب اوي .
لوح بيده ثم اسرع ليستقل السيارة التي سوف تذهب به إلى المحطة وتظل هي واقفة محلها تتبع اثره حتى اختفى من امامها لتغمغم بعدم فهم
طب بتوعدني انا ليه ما تيجي براحتك هو انا منعتك!
وبداخل السيارة التي كانت تقطع الطريق بسرعة كي يلحق بموعد القطار تلقى الاتصال الذي كان يتوقعه ليجيب على الفور
ايوة يا غازي يا حبيبي روحت قابلتها وكسرت كلامك.
كسرت كلامي يا بارد انا مش منبه عليك يا......
ايوة منبه يا غازي بس انا دلوقتي مسافر لكن اوعدك ان المرة الجاية مش هيبقالك حق تحوشني من الأساس سامعني يا صاحبي يالا بقى سلام
انهى الاتصال واستند برأسه على النافذة ينظر إلى الخارج بحالمية وبداخله يغمغم
حبيبي يا زينهم.
وفي الناحية الأخرى 
تبسم
كلي فاكهة يا روح واتغذي كوبس بدل ما انتي وشك اصفر كدة شكل العيل دا هيطلعه على عينك.
عقبت روح بجزع
وه وانا شكلي صح اصفر يا نادية جولي يا غالية انا بجالي كام يوم شاكة فيها دي .
وفيها ايه لما وشك يصفر ولا يخضر حتى مش دي برضوا شهور الوحم اللي بيجولوا عليها ودا الطبيعي ولا ايه يا جدعان
قالها غازي بطرافة أثارت ضحك الثلاثة لتضيف جدته 
لا طبعا مغلطتش يا حبيبي دا هي اللي مجلعة وهتعمل فيها مخضۏضة امال لو شجيوا نص اللي شجناه احنا في شبابنا كان بجي منظرهم ايه بس
بنتة مجلعة يا جدة 
قالها عارف ليزيد من مشاكستها وهو يتناول من عنقود العنب في كفه
ياما كان نفسي تشتغل في الزرع زيك يا جدة عشان تعرف ان الله حق .
يا حبيبي بجى جوزي ما اشتغلش ولا عزق ولا سجا زي باقي عيال عمه جوم اشتفل انا
قالتها بانفعال قابله بابتسامة يلاعب حاحبيه مما أستنفرها للرد مرة أخرى ولكن نادية تدخلت
جلبك ابيض يا روح واد عمك مبسوط بعصبيتك ما تخلهوش يفرح زيادة.
اضاف على قوله غازي ايضا وهو يلاعب صغاره
يا بت ابوي متحسهوش دا بارد انا عارفه ممكن يجيبلك جلطة دلوك 
قهقه عارف بالضحك عاليا فردت هي بزهو
ومين هيحسه اصلا دا انا بكرة هعمل مشروعي والبلد كلها هتشهد عليه لما اشغل معظم بنات البلد فيه.
قطب غازي يسألها باهتمام
مشروع ايه

يا ست روح ناوية تهببي ايه يا بت
ابتلعت بقلق تنظر لزوجها تطلب منه الدعم ليتمتم ردا لها بهمس
جولي يا ناصحة خليه يتمجلت علي ودا المتوقع لكن انا برضوا هكوم في لستة التعويض عليكي.
جالسة بتعالي وعجرفة ترتشف القهوة وتقلب في الهاتف وكأنها لم تنتبه له من خلف الزجاج منذ بداية حضوره.
رائعة هذه المرأة في ادعاء
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 30 صفحات