الأحد 24 نوفمبر 2024

نسائم الروح بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 15 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

عدم الاهتمام امام رجل قضى نصف عمره في جولات ومغامرات مع العديد من النساء فاز وخسر وخسر وفاز حتى امتص خبرته وحفظ كل خلجة وكل همسة منهن فما بالك بامرأة مثلها واضحة امامه وضوح الشمس بالإضافة لما جمعه عنها من معلومات من صديقه اللدود عمر.
خطا حتى اقترب من طاولتها ليلقي التحية وبيده يسحب احد المقاعد ليجلس دون انتظار الاستئذان منها
صباح الخير. تسمحيلي اقعد 
اجقلت لحركته السريعة فبرقت عينيها امامه بشړ
اسمحلك فين عاد ما انت سحبت الكرسي وجعدت ولا اكنه مطرحك حد جالك ان هرضى ولا اسمحلك باقټحام خصوصيتي .
اقټحام خصوصيتي. 
تمتم بها داخله بشيء من سخرية ولكنه تمالك ليرسم الجدية امامها
اسف طبعا لو ازعجتك بس انا متأكد ان ليدي وهانم زيك لا يمكن هتكسف راجل زيي ولا تقل مني حتى لو انا فعلا غلطان .
غمرها الزهو تأثرا بوصفه لتفرد ظهرها وترفع ذقنها امامه بثقة تقارعه
ويعني عشان ما انت شايف اني هانم دا يديك الجرأة في التصرف معايا بالشكل ولا يمكن فاكرني صدجت لعبتك والكلام اللي جولته المرة اللي فاتت عن بحثك عن سكن والكلام الفارغ ده.
تبسم يضغط على شفته في الرد
واضح ان انتي زكية وفهمتيني من اوله وبصراحة مش هنكر ما هو انا كمان غلبت الاقي حجة ادخلك بيها عشان اتعرف عليكي وانتي مصدرة كدة الوش الخشب قدام اي حد يكلمك ولا يعبرلك عن إعجابه.
يا سلاام
تمتمت بها تعود للخلف واضعة قدما فوق الأخرى قائلة بعنجهية
انا شايفة ان حضرتك اتعديت حدودك معايا لانك مهما شكرت ولا ذكرت في مميزاتي برضك انا مش ساهلة ليك ولا لغيرك عشان اتساهل في الحديت انا بت سعيد الدهشان كبير العيلة والبلد كلها مسمعتش انت عن نجع الدهشان.
توسعت ابتسامته ليردف لها بتملق
دا انا يزدني شرف وارفع القبعة لجمال حضرتك ولأصل عيلتك الكريمة بس تسمحيلي بقى اعرفك انا كمان عن نفسي انا صلاح صابر رجل اعمال عصامي والدي توفاه الله من وانا طالب في اعدادي وجدي عبد المنعم الفيومي عين أعيان الفيوم دا غير ان والدتي سهير الطمبشاوي حفيدة الطمبشاوي باشا .
باشا كيف يعني زي اللي بنسمعوا عنيهم دول ولا دا لقب عادي
سألته بعدم تصديق ولكنه عاد يؤكد لها
لا طبعا باشا حقيقي ورث الباشوية ابا عن جد دا حتى لسة قصره موجود وانا جددته وعايش فيه كمان.
لاح على وجهها البلاهة وهي تطالعه بعدم تصديق حتى كاد ان يضحكه مشهدها ولكنه تمالك حتى يخرج لها الهاتف ثم يريها على شاشته
شوفي كدة اهو ده بقى القصر بتاع جدي شايفة كبير ازاي وفخم وزارة الثقافة حفيت عشان ياخدوا مننا احنا الورثة لكن انا بقى دايما واقف لهم لا يمكن ابدا اسمحلهم ياخدوا ولا يعملوه متحف زي ما بيقولوا ولا يمكن هفرط في ورث جدي.
ابتلعت بتشتت تسأله.
ليه يعني هو مفيش غيرك ورثة
اجابها بتفاخر
لا طبعا كان في بس انا اشتريت حق الجميع وبقى ليا لوحدي تعرفي بقى انا اتعرض عليا من رجال أعمال وناس عرب فلوس بالهيل وبرضوا رفضت دا انا مش برضى اقعد في الفيلا اللي في الكمبوند ولا
حتي الشقة اللي ع النيل مش بلاقي راحتي غير فيها وسط العراقة والأصل بالظبط زي انتي ما بتحبي تفتخري بأهلك مابالك بقى لو اهلك دول باشوات واصول عثمنلي
استطاع بحنكته ان يخطف تركيزها ليواصل بمكر
بس عارفة بقى انا كل اللي ناقصني فعلا وجود حد يشاركني النفس جواها اصل انا وحيد يااا....... يا نهار ابيض.. انا نسيت ما اعرف اسمك.
تبسم باندهاش قابلته بزهو ترفع رأسها شامخة في الرد عليه
انا فتنة فتنة سعيد الدهشان. .
ما شاء الله اسم على مسمى بحق وحقيقي انا بجد بهني الوالد اللي عرف بختار الاسم اللي يليق على انسانة في جمالك بجد شابوه.
عقبت ببعض الزوق ردا له
شكرا على المجاملة. 
لا مجاملة ايه طب تعرفي بقى ان انتي فيكي شبه من جدتي التركية تحبي تشوفي صورتها وتتأكدي بنفسك ان كنت بكدب ولا لأ.
طالع وراح فين يا وش النصايب انا هلاجيها منك ولا بوز الاخص ابوك اللي هاجج ورا السنيورة ومش سائل في اهل بيته رايح فين يا مالك
هتفت بها شربات توقف الأخير قبل ان يصل لمقبض الباب الخارجي لتضطره للعودة مهادنا
الله يسامحك ياما انا برضوا مش هرد عليكي عشان عارف بسبب البلاوي كلها .
وكأنها وجدت الفرصة تلقت قوله لتنطلق بالولولة والنحيب مرددة 
منه لله يا مالك منه لله ابوك اللي مبهدلني ومشحططني طول عمره معندوش خير لحد لكنه زودها جوي يا ولدي مش سائل ولا
معبر سايبنا نضرب راسنا في الحيط.
اكملت بالبكاء ليزفر هو بصوت مكتوم يمنع نفسه بصعوبة من التفوه بسبة قبيحة ليلطف بالدعم لها
معلش ياما بكرة هو اللي يجري ورانا وما يطول ضفرنا وانا وحياة غلاوتك لا اخليه يندم على عفاشته دي معاكي اصبري بس انتي وانا هفرحك جريب متجلجليش.
توقفت عن ذرف الدموع لتسأله بعدم فهم
جصدك ايه يا مالك انا مش فاهمة حاجة يا ولدي .
اوما لها بابتسامة مطمئنة قبل ان يتحرك ويذهب
هتروج وتحلى ياما خديها كلمة مني ومفيش منها رجوع ياللا بجى سلام 
خرج على الفور يصفق الباب ويغلقه لتتمتم هي في اثره
وه هو الواد ده بيوعدني ولا بينيمني هتروج ولا تحلى كيف يعني
ومن جهته اتخذ مالك طريقه نحو الجهة المقصودة ليصل حتى خلف المنزل الكبير حيث المنطقة الخالية من المارة في هذا الوقت ثم صعد على جزوع الشجرة الكبيرة ليصل الى الطابق الثاني وبهدوء شديد سار فوق السطح حتى وصل لنصف الحائط في الجهة المؤدية نحو الفناء في الوسط حيث جبل النراب الكبير بفضل الحفر داخل الغرفة المحددة ليجلس على عقبيه يراقب بهدوء حركة الثلاثة في انتظار الفرصة سند و عيسى وهذا الشيخ الذي كان في هذا الوقت يخابر أحدهم عير الهاتف
ايوة يا بيه احنا خلاص على بعد خطوة واحدة جهز نفسك وتعالى عشان تحضر الافتتاح
الفصل الثامن
في ركن مظلم داخل إحدى البنايات الغير مكتملة البناء كان قابعا يتابع بتركيز شديد لكل شاردة او واردة في هذا المنزل وهذه الساعة المتأخرة من الليل والهاتف على اذنه يبلغ محدثه من الجهة الأخرى اخر المستجدات لحظة بلحظة
ايوة يا غازي بيه زي ما بجولك كدة الحركة النهاردة غير طبيعية الراجل اللي جايبنه كذا مرة اشوف خلجته وهو طالع يتجنص ع الشارع ودي اول مرة تحصل منه
جاءه الرد من الطرف الآخر
يعني ايه انت شاكك تكون اللقية هتطلع النهاردة
مش عارف الصراحة بس حاسس زي ما يكون في حاجة هتحصل
تمام يا بسيوني انا معاك ومستني ساعة الصفر اما نشوف ايه أخرتها.
طال انتظارها له منذ ان دلف لداخل الشرفة واغلق شراعاها عليه وهو لم يخرج الى الان تصلها بعض الهمسات الخفيفة بكلمات ليست مفهومة اليها 
في هذا الوقت المتأخر من الليل الوضع يدعو للإرتياب
حتى استبد بها الفضول لتنهض عن التخت ترتدي مئزرها وتتبع هذه المرة غريزتها متخلية عن تحفظها الدائم وتذهب اليه كي تسأله او تستكشف الأمر بنفسها لربما.....
نفضت رأسها فجأة عن هذه الفكرة الغبية فهذا غريب عن طبعه و..... ولكنه رجل!
همت أن تطرق على خشب النافذة في البداية وتتصرف بطبيعتها كالعادة لكن مع سماعها لنفس الهمهمة التي لم تفسرها بعد تقدمت لتفعل ما لم مالم يخطر على بالها ان تفعله قبل ذلك لتدفع شراعي النافذة پعنف وټقتحم عليه خلوته
حتى اجفل ليلتف اليها وهو يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم ويقطب حاجبيه بدهشة لفعلها متمتما لمحدثه من الجهة الأخرى
ثواني دجيجة طيب هجفل وراجعلك تاني
اغلق الهاتف ليرمقها بتساؤل وقد تفاجا بهذا التجهم الذي ارتسم جليا على ملامحها 
ايه يا نادية في حاجة
والله السؤال ده تسأله لنفسك بجالك ساعتين جافل على نفسك وشغال ود ود في التلفون كل دا بتكلم مين يا غازي
كانت منفعلة تسترسل في توجيه الأسئلة له بحدة وكأنها ظبطته بجرم ما حتى صدر منه الرد بدفاعية وعدم تركيز
وه يا نادية يعني هكون بكلم مين كمان دا بسيوني كان عايزني في أمر هام
جاء ردها بتشكك مرددة بما يشبه السخرية
بسيوني برضوا تلت ساعات وانا جاعدة ملطوعة على فرشتي مستنياك تطلع من البلكونة اللي حابس نفسك فيها بعيد عني عشان تيجي في الاخر تجولي بكلم بسيوني بالذمة دا كلام يخش عقل عيل صغير يا غازي.
تلت ساعات كمان ما هو من شوية كانوا ساعتين يا بوي خبر ايه يا نادية. مالك كدة بتزودي على كيفك مع كل جملة........
قطع فجأة صيحته ليستدرك بأعين برقت في النظر إليها يتمعن بهذه الملامح المحتقنة واهتزاز جسدها 
امامه من فرط ڠضبها وتحفزها في تكذيبه وكأنها.....
ابتلع يتمالك بصعوبة الصخب الدائر داخله ليسأل على تردد منتقيا كلماته
جصدك ايه يا نادية بكلامك ده هو انتي شاكة اني بكدب عليني لما بجولك اني كنت بكلم بسيوني.
انت نفسك مصدج كلامك دا يا غازي هو بسيوني دا كان حبيبتك يعني عشان ترغي معاه بالودودة والهمهمة ولا هو بيسيبك اصلا طول اليوم عشان ياجي يكمل معاك السهرة ع التلفون 
خرج ردها بعفوية وعدم انتباه غافلة عن قلب محب كان يتراقص بالفرح لڠضبها هذا حتى لم يقوى على كبت ابتسامة لاحت على محياه ليعلق مواجها لها
نادية هو انتي بتغيري
صعقها بسؤاله حتى ارتدت بفزع للخلف تبتلع وقع الجملة عليها أتكون بالفعل غاضبة من أجل ذلك ولكن كيف لها ان

تغير عليه وهي في الأصل لم تفتح قلبها لأحد اخر بعد الراحل زوجها 
ف الغيرة هي النتاج الطبيعي للعشق وهي لم تعشق سوى الراحل.
سكتي ليه ما تجاوبي
سألها بمكر وما تقرأه من عينيه زاد من سخطها نحوه
لتنفي وكأنها تنفي عنها تهمة
لا طبعا إيه اللي انت بتجولوا ده انا كنت بتكلم من الخۏف لتكون قي حاجة حصلت دا غير جعدتك في البرد لوحدك وفي البلكونة المتلجة يعني مش اللي في بالك.
مش اللي في بالي اه .
قالها بمشاكسة واضحة مظهرا عدم تصديقه ف استشاطت من الڠضب لټضرب الأرض بقدمها قائلة بغيظ وهي تلتف عنه
براحتك يا غازي انا راحة انام وسيبهالك خالص اعمل اللي يلد عليك.
قالتها وتحركت بڠضبها للداخل ولكنه كان الأسرع ليوقفها في وسط الغرفة جاذبا لها من ذراعها ليباغتها بضمھا اليه تمتم لاهثا لها بتوعد
والله لو ما كنتش النهاردة ورايا اللي يجبرني اسيبك ما كنت اخليكي ابدا تفلتي من تحت يدي دلوك بعد ما بردتي جلبي بكلمتينك دول حتى لو مكنتيش جصداهم ولا معترفة بيهم.
وفي الجهة الأخرى اعتدل ليسلط ابصاره على السيارة التي توقفت قرب البناية القابع هو داخلها ليقترب بخطواته على أطراف اصابعه في الظلام الدامس
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 30 صفحات