الأربعاء 04 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلمي روز امين

انت في الصفحة 132 من 279 صفحات

موقع أيام نيوز


كل اللي قولتيه أنا عرفاه وعارفة حدودي كويس سواء في علاقتي معاه أو حدودي هنا في البيت 
تعمقت بعينيها لتسترسل 
ومتقلقيش أنا مش مطولة هناوأول ما ظروفي تتحسن هاخد إبني وأرجع لشقتي وشغلي وأمارس حياتي بشكل طبيعي أنا قاعدة هنا بشكل مؤقت لحد ما طليقي واخواتي يزهقوا ويخرجوني من حسباتهم
أومأت فريال برأسها بجمود لتتحرك الأخرى في طريقها لدخول المنزل لكنها سرعان ما استدارت لتتحدث بصوت قوى لإمرأة شامخة 

على فكرة يا مدام فريال أنا كنت رايحة أوضة سيادة المستشار علشان هو كان باعت لي بخصوص خروجي من غير حراسة إمبارح ومكملتش عشر دقايق ورجعت على أوضتي نمت مع إبني
أنزلت فريال بصرها للأسفل لتتحرك إيثار صوب الداخل ومنه إلى الاعلى لتغلق عليها باب الغرفة مطلقة العنان لدموعها التي انهمرت پقهرا على ما وصلت إليهتنفست بقوة لتنوى الرحيل عقب استقرار الوضع وذلك بعد كل ما تعرضت إليه من إهانات داخل ذاك المنزل 
أمسكت الهاتف لتطلب من عزة انتظار صغيرها لحتى العودة من مدرسته والصعود به مباشرة وذلك بعدما شعرت بحاجتها لضمة صغيرها لتستمد منه قوتها وصمودها
بعد عدة ساعات 
عاد فؤاد من عمله عندما حل المساء ليصعد سريعا لجناحه على أمل أن يملي عينه برؤية من ملكت القلب أمسك مقبض الباب وفتحه بقلب يرتجف ويكاد ينخلع ليسبقه إليها من شدة سعادتهتطلع للمكان بعينين متشوقتين لكن سرعان ما اختفت البسمة حين وجد المكان مظلما وخالي من أميرتهضغط على زر الإضاءة ليستكشف ما إذا كانت نائمة تنتظره بفراشه فانهدمت أماله عندما رأى الفراش مرتبا ليحول بصره سريعا نحو باب الحمام ليجده مظلما أيضا ليتأكد من عدم زيارتها لجناحه من الاساسفكر بأن يذهب لغرفتها ليستدعيها فلربما يكون الخجل هو من منعها من الحضور هز رأسه باقتناع ودخل سريعا إلى الحمام ليختفي خلف بابه بعدما قرر بأخذ حماما دافئا يرخي به عضلات جسده المتشنجة نتيجة العملخرج بعد قليل يلف منشفته حول خصره وذهب لغرفة الملابس اختار تيشرت بيتي من اللون البيچ وبنطال مريح من القطن بلون أسود صفف شعره بعناية ونثر رذاذ عطره الفواح وابتسم برضى وهو يلقي على حاله نظرة أخيرة بانعكاس المرأة قبل أن يتحرك بقلب متلهف نحو حجرتها دق بابها وبعدما استمع لصوتها دخل على الفور يبحث عنها بعيون زائغة متشوقة وجدها تتوسط الفراش ممسكة بكتيب لإحدى قصص الأطفال تقص منه لصغيرها القابع فوق ساقيها يستمع لما تقص بإنصاتهلل الصغير عندما رأه فتحدث مبتسما وهو يتجه نحوه 
ازيك يا چو
الحمدلله يا انكل...نطقها بابتسامة واسعة عبر من خلالها عن ارتياحه لشخص فؤادارتبكت حين جاورها الجلوس فوق فراشها ليسحب الصغير من فوق ساقيها ويضمه لاحضانه تعجبت بعدما رأت صغيرها قد لف ساعديه حول عنقه ليشدد من عناقهكيف لصغيرها الخجول والغير مندمج مع الاخرين أن ينجرف بمشاعره ويطلق لها العنان في التعبير عنها لذاك الفؤاد تنهدت پألم لعلمها ما ينتظرها وصغيرها بعلاقتهما معه نظر لها فوجد ملامحها مشتتة فتحدث مبتسما وهو يربت على ظهر الصغير الذي أراح برأسه فوق كتفه باسترخاء 
استغربت لما رجعت ملقتكيش في جناحي زي ما اتفقنا
تلبكت لتتحدث بنظرات زائغة بعيدا عن مرمى عينيه 
انا قاعدة مع يوسف زي ما أنت شايف مكنش ينفع اسيبه لوحده
رد على حديثها بابتسامة لطيفة 
مش إحنا إتفقنا إن عزة هتنام معاه هنا
عزة تعبانة... نطقتها متهربة من عينيه المتفحصة لملامحها ليسألها بجبين مقطب 
تعبانة إزاي 
أجابته بتلبك 
عندها صداع ومرهقة
وضع قبلة فوق وجنتي الصغير الذي مازال محتضنا إياه ليتحدث إليها من جديد 
أنا هتصل ب رقية تطلع تبات معاه هي عندها خبرة في تربية الأطفال وهتعرف تتعا... قطعت حديثه بحدة قائلة برفض تام 
ملوش لزوم تتعبها معانا
مفيش تعب ولا حاجةثم إن ده شغلهم
شغلهم لأصحاب البيت يا سيادة المستشار مش للضيوف... قطب جبينه مستغربا حديثها ليسألها 
طب ما انت من أصحاب البيت يا إيثار
بلاش نضحك على نفسنا بكلام ومصطلحات مش صحيحة... نطقت جملتها بحدة وهي تسترجع بداخل عقلها كلمات شقيقته عن أنه قص لهم ظروف زواجهما وكشف سترها أمام عائلته لتسترسل بذات معنى وهي تتمركز بمقلتيها بخاصتيه 
أنا وإنت عارفين كويس أوي ظروف جوازنا فياريت نتعامل مع بعض على أساس إن الموضوع مؤقت ومسيره ينتهي وكل واحد فينا يرجع لحياته الطبيعية. 
شعر بحدتها فأخذ يتطلع إليها عدة لحظات طويلة بصمت متفحصا أياها بأعين متعجبة ليسألها بهدوء 
إنت كويسة حصل حاجة أنا معرفهاش زعلتك 
تحدثت بثقة ونبرة جادة أرادت بها الحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها 
خالص
لتستطرد متسائلة باستخفاف 
إيه اللي بيخليك تقول كدة 
أصل كلامك معايا الوقت مختلف جدا عن كلامنا مع بعض الصبح يعني حسيت... قاطعته بحدة ناهرة 
غلطة يا سيادة المستشار كلامنا كان نابع من لحظة ضعف عيشناها كراجل وست قربوا من بعض وحسوا بتوتر وشوية أحاسيس مكنتش لازم تتحس وللأسف إنجرفوا ورا رغبة 
لتنظر بعينيه قائلة بقوة وتأكيد 
مجرد رغبة والحمدلله إني فوقت لنفسي قبل فوات الأوان
كلماتها كانت أشبه بطعنات ضړبت بها نصف قلبه فتناثرت دمائه النقية على أثرها إبتلع غصة مريرة ليتحدث بصوت ظهر حاد إمتثالا لكرامة الرجل الذي بداخله 
أنا كمان شايف كده
نظر للصغير ولرأسه المرتخية فوق كتفه ليتفاجيء بغفوته وكأنه وجد سلامه النفسي بأحضان ذاك الحنون فاستسلم ودخل بسبات عميق أنزله بين يديه بهدوء واشار لها كي تعدل الفراش وبالفعل جذبته لينزل الصغير برفق ويعدل من وضعية رأسه فوق وسادته ثم يدثره بمساعدتها بالغطاء الوثيلا يعلم ما يحدث له بكل مرة يقترب فيها من ذاك الملاك فقد استطاع ببراءته أثر قلب ذاك القوي ليحوله للينبقلب يأن ألما وعينين مغرورقتين بالدموع كانت تطالعهكم تمنت أن تجد لصغيرها صدرا حنون يحتويه ليشعره بالأمن والأمان ويكون له السند الذي افتقده بغياب ذاك الاناني الذي لم يضعه بحسبانه وانجرف خلف شهواتهبصعوبة إبعد شفتاه عن وجنة الصبي لينتفض واقفا وتحرك سريعا صوب باب الغرفة ليقف فجأة متحدثا بصوت صارم دون الاستدارة 
واستطرد مؤكدا على حديثها بطريقة ساخرة 
مجرد رغبة
نطقها وانطلق بسرعة البرق ليختفي خلف الباب حيث اغلقه برفق لتجنب إزعاج الصغير اطلقت العنان لدموعها الغزيرة فور خروجه شعرت بمرارة حلقها لتنظر لصغيرها الغافي كم تمنت لو كان صادق الوعد واثبت حسن نيته بمساندتها تنهدت پألم لتسأل حالها باستغراب 
ولما الاستغراب إيثار ما الذي فعله كي يثبت أنه ينظر لك كزوجة محترمة يريد مشاركتها لمشوار حياتهماذا كنتي تنتظرين من رجل من الوهلة الاولى التي رأك بها طلب الزواج منك بعقد عرفيآواعية أنتكان يريدك إمرأة في الظلهكذا هي نظرته لك منذ البداية إذا فلا داعي لما تفعلين
أما عن ذاك العاشق فقد ولج لحجرته كمحارب مهزوم يجر أذيال خيبتهألما ساكنا بثنايا قلبهذهب وكله أمل أن يعود بها لتدفيء فراشه البارد وتشاركه ليله الطويلعاهد حاله أن يتخذ
 

131  132  133 

انت في الصفحة 132 من 279 صفحات