انا لها شمس الفصل الاخير الجزء الاول روز امين
عليهاوكده كده فريال شوية وهتجيب فؤاد وتيجي لها وانا لما أرجع هقعد معاها ومش هسيبها
أومأ لها وتحدث وهو يلتقط حقيبته
أنا لازم اتحرك
نهضا والديه ليتحدث علام
خدني معاك أنا كمان
تحرك ثلاثتهم لتذهب عصمت إلى المطبخ قبل الذهاب كي تملي عليهم تعليماتها الصارمة بشأن إيثار وإدارة المنزل وتوجهت هي الأخرى للخارج ليفتح لها السائق باب السيارة وينطلق بطريقه إلى الجامعة.
صباح الخير يا دفعة
صباح النور... نطقها بصرامة ليكمل حديثه الحاد
تخلصي معاها وتطلعي فورا
أجابته بارتباك لصرامته الحادة
حاضر
ولجت للداخل لتجد تلك المرأة فوق التخت المعد للمرضىفقد أجريت عملية لاستئصال الرحم بالأمس وتمت العملية بنجاحتحدثت الممرضة وهي تفرغ لها أنبول الدواء داخل المحلول المعلق
أجابتها سمية بصوت خاڤت وجسد واهن وملامح باهتة شاحبة كشحوب المۏتى
تعبانةبقول لك إيه
نطقت الأخرى بتمعن
قولي
لتتابع الأخرى بعرض حقېر كحقارتها
أنا عندي فلوس كتير شيلاها في مكان محدش يعرفه غيري لو ساعدتيني أهرب من هنا هديكي نصهم
واسترسلت كي تزرع الطمع بقلبها
الفقر هيفارقك عمرك كله ومش هتشوفي خلقته تاني
أنا هعتبر اللي سمعته ده من تأثير البنج عليك ومش هبلغ بيه العسكري بس لو كررتيه تاني هتضريني أبلغ الظابط بنفسه
كادت أن تذهب لتتمسك الأخرى بكفها مستعطفة إياها وهي تتمسك بفرصتها الأخيرة للنجاة
أبوس أيدك ساعديني أنا لو خرجت من هنا على السچن هيعدموني
وتابعت بزيف كي تستجدي تعاطفها
جذبت الممرضة كفها بقوة لتنطق بنبرة جادة
بنتك دي كان لازم تعملي حسابها قبل ما تعملي عملتك وتقتلي الست المسكينة واللي بردوا عيالها اتيتموا واتحرموا من امهم بسببك
واسترسلت وهي تهز رأسها بأسى
كل واحد لازم يدفع تمن
أخطاءهعلشان الكل يتعظ
تركتها وأغلقت خلفها
الباب لتسبها الأخرى بألفاظ نابية وهي ترمق الباب بنظرات ساخطة
داخل منزل عمروكان اليوم الموعود الذي انتظره كثيرا حيث اليوم هو اليوم الأخير لخروج الأثار من المقپرة حيث وصل الرجال بالحفر للبوابة واليوم ستفتح البوابة ويخرجوا منها القطع الأثرية النادرةعلى أمل أن يسلمهم إياها ويقوم الرجل بخطڤ إيثار والصغير ويتبني سفرهم عبر البحر كما أوهمهكان يتناول الطعام مع حسين الذي وجد عملا مناسبا في إحدى الشركات وتم توظيفه بشهادته الجامعية بمرتب ضئيل لكنه اكتفى به كبداية لطريق الكسب الحلالأقدم عليهما طلعت الذي تحدث بنبرة جادة
وقف عمرو لينطق باعتراض
مينفعش يا طلعتأنا لازم أكون موجود عند التسليم
أنا ورأفت صاحبك هنكون موجودين...قالها في محاولة منه لاقناعه ليتابع بزيف
وبعدين المفروض إنك الكبير بتاعنا عمرك شفت كبير بيروح يسلم البضاعة بنفسه زي ما الخواجة قاعد في مكتبه مستريح إنت كمان تقعد هنا زي الباشا
رفع عمرو قامته للأعلى مستحسنا فكرة شقيقه التي جعلته يشعر بالتفاخر بحالهليسترسل طلعت كي يبعد عنه أية شبهة
امال الفلوس هتستلمها إزاي يا عمرو
اجابه الأخر بمراوغة
هستلمها من الخواجة في مكتبه يا طلعتأنا متعود معاه على كده
كڈب عليه بالحديث فتلك هي المرة الأولى في التعامل بينهما وأيضا وعلى حسب الإتفاق أنه لن يستلم نقودا بل سيسدد له خدمة إختطاف إيثار ونجله مقابل تخريجه للأثارنطق حسين متوسلا لشقيقيه
بلاش المشوار ده أنا مش مطمنخلينا نمشي في السليم علشان ربنا يسترها معانا
أشار له طلعت على الصحن المتواجد أمامه وهو يقول
خليك في الطعمية السخنة وكلها قبل ما تبرد يا حسين
واسترسل بنبرة حادة
وياريت كمان تخليك في حالك
كالعادة هز رأسه مستسلما واكتفى بالصمت المخزي لينطلق طلعت بسيارته التي ابتاعها له عمرو وتوجه إلى سوهاج بعدما هاتف رأفت واطمئن على وجوده مع الرجال بداخل فندق بسوهاج ينتظرون قدوم الليل كي يذهبوا إلى موقع الحفر ليخرجا القطع الأثرية وتنتهى تلك المهمة الصعبة التي أرهقتهم وأخذت منهم الكثير من الوقت قضوه في هلع وترقب خشية هجوم أهل البلدة عليهم.
أما بمحافظة سوهاجوبالتحديد بإحدى المنازل المملوكة لأحد أكبر الباحثين عن الأثار والحفر عليها وبيعها للمهربينيترأس الجلسة المتواجد بها رفقائه بذاك العمل الغير أخلاقي والمخالف للقانون حيث أنهم ينهبون ثروات البلد ويساعدون على تهريبها للخارج مقابل مبالغ مالية طائلة لكنها لا تعني شيئا مقابل القيمة المادية والعلمية لتلك الأثار الفرعونية النادرة الوجودتحدث الرجل بثقة
أنا جمعتكم النهاردة علشان أقول لكم إننا مش هنتدخل في موضوع الخواجة ماريو والواد بتاع كفر الشيخ وأخوه
هب أحدهم لينطق بصرامة واعتراض
كلام إيه اللي بتقوله ده يا حاج عمرانيعني عاوزنا نسكت بعد ما الواد ده اتعدى على الأصول ودخل بلدنا واتعدى علينا ده لازم يتأدب هو والخواجة ويطلعوا الإتنين ملط من البلد
نطق رجلا أخر بحدة مماثلة
أيوا يا حاج عمران إحنا هنسيبهم لحد ما العملية تكمل ونهجم في اللحظة الأخيرة ناخد الأثار والفلوس و ان حد منهم اعترض طلقة بجنية تخرسه
نطق عمران الجالس بشموخ فوق مقعده المرتفع والذي يشبه مقاعد الملوك ممسكا بكفه عصا فرعونية برأس ذهبية على هيأة ثعبان مخيف
ده اللي كنا متفقين عليه وهنفذهبس العيون بتاعتي اللي بتراقبهم في الجبل لاحظوا إن مش عنينا إحنا بس اللي عليهم
تمعن الجميع منتظرين كلماته ليتابع بما أذهلهم
الحكومة طلعت مرقباهم ولما عملت إتصالاتي بالناس الكبار بتوعنا إتأكدوا إن الموضوع كبير ويخص حيتان في البلد إحنا
مش قدهم والراجل بتاعي قالي إخفى من الموضوع
خالص علشان كده جمعتكم النهاردة قبل
ما حد فيكم يتهور ويتحرك لوحده
تطلع الجميع لبعضهم وعقلوا الحديث واتفقوا على ألا يقتربوا من الجبل نهائيا اليوم ليتركوا الجميع كل للنهاية التي يستحقها.
أتى الليل سريعاكان يتحرك في الحديقة ذهابا وإيابا ينتظر الأخبار بقلب حزين لأجل ذاك الصغير الذي أبتلي بهكذا أب تسوقه غرائزه الحيوانية ويتحرك بتهور دون حساب اتخرجت إلى الشرفة كي تستنشق بعض الهواء فمنذ ما حدث بينها وبين حبيبها في الصباح وهي تشعر بالإختناق والحزن يملؤ قلبهاحزنا عميق وكأن شيئا ثقيلا يضغط على صدرها يكاد يزهق بروحهالا تدري مصدر ذلك الشعور كل ما تشعر به هو الحزن الذي يخيم على حياتها منذ الصباحباتت تدور بعينيها تتطلع على ما حولها لتلاحظ وجوده داخل الحديقةيبدو عليه هو الأخر الحزن والضيقتنفست بعمق فمنذ أن عاد من عمله عصرا وهي تتغاضى وجوده وتتلاشاهحاول مرارا أن يتحدث معها ويتفاهما لكنها رفضت بتعنت فابتعد كي لا يضغط عليها ويغضبها أكثر
خرج والده مصطحبا الصغير بكفه ليتجولا معا ويتفقدا زهورهماليهرول الصغير باتجاه فؤاد وهو يصيح بصوته الطفولي الملئ بالحماس
شرشبيل
إلتفت لينظر إليه وبدون وعي منه اتسعت ابتسامته وهو يرى ذاك الصبي يناديه بلقبه التي أطلقته عليه فرسته الجامحةعلى الفور تذكر تلك الأيام الجملية مما خفف من ألم قلبهحمل الصغير وثبته داخل أحضانه وهو يقول
أهلا اهلا بحبيب قلب شرشبيل
نطق الصغير وهو يملس على وجنته بأنامله الرقيقة
أنا مش شفتك من ساعة ما جيت من المدرسة
اجابه بملاطفة
ده علشان جنابك طافش من البيت وسارح ورا بيسان هانم طول اليوم
ضحك الصغير وتحدث
أنا أكلت عندهم بيتزا وذاكرنا مع بعض ولعبنا كتير
ابتسم بلطف واقبل على وجنته ليضع قبلة حنون بث من خلالها حبه وأسفه الشديد للصغيرنطق بنبرة خرجت مټألمة
أنا أسف يا حبيبي
سأله ببراءة
أسف على إيه يا عمو!
ولا حاجة يا يوسف أسف وخلاص...قالها بتأثر شعر به والده ليأخذ الصغير من بين أحضانه ليحثه على الركض وهو يقول
يلا يا بطل إسبقني على حوض الورد على ما اتكلم شوية مع عمو فؤاد وأحصلك
ركض الصغير بسعادة لتتنهد تلك التي كانت تشاهد صغيرها وهو بين أحضان حبيبها المستبدولجت لداخل غرفتها لتجد تلك العاملة وداد وهي تتحدث برسمية
الحمام جاهز يا هانم
أومأت لها لتتحرك إليه بعدما شكرت العاملةنزعت ثيابها بالكامل لتنزل بقدميها فى المغطس لتغمر جسدها بالكامل تحت المياة الدافئة المختلطة بالزيوت العطرية التي تساعد على الإسترخاءأغمضت عينيها علها تحصل على بعض الراحة ويزيل ذاك الثقل الذي يطبق على أنفاسها
عودة إلى فؤاد وعلام الذي سأله باهتمام
مالك يا فؤاد!
أخذ نفسا عميقا ليزفره براحة قبل أن ينطق بنبرة متأثرة
النهاردة ميعاد عملية سوهاج
هز علام رأسه وهو يقول
أيوا ما أنا عارفسيادة النائب العام بلغني بالميعاد
صمت فؤاد ليسأله والده باستغراب
إنت إيه اللي مزعلك أنا مش فاهم!
تطلع على الصغير الذي يلهو ويحفر بالطين حول الزهور كما تعلم من علام لينطق بعينين متألمتين
صعبان عليا يوسف قوي
واسترسل متعجبا حاله
تخيل إني فكرت في إني أحذر اللي إسمه عمرو بأي طريقةمش قادر أتخيل إني أكون السبب في كسرة الولد طول حياته
نطق علام بجدية
بلاش تخلي إحساس الذنب يسيطر عليك ويشوش أفكاركالسبب في كل اللي بيحصل ل يوسف هو أبوه وعيلته اللي لا راعوا ربنا في تصرفاتهم ولا عملوا حساب لسمعتهم ومستقبل أولادهم فطبيعي إن دي تكون النتيجة
نطق پتألم
أيوا بس ده أخو ولادي يا بابا
ضيق علام بين عينيه ليسأله بعدما تشوش فكره
إنت خاېف على ولادك من مستقبل يوسف يا فؤاد
بقوة وثبات رد نافيا
طبعا لا يا باشامستقبل يوسف هيكون
هايل إن شاءاللهأنا مش هسيبه غير لما
يبقى شاب ناجح في دراسته وحياتهوهساعده يأسس شغل لنفسه كمانعمري ما هفرق في المعاملة بينه وبين أولادي
واسترسل موضحا
أنا بتكلم على يوسف نفسه شعوره لما يكبر ويعرف حقيقة أهله جده اللي اټقتل في السچن بعد ما ارتكب چريمة قتلوأبوه وعمه اللي اتسجنوا في قضية تهريب أثار
ظهرت علامات الأسى والألم فوق ملامحه لينطق بصوت متأثر
إزاي الولد هيتحمل كل الفضايح دي يا باشا
تحدث علام بنبرة قوية تعود لحبه الشديد للصغير وتضامنه معه
إحنا هنكون معاه وهنساعده يتخطى الموضوع يا فؤادوبعدين إحنا فين والكلام اللي بتقوله ده فين
نطق بخزي وألم
تفتكر ممكن يسامحني لو عرف إني كنت السبب في ټدمير عيلته
قاطعه علام باعتراض
بس إنت مدمرتش عيلته يا سيادة المستشارإنت قمت بواجبك تجاه بلدك ك رجل قانون بيتقي الله في عمله
تنهد بحزن ليحتوي علام كتفه ويربت عليه قبل أن يقول
هون على نفسك يا حبيبيوإطلع صالح مراتك وراضيها
واسترسل بأسى
معجبنيش شكلكم إنتم الاتنين على الغدامتعودتش أشوفكم كده
هز رأسه عدة مرات متتالية ليتحرك إلى الداخل وكاد أن يصعد الدرج ليجد بوجهه عزة لينطق بهدوء
خلي بالك من يوسف يا عزة ومتخلهوش يتأخر على ميعاد نومه
هتفت بنبرة حماسية
يوسف ده في عنيا من جوه
واسترسلت وهي تسأله بتعجب لهيأته
إنت كويس يا باشا!
هز رأسه دون حديث واكمل طريقه بالصعود تحت استغراب عزة لحالته تلكولج لجنحه ليجدها تجلس بمقعدها أمام المرآة ترتدي مئزر الحمام وتكشف عن ساقيها لتضع عليهما بعض كريمات الترطيب وتقوم بتدليكها على الجلدإقترب عليها ليستند بكفيه على كتفيها ومال ليضع قبلة على وجنتها لكنها باغتته بابتعادها بحركة عصبية ليزفر بقوة وينتصب بظهره من جديد وهو ينطق بنبرة أظهرت كم