ندوب الهوي بقلم ندا حسن
في مسعد بالظبط
وقف سمير سريعا وتوجه يجلس جوار عمه يضحك عاليا ويتبادل عمه معه الضحك بينما اعتدل جاد في جلسته وتحدث مرة أخرى بجدية إلى والده سائلا إياه
يعني مقولتش كده علشان تحميها من كلام الناس!. وكنت مقرر من قبلها فعلا
نظر إليه والده بجدية بعد أن نظر إلى ابن أخيه وكأنه يقول له هل هذا الشاب أبله!
أيوه يا جاد وكان ممكن متكلمش قدام الناس واستنى لحد ما أقولك ونروحلهم بس زي ما قولتلك أنا اعتبرتها بنتي ومكنش ينفع اسيب حد يتكلم عليها... تحب احلفلك!
اطمن يا بشمهندس
ابتسم جاد وقلبه يرفرف من الفرحة حامدا الله داخله وشاكره على ما حدث وكأن ما حدث هو سبب من الأسباب ليجعلها من نصيبه حقا لقد كان واثقا في قدرة الله رغم أن كل شيء لم يكن لصالحه ولكن ها هو الآن والده وافق والجميع يعلم أنها له.. له هو وحده بعد أن سبب الله الأسباب ليتم ذلك على أكمل وجه ابتسم وشعر بالراحة بعد أن علم أن يقينه وإيمانه بقدرة الله في محلها ودائما ستكون في محلها..
حيث كده بقى يبقى ألف مبروك ليا
ابتسم الجميع بينما وجد والدته تدلف إليهم بعد أن استمعت إلى آخر كلماته تهتف بالزغاريد عاليا لقد كانت تستمع إلى حديثهم!
فرحة والدته لا توصف عانقته وعينيها تدمع
لقد كانت تريد أن يتزوج بها منذ زمن هي الوحيدة التي اختارها قلبه وهي الوحيدة التي تستطيع إسعاده من بين الجميع كانت تريد له السعادة معها لأنها تعلم أن هدير فتاة على قدر من الجمال والأخلاق وستناسب ابنها كثيرا..
هو إزاي يقول كده أكيد ابنه مش موافق ليه يعمل كده
صړخت والدتها مجيبة إياها بحدة بعد أن ملت من الحديث معها
علشان بيحاول يبعدك عن كلام الناس عمل كده الراجل مشكور وابنه لو مش موافق محدش هيجبره على حاجه
أردفت رحمة بجدية وهدوء والتي أتت إليها بعد أن استمعت بما حدث
هتفت مريم بعقلانية متحدثة هي الأخرى بعدما عملت بما
حدث منهم لأنها كانت في الخارج
وليه يفركشوا أنا معتقدش أن الاسطى جاد هينجبر على الجواز منها مهو أكيد مش هيضع حياته علشان حركة شهامة زي دي.. هو آه شهم وجدع بس مش لدرجة شريكة عمره يعني
صاحت هي بحدة وعصبية من جديد وهي تسير ذهابا وايابا في الصالة
لأ أنا مستحيل أوافق على الجوازه دي... دي جوازه شفقة منهم ليا
فجأة استمع الجميع إلى صوت الزغاريد العالية انتبهوا جميعا إلى ذلك ووقفت مريم سريعا وفتحت باب الشقة لتستمع إلى الصوت وترى من أين يأتي وجدته يأتي من الأعلى شقة جاد ابتسمت وأغلقت الباب لتنظر إلى شقيقتها بهدوء قائلة
أتت لتتحدث مرة أخرى فقاطعتها رحمة قائلة بجدية شديدة وحزم
أكيد مش علشان الناس يعني يا هدير ده علشان جاد موافق أكيد.. وبعدين هو هيلاقي زيك فيك أصلا
جلست هدير على الأريكة بهدوء وعقلها لا يستوعب إلى الآن فكرة أنها ستتزوجه بهذه الطريقة الغريبة لم يطلبها بل كان سيتزوج غيرها لم يعترف بحبها بل لم يتحدث من الأساس وعلى حين غرة حدث هذا أمام الجميع شفقة ليس إلا..
نظرت إلى والدتها قائلة بجدية وحزن
ابنك فين.. هيجوا يكلموا مين..
يكلموني أنا يا هدير.. أنا الكبيرة هنا مش هو وكلامه لا هيقدم ولا هيأخر
أومأت مريم رأسها مؤكدة حديث والدتها
ماما معاها حق هو أصلا على طول مش موجود لما نحتاجه
وقفت والدتها جوارها وتحدثت بحزم قائلة
متتعبيش نفسك في التفكير بالليل كله هيبان ولو مش موافق إحنا كمان مش هنوافق يا بنتي متقلقيش
نورتوا البيت يا حج رشوان
ابتسم رشوان وتحدث بهدوء مجيبا إياها
بنورك يا أم جمال
حمحم بحدة ثم تحدث مرة أخرى بجدية وثبات قائلا وهو يشير إلى جاد
إحنا بإذن الله جاين علشان نخطب هدير لجاد ابني
ابتسمت بحرج واخفضت وجهها بالأرضية لحظات ثم رفعته وتحدثت بجدية دون خجل لتحسم الأمر
أنا مقدرة المعروف اللي عملته أنت والاسطى جاد علشان خاطر بنتي وكلام الناس بس انتوا مش مجبرين تعملوا كده ولا الاسطى جاد مجبر أنه يتجوز بنتي ولو على الناس والكلام اللي قولته نقول إن الدنيا ماشيه وأسبوع ولا حاجه ونقول إن محصلش نصيب
وضع والده يده الاثنين متكئا بهم على العصا وهو ينظر إليها بهدوء بينما جاد دق قلبه داخل صدره خوفا من رفضهم..
استمعت هدير إلى كلمات والدتها من خلف باب غرفتها وحمدت الله كثيرا أنها فعلت هكذا لأنها لا تريد أن يشفق عليها بهذه الطريقة المهينة..
تحدث والده متسائلا
افهم من كده إنك رافضه جواز هدير من جاد يا أم جمال
أجابته بصوت حازم سريعا لتنفي ما قاله وهي تنظر إليه بجدية
لأ طبعا أنا بنتي تحت أمرك أنت وجاد ماهو أنت زي أبوها... بس أنا بعفيكم من الجوازه دي علشان جاد مش ذنبه يتجوزها وهو مش عايزها
أردف جاد باستنكار قائلا وهو يشير إلى نفسه
ومين قال إني مش عايزها يا أم جمال!
استغربت حديثه ولم تستطيع الرد عليه هل هو يريد ابنتها حقا!
استمعت إلى والده مرة أخرى يردف
أنا معملتش كده علشان أداري على بنتك مثلا يا أم جمال ولا شهامة مننا لأ.. إحنا فعلا كنا جاين نخطبها لجاد الله جاد رايدها يا أم جمال مش مڠصوب ولا بيشفق عليها
دقات قلبها تتسارع خلف بعضها والفرحة ظهرت على وجهها بعد الاستماع إلى هذه الكلمات لتتحدث بلهفة متسائلة
والنبي صحيح!
أومأ إليها جاد وابتسم والده لها فوقفت على قدميها وهي تهتف قائلة بفرحة
حيث كده بقى ناخد رأي العروسة
انتهت من كلماتها لتجد باب الشقة يفتح ويدلف منه ولدها جمال العاطل الذي لا تعلم عنه شيء سوى أن مسعد يقوم بإستغلاله في عمله الغير قانوني وهو كالأبلة يفعل ما يقول له ويدفعه لإجبار شقيقته على الزواج منه..
دلف إلى الداخل وهو ينظر إليهم ويعلم ماذا يفعلون هنا بعد أن قال له أحد أصدقائه ما حدث اليوم في الحارة أمام الجميع سلم عليهم ثم جلس وقصت عليه والدته باختصار شديد أنهم هنا لخطبة هدير والتي كانت
تستمع لكل شيء..
بعد أن تحدث معهم قليلا وداخله كان يقوم بتقليب الأمور بهدوء حتى يعلم أيوافق أم لأ!.. ولما لأ ف جاد لا يقل
غناء عن مسعد بل يزيد عنه وهذه الشقة ربما بمجهود شقيقته تكن لهم حقا وملكهم وغير ذلك كثير وكثير لن يستطيع أن يفكر به الآن..
عاد جمال بظهره إلى الخلف ناظرا إلى جاد ووالده ثم تحدث بجدية والاثنين يعلمون ما يفكر به جيدا
حيث كده بقى إحنا نتفق على كل حاجه من دلوقتي
حمحم جاد وهتف بهدوء قائلا
لأ يا جمال قبل ما نتفق نشوف رأي البشمهندسة الأول.. وافقت نتفق موافقتش يبقى على الله
هتوافق يسطا جاد متقلقش
زفرت هدير بضيق من خلف الباب وهي تستمع إلى كلمات شقيقها والذي تفهمت نيته جيدا بعد أن وافق بهذه السرعة يا له من جشع!.
هتف رشوان مؤكدا على حديث جاد
معلش يا جمال لازم بردو نعرف رأيها.. اتفضلي يا أم جمال شوفيها
أبتعدت هدير سريعا عن الباب حتى لا يراها أحد ووالدتها تدلف إليها دلفت والدتها وأغلقت الباب خلفها ثم نظرت إليها قائلة
أكيد سمعتي كل حاجه ها ايه رأيك بقى
أجابتها مريم سريعا بلهفة وفرحة وهي تتقدم منها
طبعا موافقة هي دي فيها كلام
لأ.... أنا عايزة أتكلم مع البشمهندس جاد الأول
زفرت والدتها بحنق ونظرت إليها بضيق بسبب أفعالها الغريبة لقد قال في الخارج أنه كان يريد الزواج منها قبل كل ما حدث ما المانع إذا
ودي اعملهالك إزاي يا ست هدير اقولهم تكلم الاسطى جاد الأول وبعدين تقول رأيها
أيوه يا ماما دي مش حاجه صعبة ومن حقي أكلمه الأول قبل ما أوافق
نظرت والدتها إلى مريم وفعلت الأخرى المثل واومأت برأسها أن تفعل لها ما تريده حتى يمر الأمر على خير زفرت والدتها ثم أشارت ل مريم بالخروج معها ثم وجهت حديثها إلى هدير وهي تخرج
ألبسي حاجه عدله يلا
خرجت ثم أغلقت الباب خلفها وتركتها بالداخل تبدل ثيابها لاستقبال مالك القلب وحارسه توجهت والدتها إليهم وجلست قائلة بهدوء وخجل
هي محتاجة تتكلم مع الاسطى جاد في كام حاجه كده يعني الأول قبل ما تقول رأيها
هتف والده بجدية وهو يتقدم للأمام
حقها
وقفت مرة أخرى وذهبت إليها لتراها إذا كانت ارتدت شيء مناسب أم لأ وقد كانت بدلت ملابسها بالفعل فذهبت والدتها إلى جاد لتأخذه إلى الغرفة وقف معها وتقدم إلى الداخل ليراها تقف في إنتظار قدومه إليها ترتدي فستان أسود طويل يغطي أصابع قدميها يتوسط خصره حزام أسود مثله تماما وأكمامه طويله أيضا وترتدي حجاب من اللونين الأبيض والأسود..
نظر إلى وجهها الأبيض المستدير عينيها العسلية وهذا النمش البسيط الذي يعطيها مظهر خلاب تبسم بهدوء ثم تابع السير إلى الداخل وجلس على الأريكة بعد أن ألقى عليها السلام وذهبت والدتها تاركة الباب مفتوح إلى آخره..
نظر إليها بهدوء ثم تحدث قائلا بجدية وهو يعتدل في جلسته
ايه الحاجات اللي عايزه تتكلمي معايا فيها
جلست على الفراش أمامه وأدارت عينيها في جميع الاتجاهات للحظات تعد أخذت نفس عميق وزفرته محاولة أن تخرج الحديث من داخلها
أنت.. أنت عايز تتجوزني ليه!
ابتسم بسخرية ظهرت إليها جيدا محركا رأسه بخفه نظر إليها متسائلا هو الآخر
هو اللي بيتقدم لوحده بيتقدملها ليه!
احتدت نبرتها لسخريته من سؤالها وأجابته بجدية
مش لسبب واحد ممكن عايز يتجوز وخلاص وممكن أنها تكون مناسبة ليه ولعيلته ممكن أعجب بشكلها
صمتت لبرهة واستكملت على استحياء
وممكن يكون بيحبها
نظر إليها للحظات ووجدها تهبط بنظرها إلى الأرضية داخله يرفرف من الفرحة يطير بين السحاب يعلم أنها ستوافق حديثها يشير إلى هذا ونظراتها وجميع ما بها وهو لم يتحمل إلا الموافقة وربما من الفرحة يتوقف قلبه..
تقدم إلى الأمام بجسده مبتسما بسعادة يهتف كلماته الذي تحدث بها على السطح معها في السابق
طب لو اتقدملك واحد في سني من الحارة مثلا.. ومش متجوز بيسمع من والدتك دايما أنه كويس ممكن هو مش قريب من ربنا أوي بس على الأقل بيصلي وبيقرأ قرآن على طول يمكن كل يوم وبياكل بالحلال وعايز يتجوزك علشانك أنت مش علشان حاجه تانية.. هتوافقي. ولا لازم تكوني بتحبيه
صمت لبرهة وهو ينظر إليها بعد أن وجدها ترفع رأسها إليه بدهشة واستغراب