الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 14 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز

شديد يتذكر تلك الكلمات جميعها! يعلم أنها أثرت داخلها! كان يرتب إذا من وقتها أم هي تبالغ
هتف جاد متسائلا
فاكرة وقتها قولتيلي ايه!
ابتلعت ما وقف بحلقها توترت كثيرا وظهر على وجهها
ويديها التي أخذت تضغط عليها بشدة أبعدت نظرها عنه غير قادرة على النظر إليه هل هو يشتتها لتوافق! هل كان سيتزوجها قبل كل ذلك أم ېكذب! هل هو يراها نفس الفتاة حتى بعد ما حدث من قبل مسعد أمامه!
تحبي افكرك قولتي ايه!
رفعت نظرها إليه بحدة وكأن التفكير يعمل على جعل كل وسواس داخلها يحضر
أنت فعلا كنت هتطلبني للجواز قبل كل ده ما يحصل ولا والدك بيقول كده علشان مايبنش إنك مڠصوب
نظر إليها بحدة لا يعلم ما الذي تريد
قوله أهو أمامها رجل لا يستطيع أخذ قرار من عقله ليغصب عليها.. وقف على قدميه أمامها وتحدث بجدية قائلا وهو ينظر إلى الأسفل ليقابل عينيها وهي تجلس
أنا لو مش موافق على الجوازة دي مكنتش جيت هنا وأنا مش بتغصب على حاجه يا بشمهندسة... كنت هتجوزك قبل ولا بعد ده شيء مايخصكيش المهم إني هنا دلوقتي الظاهر كده أنك مش واثقة فينا
نظر إليها نظرة أخيرة ثم خرج من الغرفة وتقدم منهم ورسم الهدوء والراحة على وجهه بمنتهى الإبداع لتدلف والدتها إليها سريعا حتى تعلم ما الذي قررته بعد الجلوس معه كما أرادت
ها يا هدير.
رفعت نظرها إلى والدتها وكلماته تتكرر داخل أذنها خاصة كنت هتجوزك قبل ولا بعد ده شيء مايخصكيش المهم إني هنا دلوقتي إذا هو حقا لم يكن يريد الزواج منها وإلا كان سيقول لما سيخفي الأمر كان سيقول ببساطة أنه أراد الزواج منها قبل أن يفعل مسعد كل هذا في منتصف الشارع بالحارة!..
أنه لا يريدها فقط يفعل هذا لأجل حديث والده.. ولكن كلمات السطح!..
هدير
موافقة
بعد أن صاحت والدتها بإسمها لتخرجها من شرودها هتفت بهذه الكلمة بعفوية سريعة لتطلق والدتها العنان لنفسها وتطلق الزغاريد عاليا لتعم أرجاء المكان..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الثامن
ندا_حسن
فرحة عارمة تحلق بين السحاب وحزن طاغي
يظهر للعلن وكأن التضاد خلق ليكون من
نصيبهم في أول لقاء كتب لهم أمام الجميع
ملئت والدتها المكان بصوت الزغاريد واستمع الشارع بأكمله لصوتها وكان الجميع يعلم كما قال والده أمامهم أن اليوم سيأتي جاد بذهب هدير لذا بدا الأمر عاديا بالنسبة لهم جميعا..
ما هذا.. هي كيف وافقت.. كيف خرجت هذه الكلمة من بين شفتيها بكل هذه العفوية والسهولة ألم تقرر أنها لن توافق!.. نعم قالت هذا داخل عقلها بأنها سترفض بكل قوتها لأنه لا يريدها!.. إذا كيف وافقت.
هل أعطاها أحد شيء لتوافق! أم أن قلبها هو الذي هتف الآن بالموافقة على تكملة الدرب معه ولم يتحدث عقلها بإشارة منه أو خوفا من خسارته..
يا الله ستجن إنه لا يريدها كيف ستكون معه إنه لم يكلف نفسه بالحديث معها بجدية والإجابة عن سؤالها من دون مراوغة..
نظرت هدير إلى الدتها وهي تخرج من الغرفة ومازالت تطلق الزغاريد ثم استمعت إلى شخص أخر من الخارج يعاونها!.. من!..
دق الباب وفتحت والدتها الباب والإبتسامة تشق وجهها لتطل منه والدة جاد التي هبطت على صوت الزغاريد وقد كان معنى ذلك الموافقة لذا هبطت لتكن معهم في وسط هذه الفرحة..
بلي الشربات يا مريم
استمعت إلى والدتها تهتف بهذه الكلمات إلى شقيقتها مستغربة مما حدث بسرعة هكذا أنها وافقت!.. كيف حدث ذلك أنه لا يريدها لو كان حقا يريد ذلك لتحدث بهدوء وأعطاها فرصة لتقول ما أرادت.. لكان قال أنه يريد الزواج منها لا يراوغ في الحديث..
جاد لا يريدها بل ڠصب عليها لأجل حديث والده أمام الجميع بالحارة لا يريدها هذا ما رأته منه.. كانت تنتظر فقط كلمة واحدة منه وتتأكد من ذلك وتكن معه سعيدة لأجل إستجابة طلبها ولكن هكذا!..
سألته لماذا يريد الزواج بادر بسؤال مثلها وعندما تحدث هتف بكلمات السطح التي ربط قلبها بها وحاول أن يقول أنها هي من تحبه!.. وفي النهاية يقول أنه بمنزلها ولا يخصها أكثر من ذلك!.. أي عقل يصدق هذا الحديث!..
هي لن تكون سعيدة وهو مجبر عليها مجبر على تكملة حياته معها!.. إذا كل ما كانت تراه من تلميحات كانت تخيلات منها وهو لم يراها قط..
دلفت والدته إليها وبيدها كوب به الشربات وضعته على الكومود وتقدمت منها لتقف هدير على قدميها وتستقبلها ولكن بادلتها الأخرى بعناق شديد وهي تبتسم بفرحة
عارمة بعد أن حصلت على ما تريد هي وابنها
ألف مليون مبروك يا حبيبة قلبي
ما هذه الفرحة التي تشع منها لماذا لا تظهر عليه الفرحة مثل والدته
الله يبارك فيكي يا طنط 
أبتعدت إلى الخلف ونظرت إليها مبتسمة بحب وسعادة كبيرة ثم أردفت بجدية وحزم
لأ طنط مين أنا ماما فهيمة زي نعمة بالظبط
ابتسمت هدير براحة لأجل راحة هذه المرأة وسعادتها تعلم أنها طيبة القلب منذ زمن ولكن التعامل معها كان بحدود معروفة للجميع ما عدا والدتها كانت تتحدث معها كثيرا هي ووالدة سمير بحكم أنهم جيران
دا شرف ليا والله
وضعت وجهها بين كفيها وتحدثت بحماس وعينيها تظهر بها دموع الفرحة لأجل تحقيق ما أراد ابنها ولأجل اختياره الممتاز
ياختي اسمله عليكي.. تصدقي بالله قبل جاد ما ينزل هنا قولتله هدير دي إيمان وجمال وأخلاق وعمرك ما تلاقي زيها أبدا... دي عروسة لقطه
تأكدت من كل شيء الأن وذهبت الابتسامة الباهتة من على وجهها تدريجيا لقد كانت والدته تقنعه بها!.. تقنعه أنها عروس لن يجد مثلها فعليه بالموافقة!..
هل من المفترض أن تسعد لأجل كلماتها المادحة بها أم تحزن لأجل فهمها لكل ما يحدث وما هو إلا رفض!.
بينما كان هو المسكين في الخارج يرى الطائرات في الجو ويشعر أنه جوارهم لقد
كان مع الطيور في السماء والسحاب يغطيه يحلق بعيدا وينظر إلى الأرض وهو يبتسم لأجل اغتنامه حلمه البعيد..
قلبه يدق پعنف من كثرة الفرحة وفرط الحب الذي تكون داخله الآن تجاهها أكثر وأكثر قفصه الصدري لا يتحمل كل هذا الخفقان من قلبه هل سينكسر أم ماذا..
وروحه ترفرف سعيدة بكونها ستصبح زوجته!..
حمد الله كثيرا بعد موافقتها وفهم أنها علمت ما كان يريد قوله لها داخله يعلم أنها تريده وأوصل لها أنه هو الآخر يريدها بكل جوارحه..
كان يريد البوح بكل شيء ولكن هي ترى أنه مجبر عليها ويشفق أيضا لذا قلل الحديث وألقى عليها كلمات بنظرة تثبت أنه يريدها من قبل كل شيء حدث!..
الجميع حوله سعيد وهذا المنزل الصغير قدم السعادة الأكبر بحياته له.. أنه يمتن إليه عن حق..
جلست والدته مع هدير و مريم بالداخل بينما هو ووالده ومعهم شقيقها ووالدتها بالخارج كما كانوا بعد أن طلب جمال أن يتم الاتفاق وقراءة الفاتحة..
أردف رشوان بجدية
إحنا مش عايزين أي حاجه.. شقة جاد موجودة ومش محتاجه غير العفش والفرش وده علينا إحنا هناخد هدير بشنطة هدومها
أجابته والدتها بجدية وحزم وهي تعتدل في جلستها لتتحدث براحة
لأ يا حج رشوان جهاز هدير بنتي كله موجود من الإبره للصاروخ وكل واحد يجيب اللي عليه حسب الأصول ما بتقول
ابتسم إليها بود وداخله ارتاح قليلا لأنها لم تطمع بشيء ولم تستمع إلى حديثه الذي هتف به ولكنه كان يعلم أن شقيقها سيدلف عليه بالطمع قبل أي شيء
الدهب اللي انتوا عايزينه هنجيبه والنهاردة بإذن الله
لم يعطي جمال الفرصة لوالدته أن تتحدث بل قال هو بسرعة وجدية وهو يثبت ما فهمه والد جاد
الدهب يبقى ب مية ألف جنية
شهقت والدته بدهشة من طلبه الكبير ليس كبير للغاية ولكن كبير بالنسبة إليها هي وابنتها ربما لو خمسون ألف سيكون أفضل هتفت قائلة بضيق
شوف يا حج رشوان هدير دي بنتك أنت ما أنت اللي مراعينا بعد المرحوم واللي أنت هتعمله إحنا راضين بيه
إنها مثلما هي امرأة طيبة القلب تعرف حدودها من طينة أصيلة ولا يعلم من أين أتت بهذا الولد الضال...
ابتسم إلى جمال قائلا
وأنا مش هتني كلمة جمال الدهب ب مية ألف جنية
نظر إليه جمال وداخله الفرحة ستجعله يغمى عليه ليس بمبلغ كبير ولكن ربما يستفيد نظر إليه بثبات قائلا
معلش يا حج رشوان دا جواز وأنا عايز أحافظ على حق أختي
هتف جاد بضيق وانزعاج قائلا وهو يراه يتحدث بحق وما حق! أهو سيلقي بها في الشارع أم ماذا
أنت بتقول ايه هو أنا هتجوزها النهاردة وأطلقها بكرة... ما تحافظ على كلامك 
معلش يسطا جاد مش بعرف ازوق الكلام زي الحجة
أجابه مرة أخرى بحدة
بس الحجة مش بتزوق كلام هي بتقول الحقيقة
نظر إليه والده حتى يصمت وأردف هو ناظرا إلى والدتها
كتب الكتاب يبقى الخميس الجاي بعد ما أخويا ومراته يرجعوا والفرح آخر الشهر أنا
مش عايز نقعد كتير ونماطل والكلام يكتر العروسة جاهزة وإحنا هنجهز الشقة ونقفلها وخير البر عاجله
عين العقل والله يا حج رشوان
أردفت نعمة والدتها بهذه الكلمات وهي تبتسم بسعادة مثل جاد الذي فرح أكثر من السابق بحديث والده هذا ولكن جمال تحدث قائلا بجدية شديدة
حيث كده بقى خليني أقولك أن القايمة هتتكتب بنص مليون جنية.. ومتزعلش مني بس أنا معرفش ايه اللي هيحصل بكره ويحل على أختي
هذه المرة تحدث جاد بعد أن تقدم إلى الأمام ليقابل جمال وأردف بجدية شديدة
موافق يا جمال ولو عايز مليون كمان مش نص بس موافق علشان عارف أنا عايز ايه كويس أوي... وأنا عايز أختك وهحافظ عليها ومش هفرط فيها أبدا علشان كده مش خاېف من النص مليون بتوعك اللي هتحطهم في القايمة
بعد هذه الكلمات وجد والدتها تقف على قدميها تطلق الزغاريد مرة أخرى وأخرى وأخرى وفرحتها لم يكن يوجد مثلها بعد هذه الكلمات الجادة منه وفرحته التي ظهرت على وجهه..
ألف مبروك يا جوز بنتي
أردف والده قائلا وهو يرفع يده أمام وجهه مبتسما بحب
نقرا الفاتحة
ثم بدأو في قراءة الفاتحة جميعا والسعادة تتحدث على وجوههم..
هتف والده قائلا أمامهم بعد أن انتهوا
جاد هياخدك أنت وهدير ومريم علشان تختار الدهب اللي هي عايزاه
نادت بإسم مريم لتخرج لها وجعلتها تستدعي شقيقتها فخرجت هي الأخرى ومعها فهمية والدة جاد
هنروح مع جاد علشان تختاري الدهب
نظرت إليه بهدوء ولم تتحدث بل ابتسمت ابتسامة صغيرة وتقدمت من والده لتسلم عليه وألقى عليها المباركة مبتسما لها بود..
هتف مرة أخرى وهو ينظر إلى جاد بهدوء بعد أن وقف مشيرا إليهم
خدهم محل من المحلات القريبة من هنا يا جاد وخليها تختار اللي هي عايزاه وطلع فاتورة ب المية ألف جنيه علشان جمال يشوفها
توسعت عينيها بدهشة وذهول عندما استمعت إلى الرقم الذي قاله هل استمعت صحيح
بس مية ألف كتير أوي
أجابها والده بهدوء وابتسامة رزينة
مفيش حاجه تغلى على عروسة الغالي
ابتسمت
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 82 صفحات