ندوب الهوي بقلم ندا حسن
أخذ ما كان يريد وطاب بين يديه رفع إصبعه السبابة بوجه جاد وقال بټهديد وقوة
هتندم يا ابن أبو الدهب
لم يعطي له الفرصة ليجبب بل رحل سريعا عنهم وهو غاضب مشتغل بالنيران من حديث جاد وسخريته عليه هو وابن عمه يسير وكأنه يسير على جمر تعهد داخله بالنيل منه وقريبا..
عنها لم يكن يصعب عليه والنيل منه أمام الجميع ولكن لن يجعله ينال ما يريد فهكذا سيتحدث من ليس لديه لسان لأنه من قبل الزواج وهناك مشاحانات واسمها موجود بها.. هو سيجب ولكن على طريقته...
هل هو حقا من فعلها..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_الخامس_عشر
ندا_حسن
وما به القلب سوى بعض الهوى..
الهوى المطبوع عليه الندوب المشوهة للروح
وقفت في مطبخ شقتها تعد طعام الغداء ككل يوم لها ولزوجها الذي قارب على الصعود إليها ولكن ذهنها داهمة شيء لم يكن يخطر عليه في يوم من الأيام لم تكن تتوقعه أبدا ولم يصل إليها أنه يفعل مثل ذلك الشيء..
لقد قام بتكسيره وجعله يواجه الكثير من الخسائر وليس القليل!.
لا يهم إن كان يخسر أو يربح ولا يهمها من الأساس ذلك الأبلة ولكن ما يهمها هو زوجها! هل فعلها حقا أو هو يهتف بهذا الحديث ليزعجه ليس إلا..
ربما هذا عقاپ ل مسعد عما فعله وأتت على طريقة جاد ولكن أيضا هي لا تحب أن يفعل ذلك ويتحول إلى هذا الشخص الغريب عنها وعنه..
وقفت أمام حوض المرحاض تغسل يدها التي جرحتها السکين في باطنها چرح مستقيم لم يكن غائر ولكنه ظاهر بوضوح ويؤلمها كثيرا غير تلك الډماء التي لا تتوقف..
مدت يدها اليمنى وهي تزفر بضيق وضجر شديد تأخذ منديل ورقي من على مرآة الحوض ثم وضعته على يدها لعل الډماء تتوقف..
توقف خروج الډماء بعد أن ضغطت عليها مطولا بالمناديل الورقية ثم تقدمت إلى ذلك الصندوق بالمرحاض وأخذت
منه قطن وشاش طبي بوجه منزعج وملامحه منكمشة..
لفت يدها ثم خرجت من المرحاض تتوجه إلى المطبخ مرة أخرى تكمل ما كانت تفعله ولم يكن للبصلة أي دور اليوم في طعامها ولا تدري لما أخذتها من الأساس وهي قد أنهت كل شيء!...
وهي تذهب إلى المطبخ استمعت إلى المفتاح يتحرك في مزلاج باب الشقة مصدرا صوت نظرت ناحيته وهي تقف مكانها في الممر القابع به المطبخ والمرحاض وأيضا غرفة النوم وجدته يجذب المفتاح مرة أخرى وباب الشقة مفتوح ثم أغلقه ودلف إلى الداخل وزال حذائه عن قدمه وتقدم ناحية علاقة المفاتيح ووضع مفتاحه بها جوار الباب..
تقدم إلى الداخل ليراها تقف تنظر إليه بغرابة استشعرها في نظرتها نحوه ولكنه أستمع إلى صوتها يخرج بهدوء
حمدالله على السلامة
ابتسم بوجهها وهو يتقدم منها
الله يسلمك
أقترب إلى أن وقف أمامها مباشرة ومال عليها قليلا مقب أعلى رأسها بهدوء وحنان مبتسما وهو يحيط وجهها بكفيه مطولا في تلك القب البريئة أكثر مما ينبغي وهو يستشعر ذلك الدفء الذي يلقاه بين يديها مهما كان يفعل وكان يود أن يراه بشدة فهي توصل إليه الجفاء بطريقة مزعجة وحتى إن كانت تحاول أن تفعل عكس ذلك..
استغربت المدة الذي بقى يقبل رأسها بها وشعرت أنه يود أكثر من ذلك بكثير يحق له فهي تتهرب كثيرا منه ولكن ذلك فوق طاقتها ولا تتحمله هي من الأساس لا تتحمل نفسها ولا تستطيع أن تكون مشتتة منزعجة وتقترب منه وتفعل ما يطلب حنينهما وشغفهما تجاه بعضهم..
رفعت يدها الاثنين تضعهم على ذراعيه الصلبة ليبتعد حتى تتيح لها الفرصة الذهاب لترى طعاهما الذي تركته أبعد شف تيه عنها وعاد برأسه إلى الوراء ضاغطا على نفسه متصنع الابتسامة وداخله منزعج لكونها تتفهم ما الذي يريده وما الذي يتحدث به ولكن تتجاهله بجدية تامة ويظهر ذلك بوضوح وكل منهما يخفي داخله أشياء وخارجهما يحاولان وبشتى الطرق أن تكون الابتسامة مرتسمة دون مجهود..
أبصر جاد يدها فأمسك بها بقلق ولهفة ورفع عينيه إليها يحركهما عليها سائلا باستغراب وقلق
مالها إيدك
ابتسمت بوجهه لتجعله يطمئن فقد ظهر عليه القلق الشديد وهتفت ببساطة وهدوء
مفيش حاجه متقلقش دا چرح بسيط من السکينة
عاتبها بعينيه قبل أن تتحرك شفتيه متحدثة
مش تاخدي بالك
سحبت يدها منه بهدوء وأردفت مجيبة إياه بجدية
سرحت وأنا بقطع الخضار بيها
تحركت بقدميها خطوة وأردفت مكملة حديثها
هروح أحضر الأكل
أبتعد هو الآخر إلى المرحاض وهو يراها تذهب إلى المطبخ وأردف مجيبا بود وهدوء
هغسل وأجي أساعدك
قام بغسل يديه ووجهه في المرحاض ثم قام بالتجفيف في المنشفة الموضوعة بالداخل خرج من المرحاض متقدما إلى المطبخ المتواجدة به وجدها تأخذ أطباق الطعام على صينية كبيرة متوجهة بهم إلى غرفة السفرة..
تقدم ثم أخذها من يدها وسار أمامها إلى غرفة الطعام وقف أمام السفرة ووضع عليها الصينية وأخذ يضع الأطباق عليها بهدوء واحدا تلو الآخر أتت هي بالمياة وبيدها الكوب ثم وضعتهم على الطاولة أمامها وتقدم هو
إلى الناحية الأخرى من الطاولة ووضع عليها الصينية الفارغة ثم عاد وجلس على مقعده وجلست هي جواره ثم شرعت في تناول الطعام هي وإياه بعد التسمية..
لم يتحدث معها بل كان يأكل في صمت وفعلت هي المثل إلى أن وصلت لمرحلة لن تستطيع الصمت بها نظرت إليه وهو يأكل بصمت وتركت الملعقة من يدها ثم ألقت عليه سؤالها كالقنبلة
أنت اللي كسرت محل مسعد
رفع عينيه عليها مثبت إياهم على نظرة عينيها تجاهه ويرى بوضوح ذلك الشك وانتظار الإجابة بفارغ الصبر ترك الملعقة وابتلع الطعام الذي بحلقه لتتحرك تفاحة آدم البارزة قابلها بسؤال مستغرب هو الآخر
ايه اللي خلاكي تسأليني السؤال ده
وضعت يدها الاثنين أمامها على الطاولة مجيبة إياه ببساطة ووضوح
سمعتك وأنت بتتكلم معاه وبتلمح لكده أنت وسمير
وهو الآخر ببساطة شديدة أومأ إليها وأكد حديثها وسؤالها قائلا
آه أنا اللي عملت كده
استغربت رده عليها بهذه البساطة ولم تكن تتوقع أبدا أنه من فعل ذلك حقا واستبعدته نهائيا أخفضت يدها ثانية ونظرت إليه بغرابة متسائلة بضيق
ليه!
اتسعت عينيه هو هذه المرة وهو يراها تسأله بمنتهى السهولة لماذا فعلها ألا تدري أم تتجاهل علمها كتجاهلها له هاتفها بحدة واستنكار مكملا بسخرية
ليه.. بتسأليني ليه وأنت المفروض
أكتر واحدة عارفه ولا عامله نفسك مش فاهمه حاجه ماهو ده أسلوبك الفترة دي
كادت أن تتحدث وترده عما يقول ويعتقده
جاد أنا....
قاطعها هو بحدة ونظرته مثبتة على عينيها العسلية يضغط بإصبعه السبابة على الطاولة بعصبية وهو يتحدث
ده مكنش ردي عليه.. مكنش المفروض أعمل كده أنا كان في دماغي شيء تاني كان هيخلص عليه ويمسحه من على وش الدنيا خالص بس استحرمت ولقيت نفسي بشيل ذنب بشع واحد زي ده مايستحقش اشيله علشانه ولو كان وقع تحت ايدي مكنش هيطلع غير مېت.. ولو مكنتيش منعتيني عنه كان زمانه مېت فعلا
ألقت عليه حديثها ساخرة وكأنه يقول هكذا لن يأتي ذنب عليه
وكده مش هيبقى حرام ومش هتشيل ذنب أبشع..
وضع يده الاثنين على الطاولة أمامه فاردا ذراعيه وأدار وجهه للناحية الأخرى قائلا بانزعاج وضيق يظهر على تعبيرات جسده ووجهه
أهو مماتش
حاولت أن تمتص ذلك الجفاء الذي ظهر في حديثهم فجأة وكل منهم كان يحاول مداراته سابقا رفعت يدها تضعها فوق كفه وتحدثت بلين وعينين محبة تنظر إليه
الحمدلله إنه مماتش لأني مكنتش مستعده إني اخسرك
ظهر عنفوانه المخفي معها هي دون أن يعلي صوته أو يغضب عليها بل سخر منها پعنف وتهكم شديد وهو يبصر ملامحها الجميلة
بس مستعده إنك تتجاهليني ومستعده إنك تزعلي نفسك وتقهريها بالشكل ده وتزعليني معاكي
أخذت يدها وابتعدت عنه قائلة بضيق وانزعاج وهي تزفر بحنق
جاد إحنا بنتكلم في شيء تاني
أجابها بحدة وتأكيد ليلاحقها ويتحدث فيما أراد
وأنا جاوبتك على الشيء التاني وقولتلك أيوه أنا اللي كسرت المحل فوق دماغه.. ودلوقتي جه دورك
أبعدت عينيها عنه لا تود الحديث في هذه الأمور حقا فعقلها مشوش بما يكفي لا تستطيع أن تستمع إلى حديث آخر منه تضعه على السابق ويشتت عقلها أكثر هي قالت ستتحلى بالصبر فليفعل هو الآخر
إحنا بكرة هنروح عندنا علشان سمير...
قاطعها مرة أخرى بطريقة فظة وهو يراها تتهرب من الحديث معه فيما يخصهم
عارف... متهربيش من الكلام
وضعت عينيها عليه وسألته مضيفة ما بين حاجبيها بعفوية قائلة بانزعاج
واشمعنى أنت تهرب براحتك يا جاد
قرر ما الذي سيفعله وعلم أنه لن يتهرب مرة أخرى وقليل من الوقت فقط وسيعترف لها أنه لا يحب سواها حتى لا يأتي عقلها بخرافات وتصدقها هي ببساطة قال بجدية شديدة وهناك لمعة غريب بعينيه
خلاص بطلنا... مش ههرب تاني وقريب أوي هقولك اللي يريحني ويريحك معايا يا هدير بس الصبر علشان أنا عارف تفكيرك هيقولك ايه لو أنا اتكلمت دلوقتي
نظرت إليه باستغراب ولم تفهم مقصده من هذا الحديث وها هو أضاف شيء آخر على حديثه السابق يشتتها أكثر به حركت عينيها على ملامحه بهدوء ثم وقفت على قدميها لتخرج من الغرفة..
أمسك معصم يدها عندما رآها وقفت ولم تكمل طعامها فتحدث بلين وحنان ظهر عليه وهو يطالبها بالجلوس وكأنه لم يكن ېعنفها منذ قليل
اقعدي كملي أكل أنت مكلتيش
شبعت الحمدلله.. هعمل شاي
جذبت يدها منه وذهبت إلى الخارج لتقوم بإعداد الشاي لكلاهما فوقف هو على قدميه بعد أن زفر بضيق وحنق شديد ثم حاول تهدئة نفسه..
تقدم وأخذ صينية الطعام الفارغة