خيوط الغرام كاملة بقلم دينا ابراهيم
وعيونه تفترس اصغر ردود افعالها وكل تعبيراتها و يدها التي تلامس بطنها بين كل دقيقه والأخرى وكأنها تشاركه الحدث !!!
لقد نجح في كبح مشاعرهوهي زوجه يحيي اما الان وهي علي وشك الزواح منه ترفض مشاعره التأني او الصبر حتي الشعور بالذنب اصبح لا يؤثر في كبح دقات قلبه !!!
...............
في مكان اخر.....
ممكن تقعدي زغللتيني .....
اردفت مني يخنق وهي ترتمي علي الأريكة الهزازة في حديقة قصرهم ... لتجيب صديقتها لمياء المقربة ......
يابنتي نفضي هو اللي خلقه مخلقش غيره و بعدين رجاله النادي كلهم تحت رجليك و يتمنوا بصه منك ....
يابنتي ريلكس محدش فاكر اصلا وبعدين ده مين يعني ولا غني ولا فظيع معرفش متعلقه بيه علي ايه !!
طيب يلا عشان اتأخرنا علي حفله رودي !!
لا ماليش نفس مودي باظ !
بس رودي عامله ڼار و اغني الاغنياء هيحضروا ده غير انهم بيبقوا صغيرين وزي القمر ...
نكزتها لمياء بنظرة ذات معزي وابتسامه ماكره.... لتزفر قبل ان ترمش بتفكير قائله....
اذا كان كده يبقي يلا ا بينا !!!!
....................
داخل مبني الأصدقاء.....
أغلقت سلمي هاتفها مع الطبيبة بأسي بعد ان كانت في طريقها لتمضي الوقت مع شروق ولكن بالطبع الأخبار لا تسر .... توجهت لغرفتها مقررة الاختلاء بنفسها ظلت تجول حول نفسها بتفكير غير مهتمه بمنع دموعها قبل أن تجففها پعنف مقرره مواجهه يزيد بشكل مباشر ......
فالجميع
في حاله تأهب لإعلان تلك الشركه الجديدة بين الأصدقاء....
سعلت بخفه تشير إليه برغبتها في التحدث......فعقد حاجبيه قبل أن يستأذن مغلق الهاتف في دقيقه نظر لها وهو يفرك جانب وجهه بتساؤل..
ابتسمت باتساع فكاد يبتسم بتلقائية ففي ابتسامتها تقبع سعادته .....ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!!
غامت عينيه بتفكير محاولا لملمه أفكاره و التحكم في تعبيرات وجهه حتي لا يؤذي مشاعرها دون قصد ...يكفي الحزن الدفين المنعكس في عينيها السوداء ليعلم أنها ټنزف من الداخل .......
نظر للاوراق بحدة قائلا...
طيب !!
دوت ضحكتها الجافة المكان لتردف وهي تقترب منه قائله...
وبعدين !!
مش مهم يا سلمي !
لا مهم يا يزيد .... عشان خاطري ريحني لو فعلا بتحبني متعذبنيش بالذنب اكتر من كده !!
جذبها نحوه لتستقر في أحضانه علي الأريكة ليردف بخفوت و إصرار..
الذنب انتي اللي معيشه نفسك فيه يا حبيبتي عشان انتي مش عايزة تفهمي انك حبيبتي و قلبي اختارك انتي وهيختارك انتي طول ما انا فيا نفس !!
وعشان انا حبيبتك مستحيل ارضي بكده !!!
أغمض عينيه پغضب و حزن قبل أن يزيل يديها و يرفعها عنه يضعها علي الأريكة بجواره ويلملم اوراقه بتجاهل قائلا...
انا طالع لمروان !!
وبذلك القول اختفي عن عيونها الباكية .
بعد فترة ..........
زفر ظافر بحنق قائلا....
مش كنا استنينا الافتتاح ده بعد شروق ماتولد !!
الله !! تاني يا ظافر !! ما قولنا السوق فرض اننا نبدأ بسرعه وبعدين ربنا سهل وقدرنا نشتري مكان جاهز من
مجاميعه بموظفيه انت ايه مضايقك بس !!
قال يزيد للمرة الالف وهو يقف امام باب شقته منتظر خروج سلمي !!!
مفيش بس الدكتوره قالت انها ممكن تولد في اي لحظه والتانية !!
قال ظافر بقلق.........
متقلقش متقلقش وبعدين دي حاجه بسيطه و مروان عامل مفاجأة بعرض مسرحي يعني لازم اعضاء الاداره التلاته يبقوا موجودين !!
هز ظافر رأسه بالموافقه وما هي الا دقائق حتي خرجت شروق مرتديه فستان اسود رقيق غاية في الرقة ويحيطها الحجاب الابيض الذي اصر علي ان ترتديه رافضا طقوسها بربط الحزن بالأسود فابن عمه شهيد حي في السماء ويجب ارتداء الابيض لا الاسود !!!
وقد رضخت له بعد مشادة حاده بينهم انتهت بتدخلات يوسف وفريدة وهم يتهمانه بسوء معاملتها !!!!
تبعها يوسف المرتدي قميص و شورت و صغيرته مرتديه فستان احمر منقط بالأبيض مال بنصف ابتسامه يحملها ويعدل فستانها متحسسا الشورت الابيض القطني يتذكر عندما جن جنون شروق حين عملت انه يجعلها ترتدي الفساتين متهمة اياه بالإهمال !!
ماذا يعلم هو عن عالم النساء !! مالت نظرة منه لفستان شروق واتسعت ابتسامه بالتأكيد ترتدي هي الأخرى !!
التقت انظارهم لترتبك شروق وهي تراه ينظر الي فستانها وتتبع نظراته تخشي ان يكون قد اتسخ او شيء من هذا القبيل ولكنها لم تجد شيئا ...
خرجت ضحكه خفيفة منه قبل ان يستدير ليتجه الي الاسفل.
عديم الذوق والادب !!!
فكرت پغضب وعقلها يدور حول سبب تلك الضحكات هل يري مهرجا امامه ذلك اللعېن !!
تخطت قامته وهي تري يزيد يمسك بيد سلمي ولاحظت تشنج جسد صديقتها لتقطب حاجبيها بتفكير ...
هل تشاجرا ام ماذا !
....................
مال يزيد علي سلمي محذرا...
بطلي تفركي مش هسيب ايدك طول اليوم ده !!
نظرت بعيدا پغضب لتردف بعد دقائق ...
عزمت مامتك واختك
لم يجيبها لتهز رأسها بحنق و تزم شفتيها بالتأكيد لم يفعل فهي هادمه العائلات ....
صعدت معه السيارة ليترك يدها اخيرا فتلوح لشروق المتساؤله مطمئنه اياها ان كل شيء علي ما يرام !!
بغد مرور ساعه وقف مروان ينتظرهم بالخارج بابتسامه بالغه ليردف بسعادة عند نزولهم ....
يلا العرض هيبتدى !!
دلفت شروق الممسكة بيد يوسف الصغير تنظر حولها بانبهار لتقف عند بوستر كبير معلق بفخر فتحنو عيناها و ترتسم شفتيها بابتسامه حزينة ....
اهداء الي العنصر الذهبي في حياتنا ....البطل و الشهيد يحيي الراوي رفيق الدرب !!!!
نظرت الي الاسفل تحادث صغيرها بالداخل حديث فخر و حب يفهماه هما وحدهما .....
تعالي اقعدي ...
قال ظافر بهدوء وصوت محشرج بالمشاعر وهو يدلها علي مكانها جلس جوارها وفريده علي ساقه تشعر بالخۏف للجلوس وحيده وسط هذا الجمع من الناس !!
اما يوسف فجلس بثقه بجوار مروان ...
بعد مقدمات و دقائق طويله اشعرته بالملل حتي وان كان هو من يتوسط الاضواء و الاحداث بدأ اخيرا العرض المسرحي باسم وطن
الفصل التاسع......
وطن
ليأتي صوتا في الخلفية بموشح لطالما اراح القلوب......
مولاي إني ببابك قد بسط يدي من لي الوذ به اياك يا سندي .......
جلست معدله وشاحها تتنهد براحه بتلاوة الصوت الملائكي وتنظر الي يمناها ويسراها ......
وتركز بأنظارها داخل كرتها المتوهجة و تلامس بعينيها اكوام تراب متسلسله....
يزينها قطع رخام متوهجة بشعاع من منور متألقة ......
بسطت يديها امامها تقرأ آيات لحبات مسقيه بما هو اطهر من حبات الندي ....
تربعت مكانها تمسح علي
رداءها المزين برقع حياة منذ المشيئة تبدو متفرقه ولكنها بالوصال متأصلة .....
مولااااااااااي يااااا مولااااااااي ......
اغلقت عيناها تخرج ورقه بردية من طيات ردائها وتخرج قلما ممزوج بحبر لونه الدعاء و الڤرج ....
تضعها علي حجرها وتهز جسدها تقرأها وكأنها ممتلئة متصورة كلمات علي وشك كتابتها هي بعيون تائهة بروح بائسه علي ابناء ارهقهم الخلاف وتناسوا الانتماء .....
نزلت