الطير المهاجر
الذي يبدو كمن ينام على ريش نعام فهو لم يقلق ولو لثوان كما ارتسمت على
شفتيه ابتسامة من يرى أحلاما سعيدة في منامه!.
لفت نظر سلمى ضوءا شحيحا من بعيد ليقترب هذا الضوء منهما شيئا فشيئا ابتلعت سلمى ريقها بوجل فهما على أطراف البلدة والليل يسود المكان وتعلم جيدا مخاطر الصعيد نادت شهاب بصوت خائڤ_
شهاب..
ولكن ما من مجيب والضوء يقترب أكثر فأكثر فوضعت يدها على كتفه لتهزه منادية بإلحاح وهي تكاد تبكي_
وكأن الصوت في الحلم ليفتح عيناه جاهلا بمكانه باديء الأمر ثم تذكر أنه وابنة عمه العنيدة يقبعان داخل سيارته المعطلة في الصحراء نظر اليها وهو يمسح وجهه براحتيه قائلا_
ايه يا سلمى فيه ايه
أشارت الى الخارج باصبعها بينما احتبس صوتها من الخۏف قطب ناظرا اليها لينقل نظره الى الخارج فيلاحظ شبح انسان يقف بجوار نافذتها مال عليها هامسا في أذنها وهو يضع يده فوق مقبض الباب_
قبضت بيديها الاثنتين على ذراعه معيقة خروجه وهي تتوسل اليه پخوف_
لا يا شهاب ما تخرجش هو هيزهق ويمشي..
قال شهاب محاولا تهدئتها_
وافرضي ما زهقش وافرضي كان معاه ناس تانية لازم أخرج أشوف مين دا مش يمكن يقدر يساعدنا عموما ما تخافيش احنا قريبين اوي من البلد يعني يمكن واحد من اهل البلد أو من نواحيها يعني هيطلع عارفني! اقفلي انتي الباب ورايا كويس وخلي بالك في مسډس في التابلوه لو احتجتي تستخدميه صوبي على الرجلين بس.. ماشي
أفلتت السلاح ليتناوله شهاب واضعا اياه أسفل ملابسه ثم قال_
أمان ما تخافيش بيته مش بعيد هنقضي معاه الليلة ومن الفجر هيتصرف ويقطر لنا العربية..
سلمى برفض قاطع_
لا طبعا أنا مش موافقة! افرض طلع نصاب ولا قاطع طريق ايش عرفك انه بيتكلم بجد!
شهاب بصبر_
ترجلت سلمى من السيارة فأحكم شهاب إغلاق الأبواب بينما تقدمهم الرجل مضيئا بمصباحه اليدوي لهم الطريق وصلوا الى بيت من الطين نادى الرجل عاليا لإفساح الطريق قال الرجل وهو يشيح بنظره بعيدا عن سلمى التي علمت ما ان نظرت اليه أنه رجل في العقد الخامس من العمر_
لم يسنح لسلمى الفرصة للاستفسار عن قصد الرجل فتوجهت حيث أشار لها دخلت الغرفة لترى ستة أزواج من الأعين تتطلع إليها شاهدت إمرأة تبدو في أواسط العقد الرابع علمت أنها الزوجة ثم خمسة أبناء ثلاث بنات يقاربن بعضهن في العمر الفرق بين كل ابنة وأخرى لا يتعدى العامين وولدين أحدهما يبلغ ال 11 عاما والآخر السنتين علمت بعدما رحبت