رواية كاملة بقلم الكاتبة ام فاطمة
شاءالله اللى يكرهك يارب
رياض يارب على العموم خلاص مش عايز الشاى عشان اتاخرت على الشغل يلا سلام يا كرملتى
كرميلا بنظرة
حب مع كل خطوة سلامة يارب
ولكن رياض الټفت لها مجددا لينظر لعينيها بشوق قائلا كرميلا
خدى بالك من نفسك عشان خاطرى
فابتسمت كرميلا وأنت كمان يا سى رياض
فى حفظ الله يارب
وأخذت عينيها تبحث عنها فى كل الأركان ولكنها لم تجده
ريم بحزن إيه ده هو فينه النهاردة
معقول يكون مش جى
بس ده مأكد عليه إنه جى
يمكن فيه حاجة آخرته فى الطريق وأكيد زمانه على وصول
هروح اشرب اى حاجة سخنة فى الكافيه عشان الجو البرد ده عقبال ميظهر حاتم
فتقدم منها قائلا ريم إزيك عاملة ايه
ريم بإبتسامة مصطنعة أهو بخير
ثم لاحظ كريم تشتت عينيها كأنها تبحث عن أحدهم
كريم أنت مستنية حد
ريم مشوفتش حاتم النهاردة
فاعتصر قلب كريم ليجيبها پألم لا مشوفتهوش
ريم نعم يا كريم
كريم خلى بالك من نفسك عشان القلب لما بيكسر ملهوش دوا
امتعضت ريم قائلة وأنت ليه بتقولى الكلام ده
كريم مفيش بس قلقان عليك وعارف مين هو حاتم المرشدى
فوقفت ريم غاضبة قائلة بإستنكار وأنت مالك بيه
أنت شكلك غيران منه ومش هقول ليه
كريم بغصة مريرة أنا يا ريم ربنا يسامحك وربنا عالم بنيتى وقد إيه خاېف عليك
ندمت ريم على حدتها فى الحديث معه عندما رأت الصدق فى عينيه التى تلمع بحبها
فتلاطفت بعض الشىء معه قائلة سورى يا كريم
معلش انا مش متظبطة النهاردة وعصبية زيادة من فضلك سبنى لوحدى شوية
ابتسمت له ريم بإمتنان ميرسى يا كريم
لتحدث نفسها بعد مغادرته طيب اوى كريم بس اعمل ايه القلب وما يريد
يا ترى أنت فين يا حاتم
لم تتم سؤالها حتى وجدت جلال أمامها
جلال كويس إنى شوفتك يا ريم
ريم بقلق فيه إيه يا جلال ومال وشك كده
هو فيه حاجة قولى الله يخليك
حاتم جراله حاجة
متخبيش عليه
جلال مصطنع الحزن حاتم تعبان اوى يا ريم
مش عارف ماله
فجأة أنا كنت بكلمه الصبح وبنهزر عادى وهو بيلبس وجى الكلية ومبسوط إنه هيشوفك
سمعته بيقول اه يا قلبى
فبهزر معاه وبقوله إيه للدرجاتى بتحبها
راح لقيته سكت وبعدين اكلم بس بصوت ضعيف قال ألحقنى بدكتور بسرعة يا جلال حاسس إنى ھموت وقلبى بيوجعنى اوى
رحت قفلت بسرعة وجريت على اول دكتور قابلنى ورحتله وكشف عليه
وقال الحمد إنى جيت فى
الوقت المناسب ده كان هيحصله جلطة وعطاه إبرة بسرعة فوقته شوية بس نصحه بالراحة فترة فى السرير
ريم پبكاء يا حبيبى يا حاتم الف سلامة عليك
جلال بصوت يشبه فحيح الافعى بس يا ستى ومن ساعتها مش بيقول غير ريم وحشتنى عايز اشوفها
خاېف أموت من غير مشوفها
وأنا اقوله يا متقولش كده يا راجل بكرة تقوم وتبقى زى الفل
يقولى يا عينى مش عارف خاېف اوى اموت من غير مشوف ريم
فصعب عليه اوى وأنا سيبه دلوقتى بعد مراح فى النوم وبرده عمال يخطرف بأسمك حتى وهو نايم ويقول
ريم ريم ريم
ريم بإندفاع لا أنا لازم اروح واطمن عليه بنفسى واشوفه
جلال قلبك حنين يا ريمو وليه حق حاتم يحبك كل الحب ده
بكت ريم وجففت دمعاتها بمنديل معطر أخرجته من حقيبتها طيب بسرعة ربنا يخليك وصلنى ليه محتاجة أشوفه بسرعة
جلال بإبتسامة مكر حالا دلوقتى يلا بينا
ثم ذهبت معه إلى قدرها
أنجز ركان بروح تكاد تطير من الفرحة كل إجراءات خروج مكة
فها قد أصبحت حرة طليقة بعد فترة من المعاناة
وبقلب يخفق بشدة توجه للمشفى ولكنه توقف فى الطريق أمام محل للورود ليختار لها باقة ورد بيضاء كنقاء قلبها
فى حين كانت هى تستعد للقائه فولجت للمرحاض فتوضئت ثم خرجت وأبدلت ثيابها بأحد تلك العبائات الجديدة وأختارت ذات اللون النبيتى مع حجاب تابع لها بنفس اللون ولكن بدرجة أفتح
ثم نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت حمرة فى وجنتيها لم تجدها من زمن فتسائلت ألهذا الحد يظهر حبه على وجهى
ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهى تمسك بطرف تلك العبائة فقد كانت
كلوش من اعلاها ضيق ومن أسفلها واسع فكانت تبدو بها كالأميرة
وبينما هى كذلك ولج إليها ركان ليتفاجىء بها كذلك فهذه أول مرة يرى على وجهها السعادة فكانت كالبدر المضىء لسماء قلبه المظلمة
فوقف يتأملها طويلا وود لو احاطها بذراعيه وأخبرها كم أشتاق لها
وود لو خبئها بين أضلع صدره لتكون له وحده ولا يراها احدا غيره
وبينما هى تدور حول نفسها ولم تشعر بوجوده أختل توازنها وكادت تسقط فأسرع إليها وأمسك بها بين ذراعيه
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة نظرة عبرت عن مكنونة القلب التى لا يستطيع أحدهما أن يفصح عنها
بل يحتفظ بها
سرا حتى كادت
أن تلهكه ولكن ديما العيون تفضح صاحبها
فالويل لك يا عينى عندما أفصحتى عن ما يخفيه قلبى
تلون وجه مكة وأشتعل قلبها ولكنها أظهرت سريعا الڠضب ودفعته عنها ثم صاحت أنت إزاى تسمح لنفسك تمسكنى كده
ولا يعنى أفتكرت عشان مركزك ورتبتك تقدر تعمل كل اللى أنت عايزه
لا فوق يا سيادة النقيب كله إلا أنا
التوى ثغر ركان بإبتسامة ساخرة ورد بتهكم يا شيخة بس بس أنت فاكرة نفسك إيه
حضرتك كنت هتقعى وأنا لحقتك وصراحة ندمت بعد الكلمتين دول يارتنى كنت سبتك وقعتى واقعدت أتفرج عليك وأضحك
أحسن من طولة لسانك اللى عامل زى الفرقلة ده
كزت مكة على أسنانها بغيظ مردفة تضحك ليه فكرنى أرجوز
فضحك ركان قائلا تصورى صح شبهه بخدودك اللى عاملة زى الطماطمية دى
لتضع مكة يديها على وجنتيها خجلا وتفترش بنظرها الأرض
اعجب ركان بحيائها وقارن بينها وبين شاهيناز فالفرق بينهم بين السماء والأرض فالحياء خلق لا يقدر بثمن أساسه تربية صالحة ليس له علاقة بالمكانة الأجتماعية
الټفت ركان ليرى باقة الورد التى سقطت منه على سهو عندما حاول اللحاق بمكة قبل أن تسقط فالتقطها سريعا وابتسم واقترب من مكة ليهديها إليها قائلا بمداعبة أتفضلى كفارة يا ريس مكة
ولو أنها خسارة فيك بعد الكلام الدبش اللى قولتيه
شعرت مكة بالحرج وندمت على تسرعها فى اتهامه وكلماتها القاسېة له عندما رأت باقة الورد البيضاء التى تفضلها دائما
فتمتمت بخجل شكرا يا سيادة النقيب ومعلش أنا بس لازم أعمل حدود بينى وبين اى حد أجنبى عنى
ركان بإندهاش بس أنا مش أجنبى أنا مصرى زيك زيك
ضحكت مكة حتى وضعت يدها على فمها كى لا تعلو صوت ضحكتها
فتسائل ركان هو أنا قولت نكتة ولا إيه
مكة لا بس عشان كلمة اجنبى مش المقصود بها نوع الچنسية اقصد انك راجل ولازم يكون بينا حدود فى المعاملة
فابتسم ركان وهز رأسه بمعنى فهمت
ركان بمشاكسة هنفضل نكلم فى الأجنبى والمصرى ونفضل هنا كتير
مش يلا بينا بقى نشوف الدنيا بره أحسن من قعدة المستشفى دى
رفعت مكة عيناها الساحرتان له وقد لمعت بالدموع فخفق قلب ركان لها متسائلا ليه الدموع تانى يا مكة
مكة خاېفة يا ركان باشا من الدنيا اللى بره أنا مش حمل صدمات تانى
فتصارعت نبضات قلب ركان حين تذكر حفل خطوبته يوم
الجمعة وكيف ستتحمل تلك المسكينة تلك الصدمة
وكيف لى أن أتحمل تلك رؤية عينيها تمتلىء بالعبرات من أجلى
فنظر لها ركان بحدة قائلا بصوت صارم مكة أنت مش ضعيفة أنت قوية وتقدرى تواجهى اى حاجة ومش عايز أشوف دموعك دى تانى وعايزك تدوسى على الكل برجلك وتحكمى عقلك مش قلبك
ومتفكريش غير فى نفسك ومصلحتك وبس واركنى عواطفك على جمب ده مش زمن المشاعر صدقينى أنا عارف الدنيا اكتر منك
تحيرت مكة فى أمره فكيف يكون بهذه الوداعة تارة
وتارة أخرى يكون بهذه الصرامة كأنه وحش مفترس
أحيانا تراه عاشقا لها وأحيانا تراه جلادا لها
فمن هو إذا
مكة
ولكنى للأسف لا أعلم سوى إنى أحبه فتبا لهذا القلب الذى أخشى أن يهوى بى للچحيم
ركان متسائلا فهمانى
مكة بثقة مش فاهمة حاجة غير إن ربنا أكيد زى منجانى قبل كده هينجينى تانى وده يكفينى
أما باقى الكلام فللأسف مش طبعى ولا هقدر أطبعه يا سيادة النقيب
تنهد ركان بمرارة وهز رأسه قائلا مفيش فايدة
طيب قدامى يا مكة لما أشوف أخرتها معاك
لتتقدمه مكة متمتمة بقولها دعاء الخروج
فأردف ركان بإندهاش انا مش عارف رغم ضعفها جايبة قوى الإيمان دى إزاى
وكل حاجة عندها ليها ذكر لله
وفى الخارج فتح لها ركان باب السيارة لتجلس بجانبه ولكنها وقفت متجمدة لا تتحرك
ركان متعجبا مال سيادتك
ياريت ننجز عشان ماما مستنياك يا أخت مكة
فابتسمت مكة وتراجعت بظهرها للوراء لتفتح الباب الخلفى للسيارة بين نظرات ركان المتعجبة لفعلها
ولكنها تخشبت على إثر قولها لها بحدة بتعملى إيه حضرتك
مكة بتلعثم هركب هنا عشان مينفعش يعنى
فقاطعها ركان بقوله مينفعش إيه
هو أنا هأكلك لما تقعدى جمبى
مكة لما الدور لو سمحتى وأنا مش السواق بتاع جنابك عشان حضرتك تركبى ورا
ثم تابع بحدة أربكتها وهو يشير إلى المقعد الذى بجانبه أتفضلى أركبى هنا
فلم تجد مكة مفر سوى الإستجابة لأمره خشية من إزدياد غضبه
ولكنها ظلت طوال الطريق تخفض بنظرها وتفرك فى يديها بتوتر وركان يتابع حركتها تلك ويبتسم
ثم توقف أمام أحد المطاعم
فنظرت مكة بتعجب قائلة وقفت ليه هنا
ركان مفيش هتنزل بس نفطر الأول وبعدين نروح البيت عشان عارف حضرتك هتكسفى تاكلى هناك فى الأول عقبال متتعودى على الجو
اتسعت عين مكة بإنبهار متسائلة أنت جايبنى المطعم اللى شكله فخم اوى ده عشان بس نفطر امال لما تتغدى بتروح فين
لا ده شكله غالى اوى وحرام تتدبس فى فلوس كتير عشان فطار
ركان ملكيش دعوة أنت بلى هدفعه انزلى بس
مكة لا مش داخلة البتاع ده
ثم جالت بنظرها فى الطريق لترى أمامها على مطلع الطريق عربة للفول ويقف أمامها عدد من الرجال يتناولون سندوتشات الفول أو من
يحب تناوله بلقيمات من طبقه المعد أمامه بإحترافية
مكة يا باشا
ركان يا نعم
مكة بص حضرتك عربية الفول اللى على اول الشارع دى
ركان بنفاذ صبر ملها
مكة اهى دى تأدى الغرض وزيادة ونملى التنك ونبوس إيدينا وش وضهر وهتفضل شبعان لأخر النهار لإنها بتقفل المعدة
جحظت عين ركان بإندهاش قائلا أنت عايزانى أنا النقيب ركان أقف على عربية فول أكل
شكلك عقلك حصله حاجة
وضعت مكة يديها فى إحدى جانبيها قائلة بسخرية وملها يعنى الوقفة على عربية الفول محضرتك شايف أهو كل الواقفين رجالة بشنبات زى حضرتك بالظبط
وناس زيك زيهم من لحم ودم