الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم الكاتبة ام فاطمة

انت في الصفحة 18 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

شاءالله اللى يكرهك يارب 
رياض يارب على العموم خلاص مش عايز الشاى عشان اتاخرت على الشغل يلا سلام يا كرملتى 
كرميلا بنظرة
حب مع كل خطوة سلامة يارب 
ولكن رياض الټفت لها مجددا لينظر لعينيها بشوق قائلا كرميلا 
خدى بالك من نفسك عشان خاطرى 
فابتسمت كرميلا وأنت كمان يا سى رياض 
فى حفظ الله يارب 
أسرعت ريم للجامعة على شوق لرؤية حاتم الذى أمتلك قلبها من مجرد كلمات 
وأخذت عينيها تبحث عنها فى كل الأركان ولكنها لم تجده 
ريم بحزن إيه ده هو فينه النهاردة 
معقول يكون مش جى 
بس ده مأكد عليه إنه جى 
يمكن فيه حاجة آخرته فى الطريق وأكيد زمانه على وصول 
هروح اشرب اى حاجة سخنة فى الكافيه عشان الجو البرد ده عقبال ميظهر حاتم 
وبينما هى كذلك لمحها كريم العوام فدق قلبه لها رغم علمه إنه تفضل حاتم عليه ولكنه قلب المحب لا يعرف الكره بابه 
فتقدم منها قائلا ريم إزيك عاملة ايه 
ريم بإبتسامة مصطنعة أهو بخير 
ثم لاحظ كريم تشتت عينيها كأنها تبحث عن أحدهم 
كريم أنت مستنية حد 
ريم مشوفتش حاتم النهاردة 
فاعتصر قلب كريم ليجيبها پألم لا مشوفتهوش 
ثم ابتلع ريقه بمرارة قائلا ريم 
ريم نعم يا كريم 
كريم خلى بالك من نفسك عشان القلب لما بيكسر ملهوش دوا 
امتعضت ريم قائلة وأنت ليه بتقولى الكلام ده 
كريم مفيش بس قلقان عليك وعارف مين هو حاتم المرشدى 
فوقفت ريم غاضبة قائلة بإستنكار وأنت مالك بيه 
أنت شكلك غيران منه ومش هقول ليه 
عشان أنا مش بحب أجرح حد 
كريم بغصة مريرة أنا يا ريم ربنا يسامحك وربنا عالم بنيتى وقد إيه خاېف عليك 
ندمت ريم على حدتها فى الحديث معه عندما رأت الصدق فى عينيه التى تلمع بحبها 
فتلاطفت بعض الشىء معه قائلة سورى يا كريم 
معلش انا مش متظبطة النهاردة وعصبية زيادة من فضلك سبنى لوحدى شوية 
كريم تمام يا ريم زى متحبى بعد أذنك ثم الټفت ليغادر ولكنه عاد لينظر إليها مرة أخرى قائلا ريم اعتبرينى حتى اخوك ولو احتجتى اى حاجة كلمينى 
ابتسمت له ريم بإمتنان ميرسى يا كريم 
لتحدث نفسها بعد مغادرته طيب اوى كريم بس اعمل ايه القلب وما يريد 
يا ترى أنت فين يا حاتم 
لم تتم سؤالها حتى وجدت جلال أمامها
ويرسم على وجهه الضيق والتوتر 
جلال كويس إنى شوفتك يا ريم 
ريم بقلق فيه إيه يا جلال ومال وشك كده 
هو فيه حاجة قولى الله يخليك 
حاتم جراله حاجة 
متخبيش عليه 
جلال مصطنع الحزن حاتم تعبان اوى يا ريم 
مش عارف ماله 
فجأة أنا كنت بكلمه الصبح وبنهزر عادى وهو بيلبس وجى الكلية ومبسوط إنه هيشوفك 
سمعته بيقول اه يا قلبى 
فبهزر معاه وبقوله إيه للدرجاتى بتحبها 
راح لقيته سكت وبعدين اكلم بس بصوت ضعيف قال ألحقنى بدكتور بسرعة يا جلال حاسس إنى ھموت وقلبى بيوجعنى اوى 
رحت قفلت بسرعة وجريت على اول دكتور قابلنى ورحتله وكشف عليه 
وقال الحمد إنى جيت فى
الوقت المناسب ده كان هيحصله جلطة وعطاه إبرة بسرعة فوقته شوية بس نصحه بالراحة فترة فى السرير 
ريم پبكاء يا حبيبى يا حاتم الف سلامة عليك 
جلال بصوت يشبه فحيح الافعى بس يا ستى ومن ساعتها مش بيقول غير ريم وحشتنى عايز اشوفها 
خاېف أموت من غير مشوفها 
وأنا اقوله يا متقولش كده يا راجل بكرة تقوم وتبقى زى الفل 
يقولى يا عينى مش عارف خاېف اوى اموت من غير مشوف ريم 
فصعب عليه اوى وأنا سيبه دلوقتى بعد مراح فى النوم وبرده عمال يخطرف بأسمك حتى وهو نايم ويقول 
ريم ريم ريم 
ريم بإندفاع لا أنا لازم اروح واطمن عليه بنفسى واشوفه 
جلال قلبك حنين يا ريمو وليه حق حاتم يحبك كل الحب ده 
بكت ريم وجففت دمعاتها بمنديل معطر أخرجته من حقيبتها طيب بسرعة ربنا يخليك وصلنى ليه محتاجة أشوفه بسرعة 
جلال بإبتسامة مكر حالا دلوقتى يلا بينا 
ثم ذهبت معه إلى قدرها 
أنجز ركان بروح تكاد تطير من الفرحة كل إجراءات خروج مكة 
فها قد أصبحت حرة طليقة بعد فترة من المعاناة 
وبقلب يخفق بشدة توجه للمشفى ولكنه توقف فى الطريق أمام محل للورود ليختار لها باقة ورد بيضاء كنقاء قلبها 
فى حين كانت هى تستعد للقائه فولجت للمرحاض فتوضئت ثم خرجت وأبدلت ثيابها بأحد تلك العبائات الجديدة وأختارت ذات اللون النبيتى مع حجاب تابع لها بنفس اللون ولكن بدرجة أفتح 
ثم نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت حمرة فى وجنتيها لم تجدها من زمن فتسائلت ألهذا الحد يظهر حبه على وجهى 
ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهى تمسك بطرف تلك العبائة فقد كانت
كلوش من اعلاها ضيق ومن أسفلها واسع فكانت تبدو بها كالأميرة 
وبينما هى كذلك ولج إليها ركان ليتفاجىء بها كذلك فهذه أول مرة يرى على وجهها السعادة فكانت كالبدر المضىء لسماء قلبه المظلمة 
فوقف يتأملها طويلا وود لو احاطها بذراعيه وأخبرها كم أشتاق لها 
وود لو خبئها بين أضلع صدره لتكون له وحده ولا يراها احدا غيره 
وبينما هى تدور حول نفسها ولم تشعر بوجوده أختل توازنها وكادت تسقط فأسرع إليها وأمسك بها بين ذراعيه 
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة نظرة عبرت عن مكنونة القلب التى لا يستطيع أحدهما أن يفصح عنها 
بل يحتفظ بها
سرا حتى كادت
أن تلهكه ولكن ديما العيون تفضح صاحبها 
فالويل لك يا عينى عندما أفصحتى عن ما يخفيه قلبى 
تلون وجه مكة وأشتعل قلبها ولكنها أظهرت سريعا الڠضب ودفعته عنها ثم صاحت أنت إزاى تسمح لنفسك تمسكنى كده 
ولا يعنى أفتكرت عشان مركزك ورتبتك تقدر تعمل كل اللى أنت عايزه 
لا فوق يا سيادة النقيب كله إلا أنا 
التوى ثغر ركان بإبتسامة ساخرة ورد بتهكم يا شيخة بس بس أنت فاكرة نفسك إيه 
حضرتك كنت هتقعى وأنا لحقتك وصراحة ندمت بعد الكلمتين دول يارتنى كنت سبتك وقعتى واقعدت أتفرج عليك وأضحك 
أحسن من طولة لسانك اللى عامل زى الفرقلة ده 
كزت مكة على أسنانها بغيظ مردفة تضحك ليه فكرنى أرجوز 
فضحك ركان قائلا تصورى صح شبهه بخدودك اللى عاملة زى الطماطمية دى 
لتضع مكة يديها على وجنتيها خجلا وتفترش بنظرها الأرض 
اعجب ركان بحيائها وقارن بينها وبين شاهيناز فالفرق بينهم بين السماء والأرض فالحياء خلق لا يقدر بثمن أساسه تربية صالحة ليس له علاقة بالمكانة الأجتماعية 
الټفت ركان ليرى باقة الورد التى سقطت منه على سهو عندما حاول اللحاق بمكة قبل أن تسقط فالتقطها سريعا وابتسم واقترب من مكة ليهديها إليها قائلا بمداعبة أتفضلى كفارة يا ريس مكة 
ولو أنها خسارة فيك بعد الكلام الدبش اللى قولتيه 
شعرت مكة بالحرج وندمت على تسرعها فى اتهامه وكلماتها القاسېة له عندما رأت باقة الورد البيضاء التى تفضلها دائما 
فتمتمت بخجل شكرا يا سيادة النقيب ومعلش أنا بس لازم أعمل حدود بينى وبين اى حد أجنبى عنى 
ركان بإندهاش بس أنا مش أجنبى أنا مصرى زيك زيك 
ضحكت مكة حتى وضعت يدها على فمها كى لا تعلو صوت ضحكتها
فتسائل ركان هو أنا قولت نكتة ولا إيه
مكة لا بس عشان كلمة اجنبى مش المقصود بها نوع الچنسية اقصد انك راجل ولازم يكون بينا حدود فى المعاملة 
فابتسم ركان وهز رأسه بمعنى فهمت 
ركان بمشاكسة هنفضل نكلم فى الأجنبى والمصرى ونفضل هنا كتير 
مش يلا بينا بقى نشوف الدنيا بره أحسن من قعدة المستشفى دى 
رفعت مكة عيناها الساحرتان له وقد لمعت بالدموع فخفق قلب ركان لها متسائلا ليه الدموع تانى يا مكة 
مكة خاېفة يا ركان باشا من الدنيا اللى بره أنا مش حمل صدمات تانى 
فتصارعت نبضات قلب ركان حين تذكر حفل خطوبته يوم
الجمعة وكيف ستتحمل تلك المسكينة تلك الصدمة 
وكيف لى أن أتحمل تلك رؤية عينيها تمتلىء بالعبرات من أجلى 
فنظر لها ركان بحدة قائلا بصوت صارم مكة أنت مش ضعيفة أنت قوية وتقدرى تواجهى اى حاجة ومش عايز أشوف دموعك دى تانى وعايزك تدوسى على الكل برجلك وتحكمى عقلك مش قلبك
ومتفكريش غير فى نفسك ومصلحتك وبس واركنى عواطفك على جمب ده مش زمن المشاعر صدقينى أنا عارف الدنيا اكتر منك 
تحيرت مكة فى أمره فكيف يكون بهذه الوداعة تارة 
وتارة أخرى يكون بهذه الصرامة كأنه وحش مفترس 
أحيانا تراه عاشقا لها وأحيانا تراه جلادا لها 
فمن هو إذا 
مكة 
ولكنى للأسف لا أعلم سوى إنى أحبه فتبا لهذا القلب الذى أخشى أن يهوى بى للچحيم 
ركان متسائلا فهمانى 
مكة بثقة مش فاهمة حاجة غير إن ربنا أكيد زى منجانى قبل كده هينجينى تانى وده يكفينى 
أما باقى الكلام فللأسف مش طبعى ولا هقدر أطبعه يا سيادة النقيب 
تنهد ركان بمرارة وهز رأسه قائلا مفيش فايدة 
طيب قدامى يا مكة لما أشوف أخرتها معاك 
لتتقدمه مكة متمتمة بقولها دعاء الخروج 
فأردف ركان بإندهاش انا مش عارف رغم ضعفها جايبة قوى الإيمان دى إزاى 
وكل حاجة عندها ليها ذكر لله 
وفى الخارج فتح لها ركان باب السيارة لتجلس بجانبه ولكنها وقفت متجمدة لا تتحرك 
ركان متعجبا مال سيادتك 
ياريت ننجز عشان ماما مستنياك يا أخت مكة 
فابتسمت مكة وتراجعت بظهرها للوراء لتفتح الباب الخلفى للسيارة بين نظرات ركان المتعجبة لفعلها 
ولكنها تخشبت على إثر قولها لها بحدة بتعملى إيه حضرتك 
مكة بتلعثم هركب هنا عشان مينفعش يعنى 
فقاطعها ركان بقوله مينفعش إيه 
هو أنا هأكلك لما تقعدى جمبى 
مكة لما الدور لو سمحتى وأنا مش السواق بتاع جنابك عشان حضرتك تركبى ورا 
ثم تابع بحدة أربكتها وهو يشير إلى المقعد الذى بجانبه أتفضلى أركبى هنا 
فلم تجد مكة مفر سوى الإستجابة لأمره خشية من إزدياد غضبه 
ولكنها ظلت طوال الطريق تخفض بنظرها وتفرك فى يديها بتوتر وركان يتابع حركتها تلك ويبتسم 
ثم توقف أمام أحد المطاعم 
فنظرت مكة بتعجب قائلة وقفت ليه هنا 
ركان مفيش هتنزل بس نفطر الأول وبعدين نروح البيت عشان عارف حضرتك هتكسفى تاكلى هناك فى الأول عقبال متتعودى على الجو 
اتسعت عين مكة بإنبهار متسائلة أنت جايبنى المطعم اللى شكله فخم اوى ده عشان بس نفطر امال لما تتغدى بتروح فين 
لا ده شكله غالى اوى وحرام تتدبس فى فلوس كتير عشان فطار 
ركان ملكيش دعوة أنت بلى هدفعه انزلى بس 
مكة لا مش داخلة البتاع ده 
ثم جالت بنظرها فى الطريق لترى أمامها على مطلع الطريق عربة للفول ويقف أمامها عدد من الرجال يتناولون سندوتشات الفول أو من
يحب تناوله بلقيمات من طبقه المعد أمامه بإحترافية 
مكة يا باشا 
ركان يا نعم 
مكة بص حضرتك عربية الفول اللى على اول الشارع دى 
ركان بنفاذ صبر ملها 
مكة اهى دى تأدى الغرض وزيادة ونملى التنك ونبوس إيدينا وش وضهر وهتفضل شبعان لأخر النهار لإنها بتقفل المعدة 
جحظت عين ركان بإندهاش قائلا أنت عايزانى أنا النقيب ركان أقف على عربية فول أكل 
شكلك عقلك حصله حاجة 
وضعت مكة يديها فى إحدى جانبيها قائلة بسخرية وملها يعنى الوقفة على عربية الفول محضرتك شايف أهو كل الواقفين رجالة بشنبات زى حضرتك بالظبط 
وناس زيك زيهم من لحم ودم
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 56 صفحات