الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم الكاتبة ام فاطمة

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

بس حضرتك فاكر انك من طينة تانية غيرنا 
ولا اقول انك بس متقدرش على طبق الفول الجامد اللذيذ ده بالبصل ويا سلام لو جمبه الفلافل السخنة المولعة ولا طبق الباتنجان والبطاطس وشوية مخلل 
لا أنا فعلا جوعت من التخيل بس 
ضحك ركان على طريقة حديثها وشعر بالجوع فعلا والشغف لتناول هذا الطبق اللذيذ الذى تحكى عنه 
ركان بنفاذ صبر مفيش فايدة من لسانك اللى عايز قطعه ده 
أعمل فيك إيه 
أربطك منه 
ولا أقصه أختارى 
أرادت مكة تلطيف الجو فداعبته بقولها طيب بس أستنى يا باشا لما أكل الأول عشان اعرف أبلع بلسانى 
فاڼفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عينيه
ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب قائلا أتفضلى قدامى يا أخرة صبرى 
مكة هنروح فين يا باشا 
ركان مبتسما هنفطر أنا وأنت على عربية الفول 
جحظت عين مكة غير مصدقة ما تفوه به فبادرته بقولها بجد
يا باشا 
ركان اه بجد 
مكة طيب يعنى حضرتك راجل أهو ماشاءالله مالى مركزك لكن أنا ست ضعيفة منكسرة ومينفعش أقف كده مع الرجالة ميصحش 
فأنت تعمل حسابى فى سنجودتشات وأنت أقف براحتك اضرب الطبق 
ركان بسخرية نعم يا حيلتها يعنى أنت تقعدى زى الباشا فى العربية تكلى وأنا أقف 
مش هى دى شورتك يبقى لازم تنزلى وتقفى معايا 
وست ايه بس 
أنا مش شايف ايتها ست 
فصكت مكة على أسنانها بغيظ وترجلت من السيارة لتدبدب بقدمها الأرض والأطفال متمتمة بصوت منخفض هو أنا يعنى عشان مش بعرف أتسهوك وأدلع فى الكلام ولا ألبس المحزق والملزق مبقاش ست 
لا وكتاب الله المجيد أنا ست ونص كمان وبكرة تشوف أباشا 
سمع ركان ما تفوهت به فضحك قلبه قبل ثغريه وحدث نفسه قائلا والله أنت ست الستات يا مكة أنا مش عارف ليه معاك عامل زى الطفل الصغير اللى بيضحك من قلبه 
مش عارف أنت عملتى فيه إيه
شقلبتى حالى إزاى كده 
وبالفعل وقفا معا أمام عربة الفول يتناولون بنهم الفول والفلافل والبابنجان والبطاطس المحمرة مع طبق المخلل والبصل 
وكلما وجدته مكة يسدد لها النظر مبتسما اخفضت هى عينيها خجلا ولكنها كانت تنظر له بقلبها الذى أصبح لا يرى غيره فى دنياها تلك الخاوية 
ركان تصورى عندك حق أنا أول مرة أكل كتير كده أكلة زى الفل بس مش عارف بطنى حاسس فيها حاجة 
مكة بقلق مالك بس يا باشا 
أمسك ركان ببطنه مټألما مش عارف مغص كده بسيط 
مكة بضحك شكل معدتك فافى شوية والقولون مستحملش الفول يا باشا 
على العموم متقلقش تعال نضرب كوبايتين نعناع وأنت هتبقى زى الفل وعشرة 
ركان بضحك مش عارف حاسس إنى بكلم واحد صاحبى مش أنسه 
مكة بغصة مريرة الحياة فرضت عليه إنى اكون راجل فى تصرفاتى عشان مجرئش ولاد الحړام عليه 
ركان إيه ده أنت زعلتى 
وطلع عندك ډم زينا 
فكزت مكة على أسنانها بغيظ قائلة تصور حلال فيك اللعبكة اللى عملها فيك طبق الفول 
ركان بقه كده طيب يلا قدامى للبيت يا هانم 
ثم استقلا السيارة نحو منزلهم 
دلال مع شحاته ورجل آخر يدعى سيد عضلات 
دلال فهمتوا الخطة يا رجالة ولا أعيد تانى 
شحاتة فهمنا يا ست الستات بس يعنى أنت متأكدة أن مفيش حد فى البيت دلوقتى وان البت كرميلا هى اكيد اللى هتفتح الباب ونروح شيلينها زى الشوال 
دلال ايوه مفيش غير الست والدته وهى هانم طبعا مش بتفتح الباب وكمان تعبانة حبتين 
ولى فاصل البت اللى تشك كرميلا والست إكرام الدادة بتاعة سيادته 
شحاته ولمؤاخذة أنت عرفتى منين الكلام ده 
دلال وهى تلوى العلكة فى فمها دى اسرار بس هقولك يا ولا 
البت نعناعة قصدتها تراقب الست إكرام دى 
فمشت وراها وهى رايحة السوق وبس شغل حريم بقه كلمة من هنا ومن هنا 
جابت كل اسرار البيت شغالة فين وعند مين 
وبس قلتلها نظامها ايه فى اليوم بتحضر الغدا اول مالبهوات يمشوا فى وقت معين 
وبكده عرفت امتى البيت فاضى 
شحاتة بإعجاب يا دماغك العالية يا ست الكل 
طيب إفرضى فتحت الست إكرام نعمل ايه 
دلال دى ست كبيرة وأكيد بالعقل هتقول الصغيرة افتحى 
ولو يعنى هى فتحت هتقول عايز كرميلا بالأسم هتجبها وتعمل المطلوب ولو برده الست إكرام عملت اى مشكلة خدروها وسبوها مرمية 
شحاتة تمام التمام يا ستنا 
استعنا على الشقا بالله 
يلا يا سيد بينا 
وتوجهوا
نحو شقة ركان لخطڤ كرميلا 
نظرت ريم لتلك العمارة السكنية فى منطقة ميامى متسائلة 
هى دى العمارة اللى ساكن فيها حاتم 
جلال بمكر ايوه 
يلا بينا نطلعله هيفرح اوى
لما يشوفك 
ريم بشك بس أنا كنت اسمع أنهم ساكنين فى فيلا وتقريبا فى رشدى 
توتر جلال بعض الشىء وقال بتلعثم هما ماشاء الله تلاقيهم بينقلوا فى كل مكان شوية 
لكن هو حاليا فى العمارة دى 
ريم اه تمام يلا بينا 
استقلت ريم المصعد مع جلال بقلب مرتجف وكأن شىء يوحى لها أن عليها أن تهرب ولكن هناك من يمسك بها بقوة كى لا تستطيع الفرار 
أتعلمون من هو 
إنه وهم الحب كما خدع الكثير من الفتيات فسقطن فريسة له 
ريم پخوف هو فيه حد مع جلال فوق 
جلال لأ 
ريم بإستنكار إيه 
جلال قصدى أنت عارفة أنا باباه سفير فى فرنسا وهو عايش لوحده بس اكيد فيه خدامين 
بس مالك كده قلقانة ده انسان مريض ومش قادر يتحرك وأنت جاية تاخدى ثواب عشان كمان متندميش
لو حصله حاجة من غير متشوفيه 
ريم اه اه عندك حق 
ومش قلقانة ولا حاجة 
ثم وصل بهم المصعد إلى الدور الذى يقطن به حاتم 
أخرج جلال مفتاح الباب ليفتح 
للتسائل ريم هو انت
معاك مفتاح الباب كمان إزاى وليه 
جلال حاتم معتبرنى أخوه وبيثق فيه عشان كده مدينى المفتاح 
ثم ولجوا للداخل وقد تثاقلت خطوات ريم حتى وصلت لغرفة نوم حاتم الذى كان ممتد على السرير مدعى النوم 
ليقترب منه حاتم بهدوء قائلا باصطناع ل ريم شوفتى يا عينى نايم ومش دارى بالدنيا 
ربنا يشفيك يا اخويا وصاحبى 
ليفتح الشيطان حاتم عينيه بضعف واصطناع قائلا معقول اللى أنا سمعه ده 
صوت ريم ولا أنا بيتهيألى 
جلال لا هى ريم يا صاحبى يارب يكون وشها حلو عليك وتفوق كده شويه 
لمست ريم يديه بحنو قائلة أنا جمبك يا حبيبى كلمنى وقولى حاسس بإيه تعبان قوى كده 
حاتم مصطنع الحب بمكر لا مدام شوفتك قدامى يبقى خفيت 
ثم غمز حاتم ل جلال بطرف عينيه ليتسلل بعدها ببطىء ليغادر ويتركهما سويا 
فلنتخيل ما حدث إذا 
ي 
اللهم ألبسني العافية حتى تهنيني بالمعيشة واختم لي بالمغفرة حتى لا تضرني الذنوب واكفني كل هول دون الجنة حتى تبلغنيها برحمتك يا أرحم الراحمين 
الحلقة الثانية عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله 
من المؤلم أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك أن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك أن تشعر بالظلم وتعجز عن الانتصار لنفسك أن تبدأ بالتنازل عن أشياء تحتاج إليها باسم الحب 
غمز حاتم لجلال بطرف عينيه فتسلل جلال بعدها ببطىء مغادرا وتركهما سويا 
أنا مكنتش متصور إزاى هيعدى يومى من غير ما اشوفك 
ريم بحب وأنت كمان يا حاتم وحشتنى 
أنا كنت بدور عليك فى الكلية وقلقت اوى لما لقيتك أتأخرت ولما جه جلال وقال إنك تعبان مستحملتش وجيت عشان اطمن عليك 
حاتم بمكر قد كده بتحبينى 
ليهمس أنا اكتشفت إنى مش بحبك بس أنا بعشقك يا ريمو 
ريم صاړخة أنت عملت فيه إيه يا حاتم 
حاتم بهدوء قاټل عملت ايه 
عملنا زى أى اتنين بيحبوا بعض ولا أنت مش بتحبينى زى مابحبك 
حاتم محدث نفسه نجوز !
أنت شكلك هبلة ولا إيه محڼا حلوين أهو من غير جواز لزمته ايه بقه 
ريم حرام عليك يا حاتم الكلام اللى بتقوله ده 
حاتم بلا مبالاة اه اه ان شاء الله لما نتخرج 
بادلته ريم بنبرة مجذوعة وهى تحاول أستيعاب الأمر أنت بتقول ايه يا حاتم 
ازاى بتقول نستنى لما نتخرج 
فضحك حاتم بسخرية اه عارف بنت مجدى الزيات اللى شايفة نفسك بيه وبجمالك بس أنا برده يا حلوة ابن المرشدى ومش ابن المرشدى اللى يتقله أعمل ده ومتعملش ده 
لتصرخ ريم فى وجهه يعنى ايه 
وبتكلم كده ليه يا حاتم 
حاتم والله اكلم زى ما يعجبنى وياريت لو تلبسى هدومك وتاخدى بعضك وتمشى عشان عايز أرتاح شوية وانام بعد المجهود اللى عملته وده وحش على قلبى 
شهقت ريم لما سمعته من حاتم وشعرت أن الدنيا اسودت فى عينيها فجأة بعد أن كانت كالشمس المضيئة وتسائلت ما حدث حقيقى أم تراها تحلم 
هل حاتم بالفعل قضى على عفتها باسم الحب ثم أراد طردها ليخلد إلى النوم 
اى قهر وذل هذا وكأنها تقول يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا 
امسكته ريم من ذراعه بقوة قائلة أنت أتجننت يا حاتم بتقولى أنا امشى بعد اللى عملته فيه عشان تنام 
زفر حاتم بضيق ثم شد ذراعه قائلا پغضب ايدك متلمسنيش وأنت مين يعنى 
وحدة زى اى وحدة فرطت فى نفسها بسهولة بإردتك وأنا مغصبتكيش 
فياريت متصدعنيش ومع ألف سلامة وانسى موضوع الجواز ده 
أما لو عايزة نستمر فى الحب كده معنديش مانع وأديك عرفتى شقتى دى أنا مخصصها للحب 
أما
لما أجوز يا حلوة فهجوز وحدة عفيفة اعملها قصر تعيش فيه مش وحدة سهلة زيك 
صعقټ ريم من كلماتها ووقفت الكلمات فى حلقها وقامت سريعا وارتدت ملابسها ثم غادرت ودموعها كالشلال على وجنتيها تلوم نفسها على ما جنت به 
ونام ذلك الشيطان حاتم الذى يظن رغم فجوره إنه سيتزوج بعفيفة لا والله فكما تدين تدان 
توجه شحاته وسيد عضلات لمنزل ركان لخطڤ كرميلا كما أمرتهم دلال التى أكلت الغيرة قلبها لرفض
ركان لها 
فأخذت دلال تجوب غرفتها ذهابا وإيابا بقلق منتظرة بفارغ الصبر نجاح خطتها مردفة 
ياااه امتى يتصل بيه شحاتة ويقولى حصل 
نارى مش هتبرد غير لما أعلم وشك الحلو دى بإيدى 
وبالفعل وصلوا عند باب شقة ركان وقام شحاته برن جرس الباب 
سمعت إكرام جرس الباب فقامت بالنداء على كرميلا لتفتح 
كرميلا من داخل المطبخ معلش يا دادة افتحى أنت عشان ايدى فى المواعين 
فتوجهت
بخطوات ثقيلة إكرام لفتح الباب 
وعندما فتحت إكرام الباب 
تفاجىء بها شحاتة أمامه فتمعض وجه محدثا نفسه يادى الليلة ليه تفتحتى أنت يا ولية يا فقر 
إكرام ايوه انتم مين وعايزين مين 
سيد عضلات بهمس ل شحاته هى دى الشوال إلى هنشيله 
بس دى تقيلة اوى ولازم المعلوم يضاعف 
وضع شحاته يده على فم سيد قائلا هسسسس 
هتفضحنا يا بغل 
إكرام بنفاذ صبر ماتقولوا عايزين مين ولا نقفل الباب ونخلص 
بدل ما انتوا بتسايروا كده انتوا تايهين فى العنوان ولا إيه 
حمحم شحاته ثم قال لا مش ده البيت اللى شغاله فيه بنت خالتى كرميلا 
أنا عايز اشوفها الله يخليك لأمر ضرورى ممكن 
ضيقت إكرام عينيها هامسة ابن خالتها 
هى البت دى مش قالت يتيمة وملهاش حد 
هو فيه إيه 
مين صادق ومين كداب 
على العموم هناديها تيجى ونشوف الموضوع 
فقامت إكرام بالنداء عليها أنت يا بت يا كرميلا 
تعالى فى ناس عايزينك 
لتلبى كرميلا النداء قائلة ناس مين دول اللى عايزينى وليه 
فوقفت كرميلا أمامهم وعلى
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات