رواية كاملة بقلم الكاتبة ام فاطمة
بس حضرتك فاكر انك من طينة تانية غيرنا
ولا اقول انك بس متقدرش على طبق الفول الجامد اللذيذ ده بالبصل ويا سلام لو جمبه الفلافل السخنة المولعة ولا طبق الباتنجان والبطاطس وشوية مخلل
لا أنا فعلا جوعت من التخيل بس
ضحك ركان على طريقة حديثها وشعر بالجوع فعلا والشغف لتناول هذا الطبق اللذيذ الذى تحكى عنه
أعمل فيك إيه
أربطك منه
ولا أقصه أختارى
أرادت مكة تلطيف الجو فداعبته بقولها طيب بس أستنى يا باشا لما أكل الأول عشان اعرف أبلع بلسانى
فاڼفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عينيه
ثم ترجل من السيارة وفتح لها الباب قائلا أتفضلى قدامى يا أخرة صبرى
ركان مبتسما هنفطر أنا وأنت على عربية الفول
جحظت عين مكة غير مصدقة ما تفوه به فبادرته بقولها بجد
يا باشا
ركان اه بجد
مكة طيب يعنى حضرتك راجل أهو ماشاءالله مالى مركزك لكن أنا ست ضعيفة منكسرة ومينفعش أقف كده مع الرجالة ميصحش
فأنت تعمل حسابى فى سنجودتشات وأنت أقف براحتك اضرب الطبق
مش هى دى شورتك يبقى لازم تنزلى وتقفى معايا
وست ايه بس
أنا مش شايف ايتها ست
فصكت مكة على أسنانها بغيظ وترجلت من السيارة لتدبدب بقدمها الأرض والأطفال متمتمة بصوت منخفض هو أنا يعنى عشان مش بعرف أتسهوك وأدلع فى الكلام ولا ألبس المحزق والملزق مبقاش ست
سمع ركان ما تفوهت به فضحك قلبه قبل ثغريه وحدث نفسه قائلا والله أنت ست الستات يا مكة أنا مش عارف ليه معاك عامل زى الطفل الصغير اللى بيضحك من قلبه
مش عارف أنت عملتى فيه إيه
شقلبتى حالى إزاى كده
وبالفعل وقفا معا أمام عربة الفول يتناولون بنهم الفول والفلافل والبابنجان والبطاطس المحمرة مع طبق المخلل والبصل
ركان تصورى عندك حق أنا أول مرة أكل كتير كده أكلة زى الفل بس مش عارف بطنى حاسس فيها حاجة
مكة بقلق مالك بس يا باشا
أمسك ركان ببطنه مټألما مش عارف مغص كده بسيط
على العموم متقلقش تعال نضرب كوبايتين نعناع وأنت هتبقى زى الفل وعشرة
ركان بضحك مش عارف حاسس إنى بكلم واحد صاحبى مش أنسه
مكة بغصة مريرة الحياة فرضت عليه إنى اكون راجل فى تصرفاتى عشان مجرئش ولاد الحړام عليه
ركان إيه ده أنت زعلتى
وطلع عندك ډم زينا
فكزت مكة على أسنانها بغيظ قائلة تصور حلال فيك اللعبكة اللى عملها فيك طبق الفول
ركان بقه كده طيب يلا قدامى للبيت يا هانم
ثم استقلا السيارة نحو منزلهم
دلال مع شحاته ورجل آخر يدعى سيد عضلات
دلال فهمتوا الخطة يا رجالة ولا أعيد تانى
شحاتة فهمنا يا ست الستات بس يعنى أنت متأكدة أن مفيش حد فى البيت دلوقتى وان البت كرميلا هى اكيد اللى هتفتح الباب ونروح شيلينها زى الشوال
دلال ايوه مفيش غير الست والدته وهى هانم طبعا مش بتفتح الباب وكمان تعبانة حبتين
ولى فاصل البت اللى تشك كرميلا والست إكرام الدادة بتاعة سيادته
شحاته ولمؤاخذة أنت عرفتى منين الكلام ده
دلال وهى تلوى العلكة فى فمها دى اسرار بس هقولك يا ولا
البت نعناعة قصدتها تراقب الست إكرام دى
فمشت وراها وهى رايحة السوق وبس شغل حريم بقه كلمة من هنا ومن هنا
جابت كل اسرار البيت شغالة فين وعند مين
وبس قلتلها نظامها ايه فى اليوم بتحضر الغدا اول مالبهوات يمشوا فى وقت معين
وبكده عرفت امتى البيت فاضى
شحاتة بإعجاب يا دماغك العالية يا ست الكل
طيب إفرضى فتحت الست إكرام نعمل ايه
دلال دى ست كبيرة وأكيد بالعقل هتقول الصغيرة افتحى
ولو يعنى هى فتحت هتقول عايز كرميلا بالأسم هتجبها وتعمل المطلوب ولو برده الست إكرام عملت اى مشكلة خدروها وسبوها مرمية
شحاتة تمام التمام يا ستنا
استعنا على الشقا بالله
يلا يا سيد بينا
وتوجهوا
نحو شقة ركان لخطڤ كرميلا
نظرت ريم لتلك العمارة السكنية فى منطقة ميامى متسائلة
هى دى العمارة اللى ساكن فيها حاتم
جلال بمكر ايوه
يلا بينا نطلعله هيفرح اوى
لما يشوفك
ريم بشك بس أنا كنت اسمع أنهم ساكنين فى فيلا وتقريبا فى رشدى
توتر جلال بعض الشىء وقال بتلعثم هما ماشاء الله تلاقيهم بينقلوا فى كل مكان شوية
لكن هو حاليا فى العمارة دى
ريم اه تمام يلا بينا
استقلت ريم المصعد مع جلال بقلب مرتجف وكأن شىء يوحى لها أن عليها أن تهرب ولكن هناك من يمسك بها بقوة كى لا تستطيع الفرار
أتعلمون من هو
إنه وهم الحب كما خدع الكثير من الفتيات فسقطن فريسة له
ريم پخوف هو فيه حد مع جلال فوق
جلال لأ
ريم بإستنكار إيه
جلال قصدى أنت عارفة أنا باباه سفير فى فرنسا وهو عايش لوحده بس اكيد فيه خدامين
بس مالك كده قلقانة ده انسان مريض ومش قادر يتحرك وأنت جاية تاخدى ثواب عشان كمان متندميش
لو حصله حاجة من غير متشوفيه
ريم اه اه عندك حق
ومش قلقانة ولا حاجة
ثم وصل بهم المصعد إلى الدور الذى يقطن به حاتم
أخرج جلال مفتاح الباب ليفتح
للتسائل ريم هو انت
معاك مفتاح الباب كمان إزاى وليه
جلال حاتم معتبرنى أخوه وبيثق فيه عشان كده مدينى المفتاح
ثم ولجوا للداخل وقد تثاقلت خطوات ريم حتى وصلت لغرفة نوم حاتم الذى كان ممتد على السرير مدعى النوم
ليقترب منه حاتم بهدوء قائلا باصطناع ل ريم شوفتى يا عينى نايم ومش دارى بالدنيا
ربنا يشفيك يا اخويا وصاحبى
ليفتح الشيطان حاتم عينيه بضعف واصطناع قائلا معقول اللى أنا سمعه ده
صوت ريم ولا أنا بيتهيألى
جلال لا هى ريم يا صاحبى يارب يكون وشها حلو عليك وتفوق كده شويه
لمست ريم يديه بحنو قائلة أنا جمبك يا حبيبى كلمنى وقولى حاسس بإيه تعبان قوى كده
حاتم مصطنع الحب بمكر لا مدام شوفتك قدامى يبقى خفيت
ثم غمز حاتم ل جلال بطرف عينيه ليتسلل بعدها ببطىء ليغادر ويتركهما سويا
فلنتخيل ما حدث إذا
ي
اللهم ألبسني العافية حتى تهنيني بالمعيشة واختم لي بالمغفرة حتى لا تضرني الذنوب واكفني كل هول دون الجنة حتى تبلغنيها برحمتك يا أرحم الراحمين
الحلقة الثانية عشر
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
من المؤلم أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك أن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك أن تشعر بالظلم وتعجز عن الانتصار لنفسك أن تبدأ بالتنازل عن أشياء تحتاج إليها باسم الحب
غمز حاتم لجلال بطرف عينيه فتسلل جلال بعدها ببطىء مغادرا وتركهما سويا
أنا مكنتش متصور إزاى هيعدى يومى من غير ما اشوفك
ريم بحب وأنت كمان يا حاتم وحشتنى
أنا كنت بدور عليك فى الكلية وقلقت اوى لما لقيتك أتأخرت ولما جه جلال وقال إنك تعبان مستحملتش وجيت عشان اطمن عليك
حاتم بمكر قد كده بتحبينى
ليهمس أنا اكتشفت إنى مش بحبك بس أنا بعشقك يا ريمو
ريم صاړخة أنت عملت فيه إيه يا حاتم
حاتم بهدوء قاټل عملت ايه
عملنا زى أى اتنين بيحبوا بعض ولا أنت مش بتحبينى زى مابحبك
حاتم محدث نفسه نجوز !
أنت شكلك هبلة ولا إيه محڼا حلوين أهو من غير جواز لزمته ايه بقه
ريم حرام عليك يا حاتم الكلام اللى بتقوله ده
حاتم بلا مبالاة اه اه ان شاء الله لما نتخرج
بادلته ريم بنبرة مجذوعة وهى تحاول أستيعاب الأمر أنت بتقول ايه يا حاتم
ازاى بتقول نستنى لما نتخرج
فضحك حاتم بسخرية اه عارف بنت مجدى الزيات اللى شايفة نفسك بيه وبجمالك بس أنا برده يا حلوة ابن المرشدى ومش ابن المرشدى اللى يتقله أعمل ده ومتعملش ده
لتصرخ ريم فى وجهه يعنى ايه
وبتكلم كده ليه يا حاتم
حاتم والله اكلم زى ما يعجبنى وياريت لو تلبسى هدومك وتاخدى بعضك وتمشى عشان عايز أرتاح شوية وانام بعد المجهود اللى عملته وده وحش على قلبى
شهقت ريم لما سمعته من حاتم وشعرت أن الدنيا اسودت فى عينيها فجأة بعد أن كانت كالشمس المضيئة وتسائلت ما حدث حقيقى أم تراها تحلم
هل حاتم بالفعل قضى على عفتها باسم الحب ثم أراد طردها ليخلد إلى النوم
اى قهر وذل هذا وكأنها تقول يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
امسكته ريم من ذراعه بقوة قائلة أنت أتجننت يا حاتم بتقولى أنا امشى بعد اللى عملته فيه عشان تنام
زفر حاتم بضيق ثم شد ذراعه قائلا پغضب ايدك متلمسنيش وأنت مين يعنى
وحدة زى اى وحدة فرطت فى نفسها بسهولة بإردتك وأنا مغصبتكيش
فياريت متصدعنيش ومع ألف سلامة وانسى موضوع الجواز ده
أما لو عايزة نستمر فى الحب كده معنديش مانع وأديك عرفتى شقتى دى أنا مخصصها للحب
أما
لما أجوز يا حلوة فهجوز وحدة عفيفة اعملها قصر تعيش فيه مش وحدة سهلة زيك
صعقټ ريم من كلماتها ووقفت الكلمات فى حلقها وقامت سريعا وارتدت ملابسها ثم غادرت ودموعها كالشلال على وجنتيها تلوم نفسها على ما جنت به
ونام ذلك الشيطان حاتم الذى يظن رغم فجوره إنه سيتزوج بعفيفة لا والله فكما تدين تدان
توجه شحاته وسيد عضلات لمنزل ركان لخطڤ كرميلا كما أمرتهم دلال التى أكلت الغيرة قلبها لرفض
ركان لها
فأخذت دلال تجوب غرفتها ذهابا وإيابا بقلق منتظرة بفارغ الصبر نجاح خطتها مردفة
ياااه امتى يتصل بيه شحاتة ويقولى حصل
نارى مش هتبرد غير لما أعلم وشك الحلو دى بإيدى
وبالفعل وصلوا عند باب شقة ركان وقام شحاته برن جرس الباب
سمعت إكرام جرس الباب فقامت بالنداء على كرميلا لتفتح
كرميلا من داخل المطبخ معلش يا دادة افتحى أنت عشان ايدى فى المواعين
فتوجهت
بخطوات ثقيلة إكرام لفتح الباب
وعندما فتحت إكرام الباب
تفاجىء بها شحاتة أمامه فتمعض وجه محدثا نفسه يادى الليلة ليه تفتحتى أنت يا ولية يا فقر
إكرام ايوه انتم مين وعايزين مين
سيد عضلات بهمس ل شحاته هى دى الشوال إلى هنشيله
بس دى تقيلة اوى ولازم المعلوم يضاعف
وضع شحاته يده على فم سيد قائلا هسسسس
هتفضحنا يا بغل
إكرام بنفاذ صبر ماتقولوا عايزين مين ولا نقفل الباب ونخلص
بدل ما انتوا بتسايروا كده انتوا تايهين فى العنوان ولا إيه
حمحم شحاته ثم قال لا مش ده البيت اللى شغاله فيه بنت خالتى كرميلا
أنا عايز اشوفها الله يخليك لأمر ضرورى ممكن
ضيقت إكرام عينيها هامسة ابن خالتها
هى البت دى مش قالت يتيمة وملهاش حد
هو فيه إيه
مين صادق ومين كداب
على العموم هناديها تيجى ونشوف الموضوع
فقامت إكرام بالنداء عليها أنت يا بت يا كرميلا
تعالى فى ناس عايزينك
لتلبى كرميلا النداء قائلة ناس مين دول اللى عايزينى وليه
فوقفت كرميلا أمامهم وعلى