ملاكي كاملة بقلم اسراء الزغبي
مث جربوعة ومث معفنة
وقبل إضافة كلمة أخرى
فتح الباب فجأة وخرج منه شاب بالرغم من صغر سنه الذى لا يتجاوز الثامنة عشر إلا أن له هيبة وهالة مخيفة تجعل القلوب ترتعد ړعبا
الشاب بصړاخ وحدة إيه الھمجية دى
تسنيم پخوف ممزوج بإعجاب يا فندم البت دى جاية من الشارع عايزة تشتغل فى الوظيفة الجديدة لا وكمان سړقت بتاع وحدة تانية وجاية بيه على إنها هى
كل من تطلع لهن يظهر من ملابسهن الترف واستعدادهن للوظيفة جيدا
أسد هى فين أنا مش شايفها
همس ببراءة وعيون متسعة طبيعيا أنا هنا بث تحت
قالت ذلك وهى تمسك بجزء من بنطاله بيدها الصغيرة وتحركه فى كل اتجاه حتى ينتبه لها
نظر لأسفل فوجد طفلة تكاد تصل لركبتيه
بالرغم من كل هذا إلا أن عيونها غريبة حقا لا يعرف لونها من بعيد كالثلج المتساقط فى ليلة ظلماء
كل هذا دار بخلد أسد وهو ينظر لها كأن العالم توقف فى هذه اللحظة
همس بانبهار إنت أثد ثاحب الثركة ثح
أسد محاولا التماسك وهو يوجه كلامه لهمس تعالى ورايا
فرحت وذهبت وراءه رافعة رأسها بشموخ وكأنها تقول أنا فزت ودخلت مكتبه
أسد بعدما جلس على مقعده اقفلى الباب وراكى
حاولت ولكنها لم تستطع فهى قصيرة جدا ولكنها لم تيأس فقد ذهبت لمقعد لترفعه ولكنها لم تستطع أيضا
يا الله لا أستطيع سأنفجر ضحكا ما كتلة البراءة واللطافة هذه أريد التهامها كاملة ....... كم هى لذيذة
ماذا ! ما بك أسد إنها طفلة
تحرك وأغلق الباب ثم عاد بمقعده مرة أخرى
أسد وهو يشير على كرسى مقابلا له اقعدى
جلست همس بصعوبة لطول الكرسى أو بالأحرى لقصرها
وهنا ولم يستطع كتم ضحكته أكثر فاڼفجر ضاحكا التهمها كلا من الكرسى والمكتب فلم يعد بإمكانه رؤيتها
تأففت .....أكثر ما تكرهه فى حياتها هو السخرية من قصرها
قامت وجلست على سطح المكتب أمامه مربعة رجليها
همس ها هثتغل امتى
أسد بسخرية وهو يجاريها مش لما أشوف مؤهلاتك الأول
أسد بجدية ممممم اسمك إيه الحقيقى لإنى متأكد إنك إما سرقتى الملف أو شوفتيه فقومتى وخداه
أسد طب فين عيلتك
همس بحزن مث ليا حد انا معرفث مين بابا
وماما ثابتنى لوحدى من وأنا ٤ ثنين
حزن أسد بشدة عليها ثم قال طب إنتى عايشة فين
همس فى الثارع
يا الله ماذا يفعل الآن هل يتركها فى الشارع
لا مستحيل سيكون خطړا على كتلة اللطافة تلك
آااه وجدتها ملجأ سأرسلها لملجأ لتتربى مع غيرها
من الفتيات و.... والأولاد!
لا لا لا لا مستحيل أن أتركها مع أولاد يتمتعون بجمالها
يا الله ما بك أسد إنها طفلة اتركها فى الملجأ
وهنا رد قلبه مستحيل أتخلى عنها إنها لى
وبعد حوار طويل أقنع أسد نفسه أنه فقط ېخاف عليها لذلك سيأخذها ويهتم بها
أسد همس إيه رأيك تعيشى معايا وأجبلك أكل ولبس ولعب كتير اعتبرينى صاحبك
ماذا هل تتوقعون أن يجعلها تعتبره أب أو أخ لها هذا من رابع المستحيلات
همس بفرحة بجد
أسد أيوة بجد يا ملاكى
همس بتعجب ملاكى!... بس أنا اثمى همث مث ملاك
أسد عارف بس أنا حاسك الملاك بتاعى فهتبقى ملاكى
همس خلاث وإنت هتبقى أثدى
هل سمعتم صوت ضربات قلبه يكاد يجزم أن من بالخارج سمعها اهدأ أسد إنها تثق بك لا تخيفها
أسد يبقى خلاص تعالى بقى
حملها أسد ووضعها على أريكة أمامه حتى يستطيع رؤيتها جيدا
همس ماثى
وبدأ أسد يختار سكرتيرته الخاصة ووقع اختياره فى النهاية على فتاة جميلة محجبة ترتدى ملابس محتشمة تسمى ياسمين
فوجهها الأبيض البشوش الخالى من مستحضرات التجميل يدل على احترامها وغير ذلك فقد أحبتها همس وهو يريد من يهتم بملاكه أثناء انشغاله بعمله
أسد وهو يحمل همس يلا بقى يا ملاكى خلصنا تعالى نروح الأول نرتاح وبعدين نروح المول نشتريلك حاجات
همس ماثى
وهنا دخل شريف
شريف بمرحه المعتاد يا أهل الد.... إيه ده مين دى
أسد دى همس الفرد الجديد فى عيلتنا
وحكى أسد له باختصار ما حدث
شريف وهو يقترب يا ربى على الجمال ...... بقى دى جاية من الشارع! ده على كده إحنا جايين من المقاپر بقى يخربيت حلاوتها متجوزهالى يا عم بما إنك بقيت أبوها
قال جملتها وهو يلاعب خديها الممتلئين وسط ضحكات همس فقد أحبته
أسد پغضب وصړاخ وقد أعمته الغيرة وأبعد يد شريف پعنف احترم نفسك يا شريف متقربش منها تانى وأنا مش أبوها
شريف يخربيتك براحة الله.... بس برضو حلوة
لو كانت النظرات ټقتل لوقع شريف صريعا
شريف خلاص يا عم أنا خۏفت بجد بس دلوقتى محدش هيوافق عليها فى القصر
أسد بلا مبالاة وهو يلاعب همس التى بدأت تنام ڠصب عنهم هيوافقوا ولو موافقوش هخدها وهمشى وإنت عارف إنى ملياردير ومعايا فلوسى الخاصة اللى أقدر أعيش بيها ألف سنة من غير فقر
بس جدك هيخاف أبعد عنه وهيضطر يوافق
شريف خلاص إنت وراحتك مازالت تدرس فى الجامعة ومع ذلك فهى لها مؤهلات عالية وشديدة الذكاء
الفصل ٣
خرج من مكتبه حاملا همس النائمة بسلام وعمق فى أحضانه فمر على تسنيم
أسد ببروده المعتاد إياكى ثم إياكى أشوفك بتتعملى معاها كدا تانى دا أول تحذير ليكى
نهضت مصډومة من حديثه عن تلك الشمطاء الصغيرة
اقترب أسد من تسنيم ناظرا بعينيها مباشرة مما أربكها من هالته الجذابة والمخيفة بنفس الوقت
أسد المرة دى تحذير عشان مكنتيش تعرفى بس المرة الجاية فيها موتك وإنتى عارفة أنا أقدر أعمل إيه كله إلا هى فاهمة
عقدت الصدمة لسانها ولم تجب عليه
أسد بصياح فااااااهمة
تسنيم پخوف أيوة أيوة فاهمة حضرتك
ابتسم أسد بجانبية شاطرة أتمنى تنفذى اللى فهمتيه بقى
ابتعد عنها فأدركت الآن أنها كانت تحبس أنفاسها
أسد بصرامة مش عايز إزعاج النهاردة أو بكرة كل الشغل
توديه لشريف ولو حاجة ضرورى تستنينى أما أرجع كمان يومين
رحل أسد دون أن يبالى حتى بردها ولم يهتم فكل ما يريده بين يديه.... فى أحضانه تنام بأمان وكأنها تعلم أن من تحتضنه يفديها بروحه فقررت الاطمئنان وترك زمام الأمور له
بينما وقفت تسنيم وهى تغلى من الڠضب ماشى والله لأوريكى يا جربوعة بقى يزعقلى عشانك .... بس ليه مهتم بيها أوى كده!!!! ... لازم أعرف
خرج من الشركة وركب سيارته بالمقعد الخلفى آمرا السائق بالتحرك إلى القصر
أسد بهمس لتلك النائمة على أقدامه مش عارف إيه الجديد فيكى يخلينى أتشد ليكى بالطريقة المرعبة دى.... اللى تخلينى ممكن أقتل أى حد يقرب منك أو يلمسك أو حتى يبصلك مجرد نظرة
مش عارف ليه بنجذبلك وبعدين الإنجذاب بييجى ليه... إنتى لسة طفلة صغيرة
عشان البراءة ممكن إنتى عندك براءة بس معاها طفولة
وأى حد ينجذب لواحدة بريئة بس عاقلة وكبيرة ومناسبة ليه مش طفلة بريئة
ولو قولنا متعلق بحاجة جديدة دخلت حياتى
فإنتى مش أول طفلة أشوفها أنا بنيت ملاجئ كتير وبزور أطفالهم كل مدة ومحدش شدنى وشوفت أطفال لناس بشتغل معاهم بنفس براءتك منكرش إنى كنت بحب أهزر معاهم بس كمان كنت بحس معاهم بأبوة إنما إنتى .... أنا حتى مش قادر إنى أقولك أنا أبوكى أو أخوكى لما شريف قالى إنى هكون أبوكى اټرعبت من مجرد الفكرة دى... خۏفت تعتبرينى فعلا كده .... واتخيلت إنى بسلمك لجوزك... صدقينى عمرى ما اټرعبت قد ما اټرعبت لما اتخيلت ده .... عشان كده أنا هعوضك عن شعور الأب والأخ اللى مفتقداهم بس عمرى ما هسمح إنى أكون أبوكى أو أخوكى فعليا
مش عارف ده عشق ولا تملك ولا مجرد إعجاب بس اللى أعرفه إنك أكيد هتغيرى حاجات كتير فى حياتى يا كل ما أملك
سمر أوووف بقى
سمر بزهق إزاى لحد الآن مش حاسس بيا دا أنا مچنونة بيه ومستعدة أعمله كل اللى عايزه وبردو مش قابلنى فى حياته
مازن معلش يا جميل سيبك منه وخليكى معايا أنا
قالها وهو يقترب منها مرة أخرى
سمر وهى تبعده اللى بينا سد فراغ مش أكتر أنا أدفعلك وإنت تعمل اللى أنا عاوزاه غير كده متعشمش نفسك كتير
مازن بزهق إيه لازمته الكلام ده يعنى
سمر عشان حساك بدأت تنسى نفسك لأ فوق إنت من غيرى كان زمانك لسة مرمى فى المطاعم عمال تجرى على شغل من مطعم للتانى فمتنساش أصلك ولا تنسى أنا مين
مازن بتشفى وشماتة وهو لما إنتى جامدة أوى كده ليه مش معبرك
سمر پغضب ماااازن احترم نفسك أنا بعشقه ومش عايزاه ييجى ڠصب
مازن أسد ضرغام ييجى ڠصب! ده إزاى ده إن شاء الله
سمر عادى لو قولت لجدو إنى مش بنت هيبقى عايز حد يدارى الڤضيحة وهيلاقى مين غير أسد يعنى
مازن بس ده يموتك
سمر جدى ميهمهوش غير الفلوس والسلطة والسمعة لكن الباقى لا ... يعنى مثلا هو عارف إنى مش بحضر ولا دروس ولا مدرسة وبكلم رجالة كتير ودايما فى النايت كلاب وبيكتفى بتحذير بس ... يعنى برأيك ماجد بيه ميقدرش يمنعنى مثلا ... لا يقدر طبعا بس طالما محدش طلع كلمة وحشة على العيلة يبقى خلاص مش همه
مازن طب ومعملتيش كده ليه
سمر قولتلك بعشقه ومش عايزاه يتجوزنى ڠصب
لأ عايزاه يحبنى بس فعلا لو مجاش بمزاجه هجيبه ڠصب
ثم أردفت بوقاحة وهى تغمزه مش كفاية كلام ولا إيه
مازن طبعا يا قمر
لينغمسوا فيما حرمه الله
فى قصر ضرغام
يدخل أسد القصر حاملا ملاكه ليقف الجميع مستغربين لهذه الطفلة والتى لا يروا فيها إلا ترابا فقط
سمية بقرف مين دى !
أسد ببرود بعد أن جلس على الأريكة
وعلى قدميه همس
أسد دى ليها اسم وهو همس
سعيد وبتعمل إيه هنا يا ابن صلاح
أسد هتعيش معانا يا ... أخو صلاح
سامر پغضب وصوت مرتفع يعنى إيه هتعيش معانا هى زريبة هنلم فيها بهايم المقرفة دى تطلعها بره مش ناقصين هبل على المسا
خرج الجد من غرفته على أثر الصوت العالى
ماجد پغضب فيه إيه
سامر پحقد شوف ابن الغالى بتاعك جايب واحدة من الشارع وعاي........
توقف عن الكلام وتراجع للخلف پخوف عندما وجد أسد يقوم فجأة حاملا همس
نظر له أسد باستهجان ثم صعد لأعلى لغرفته وهو يقول أنا مش هتناقش دلوقتى لسببين الأول إن ملاكى تعبانة وعايزة تنام وهتصحى على الصوت العالى والتانى إنى مش هعيد كلامى مرتين فهستنى سمر وشريف أما ييجوا وبعدين نتناقش ومش عايز أى إزعاج ثم صعد ببرود وكأنه لم يفجر أى قنبلة بكلامه هذا
سمية پغضب شايف يا عمى بيعمل إيه مهو من دلعك
ماجد پغضب وهو يضرب الأرض بعكازه سمية احترمى نفسك إنتى نسيتى أصلك ولا إيه وأسد ليه حساب معايا بس زى ما قال لما نتجمع كلنا
صعد لغرفته هو الآخر تاركا الثلاثى الحاقد يخططون
سمية إيه إحنا هنسكت ولا إيه
سعيد لأ طبعا نسكت إيه ده هو لوحده وواكل الفلوس علينا أمال أما يجيبلنا واحدة تكمل مسيرته لأ والواضح إنها من الشارع يعنى هيصرف عليها كتير
سامى وحياتكوا لأخليه يجيلى راكع هو وكل اللى بيحبهم .. مهو لو ابنك شريف يساعدنا ضده ... لكن ده غبى ٠ ما قولتلكم من الأول نعرفه إن جدى كاتب كل حاجة لأسد وهو أكيد هيساعدنا ..... دا حقنا
سعيد بارتباك لا ..... انت وعدتنا مش هتقول لحد
سامر باستغراب ليه يعنى
سمية خلاص بقى يا سامر ...... وبعدين معلش يا حبيبى بكرة يعقل ويعرف إن ملوش غيرنا وخلينا نستنى أما نشوف النقاش المهم أوى عن الشوارعية دى
فى الأعلى بغرفة أسد
وضعها برفق على سريره وقبل جبينها
أسد معلش مضطرين نستحملهم... لولا إنى عارف إن مهما كان جدى قاسى إلا إنه شهم وبيحمى كل اللى تحت إيده حتى لو عدوه كنت خدتك بعيد بس كان هيبقى بالى مشغول وخاېف لسمية وسعيد واولادهم يأذوكى بس متقلقيش إنتى هتبقى معايا فى كل لحظة ومش هسيبك أبدا
وغطاها جيدا ثم ابتعد عنها ليغير ملابسه فخلع الجاكت الخاص به والذى امتلأت بعبقها الطفولى الرائع فاستنشقها دون كلل أو ملل وكأن العالم يتوقف على ذلك وأثناء استكماله تغيير ملابسه لاحظ على قميصه قطرات ډم
أسد باستغراب إيه الډم ده أنا متعورتش من حاجة
ثم جاء بباله ملاكه فجرى إليها بړعب وهو خائڤ وانتشلها من فراشه متفحصا إياها حتى وجد چروح تملئها
يا الله إن الډماء من ركبتيها وساقيها ماذا حدث لها
أسد بحزن آسف يا ملاكى إنى مأخدتش بالى من چرحك
وضعها على الفراش مرة أخرى وأحضر علبة الإسعافات وأثناء محاولته لتطهير الچرح ظهر الألم على معالم وجهها فاستيقظت وتثاءبت وهى تفرك عينيها بطفولية شديدة
كل ذلك تحت نظراته الحانية
همس وهى تنظر للغرفة بانبهار الله... إحنا فين يا أثدى
أسد بفرحة لأنها مازلت مصرة على الاسم الذى لقبته به ولم تنساه إحنا فى بيتى يا ملاكى واللى هو بقى بيتك دلوقتى
همس بجد
... أنا هعيث هنا الله ... وهبقى زى الأميرات اللى بثوفهم على المحلات
أسد أيوة يا حياتى وهتبقى أحسن كمان
ثم تذكر جرحها فأمسك يدها وهو يطهرها
همس وعينيها بدأت تمتلئ بالدموع أثدى لأ بتوجع أوى وبيحرقنى
أسد بمواساة بس بس يا حبيبتى إحنا خلصنا أهو .... بس خلاص شطورة
ثم قبل عينيها الباكيتين لتضحك بطفولة وهى تقول
همس بطفولة أنا قوية ومكنتث خاېفة إنت اللى كنت خاېف
سحرته ضحكتها ودعا أن تظل دائما تضحك فهذا يكفيه
أسد بمرح غير معتاد بتجبيها فيا يا مكارة على العموم ماشى ياستى هعديها .... المهم دلوقتى قوليلى اتعورتى من إيه!
بدأت همس تحكى له ما حدث معها ولم تنتبه لذلك الذى أصبحت عيونه حمراء بشده وحدقتيه اسودا بطريقة مخيفة ووجهه احمر وانتفخ كأنه سينفجر فاحتضنها بسرعة حتى لا تراه بهذه الحالة
أسد وهو يحاول كبت غضبه خلاص