كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ
واستسلام وقفت أمل سريعا وعينيها تبحث عن شيئا ما تكتب فوقه فوجدت هاتفه إلى جواره ألتقطته دون أن تسأله وفتحت الرسائل وقبل أن تكتب ما تريد قوله فوقع بصرها على رسائل إيمان التي تتبادلها معه أخذت عينيها تلتهم رسائل الغرام بينهما وكلماتها الجريئة إليه بل ورسائل سخريتها منها هي لجهلها بعلاقتهما السرية أشتدت ملامحها تجهما كلما فتحت رسالة تلو الآخرى لتترك هاتفه يسقط أرضا من يدها بعدما زاد اشمئزازها وسقمها منه.
زاد ارتباكه فهو نسي تماما أمر تلك الرسائل وضغط هاتفه بقوة بين أصابعه حتى كاد يحطمه رمقته أمل بنظرات غاضبة وهي تشير إليه ليعيدها إلى منزلها فوقف خالد هو الأخر بعدما يأس من عنادها وقال
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
دفعته من أمامها فهي ما عاد يهمها شيء حتى وإن منعها من السفر لن تقبل أبدا أن يمتلكها رجل أناني مثله خائڼ لكل شيء علمها إياه وزرعه بداخلها.
عادا إلى منزل والديها ودعاه والدها ليبقى تلك الساعات معهم ولكن نظرات أمل جلدته وجعلته يرفض الدعوة ويغادر سريعا فهو لم يعد يحتمل أن يرى نفسه صغيرا هكذا أمامها.
وأتي يوم الرحيل..كان صباح مليء بالحزن والألم ودموع الفراق فقد فوجئت بمجىء ضحى إلى المطار لتوديعها وعلي ملامحها الأسى لفراق شقيقتها وابتعادها عنها.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
والدها إلى المشفى ويلغي سفرها فأشاحت ببصرها عنه وهي تغمض عينيها لا تريد أن تراه خاصة بعدما أعلمها قبل عودته إلى القاهرة بأنه عقد قرانه على إيمان ورفض طلب طلاقها منه بل الأسوأ هو تهديده لها مرة آخرى بتأكيد ظنون والدها باتت أسيرة تهديده بسبب خطأها الذي أقترفته معه لتدرك بأنها تحصد نتيجة ذنب يوم استسلمت لضعف مشاعرها وكادت تسلمه نفسها ارتجفت بحزن فذلك الذنب سيظل يطاردها وعليها التكفير عنه بصمتها وأرتضائها البقاء على ذمته رغم خيانته أخرجها من دوامة تلك الأفكار التي حاصرتها وأثقلت أنفاسها صوت إحدى المضيفات حين توقفت إلى جوارها مبتسمة الوجه تسألها
استدارات أمل إليها فاكملت المضيفة
.. انا سهى مضيفة رحلة الطيران اللي هبقى مسئولة عنك طول الرحلة إحنا جايلنا تعليمات وتوصية شخصية من الدكتور أمجد من المانيا إن حضرتك هتبقي ضيفة معانا علي الرحلة وحقيقي أنا سعيدة جدا إن الحظ خدمني إن أنا اللي أكون مسئولة عنك ودلوقتي لو تسمحي تيجي معايا علشان نخلص باقي الأجراءات.
رافقتها سهى بعدما ودعت أمل الجميع تبعت خطوات المضيفة وهي لا تصدق بأن رحلتها الأولى التي طالما تمنت أن ترافقه فيها هي رحلة فرارها منه بل وتتمنى ألا تعود منها أبدا أنتبهت أمل مرة أخرى إلى كلمات المضيفة وهي تقول
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أومأت أمل بدهشة فقد أنستها سهى بلحظات كل أفكارها التي ألمتها.
أنهت سهى كل شيء وساعدت أمل على الجلوس بمقعدها داخل الطائرة وما أن اطمئنت عليها حتى سارعت لتكمل عملها زفرت أمل بحزن فتلك اللحظات حاسمة بحياتها فصراعها الأن يثقل عليها بدوامة تعتصرها فهي لا تعلم إن كان قرار هروبها حلا مناسبا أم كان عليها البقاء ومواجهة الجميع أغمضت عينيها واخذت تتنفس بعمق لتنهر عقلها لتفكيرها به ولكن دموعها أبت أن تنصاع لامرها وهي تتسأل مرة أخرى
.. ياترى هقدري تنسي يا أمل كل اللي عرفتيه هتقدري تنسي تهديده ليكي بعد ما كشف عن وشه الحقيقي أدامك ويا ترى هتعرفي تتأقلمي فبلد متعرفيش فيها إلا خالك وابن خالك وبس أنت مكنش المفروض تهربي كان لازم تواجهي وتقفي فوشه وتعرفي الكل حقيقتهم أنت صاحبة الحق مش هما بس أنا مكنتش هقدر أتحمل أبص فعين بابا لو خالد فعلا حكى له على اللي حصل بينا وبابا نفسه عمره ما هيسامحني إني خنت ثقته فيا بالشكل دا يعني إيه يا أمل يعني هتفضلي مراته زي ما قالك هتقبلي بالحياة دي وهترضي تفضلي ضعيفة كدا إيه يا أمل معق..
قطع تفكير أمل صوت رخيم يقول
.. دا مكانى لو سمحتى يا انسة يا أنسة حضرتك سمعاني بقلك بعد اذنك دا مكاني.
رفعت أمل عينيها لأعلى لترى من يحدثها ليقع بصرها على شاب في مقتبل العمر لم تفهم حديثه فى بادىء الامر لشرودها ولكنها حين فهمت انتفضت وحاولت البحث عن بطاقة المقعد فهي لم تخطيء في رقمه نجحت اخيرا في اخراج البطاقة من حقيبتها وكأنها فقدت السمع ايضا وادركت انه يتحدث دون توقف لتشعر بانفاسها تضيق وفي لحظة توجهت سهى اليهما بسرعة لتستوضح الامر فشاهدت حالة أمل فاستأذنت منه ليفسح لها الطريق وقالت
.. انتى بخير اهدى خدى نفس بهدوء ايوة كدا ثانية واحدة هجيب لك جهاز التنفس واجي.
وقف حازم يتابع ما يحدث و يسخر فى نفسه
.. يا سلام بنت مين في مصر دى اللي الكل رهن اشارتها دي حتى معبرتنيش ولا نطقت بكلمة.
توجه بحديثه لسهى وقال لها قبل أن تغادر
.. على فكرة المكان اللي الانسة قاعدة فيه دا مكانى.
نظرت سهى إليه بحيرة وأجابته
.. بس أنا اللي مقعدة الأنسة فمكانها ومظنش إني غلطت فالرقم عموما أديني التذكرة وأنا هتأكد ولو في أي خطأ هنصلحه متقلقش حضرتك.
ابرز التذكرة أمامها واشار إلى الرقم وقال
.. أهي التذكرة ممكن حضرتك تتأكدي من رقمها هو 909.
حدقت سهى بما دون فيها وأبتسمت بلطف وقالت مصححة
.. بعتذر منك بس الرقم اللي فتذكرة حضرتك 606 مش 909 عموما بتحصل معانا كتير لما ضيوفنا يقلبوا البطاقة.
ابتعدت سهى لتسرع وتعود ومعها
جهاز الاوكسجين فتمتم حازم بحرج
.. يا غبائك يا حازم مش عارف تقرأ كمان عجبك يعني الاحراج اللي انت فيه.
اتجه حازم بصمت ليجلس بمقعده وتابع من مكانه سهى وهي تبتسم لتلك الفتاة بعدما وضعت لها قناع الاوكسجين بعناية واغمضت عينيها فاخرج حازم إحدى كتبه ليشغل نفسه بالقراءة ولكنه لم يعلم لما ترحل نظراته لتراقب تلك الفتاة كل حين وآخر يتسأل ما بها ولما