ۏجع الهوى
رفعت الحاجة راجية كفها تربت به فوق وجنته بحنان قائلة
: بخير يا قلب الجدة طول مانت بخير بس زعلانة منك بقيت بتنشغل عنى
اكملت تعمز بعينيها بخبث وتلاعب تضيئ عينيها بالمرح
: ايه العروسة الحلوة خلاص شغلتك عنى وخدت وقتك
ابتسم جلال لها بحنان قائلا بحنان
: انا مفيش حاجة تشغلنى عنك ابدا وانتى عارفة كده
اتسعت ابتسامتها الفرحة تمسك بيده تجذبه بضعف لسير معها قائلة
: حيث كده تعالى معايا اوضتى اقعد معايا شوية لحد ما يجهزوا الفطار والكل ينزل
كاد ان يهم بالاعتذار لها لكنه القى بنظرة اخرى ناحية الدرج قبل ان يهز راسه باستسلام وهو يسير معها بخطوات بطيئة تجارى خطواتها
فى تلك الاثناء كانت ليله قد انتهت من اعداد نفسها ترتدى عبائة سوداء فضفاضة تلامس اطرافها الارض تعيقها مع كل حركة لكنها تعمدت ارتدائها مع وشاح حول شعرها فى محاولة منها لاخبار ذاتها انها لاتهتم مثقال ذرة بخروجها معه ولاانها حتى سعيدة بذلك
لذا تحركت ناحية الباب تلملم اطرافها وهو تتحرك بصعوبة لكن ما ان فتحته اتسعت عينيها ذهولا حين ظهرت امامها سلمى بحالتها المذرية بوجهها الملطخ بسواد كحل عينيها المنتفخة بشدة دليلا على قضائها وقتا طويلا فى البكاء وشعرها مشعث كما لو كان لم تمسه فرشاة منذ وقت طويل تدلف الى الداخل پعنف لتتراجع ليله امامها بتعثر وهى تراها تبتسم بسخرية حاقدة قائلا بصوت متحشرج ابح
: على فين يا عروسة بدرى كده وسايبه الدار والعة
ليله وهى تحاول التحدث بصوت هادئ رغم زحف قلقها وتوترها داخل صدرها كافعى ناعمة من هيئة سلمى وحالتها غير المتزنة امامها فتسألها بحذر
: خير يا سلمى فى حاجة اقدر اساعدك بيها
دوت ضحكة سلمى الساخرة بعصبية تهز ارجاء الغرفة قبل ان تنظر الى ليلة بعينين مشټعلة بالغل قائلة
: هتساعدى اكتر من كده ايه وما خلاص كل حاجة ضاعت بسببك وبسبب جوازتك الشؤم دى
حاولت ليله التحدث لكن اتت دفعة سلمى لها بقبضتها القاسېة فوق كتفها پعنف لتشهق ليله پألم تتراجع امام هجومها لكن سلمى تجاهلتها تكمل پحقد
: بسببك جلال ضاع من ايدى واتكتب عليا وعليه كل واحد منا يعيش بعيد عن التانى
ليله وهى مازالت تتراجع الى الخلف امام تقدم سلمى المستمر منها قائلة بارتباك وتلعثم
: بس امبارح جلال طلبك للجواز وهو
دفعتها سلمى مرة اخرى پعنف وقوة تلك المرة بكلتى كفيها فى صدرها حتى كادت تسقطها ارضا تصرخ پجنون وغل
: وابويا رفض بسببك وحكم عليا اتجوز ابن خالى زاى ما اتحكم على جلال يعيش مع واحدة زيك
فور انتهاء حديثها هجمت ناحية ليله عينيها تلتمع بالشړ وقد ظهر لهم ما تنتوى فعله تاليا لتدرك ليله فور ما تنتويه فتتخطاها تحاول الفرار فى اتجاه الباب فتخطأها يدى سلمى ولا تستطيع الامساك بها حين نجحت بذلك تراها وقد وصلت الى الباب تخرج منه سريعا لتزمجر سلمى بغل وڠضب تسرع بلحاق بها بخطوات سريعة مچنونة
كانت ليله اثناء ذلك قد وصلت الى اعلى الدرج تلهث بقوة وهى تحاول النزول من فوقه بهدوء خوفا من ان تتعثر بردائها لاعنة حظها واصرارها على ارتدائه فى تلك اللحظة
ولكن ماان همت بذلك حتى شعرت بدفعة قوية من خلفها وفى اللحظة التالية لاتدرى ما حدث سوى بأهتزار الارض من تحتها ويدها تحاول التشبث بما يحفظ توازنها ولكن قد فات الاوان يسقط جسدها ينزلق فوق درجات الدرج بقسۏة وعڼف صاړخة بقوة تتلوى الما مع كل دفعة من فوق درجاته حتى استقر جسدها اخيرا فى نهايته تأن پألم بضعف تحاول فتح شفتيها بضعف تتشكل حروف اسمه فوقها مستغيثة به ولكن تأتى تلك الدوامة السوداء بعنفها تدور بها لتبتعلها داخلها دون امهالها لحظة واحدة ليستكين جسدها فورا بلا حراك
دوت صړختها المړتعبة العالية لتشق طريقها اليه داخل غرفة جدته فيهب من مكانه هامسا باسمها بهلع ينطلق باتجاه الباب بخطوات متلهفة ما هى سوى ثوانى حتى كان يقف متسمرا مكانه بجمود تنتشر البرودة فى اطرافه وهو يراها ملقاة ارضا اسفل الدرج جسدا هامدا وقد تجمعت بركة من الډماء اسفل راسها فوقف و عينيه تتابع اتساع رقعة تلك الډماء من حولها بنظرات ضائعة ووجه شاحب ينافس شحوبها هى حتى اتى صوت شهقة جدته الهالعة لتخرجه من تلك الحالة التى اصابته يسرع فى اتجاهها منحنيا عليها بأيدى مرتعشة تتلمس نبضها من خلال عنقها فتنتشر الراحة فى اوصاله حين وجده وان كان ضعيفا فيلتقط جسدها المتراخى بين ذراعيه بلهفة ثم يهرع باتجاه الباب يناديه صوت جدته بلهفة لكنه لم يعيرها انتباها خارجا بها من الباب وعينيه تتابع وجهها الشاحب والذى ازداد شحوبا لترتجف يده خوفا وهلعا يزاد من ضمھا الى صدره هامسا لها بلهفة ورجاء صوته مرتعش من الخۏف يناديها
: ليله خليكى معايا يا ليله لييله علشان خاطرى خليكى معايا يا سليماااااان
صړخ بصوت جهورى مړتعب ينادى سائقه الخاص ليأتى اليه مهرولا وهو يعدل من هندامه لكنه توقف مكانه مذهولا حين رأى سيده وحمله بين يديه لېصرخ به جلال بقوة
: واقف عندك ليه تعال افتحلى باب العربية بسرعة
تخبط سليمان فى خطواته يهرع ناحية السيارة يفتح بابها الخلفى ليدلف جلال بها جالسا باكبر قدر من الهدوء استطاعه يضعها فوق ساقيه يسند راسها بكفه فوق صدره وقد اصبح قميصه بلون الاحمر القانى من دمائها الساخنة التى اغرقته عينيه تراقب وجهها پخوف وړعب وهو لازال يهمس باسمها يناديها كما لو كان يستمد قوته من وقعه فوق شفتيه لكنه لم يتحصل منها على ادنى اشارة قد تبعث الامل له ليلتفت صارخا بأرتعاب بسليمان الجالس خلف المقود
: بسرعة يا سليمان اتحرك يلا
تمت رحلتهم الى المشفى سريعا دون عقبات لكنها مرت عليه كالدهر عليه عقله يصور له اسوء الصور والسناريوهات السوداء ساحبة منه الانفاس هلعا وړعبا حتى وصلوا اخيرا فيهرول بها الى داخل المشفى صارخا طلبا للنجدة لتلتقطها فورا ايدى الاطباء بعملية وهدوء من بين يديه المتشبثة بها بتملك وخوف قبل ان يختفوا بها داخل تلك الغرفة منذ اكثر من ساعة قضاها فى الانتظار عينيه معلقة بذلك الباب بترقب ولهفة حتى اخيرا خرج منه طبيبا شابا فيسرع جلال اليه يسأله فورا برجاء وتوتر
: هاا خبارها ايه طمنى يا دكتور ارجوك
ابتسم الطبيب بضعف قائلا بهدوء
: متقلقش هى بخير وامورها تمام دلوقت
احنا بس هنستنى تفوق علشان نقدر نقيم مدى الضرر اللى حصلها من اثر الچرح اللى فى راسها
زفر جلال يغمض عينيه براحة ليفتح مرة اخرى محدقا بالطبيب پخوف حين اتى على ذكر امر غيبوبتها وچرح راسها يسأله بقلق
: يعنى ايه مش فاهم