ۏجع الهوى
ايه !كل الحكاية انى مش طايقة سيرة اللى اسمها ليله دى وانتى عوزانى اروح ليها المستشفى من حبى فيها يعنى
جالت عينى زاهية فوق وجهها كعينى صقر يظهر عدم تصديقها لحديث ابنتها بهم قبل ان تقول ببطء
: ماشى ياسلمى هعمل نفسى مصدقاكى بس يا ويلك منى لو اللى فى دماغى طلع صح
سلمى پخوف وارتبارك تبتعد بعينيها بعيدا عن عينى والدتها قائلة بتلعثم
: ماما بقولك ايه بلاش شغل المباحث دهانا مش ناقصة وكفاية عليا جوازة الغم اللى رمتونى فيها مش ناقصة الست ليله هى كمان
نهضت زاهية عن مقعدها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير
: ماشى يا سلمى هسيبك بس عوزاكى تحمدى ربنا ان ليله مش فاكرة حاجة والا كانت عشتك هتبقى سودا مش من ابوكى لاااا من جلال نفسه لو عرف انك ليكى يد فى اللى حصل لمراته
فورا انتهاء كلماتها اسرعت بالمغادرة تاركة خلفها سلمى تحدق فى اثرها پخوف وړعب وقد ادركت ان والدتها تعلم بما قامت به فيتسلل اليها هاجس مرعب بان يعلم شخص اخر سواها بفعلتها وقتها ستكون فى اعداد المۏتى فان لم يكن بيدى والدها سيكون بيدى جلال فهو لن يرحمها ان علم انها كادت ان تنهى حياة زوجته فى لحظة ڠضب عمياء
لا تعلم لما انقبض قلبها حين توقفت بهم السيارة امام ذلك المنزل المهيب يتسلل اليها الخۏف والقلق وهى تنزل من السيارة تقف فى انتظاره ليأتى اليها سريعا لافا ذراعه حول خصرها بحماية فرفعت عينيها اليه بوجل جعله يسرع بالابتسام لها بطمأنينة قبل ان يحثها على السير معه حتى باب المنزل المهيب قال لها بحنان ورقة
: انتى تطلعى على طول ترتاحى فى اوضتنا ومش عاوزك تجهدى نفسك خالص وانا هروح اعمل كام حاجة وهرجعلك على طول
لم تشعر سوى ويدها تتسبث بيده بقوة هامسة برجاء يتخلله الخۏف
: لاا متسبنيش لوحدى انا معرفش حد غيرك هنا
رقت عينيه مبتسما لها بحنان رافعا يده من حول خصرها نحو وجنتها يتلمسها بنعومة قائلا
: متخفيش مش هغيب عليكى وهخلص اللى ورايا على طول بس انا عاوزك فى الوقت ده ترتاحى لحد ما ارجعلك
لم تجد امامها سوى ان تهز رأسها له بالايجاب بتردد لاتجد ما تقوله فبرغم تشبثها هذا به الا انه مازال بالشخص الغريب عليها تخشى تلك اللحظة التى ستضطر فيها ان تعيش معه تحت سقف واحد حياة الازواج برغم انها خلال الثلاث ايام الماضية اصبحت تعتاد على وجوده معها واهتمامه الواضح بها تشعر بالضيق يتسلل اليها حين تضطره الظروف ان يغادرها لامر ما تاركا ايها مع شقيقتها او والدتها تتملل طوال غيابه جالسة متجهمة الوجه تتذمر من مزح شروق الخاص بحالتها هذة حتى عودته لها مرة اخرى لتصبح شخصا اخر تماما حين تراه
عينيها تتابع ادق تفاصيله بلهفة وانبهار حين تظن انه غافلا عنها ترتسم ابتسامة بلهاء هائمة فوق شفتيها وحين تلتقى عينيه بعينيها تتعالى دقات قلبها حتى تخشى ان يسمعها من معهم فى الغرفة تشتعل وجنتيها خجلا حين يبتسم لها ابتسامته الدافئة تلك لټخطف معها احدى دقات قلبها
ولكن وهى تقف معه الان امام ذلك المنزل المهيب تموج بداخلها مشاعر متناقضة فمن ناحية تريده معها لا يفارقها ومن ناحية اخرى تخشى وجودها معه بمفردها دون شقيقتها او والدتها
انتبهت من افكارها على صوته الهامس يناديها فرفعت عينيها اليه يظهر جليا داخلهم كل ما تشعر به من خوف ورهبة فأبتسم لها بحنان وهو يمرر طرف اصبعه فوق جسر انفها يحدثها كطفلة صغيرة خائڤة
: متقلقيش كلها ساعة بالكتير وهكون معاكى مش هتأخر عليكى تعالى يلا اعرفك على اللى فى البيت وتطلعى بعدها ترتاحى على طول
دفع الباب ممسكا بيدها بين يده يجذبها بهدوء معه الى الداخل فسارت معه بلا حول ولا قوة لتجد جمعا من عدة نساء يجلسون فى منتصف البهو لتهب احدهم فور رؤيتهم تأتى ناحيتهم هاتفة بفرحة
: ليله حبيبتى حمد لله على سلامتك نورتى بيتك
احتضنتها بين ذراعيها مقبلة وجنتيها بحنان شعرت ليله معها بالراحة والطمأنينة بينما قال جلال بهدوء معرفا اياها
: دى تبقى حبيبة اختى
ابتسمت لها ليلة بتردد فبادلتها حبيية الابتسام تتابعها عينيها بشفقة حين جذبها جلال يسير معها حتى توقف بها امام الباقى من الجمع المكون من سيدتين تظهر امارات الجمود ولا مبالاة فوق وجههم لا تظهر اى اشارة منهم لترحيب بها فشعرت بارتجاف قدميها زاحفا التوتر والرهبة اليها فتزداد اصابعها ضغطا فوق كف جلال الممسك بيدها وهو يعرفهن اليها بصوت قاسى خشن النبرات لتهب زاهية بأرتباك فورا ناحيتها تقبل وجنتيها بصوت عالى دون ان تلامسها قائلة بفرحة مصطنعة
: اهلا يا حبيبتى حمد على سلامتك
هزت ليله رأسها لها ببطء تحييها بخفوت اما قدرية فقد ظلت مكانها ترتشف فنجان قهوتها ببطء قبل ان تقول بأقتضاب دون ان ترفع عينيها عنه
: اهلا نورتى يا حبيبتى
لم تجيبها ليله بل ظلت واقفة تطالعها بحيرة وقلق فمن الواضح عدم محبة والدة زوجها لها والتى ظهرت بوضوح من طريقة استقبالها لها تتسأل بداخلها عما حدث بينهم حتى تعاملها بهذا الجفاء
اتى صوت جلال ليخرجها من شرودها مرة اخرى وعينيه ترسل رسالة الى والدته ان له معها حديثا بهذا الشأن استقبلتها قدرية بتملل فى مقعدها قلقا قائلا بصوت ظهر فيه غضبه المكبوت
: تعالى يا ليله اطلعك اوضتك ترتاحى فيها لحد ميعاد الغدا
مان ان خطوا خطوتين فوق الدرج حتى ظهرت فى اعلاه سلمى والتى حين رأتهم حتى شحب وجهها يظهر خۏفها فى عينيها لكنها تداركت نفسها سريعا تكمل نزولها ببطء تتوقف امامهم ملقية بتحية مرحة مصطنعة قائلة
: اهلا ياليله حمدلله على السلامة انا كنت عاوزة اجى ازورك بس جلا
لم تسمع ليله الباقى من حديثها بل كانت تحدق بها كالمغيبة تتسارع فجأة امام عينيها صور مبهمة سرعان ما اختفت تاركة خلفها الم شديد فى رأسها جعلها تتأوه بشدة ليلتفت جلال اليها قائلا پخوف ولهفة
: مالك ياليله حصل ايه ايه بيوجعك
لم تجيبه بل اقتربت منه تستند بجبهتها فوق صدره مغمضة العينين لتلتف ذراع جلال حول خصرها بحماية يضمها اليه سألا اياها بقلق
: نرجع المستشفى ولا اجيبلك هنا الدكتور احسن
همست بضعف وصوت مخټنق فوق صدره قائلة
: لاا انا بنسب عاوزة ارتاح وهبقى بعدها كويسة
فورا وامام اعين الجميع المراقبة لما يحدث بأهتمام رفعها يحملها بين ذراعيه برفق وحماية ككنز غالى ثمين يصعد بها الدرج بخطوات سريعة رشيقة تتبعهم حبيبة بلهفة لتهب قدرية من مقعدها بعد ان غابا عن الانظار بوجه محتنق قائلة بغيظ وحنق
: شوفتوا البت ودلعها ولا ابنى اللى