ۏجع الهوى
هيشلنى بعمايله
زاهية بخبث وابتسامة جانبية ساخرة
: ماهى مراته وتعبانة برضه يام جلال
قدريه ضاغطة فوق أسنانها بسخط
: تعبانة! دى تعبانة وانا هعرف ازاى اكسر سمها
ابتسمت زاهية بسرور واستمتاع بينما وقفت سلمى مكانها تحدق فى اثرهم تنهشها غيرة عمياء يختفى معها كل خۏفها السابق من انكشاف سرها يحل محله ڠضب يمتلأ قلبها غيرة وهى ترى اهتمام ولهفة جلال يتأكلها حقدها من تلك الفتاة حتى ولو كانت تدعى زوجته
جلس شارد الذهن تماما عما يدور من حديث بين عمه وفواز المتعلق بالاعمال اثناء جلستهم داخل غرفة مكتبه فعقله هناك بالاعلى لدى تلك المستلقية فى حجرتهم يتأكله القلق عليها فبرغم تركه لحبيبة معها لاعتناء بها الا انه مازال لا يستطيع صرف ذهنه عنها شاردا عن كل شيئ سواها هى لذا حسم امره ينهص واقفا فجأة مغادرا ليقطع عمه حديثه يسأله
: على فين يا جلال احنا لسه مخلصناش الشغل اللى ورانا
اجابه جلال وهو يتحرك ناحية الباب
: معلش يا عمى دقايق وارجع لكم تانى
هنا تحدث فواز ساخرا
: سيبه يا بويا هو جلال بقى فاضى لحد غير لل
ترك الباقى من جملته دون اكمال بصمت ذات مغزى ليتوقف جلال فجأة عن الحركة يلتفت ناحية فواز وعينيه تضيق بحدة يسأله بتحفز
: مش فاضى الا لمين يافواز كمل سكت ليه عاوز اعرف تقصد مين
توتر فواز يظهر القلق على وجهه قائلا بتوتر وهو يدير عينيه بين والده وجلال تتلعثم حروف كلماته
: مفيش يابن عمى كل الحكاية ان مصالحنا واقفة لينا اكتر من تلات تيام ودلوقت قاعد معانا ومش معانا ده غير
نظر الى والده عينيه تسأله موافقة منه على حديثه القادم لكن اظهر صبرى رفضه حين اخذ يهز رأسه له ببطء بالرفض لكن فواز تجاهل ذلك ملتفتا ناحية جلال مرة اخرى الواقف بتحفز يتابع ما يحدث بعينين اصبحت قاتمة غير مقرؤة التعبير ليقول فواز بصوت حاول اظهاره ثابتا
: ده غير موضوع الارض اللى مش عاوز يخلص واحنا داخلين على شهرين اهو ومفيش اى جديد حصل فيه دانا حتى قلت انك هتستغل انها مش فاكرة حاجة وتمضيها ونخلص منه بقى الموال ده
هز راسه بتعجب غافلا تماما عن جلال وقد نفر شريان عنقه ينتفض پعنف ضاغطا بشده فوق فكه حتى كاد يسمع صرير اسنانه و فواز يكمل مستنكرا
: بس بنت المغاربة سايقة العوج عليك وعلينا والموضوع طول ومسخ ونسيت احنا نسيبناهم ليه وعلشان
فى طرفة عين وقبل انتهاء حديثه كان قد تحرك جلال بأتجاهه يطبق بقبضته فوق عنقه بقسۏة لتجحظ عينى فواز ړعبا ترتعش قدميه حين فح جلال من بين اسنانه پغضب مكبوت
: كلمة تانية عنها وهنسى انك ابن عمى واعرفك تتكلم عن مراتى ازاى بعد كده
صبرى وقد هب عن مقعده يحاول فصم قبضة جلال من حول عنق ولده قائلا برجاء واسف
: حقك عليا انا يا جلال يابنى انت عارفه طول عمره لسانه سابق عقله
لم يستجب جلال ولو بطرفة عين عينيه تتركز بشراسة فوق وجه فواز والذى اخذ يستعطفه هو الاخر بعينيه وشفاه جافة من شدة الخۏف قائلا
حقك عليا يابن عمى انا بس كل الحكاية خاېف عليك وعلى مصا
جلال مقتربا بوجهه منه قائلا باستهزاء شرس
خاېف ! خاېف على ايه ومن مينومن امتى انت پتخاف على حد غير نفسك
صبرى باستعطاف
: علشان خاطرى ياجلال لو ليا معزة عند سيبه يابنى
لم يستجيب جلال له عينيه مسلطة فوق فواز المرتعد امامه للحظة مرت كالدهر قبل ان يفك حصار قبضته من حول عنق فواز استجابة لرجاء عمه مبتعدا بخشونة وحدة عنه قائلا باقتضاب
: كلمة ومش هكررها تانى محدش يدخل فاللى بينى وبين مراتى ولو حصلت تانى محدش يزعل بعدها من اللى هعمله
فتح صبرى فمه ليجيبه ولكن يأتى دخول حبيبة العاصف للغرفة مقاطعا اياه حين صړخت بفزع وړعب
: الحقنى يا جلال الحقنى ليلة وقعت من طولها ومش عارفة اعملها حاجة
تسمرت قدميه حين دلف الى الغرفة فيجدها ترقد فوق الفراش بلا حراك يشعر بدقات قلبه تتسارع ړعبا ولهفة عليها تمر داخل عقله ذكرى رؤيته لها بذلك الوضع منذ فترة قصيرة للحظة مرت عليه كالچحيم قبل يهرول بأتجاهها يصعد فوق الفراش مستندا عليه بركبتيه جوارها يجذب جسدها المتراخى الى صدره هاتفا بأسمها بصوت جزع ملهوف لم تسمعه حبيبة ابدا منه واقفة تراقب مايحدث بعيون مذهولة قلقة وهى ترى شقيقها بتلك الحالة من العاطفة لاول مرة فى حياتهم معا وقد اخذ يربت فوق وجنة ليله وهو مازال يناديها بذلك الصوت الخشن الاجش وحين لم يجد استجابة منها رفع عينيه الى حبيبة قائلا بلهفة وصوت مخټنق
: حبيبة الحقينى ابعتى هاتى الدكتور
اسرعت فى اتجاه الباب تنفيذا لامره لكنها توقفت حين قال بتردد ولهفة
: لاا استنى هاتى اى حاجة افوقها بيها الاول
اسرعت باتجاه طاولة الزينة تختطف من فوقها زجاجة من العطر ثم تأتى بها اليه فاخذها يضع بضع قطرات فوق كفه ثم يقربه من انف ليله يسأل وعينيه تتابع بأهتمام ولهفة اى اشارة منها عن عودتها الى وعيها
: ايه اللى حصل ووصلها لكده
اخذت حبيبة تفرك كفيها معا أرتباكا قائلة
: كانت بتتكلم مع مرات عمها فى التليفون وسألتها عن عن
رفع جلال وجهه ببطء عينيه تلتمع بشراسة يسألها بخشونة ونفاذ صبر
: سألتها عن ايه بالظبط انطقى
فزت حبيبة فزعا تجيبه بتلعثم
: سألتها ععن جدها وفجأة لقيتها وقعت من طولها ومعرفتش اعمل حاجة
اغمض جلال عينيه بقوة لاعنا من بين انفاسه لكنه عاد فورا بأهتمامه الى ليله حين بدأ يصدر عنها همهمات ضعيفة تنبأ عن استعادتها للوعى
فتحت عينيها تنظر حولها ببطء حتى وقعت انظارها فوق جلال كغريق يبحث عن طوق النجاة ترتعش شفتيها هامسة بأسمه پألم عينيها تغشاها الدموع تسأله اجابة عن سؤال عجزت شفتيها عن نطقه فلم يتمالك نفسه وهو يرى كل هذة الالالم بعينيها يجذبها الى صدره بحماية يكاد يغمرها داخل احضانه زافرا بقوة وبلا حيلة يتمنى لو يستطيع انكار اجابة هذا السؤال وهو يشعر بها ترتجف بين ذراعيه بفعل قوة شهقات بكائها ډافنة وجهها بعنقه حين ادركت الاجابة دون ان ينطق بها تزداد حدة بكائها بصوت تقطع له نياط قلبه
فيزيد من ضمھا اليه وهو يهمس بصوت متحشرج
: عيطى يا حبيبتى طلعى كل حزنك عليه اعملى كل حاجة ممكن تريحك وانا هنا جنبك مش هسيبك ابدا
ازداد تشبثها به ينتفض جسدها من عڼف شهقات بكائها فاخذ جلال يهدهدها كطفلة صغيرة هامسا لها