الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية أخذني بذنب أبي لكاتبتها هدير مصطفى

انت في الصفحة 2 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


فأبتعد عنها قائلآ ...
شهاب ماتصرخيش ... لسه بدري اوي ... احنا لسه في اول المشوار ... انا جايبك هنا عشان اعيشك حاله الم وۏجع ... لازم تعرفي ان طول ما انتي هنا اڼتقامي هيخليكي معرضه ان يحصلك اي حاجه وفي اي وقت .... ومين عارف هوصل بيكي لأي مرحله ... واهو ذنب ناس بتخلصه ناس
نظرت له هدير وهي تتنفس الصعداء بصعوبه كبيره قائله ...

هدير بس ليه .... واشمعنا انا ... انا طول عمري في حالي ومأذتش حد
تجاهلها شهاب ثم ادار وجهه متجهآ الي الخارج فلفت نظره الاكياس الذي احضرها معه ووضعها علي المنضده فأخذ احد هذه الاكياس وقال ...
شهاب الاكل عندك اهو وقت ما تحبي تاكلي كلي
ثم خرج من الغرفه واغلق الباب بأحكام ... فجلست هدير علي الفراش فترددت علي آذانها كلماته وهي ...
شهاب احنا لسه في اول المشوار ... انا جايبك هنا عشان اعيشك حاله الم وۏجع ... لازم تعرفي ان طول ما انتي هنا اڼتقامي هيخليكي معرضه ان يحصلك اي حاجه وفي اي وقت .... ومين عارف هوصل بيكي لأي مرحله ... واهو ذنب ناس بتخلصه ناس
فبدأت تتسأل في نفسها قائله...
هدير ياتري هو بينتقم مني ليه ... انا عمري ما أذيت حد ... ولا جيت علي حد ... انا حاسه اني عايشه كابوس ....وخاېفه اوي بجد
في هذه الاحيان هبط شهاب الي الطابق السفلي ودلف الي احدي تلك الغرف ليجد والدته المتسطحه علي فراشها بجسدها المتهالك بفضل فعل الزمن بها وعيونها الذابله اللواتي لم يذقن طعم الراحه منذ سنوات بعيده مرت عليها .... عشرون عامآ مضوا عليها وهي هكذا في حالة صډمه جعلتها ترفض ان تتكلم او تتحرك ولا تشعر بما بدور حولها .... فجلس بجانبها بضعف وهو يخرج الطعام وبضعه امامها قائلآ ...
شهاب شوفتي يا ماما ... شوفتي انا جبتلك ايه ... جبتلك اكتر اكله انتي بتحبيها ... يلا بقي عشان تكلي ياحبيبتي
شرع شهاب في اطعام والدته بحنو وعاطفه كبيران ... مد يده بالملعقه وانتظر منها رد فعل وبعد مضي لحظات واخيرآ فتحت فمها لتتناول ما بالملعقه دون ان تنفعل معه حتي لو بالنظرات فأنجرفت دمعه من عيناه وتحدث بضعف ...
شهاب وحشتيني اوي يا امي .... 20 سنه وانتي كده .... من يوم الحاډثه الزفت دي وانا مشتاق اسمع صوتك ... اخر حاجه سمعتها منك كان صوت صريخك ... بقالي 20 سنه وانا بشتغل وبتعب ومتمرمط عشان اجيبلك حقك يا امي ... اشتغلت كل حاجه واي حاجه والنهارده بقيت واحد من اكبر رجال الاعمال في البلد عشان خاطرك انتي وبس ... رجعت اسمنا وهيبتنا ... حتي شوفي كده ... بصي حواليكي يا امي ... ده بيتنا ... رجعته تاني ... بقي لينا ... ومحسن خلاص وقع علي جدور رقبته ... دخلته السچن ... وبنته هنا محپوسه فوق ... في نفس الاوضه اللي كسرك فيها زمان ... انكتب عليها ترد الدين
انهي شهاب كلماته ونظر الي والدته فوجدها مغمضة العينين ...فعدل من نومتها واحكم غطائها ثم حمل نفسه وخرج من الغرفه متجهآ الي الطابق العلوي ودلف الي غرفة مكتبه ليجلس وهو يمحي دموعه دليل ضعفه فيسمع صوت رنين هاتفه فيجيب قائلآ ..
شهاب السلام عليكم
فأتاه صوت المتصل قائلآ...
المتصل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهاب خير يا محمود
محمود انت ناوي تخلص الموضوع ده امتي يا صاحبي
شهاب مش عارف يا محمود ... بس كل اللي اقدر اقوله ان الموضوع ده بالنسبه ليا مسألة حياه او مۏت
محمود انا خاېف عليك يا شهاب ... والدنيا مقلوبه علي البنت
شهاب مشواري لسه في اوله يا محمود ... ومش هرجع عن اللي في دماغي مهما حصل
محمود انت سجنت الراجل ... كفايه لحد كده
شهاب لا مش كفايه ... هو ما سجنش ابويا بس ... هو عمل حاجات تانيه كتير ... وانا لازم احړق قلبه علي بنته زي ما حړق قلب امي وكسرها
محمود بس يا صاحبي ....
قاطعه شهاب قائلآ ...
شهاب سلام يا محمود انا داخل انام شويه عشان ورانا اجتماع مهم بكرا
ثم اغلق الهاتف سريعآ وهو يزفر في ضيق جلس ليستعيد الذاكره لنفس ذلك اليوم ذاته ...
فلااااش
انهي ذلك المچرممحسنفعلته الشنيعه تلك ليفتح باب الغرفه وصوت ضحكاته يدوي في الارجاء حيث كان شهاب ذلك الطفل الصغير يقف امام الباب ېصرخ ويبكي مناديآ امه فنظر الي محسن بعد ان فتح الباب فوجد نظرات الشړ تملآ عيناه فدلف سريعآ الي تلك الغرفه فوجد والدته تجلس بصمت علي الفراش ولا يتحرك لها ساكنآ فأقترب منها مناديآ ...
شهاب ماما
فنظرت له والدموع تنجرف من عيناها لتدخل في نوبة صړاخ وبكاء لتبدأ في لملمة اشلاء ثيابها الممزقه في محاوله لستر جسدها الشبه عاري ففدلف اليهم محسن بعد دقائق معدوده ليقذف عليها عبائه سوداء قائلآ ...
محسن خدي العبايه دي ... استري نفسك بيها ماينفعش تطلعي برا وانتي عريانه كده هتطمعي كلاب السكك في جسمك
نظر شهاب له پغضب عارم فتوجه له كي يسدد له الضربات بيديه الصغيرتين ليسخر محسن من ضعفه قائلآ بأستهزاء ....
محسن يا نونو .... هو انت فاكر ان ضړبك ده هيأثر فيا
ثم ضحك بشړ كبير وقال ....
محسن انا خارج وراجع بعد ساعه بالكتير ... عايز ارجع ماالاقيش حد فيكم هنا
ثم خرج من الغرفه ليذهب شهاب الي والدته فينظر لها قائلآ ...
شهاب هجيبلك حقك منه يا امي ... اطمني ... انا جمبك
ثم حاوطه بذلك الرداء الاسود لتستتر به ثم خرجت من ذلك المنزل تستند علي طفلها الصغير الذي خرج متوعدآ انه سيعود مرة اخري اليه وسأخذ حق والديه ممن سلبهم كل شئ ....
باااااااك
عاد من غفوته الاليمه تلك ليتناول علبة سجائره ويخذ واحدة منها ويشعلها وهو متوجهآ الي الشرفه لينفث دخان سيجارته في ڠضب عارم فينظر الي السماء الصافيه يتأمل نجومها اللامعه ليستنشق الهواء بأريحيه في محاوله للاستمتاع بالهدوء الذي يخيم علي المكان ... في حين كانت هي تجلس في حزن تجول بنظرهة في انحاء الغرفه وهي تضع يدها علي قلبها وتتنفس في صعوبه لتقول في نفسها ....
هدير الغبي خد الشنطه بتاعتي كلها .... مافكرش ان ممكن يكون فيها علاج ولا حاجه ... اعمل ايه بس ياربي ... انا مش قادره اتنفس
وفي هذه الاحيان لفت انتباهه صوت انينها المكتوم الذي يخرج من غرفتها المجاوره له فيسترق السمع عليها فيجدها تقول بخفوت من بين أنينها ...
هدير يارب ... انت عالم بحالي ... انا الضعيفه اليك ... ادعوك ربي ان تفرج كربي ... يارب انا خاېفه وتايهه .. مش عارفه انا هنا ليه .. ولا عارفه هو عايز ينتقم مني ليه ... يارب انا عارفه ان ده ابتلاء واختبار من عندك ... بس انا اضعف من اني اتوجع كده .... بس برضه انا راضيه بكل اللي تجيبه
ترك شهاب الشرفه ودلف الي الغرفه وجلس علي مكتبه قائلآ
....
شهاب برافو
 

انت في الصفحة 2 من 60 صفحات