رواية أخذني بذنب أبي لكاتبتها هدير مصطفى
معاد الجواز
هشام جواز مين ياحاج
عبدالسميع جوازك من بته رحمه وجواز هاجر من ولده مجدي
انتفض هشام من مكانه قائلآ ...
هشام نعم ... ازاي تحددوا جوازي من غير ما تسألوني
عبدالسميع هو اكده مجدي اتجدم لاختك واتفجنا ان الجوازتين هيبجوا سوا
هشام جواز بدل يعني
عبدالسميع ايوه بالظبط اكده ... هما هيخدوا بت من عندينا واحنا هناخد بت من عنديهم
سرعان ما قاطعه والده صارخآ بوجهه قائلآ ...
عبدالسميع هتجف ضد عادتنا وتجاليدنا اياك ... من يوم يومنا والولد بيتجوز بت عمه ... وماهينرضاش بحد غريب يدخل ويسطينا ورجالتنا موجدين
هشام عادات وتقاليد غلط ... يعني ايه اتجوز بنت عمي اللي طول عمرها زي اختي عشان ماينفعش حد غريب يتجوزها وياخد نصيبها في الورث ويشاركنا ... يعني ايه ينطلب مني اني اتقبل علاقه انا مڠصوب عليها ... لا عقل ولا دين يرضي بكده
هشام رجالة العيله كتير جوزوها اي واحد منهم
رئيفه مش اي حد ياولدي .... الجوازه دي لازم تتم بيناتكم انتم
عبدالسميع عشان ده شرط جدك ... انت ومجدي لازم تتجوزوا سوا في نفس الليله واللي هيخلف الولد الاول تبجي العموديه من سلساله وهتبدأ بيا او بعمك
هشام بقي انا واحد مهندس وليا شأني برا هناك في مصر اجي اخد العموديه واتدفن هنا في الصعيد ... مش عايزها العموديه دي
عبدالسميع انت ماعيزهاش بس رايدها وهسبهاش تروح من يدي واصل .... بجيلي يجي 30 سنه مستنيها وتيجي انت علي أخر الزمن تجول انك ماريدهاش .... لاه ياولدي ... انت هتتجوز بت عمك ورجلك فوج رجبتك وهتخلف منيها الولد كمان ...
هاجر تعالا يا ابيه
دلف هشام الي غرفة شقيقته محاولآ رسم الابتسامه علي وجهه فيقول مازحآ ...
هاجر مش اخويا اللي بحبه وكأنه حته من قلبي
هشام ايه الكلام الحلو ده كله
هاجر واكتر من كده كمان
هشام طيب بتحبيني انا اكتر ولا مجدي اكتر
بدت علامات الخجل في الظهور علي وجهها لتحمر وجنتيها وتخفض وجهها للاسف فيقول ...
هشام يعني بتحبيه وموافقه علي الزواج منه امال كنتي بټعيطي قبل ما اجي ليه
هشام طب انا لو ماوفقتش هيحصل ايه
هاجر تبقي الجوازه مش هتتم
هشام طب انتي ومجدي ذنبكم ايه في اني مش عايز اتجوز
هاجر كليتنا مالناش ذنب الا اننا صعايده ... وجت معانا كاده بتين وراجلين واكتب علينا نتجوز بدل ... ولو حد فينا ماوفجش الجوازه كليها تخرب
تنهد هشام بآسي مطولآ ليضم صغيرته الي احضانه مرتبآ علي ظهرها بعاطفه وحنان قائلآ ...
هشام ان شاء الله خير يا حبيبتي ما تقلقيش انا جنبك
ثم نظر لها مداعبآ فيقول ....
هشام المهم قوليلي فجآه كده قلبتي صعيدي ليه
هاجر واه جرا ايه يااخوي .. انت نسيت ولا ايه عاد .. احنا صعايده ومن فات جديمه تاه
لينفجرا الاثنان ضاحكين .... اما هنا بعد ان انهت هدير جولتها في ارجاء الطابق الثاني هبطت الي الطابق الاول ... كانت الأجواء ماذالت هادئه جدآ الي حد انها تبث الرهبه الي قلبها ولكن ما ذاد من خۏفها وقلقها كان صوت الشهقات الخفيفه التي تخرج من احدي الغرف بهدوء .....في بادية الامر ظنت ان كل هذا ماهو سوي بضعة ترهات ولكن قد اتضح الامر مع وضوح الصوت ... خشيت ان تتقدم تجاه الغرفه ولكن فضولها كان اقوي من خۏفها ... ففتحت الباب لتلقي نظره مسترقه في الغرفه لتظهر لها تلك المرأه التي اهلكها الزمن المدعوه هند كانت تبكي بحركه كمن وقع له قتيلآ قبل دقائق ... تقدمت هدير پخوف شديد منها ولكن شفقتها وتعاطفها علي حالها اجبراها علي الذهاب لها مسرعه فوقفت امامها حيث كانت هند غير منتبهه لها فمدت هدير لها ووضعتها علي كتفيها قائله بخفوت ...
هدير خير يا امي بټعيطي ليه
انتظرت هدير ان تجد ردآ من تلك المرآه ولكن هيهات لم تجد سوي بكاء فقط فقالت....
هدير طب انتي مين .... طيب انتي جعانه .... او عطشانه
ايضآ لم تجد منها رد فعل .... ولكن لفت انتباهها وجود ثلاجه صغيره في احدي زوايا الغرفه ... فذهبت اليها وفتحتها لتخرج منها قنينة عصير وامسكت كأسآ من علي المنضده الصغيره المرفقه بالغرفه وافرغت فيه العصير وتقدمت تجاه هند ومدت يدها لها بكوب العصير و ....
هدير اتفضلي يا امي اشربي العصير ده
رفضت هند ان تتناوله مع ظهور علامات الخۏف والرهبه علي وجهها من تلك المتطفله الجديده التي تراها للمره الاولي ... فهمت هدير معني نظراتها فمدت يدها الاخري لترتب علي ظهرها في محاوله بث الطمأنينه في قلبها لتقول ....
هدير ماتخافيش مني ....انا مش هأذيكي ... اهدي بقي واطمني .... ولو مش عايزه تتكلمي معايا براحتك خالص المهم اشربي العصير ده بس عشان تهدي ودمك يروق وانا همشي علي طول
ثم وضعت هدير الكوب علي فاه هند لتفتح هند فمها وتبتدأ في ارتشاف العصير لفت نظر هدير علبة دواء موضوعه بجوارها فامسكته لتقرأ مواعيدها المدونه عليها فوجدت ان هذا هو الموعد فاخذت حبة دواء وناولتها لهند مع العصير وماهي سوي لحظات معدوده حتي انهت هند ارتشاف الكوب بأكمله ... هدأت هند جراء ما اقتحم قلبها من اريحيه وطنأنينه تجاه تلك الفتاه الغريبه فأغمضت عيناها بحثآ عن بعضآ من الراحه فأبتسمت هدير واحكمت عليها غطائها وتركتها وخرجت من الغرفه وهي تتسائل في نفسها تري من تكون تلك السيده ولكن قطع حبل افكارها صوت سياره بالخارج اتقنت انها سيارة ذلك المچنون الذي اخذها أثيرة في منزل كبير مع امرأه يبدو عليها المړض الشديد وسط صحراء كبيره لا حدود لها تسائلت في قرارة نفسها قائله ...
هدير ايه ده هو جه بسرعه ليه ... انا مالقيتش حاجه تفيدني .... طب افضل هنا واواجهه يمكن يقول حاجه ولا ارجع الاوضه واحبس نفسي واجرب تاني يمكن اوصل لحاجه ... انا هطلع وكأن شيئآ لم يكن يمكن ربنا يرشدني لاشاره توضحلي الامور
ثم هربت مسرعه من باحة ذلك المنزل الي الطابق العلويه وصولآ الي غرفة المكتب ثم الي الغرفه التي تطلق عليه اسم زنزنتها الخاصه .... اما عن شهاب فقد دلف الي المنزل كعادته يحمل بيده حقائب صغيره بها طعام وضع احداهم علي منضده صغيره في الباحه
ثم توجه بالبقيه الي