السبت 30 نوفمبر 2024

رواية أخذني بذنب أبي لكاتبتها هدير مصطفى

انت في الصفحة 9 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


من نظرها مع كل دمعه سقطت من عيناها .... واخيرآ كفت عن البكاء وتنهدت عازمة علي شئ قد يحسم الامر نهائيآ ... هبت واقفه من مكانها لتسير علي الطريق الذي لطالما اعتادت ان تسلكه في رحلة وصولها الي غرفة تلك المرأه التي اتخذ منها والدها فريسة له ونهش جسدها كذئب مفترس .... جلست بجوارها وهي هائمة في عالمها الاخر لتمد هدير يدها وتملس علي شعرها ثم علي تفاصيل وجهها الذي انهكه الزمن ... انجرفت دموعها حين تذكرت كلمات شهاب الاخيره معها فأمسكت بيد هند وقبلتها قائله...

هدير انا اسفه .. مش عارفه اعتذرلك علي ايه ولا ايه ... بس انا ماليش ذنب .. ما اخترتوش انه يكون ابويا .. ماكنتش اعرف حتي ان جواه كم الفساد والسواد ده كله ... عارفه .. انا دلوقتي بس عذرت ابنك علي كل اللي بيعمله فيا .. حتي لو هو موتني ھموت وانا مسمحاه عشان ده حقه
وفي هذه الاثناء دلف شهاب الي القصر متوجهآ الي غرفة والدته أملآ ان يجد بين احضانها ولو بعضآ من الحنان الذي لطالما بحث عنه والذي لطالما ايضآ كان يفتقد له بسبب حالتها الصحيه ... دلف الي الغرفه وهو يجر معه احزانه واوجاعه ولكن صډمته في وجود هدير مع والدته في الغرفه كانت كفيله ان تجعله يستشيط غضبآ ويذهب اليها مسرعآ ويمسك بذراعها وهو يقول بصړاخ ...
شهاب انتي بتعملي ايه هنا ... وطلعتي من اوضتك ازاي ..
لتقف امامه وهي في حالة ذعر ..استيقظت والدته علي صوت صراخه فنظرت لها هدير و استجمعت قواها خلال ثواني معدوده لتنزت ذراعها من بين قبضة يده قائله ..
هدير انا بعمل ايه هنا ... بعتذر للست دي عن اللي ابويا عمله فيها ... وازاي خرجت من اوضتي ... بنفس الطريقه اللي كنت بخرج بيها واجي هنا كل يوم بعد ماتمشي وارجع بيها برضو قبل ما تيجي ... من بلكونة الاوضه للمكتب ومن المكتب لهنا .. بس النهارده ماخوفتش انك تيجي وتشوفني هنا عشان خلاص ... اللعبه خلصت واحنا في اخرها
نظر لها شهاب في تسائل ..
شهاب تقصدي ايه
هدير بنت عدوك واقفه قدامك وسلاحک في جيبك وانا مستسلمه ليك ... والبيت ده زي ماقولت قبل كده في وسط صحرا ... ورجالتك مش هيغلبوا في ډفن چثتي
شهاب بس مش ده اللي انا عاوزه
هدير اومال عايز ايه ... عايز تعمل فيا زي ما هو عمل في والدتك ... شايفني جسم عايز تنهشه وتسيبه للزمن يكويه بناره ... انا موافقه ومعنديش مانع ... ده دين ولازم ارده لصاحبه... تحب نطلع فوق في نفس الاوضه اللي شهدت قبل كده علي الماضي ... ولا نتمم الموضوع هنا ... بس يا تري طنط هتقبل ان المأساه اللي عاشتها زمان تتكرر تاني قدام عينيها ...
كانت تتحدث بشكل هيستيري وتنظر الي الي هند التي تحاول بقدر الامكان تجاهل الموقف اما شهاب فكان ينظر لها وعلامات الدهشه والاستغراب من كلماتها واضحه علي وجهها اما هي فكانت منشغله بكلماتها التي حملت هند الي الماضي لتتذكر ما يحولها الي چثه هامده بهذا الشكل لتقول هدير ...
هدير رد عليا ... معقول مش لاقي رد ... مش عارف رد فعل طنط ايه لما تشوفك قدام عينيها وانت بتقطع هدومي .. وبتعريني ... بتلمس جسمي بأيدك تحت دافع الاڼتقام ...بتعري روحي من بين ضلوعي قبل ما تعري جسمي
وجهت نظرها اليه وجدته ينظر لها وعلامات الاستفهام من افعالها تملأ تفاصيل وجهها فقالت له ...
هدير بلاش انت تجاوبني ووجهت نظرها لهند مره اخري قائله .. جاوبيني انتي ... موافقه اني ابقي نسخه تانيه عنك و ابنك يتحول نسخه تانيه لمحسن ...
وهنا عادت هند من شرودها بعد ان مر امام عيناها شريط الذكريات الذي يضم تلك الليله بألامها واوجاعها واحزانها لتنجرف دموعها من عيناها وتحرك رأسها بالنفي ليخرج صوتها لاول مره منذ سنوات عديده قائله بصوت مبحوح ..
هند لاااا
ابتسمت هدير پألم فقد نجحت حيلتها وحققت رغبتها في استفزاز ما تبقي من تلك الچثه الهامده علي فراشها .. فقد كانت علي ثقه تامه ان هند يوجد فيها من الانسانيه مايكفى لتحتج علي تكرار تلك الفعله الشنيعه مره اخري بين اثنان لا ذنب لهم في تلك اللعبه السخيفه المسماه بلعبة الاڼتقام ... اما عن شهاب فقد توجه مسرعآ الي والدته محاولآ استيعاب ما حدث غير مصدقآ آذانه ... جلس امامها علي الفراش ظل ينظر لها ويتفحصها جيدآ تصاعدت انفاسه وهبطت بسرعه رهيبه ... لا يدري هل يصدق الامر ام يكذبه ... هز رأسه منتظرآ منها اي كلمه تؤكد ما يدور في باله فأبتلعت هند ريقها لتبدأ حديثها قائله ...
هند لا ياشهاب ... مش ... انت اللي .. تعمل .. كدا ... انت مش نسخه ... تانيه منه ... وهي مالهاش ذنب ... بلاش يا ابني
كان شهاب ينظر لها والدموع تنحدر من عيناها فنظر لها متسائلآ ...
شهاب معقول ... هو انا بجد سامع صوتك ... انتي بتتكلمي يا أمي
كادت هند ان تتحدث مره اخري ولكن اسكتها صوت ارتطام قوي لشئ ما بالارض لينظر كل منها لهذا الشئ ليجدوا ان هذا الشئ ما هو سوي هدير التي وقعت علي الارض مغشيآ عليها بعد ان قطعت شرايين يدها ليصدما من هول المنظر فيذهب شهاب لها مسرعآ وهو في حالة ذهول بسبب الضربات التي يتعرض لها واحدة تلو الاخري .... نظر الي والدته فقالت له وهي في حالة فزع ... 
هند الحقها يا شهاب ... دي واحده منكسره
حملها شهاب بين يديه ليهرول بها مستقلآ سيارته فيذهب الي المشفى و...
شهاب دكتور ... انا عايز دكتور بسرعه
جاء اليه مجموعه من الممرضات والمسعفين ليحملوها مسرعين الي غرفة العمليات .... اما هنا فقد دلف عبد السميع مع زوجته رئيفه الي غرفتهم فجلست علي الفراش فنظر لها زوجها فوجد ان الحزن الشديد يبدو عليها فنظر لها متسائلآ ...
عبدالسميع خبر ايه يارئيفه مالك
رئيفه انت ليه جاسى لي حج ولدك اكده يا حج
عبدالسميع احنا اتربينا اكده يا رئيفه .. الولد بيفضل في طوع اوه لحديت ماواحد فيهم يفتكره ربه ... وانا جدامك اهه ... انا واخوي في طوع ابونا ومابنردلوش كلمه
رئيفه هشام ماعيزش يتجوز بت عمه
عبدالسميع هنعيد الحديت الماسخ اهه ... شوفي يابت الناس وافهمي حديتي زين ... لما هشام ومجدي يتجوزا من هاجر ورحمه في نفس الليله زي ما ابوي عايز ... وان شاء الله هيحصل ان ولدي هيخلف الاول ويجيب واد ... تبجي العموديه من حجي بعد ابوي بعد عمر طويل انشاله .... اما لو هشام ماتجوزش تبجي العموديه هتروح لاخوي وولده
رئيفه ما هو كان متجوز يا حج ... انت اللي خلتني اطفشها
عبدالسميع وبنت مصر كانت هتسيبه يعيش اهنه بين ناسه ... ولا كانت هتخله يمرح وراها
بالمشوار وينسانا
رئيفه كل ماشوف حاله اللي مايسر عدو ولا
 

10 

انت في الصفحة 9 من 60 صفحات