لمن القرار
روحي
طالعته وهو يسير ببطء نحو غرفته تنظر إليه متعجبة من نبرته الجامدة ولكنها اصبحت تعتاد الأمر منه
أنهت عملها وقبل أن تنصرف نظرت نحو باب غرفته المغلق وغادرت
............
تجمدت يداها على الطبق الذي تنظفه وتلك اليدين ألتفت حول خصرها ظنته في البداية حسن
تعرفي إنك خسارة فيه
صوته الهامس في أذنها جعلها تنتفض مذعورة فسقط الطبق منها وتراجع هو للخلف يلتف حوله قبل أن يدلف حسن للمطبخ ينظر نحو صديقه ونحو الطبق المكسور
كل ده بتشرب يا مسعد.. وانت مالك واقفة كده ليه فين الأكل
رمقها مسعد بنظرة محذرة وألتقط زجاجة الماء عائدا لمكان جلوسه يزفر أنفاسه مضطربا فماذا كان سيحدث إذا رآه حسن
رفع كفيه ينظر نحوهما فمنذ لحظات كان يلامس بهما خصرها الفاتن النحيل.. حسن صديقه لا يقدر تلك النعمة التي بين يديه.. إنه يصف له خصالها الحميدة وجمالها ورغم كل ذلك لا يراها إلا لا شيء
غادر حسن المطبخ ومازالت كما هي واقفة في مكانها .. لم يلاحظ إرتجافها ولا تلك الصدمة المرتسمة فوق عينيها
أنحنت تلتقط الأجزاء المنثورة من الطبق تسلط عيناها نحو أرضية المطبخ بشرود وبملامح باهته
..........
مش هطلع يا حسن أحط الأكل حطه أنت
استوحشت نظراته يرمقها بنظرة تحمل لها الوعيد لعلو صوتها
صوتك ميعلاش.. وخدي بالك لاء ديه بقت تتقال كتير
جذبها من مرفقها يقربها منه يقبض على فكها بقوة
شكلك محتاجة علقة حلوة.. ولا أظاهر جسمك نحس من الضړب
ايوة جسمي نحس يا حسن.. هتعمل فيا أيه أكتر من كده
دفعت يده عنها تنظر إليه بشجاعة واهية ولكنها قررت أن تكون شجاعة حتى لو لمرة واحدة
شكلك مش عايزه تعدي ليلتك السعادي يافتون
رأسها أصبح أسفل قدمه يطالعها من علو فتصرخ من شدة ضغطه
حسن أنت أيه اللي بتعمله ده
أسكت أنت يا مسعد وأرجع مكانك.. وبلاش تتدخل مراتي وبآدبها
دارت عينين مسعد بينهم أراد تخليصها ولكنه كان يعلم أن صديقه سيزداد في ضربها
ألقى مسعد نظر أخيرة عليها ولكن عيناه توقفت نحو خصلات شعرها السوداء الطويلة وكتفها الذي عراه بعدما شق لها ثوبها.
المشهد أصبح فاتنا بهيئتها المبعثرة التي ترسخت بعقله..
كاد أن ينسحب ولكن صړاخها الذي أزداد جعله يقترب من صديقه
كفاية يا حسن.. الجيران هيسمعوا صوتكم
أزاحه جانبا بعيدا عنها يجذبه بصعوبة خارج المطبخ ألتقطتها عيناه وهي تتكور علي حالها باكية قبل أن يبتعد عن المطبخ
تعالي أقعد هنا يا أخي وأهدي
أبعد عني يا مسعد.. بنت.. بقت تعلي صوتها عليا وتقولي لاء
أراد أن ينهض مجددا ليريها رجولته ولكن مسعد عاد لدفعه على مقعده
يا حسن براحه.. كتر ضړبك فيها هيخليها تطفش منك
ما تطفش ولا تغور.. جوازه تسد النفس..ديما حاړقة دمى على المسا
لا لا ده أنت محتاج كوباية ليمون تروق دمك..
وحجة أتخذها ذاهبا للمطبخ.. وجدها كما هي فأقترب منها بعدما ألتف حول نفسه خوفا من إتباع حسن له .. مد لها يده فرفعت عيناها نحو يده الممدودة فجمدها الذعر.. حاولت أن تصرخ ولكن أسرع في تكميم فمها
ولما ټصرخي ويجي هتقوليله أيه.. فتون أن مش عايز أذيكي.. أنا عايزك تعتبريني أخوك
وأزدرد لعابه عند تلك الكلمة...فما يشعر به نحوها أبعد عن معناها
دفعت يده عنها ناهضة من جلستها وقبل ان تصرخ وتفضحه عاد يكمم فمها
حسن عمره ما هيصدقك وهتكوني ڤضحتي نفسك.. أنت عارفه حسن أكتر مني
أبتلعت صړاخها فمن سيعرف حسن أكثر منها... جذبت السکين الذي ألتقطته عيناها تنظر له بوعيد
أمشي من هنا..
تراجع بخطواته هاربا وزادت ربكته وهو يسمع صوت حسن من الخارج
كل ده بتعمل كوباية ليمون يا مسعد.. مش عايز خلاص وخلينا نروح القهوة
أنغلق الباب ومع سماع صوت أنغلاقه كانت تهوى على ركبتيها تتحسس مواضع الألم في جسدها تغمض عيناها بقوة
............
فتون ممكن تعمليلي حاجة دافية أشربها
أرتجف جسدها قليلا فمازالت صدمة أمس ترجف أوصالها.. هدأت ضربات قلبها وألتفت إليه
هتفطر يا...
شحوبه أفزعها فهيئته لم تكن تحي إلا بشدة مرضه..أقتربت منه تسأله
أنت لسا تعبان من أمبارح يا بيه
طالعها في صمت متكأ على الجدار خلفه
أروح اجيبلك دكتور.. قولي اعمل ايه طيب
فتون اسكتي شويه واعمليلي حاجة دافية أشربها
أبتلع لعابه بصعوبة فحلقه يؤلمه كحال سائر جسده.. عاد لغرفته يسترخي على فراشه بإنهاك
دقائق وكانت أمامها بالمشروب الساخن تعطيه له
ديه وصفة ماما إحسان
هتفت أسمها بحنين وترقرقت الدموع في عينيها ولكن سرعان ما رفرفت بأهدابها تطردهما فليس وقت البكاء الآن
طالع المشروب ينظر إليه مستعجبا رائحته.. وعلي أية حال سيشربه مهما كان مذاقه فهو يكره الأدوية والأطباء وكأنه مازال طفل في العاشرة من عمره
طعمه وحش كده ليه
قالها متذمرا يعطيها الكوب فعلي ما يبدو أن الأدوية أفضل منه
طعمه وحش بس مفعوله حلو يا بيه.. متبقاش زي الأطفال يا بيه
حاجبه أرتفع تلقائيا... أنتبهت لجملتها فتراجعت للخلف تطرق عيناها أرضا
مكنتش أقصد.. اعملك حاجة تانية
مدت يدها لتلتقط الكوب منه ولكنه عاد يرتشف منه ببطء يقاوم إستياء طعمه
أعطاها الكوب شاكرا عائدا لأستلقاءه على فراشه
متعمليش منه تاني يافتون
غادرت الغرفة بعدما أبتسمت رغما عنها ف رب عملها يبدو كالأطفال في مرضهم
عادت إليه بكوب أخر بعد ساعتين ولكن قدماها تيبست في مكانهم تنظر إلى ملامح وجهه المتعرقة
مش هكون زيك..مش هكون زيك
تحركت پخوف نحوه بخطوات مضطربة فمن هو الذي يخاطبه رب عملها في أحلامه
هتفت أسمه بصوت هامس مهزوز
سليم بيه.. سليم بيه
ولكنه كان غارق في هذيانه... تعلقت عيناها بقميصه القطني الغارق في عرقه
سليم بيه
هاتفه أخذ يرن فوق الكومود المجاور لفراشه صوت هذيانه يعلو ويداها ترتجف وهي تحمل له ذلك المشروب الذي يتصاعد أبخرته.. عيناها تدور بينهم فأقتربت من هاتفه تنظر لرقم المتصل حازم لقد أصبحت تعلم القليل عن هوية ذلك الشخص فهو شريكه في مؤسسة المحاماة
سليم بيه تليفونك بيرن
نادته لعله يجيب عليها ولكنه مازال في هذيانه... وتلك الصوره التي يرى فيها والده بعد زواجه من زميلاته في الجامعة حتى تلك الفتاة التي أعجب بها في سنوات دراسته نالها وهو معجب بصباه في شيبته
عمري ما هكون زيك مش هكون زيك يا صفوان
يا بيه تليفونك بيرن.. حازم بيه بيتصل
وضعت الهاتف بالقرب منه لعلا صوته يقظه ولكنها كانت بصوتها علي أميال بعيدة منه.. في سنوات مضت.
الهاتف مستمر في الرنين وهي مازالت واقفة تنظر له وللهاتف إلى أن حسمت أمرها
انا فتون.. فتون الخدامة يا بيه
خرج حازم برفقة الطبيب يلتقط منه تلك الروشتة الطبية .. عاد إليها بعدما أنصرف الطبيب
هو فين حسن..
كادت ان تتحدث فحسن زوجها لا