لمن القرار
ألفت مشيت وأنا هنا مكانها.. نقول للبيه مين يا..
لم تنتظر سماع المزيد وأندفعت نحو غرفته تهتف بأسمه
سليم.. أيه ده مالك ياحبيبي
تعلقت عيناها بالأدوية التي تجاور فراشه وتلك المنشفة المبتلة على جبهته
جيتي أمتي من السفر
أحتضنته قلقا
أنت كويس.. أطلبلك دكتور
يا بيه.. الهانم هي
روحي أنتي المطبخ يافتون.. أنا بقيت كويس خلاص
تعلقت عيناها بهم.. لقد أصرفها دون أن يطالعها أو يسمعها فيبدو كما ترى أن الضيفة الحسناء غالية بشدة علي قلبه
أنسحبت من الغرفة بعدما أطالت النظر إليهم.. وعادت للمطبخ فهذا هو مكانها حقيقة أضحت تحفظها
.............
نظر لهاتفه بضيق... بعدما أجمع حاجته من الفندق.. الرسالة التي بات يكرهها بل وكره الهواتف بسببها
برضوه يا ملك تليفونك مقفول
ألتقط حقيبته مغادرا ... يتوعد لشقيقته ويتوعد لتلك التي كانت سبب في غضبه عليها
.............
تجمدت عيناها نحو المشهد وقد اهتزت يداها بطبق الحساء الساخن
المرأة الحسناء التي شبهتها بذلك الوصف منذ أن وقعت عيناها عليها تميل نحوه تعدل له وسادته وقد تحررت من معطفها وتلك الرابطة التي كانت تلفها حول عنقها ... جسدها الفاتن أصبح واضح أمام نظرات عينيها المذهولة فبدت إليها كعارضات الأزياء ونجمات السينما
اتسعت حدقتاها والتمعت عيناها صدمة.. إنها تقبله على جبينه الذي كانت منذ ساعات تضع عليه الكمادات الباردة بيدين مرتعشة بعد أن نصح الطبيب بهذا
الحرارة نزلت.. أنت متأكد أنك كويس يا حبيبي
حبيبي الكلمة اخترقت أذناها فأخذت ترددها على لسانها لمرات حبيبها الفاتنة حبيبة السيد سليم
أنتبه أخيرا لها بعدما تمكن من رؤيتها ووقفتها العجيبة يصوب عيناه نحو يديها المرتجفة وعيناها الزائغة
فتون مالك واقفة كده عندك
الفصل السادس عشر
_ بقلم سهام صادق
وهل يسألها لما تقف هكذا.. إنها تقف لترى حياة أناس كانت بعيدة عن خيالها أن تحيا داخلها يوما
كرر سؤاله للمرة الثانية ولحظها أنها قد فاقت من شرودها اللعېن.. تنظر إليهم وسرعان ما أطرقت عيناها نحو ما تحمله
جيبالك الشربة يا بيه.. أنا سخنتها زي ما الهانم طلبت مني
أقتربت منها تلك الضيفة الحسناء تحمل منها الطبق تؤكد على كلامها
أيوة يا سليم ما ينفعش تفضل كده من غير أكل..روحي شوفي شغلك أنت ولو احتاجنا حاجة هناديكي
وقطبت حاجبيها تعود النظر إليها تحاول تذكر أسمها الذي أعجبها
يا...
أسرعت في إجابتها قبل أن تغادر عائدة للمطبخ
فتون يا هانم
أعتدل سليم في رقدته يبحث عن هاتفه حتى يرى الوقت.. فاڼصدم إنها مازالت في خدمتها رغم أن ميعاد عملها قد أنتهي
المفروض كنتي روحتي من ساعتين .. وفين حسن أزاي مقلقش عليكي ولا جيه ياخدك
أنت كنت تعبان يا بيه.. ومينفعش أسيبك
رمقها حانقا من تصرفها.. الساعة اقتربت من الحادية عشرة وهي مازالت تخدمه.. حاول الاتصال برقم حسن حتى يأتي لأخذها.. فامتقعت ملامحه وهو ينظر إليها
حسن مبيردش
سليم الشربة هتبرد.. أشربها الأول وبعدين نشوف موضوع حسن السواق
توقفت عيناها نحوها السيدة الجميلة التي تطعم رب عملها باهتمام.. فيرتشف معلقة الشربة منها مستاء
ديدة أنا بعرف أشرب لوحدي الشربة مش طفل قدامك
فتون أستنى في المطبخ ومتروحيش قبل ما حسن يجي ياخدك من هنا
سليم أشرب بقى.. وبطل دلع
التقطت بعينيها الواسعتين تلك اللقطات كما التقطت أذناها الاسم.. ولم تعد بعد ذلك مرئية بينهم
الحسناء تضحك ورب عملها يتذمر من أفعالها ولكن في النهاية ينفذ أوامرها
شعرت بالحرج من وقوفها الذي طال فانسحبت في صمت عائدة للمطبخ تجمع حاجتها لتنصرف فحسن لن يتذكرها ويأتي لأخذها وقد أقترب الوقت من منتصف الليل
توقفت عند باب الشقة تنظر خلفها.. إلى أن حسمت قرارها.. ستذهب لغرفته حتى تخبره بانصرافها وهل يحتاج
لشيء قبل مغادرتها.. قلبها الصغير كان يحركها
تجمدت قدميها تنظر إلى السيدة الجميلة وهي تزيل عنه قميصه
أسرعت في مغادرتها تهبط من البناية تلتقط أنفاسها بصعوبة... لا تصدق أن رب عملها مثل باقية الرجال الذين سمعت عنهم
هزت رأسها يمينا ويسارا تنفي ما يدور بخلدها
السيد سليم عمره ما يعمل كده.. لا لا هو مش زيهم
.........
كان غارق في لذته ينهل منها متلذذا شيطانه يقوده لتلك المتعة التي يرى فيها السعادة..أخرج المال من حافظته يلقيه على الفراش المبعثر بعدما انتهت متعته ينظر لتلك التي وقفت ترتدي ملابسها أمام عينيه
هشوفك تاني
أزدرد حسن لعابه ينظر لتفاصيل جسدها الجميل الذي لم يكن جميلا بالفعل ولكن شيطانه كان يصوره له كما يريد أن يري.
اقتربت منه بعدما التقطت المال تنتظر منه إجابته التي طالت همست جوار أذنه ببضعة كلمات كانت بارعة فيهم.. سال لعابه بعدما ابتعدت عنه تغمز له بإحدى عينيها
أنت بقيت عارف الطريق... بس خد بالك أنا زبايني كتير وبيقدروا
والكلمة الأخيرة كان يعرف معناها تماما.. وهو رجلا والرجال تدفع بسخاء وها هو شيطانه يتحدث إليه
..........
ده الأخر يا ابلة
نظرت فتون خارج السيارة المحملة بالقليل من الركاب
بس مش ده الشارع اللي بنزل فيه كل يوم
ما أنا قايلك يا أبله أن ده مش طريقي.. أنت خدي الطريق ده كله مشي وهتوصلي للمكان.. يلا بقى عايزين نروح بيوتنا
طالعت الطريق المظلم بقلة حيلة تنظر نحو سيارة الأجرة التي هبطت منها للتو.. التقطت أنفاسها عدة مرات تحتضن حقيبتها التي تضع بها أغراضها
نباح الكلاب يعلو وكلما أزداد النباح كانت تلتف حول نفسها خوفا
أرتجف جسدها وهي تشعر بتلك الخطوات التي تتبعها ولم تشعر ألا وهي تركض بكل سرعتها
سقطت أرضا بعدما تجاوزها الكلبان.. فاغمضت عيناها من شدة الألم تنظر نحو يديها التي جرحت
الشارع فارغ من المارة كحال قلبها أصبح فارغ من كل شيء.. الخواء بات يحتل روحها حتى عيناها لم يعد بريقهما كما كانوا إنها تنطفئ يوما بعد يوم
صعدت الدرجات المتهالكة بعض الشيء في تلك البناية القديمة التي تقطن بها.. الساكن الجديد الذي أستأجر شقة السيدة إحسان يبدو أنه أتى اليوم ف القمامة التي أمام الشقة كانت واضحة لتخبرها أن رائحة ودفيء السيدة إحسان اختفوا من حياتها كحال صاحبتهم.. عادت عيناها نحو يديها المچروحة لتدلف بعدها الشقة المظلمة فحسن لم يأتي بعد وهذا أكثر شيء أصبح يسعدها
............
الإفطار يبدو قد تم إعداده كما ترى أمامها فوق المائدة.. مهمتها قد اتخذتها الضيفة الحسناء.. طالعت المائدة وما تحتويه من أطباق تهمس لحالها
شكل وجودك قرب ينتهي من هنا يا فتون.. صاحبة البيت شكلها شاطرة وبتعرف تطبخ
فتون
شهقت بعدما انتفضت مذعورة من سماع صوته.. فابتسم على هيئتها وكأنها أشبة بدجاجة
مالك أتنفضتي كده.. يعني تفتكري هيكون في مين غيري يا فتون
أنت بقيت كويس يا بيه
طالعت هيئته.. قميصه الصباحي ناصع اللون بنطاله الذي يلائم قميصه تسريحة شعره التي تليق به