عبق الماضي
بقا رغبات وأحلام الهانم اللي أنا مقصر في تحقيقها
تحركت إليه وتحدثت بعنجهيه وكبرياء أنا مش قولت لك قبل كدة أكتر من مرة إني نفسي ناخد ولادنا ونبعد عن المكان ده خالص تقوم يوم ما تيجي لك الفرصه وتلاقي أرض مميزة زي دي وبدل ما تشتري لنا حتة أرض منها وتبني لي عليها الفيلا اللي طول عمري بحلم بيها ونبعد بأولادنا عن دوشة العيلة وتحكمات الكل بدل ما تعمل كدة تقوم تقترح عليهم وكمان عاوز تجيب لي فيها إخواتك وأولاد عمك يبنوا ويسكنوا جنبنا
وأكملت بتساءل عڼيف وتعجب أنا مش فاهمه إنت ليه دايما حاشر عيلتك في وسط حياتنا بالشكل المستفز ده !
كان يستمع إليها بذهول من هيئتها الغاضبه وحديثها المحمل بالتنمر والتعالي والسخرية من عائلته ومستواهم الفكري
تحدثت بقوة وجمود أنا ما غلطش فيهم يا عز لكن ده ميمنعش إنهم مش شبهي وإني فعلا مش لاقيه نفسي وسطهم تفكيري وطموحاتي غير تفكيرهم
وأكملت بإشمئزاز ظهر علي ملامحها المنكمشة عندك مثلا ستات البيت كل أمالهم في الدنيا إنهم يعيشوا علشان ياكلوا ويشربوا ويربوا الأولاد وبس حتي ثريا وراقيه شبهم في كل حاجة نسخة مصغرة من مامتك ومرات عمك ما عندهومش أي طموحات ولا أي أحلام
زي الناس الراقية المتطورة
هتف بحدة متساءلا إياها بنبرة ساخرة ويا تري أيه هي بقا طموحات جناب سعادتك يا راقية يا متطورة
السهر والفسح واللبس العريان والرقص في ال night Club والمسخرة
هي دي طموحاتك العاليه يا منال
إقتربت منه بعدما رأت بركان من الڠضب العارم قد سكن عيناه وأستقر بهما وهنا قررت أن تستغل إنوثتها وجمالها الأوربي الأخاذ لتستعيد هدوئة من جديد ولتسحبه لداخل عالمها كي يستجيب لرغباتها الأنانية المتعالية
وأكملت برأس شامخ مرفوع أنا متوقعة لك مستقبل باهر ومكانة مرموقه في جهاز المخابرات خلال الفترة اللي جاية وعلشان كدة لازم تبقا مميز وعامل زي النجمه العاليه في السما
وأسترسلت حديثها بتمني أنا نفسي نبعد عن هنا وناخد أولادنا ونعيشهم في مستوي يليق بيك وبينا نفسي أجيب مربية أجنبية لطارق وشيرين زي الناس المتحضرة
وأكملت بوجه عابس مشمئز كفاية عليا ياسين اللي مامتك والست ثريا إستحوذوا علي تربيتة لحد ما بقا شبه أعمامه في كل شيئ ده بقا نسخة مكررة من رجالة العيله يا عز
ثم زفر وتحدث بهدوء عندما وجد عبوسها الحاد وحزنها إسمعي يا بنت الناس من الأخر كده وعلشان تريحي نفسك وتريحيني معاكي أنا راجل عيلتي بالنسبة لي خط أحمر وياريت ما تقربيش منه علشان ماتحرقيش حياتنا مع بعض
واكمل بتأكيد أنا وأبويا وعمي وأخواتي وولاد عمي هنفضل مع بعض لأخر يوم في عمرنا مش هيفرقنا عن بعض غير المۏت فياريت تريحي نفسك وتعيشي زيك زي ستات العيلة اللي جنابك شيفاهم مش قد مقام سيادتك
نظرت إليه بإستسلام لطريقته الحازمة وتيقنت أن الحديث معه لن يجدي نفعا فتحدثت إليه بنبرة مترجيه طب علي الأقل إبني لنا فيلا لوحدنا أنا نفسي أحس معاك بالخصوصية في علاقتنا يا عز نفسي يبقا لي بيت وأكون أنا الست الآمرة الناهيه فيه
تنفس عاليا ثم زفر بهدوء ليهدئ من غضبه الذي أصابه من حديثها المتعالي بحق عائلته ثم حاوط وجهها بكفيه وتحدث بهدوء إصبري يا منال وأنا هعمل لك كل اللي نفسك فيه صدقيني هبني لك فيلا وأجيب لك فيها عمال يساعدوكي في تنظيف البيت
بجد يا عز جملة تساءلت بها منال بلهفه
إبتسم لها وسحبها لداخل أحضانه مربت علي ظهرها بحنان وتحدث بهدوء بجد يا منال صدقيني هعمل لك اللي إنت عوزاه بس ياريت تبطلي إسلوبك المتعالي اللي دايما بتتعمدي تتكلمي بيه عن أهلي ده وصدقيني وقتها هتلاقي مني أرق معاملة
هزت رأسها بهدوء وأستكانت بين أحضانه
وتنهد هو وشعر پألم داخل أعماق قلبه عندما تذكر ثريا حب العمر الضائع الذي حرم عليه كتحريم الجنة علي إبليس وحزن أيضا علي حال منال داخل قلبه فحتي لو لم يكن غرام داخل قلبه إليها فهي في الأخير زوجته وأم أطفالة