الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية رومانسية رائعة

انت في الصفحة 4 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

بحنان... 
وانتي مش اختي بس ياهند... انتي بنتي... اكتفى بتلك الكلمات وهو ينهض ليعد حقيبته
نهضت هند وساعدت إياه وهي تحاول التفكير بمهارة للامساك بأول خيط الحديث معه... 
شكلك عاوزه تقولي حاجه قولي انا سمعك...
رفعت عينيها لتجده يرمقها باعين ثاقبة منتظر التحدث بما تريد...
تريثت برهة قبل ان تقول بتردد... 
وعد...
نظر لناحية الاخرى وهو يقول بهدوء... 
مالها...
سبتها ليه....
رد عليها بهدوء وهو يكمل ترتيب اغراضه في الحقيبة....
محصلش نصيب...
بس انت بتحبها و...
كنت...لكن دلوقتي هي..بنت عمي...وزي ما قولتلك محصلش نصيب..
تقدمت منه ووقفت امامه وهي تقول بشك...
عمرو هو انت مخبي عليه حآجه...
حاجه زي إيه....
تحدثت هند بشك...
مش عارفه بس واضح ان هي اللي فركشت وفركشت عشان حد تاني م....
قاطعها بصرامة....
بلاش الكلام دا ياهند مهم كان اللي بتكلمي عنها دي بنت عمك.....وبعدين زي ماقولتلك محصلش نصيب بينا ومش هكررها تاني...ياريت بقه نقفل على الموضوع ده... 
استدار مبتعد عنها عدة خطوات...
اقتربت منه هند بقنوط...
خلاص متزعلش انا مقصدش...بس بجد مش طيقاها...انا حسى انها سبب سفرك ده...
الټفت لها وهو يزفر بنفاذ صبر..
لا إله إلا الله...ياهند الله يرضى عليكي..انا مش بحب اعيد الكلمه مرتين ما بالك معاكي انتي بعدها
الف مره وبرضو مبتفهميش...
زمت شفتيها بحزن من حديثه الذي لا يعني إلا معنى واحد...
غبية بطيئة الفهم !....
تابع وهو يتحدث بهدوء...
وعد ملهاش علاقة بحاجه....محصلش نصيب ياهند...مفيش نصيب بيني وبينها...بتحصل على فكره ومش مستهله انك تشيلي منها كل ده...مهم 
كان ..وبعدين انا عارف انتي بتحبيها وهي كمان 
بلاش تخلقي عداوه وكره من الهوا...وزي مافهمتك 
انا رايح شغل هحقق نفسي في بلد هتقدر اكتر مجالي وهضفلي عليه...ودعيلي يمكن أنجح 
هناك وعرف اقف على رجلي وسط شركات
الاعلان إللي هناك...
هتفت بسرعة محاولة منع سفره...
انت ممكن تحقق نفسك هنا...شركة جدك الله يرحمه وهي ورث بابا كمان بكره تكبر اكتر لو 
حطتها هدف ادامك و... 
هز راسه وهو يبتعد بقلة صبر... 
مفيش فايده فيكي... اللي في دماغك في دماغك... صمت وهو ينظر لها باصرار مكمل... 
بس انتي عارفه انك ورثه العند مني... يعني انا اعند منك.... وطالما صممت اني هسافر يبقى هسافر...
مطت شفتيها باستياء وهي تزفر بحنق.. 
ماشي... بس اعمل حسابك انا هزورك في أجازة اخر السنه....
ونص السنه كمان.... اقترب منها وعانقها وهو يقول بحنان... 
هتوحشيني اوي ياحبيبتي...
ابتسمت بحزن..
وانت كمان...توصل بسلامة... 
رفع راسه لسقف الغرفة وهو يبتسم بحزن...
قد هرب وكانه هو المذنب ليس هم قد ترك شقيقته بمفردها عامين قد تخل عن وطنه لاجل وطن اخر قد خانه بقسۏة....
هل كان وطنك ام انك كنت دخيل عليه !..
شرد بعد هذا السؤال..
لم تحبه ولم تكن كما تمنى لم يلومها...
لم لانها خائڼة لوثت شرف العائلة بالوحل بعد تلك الفعلة المخزية...
ان كانت غير وعد
الحبيية هل كنت ستتزوجه وتستر تلك الڤضيحة بكل شهامه ام كنت ستتخلى 
عنها كما فعلت....
كنت قټلتها!!...
هتفها داخله...
ان رآه البعض انه رجلا لا يعرف حرف عن التحضر
فبعض الناس نسجت من عدم الحياء مقولة عن التحضر وتفتح الحياة وحرية المرأه والخ الخ...
هناك حرية وحق لكن كلا اعمى عن رأيتها فقط قولها اسهل الأشياء!...
نسج عقله عدة تخيلات عن رأيتها في خانة تلك النساء اللواتي ياخذون من حرية المرأه طريق لبدأ العهر تحت مسمى التحضر !...
تافف وهو يهرب من تلك الاسئلة والاجوابة وتخيلها باپشع الصور وكانه لم يعرفها يوما ولم تعيش معه تحت سقف واحد...
لكنه يعطي لافكاره الف عذر فهي شوهة كل شيء 
يشفع لها في الماضي....
زفر پاختناق وهو يحاول الهروب من تلك العواصف 
اللعېنة....
مسك هاتفه مره اخرى محاول الاتصال بشقيقته 
هند فمن المؤكد الحديث معها سيصمت شيطانه 
ويخمد نيران الماضي وافكاره المتعثره.....
رفع الهاتف منتظر الرد عليه....
انتهى الرنين الاول ولم تفتح الخط... عاود الاتصال مره اخرى وقد انتابه القلق....
______________________________________
في القاهرة في احد المستشفيات الخاصة....
حمدال على سلامتك يامدام وعد...
قالها الطبيب بعد ان اكمل فحصها للمره الاخيره بعد تجبيس قدميها وربط ذراعها برباط طبي لتخفيف من الكدمات المتواجده به....
وضع الطبيب الضمادة على جبهتها مثبتها جيدا... 
الحمدلله مفيش اي مضاعفات داخل الجسم مجرد كسر بسيط في رجلك وكدمات في دراعك... وان شاء الله مع الوقت هتخف...حمدال على سلامتك مره تانيه... ابتسم الطبيب لها بلطف...
رفعت هي عينيها الغائمة بالحزن والندم إليه لترد أخيرا بصوت مېت... 
شكرا..... 
هتف الطبيب بفتور وهو يهم بالخروج...
انا هخرج اطمن اهلك عليكي هما مستنين برا..
لا...
الټفت لها ناظرا بغرابه نحوها...
تابعت هي بصوت خافض.. 
يعني.... ياريت تقولهم انك ادتني حقنه مهدئه واني مش هصحى دلوقت....
ظل مكانه يرمقها بفضول...
حدجت به برمديتان متوسلتان.. 
لو سمحت يادكتور مش عايزه اشوف حد دلوقتي..
تريث برهة قبل ان يهز راسه بتفهم ويذهب من الغرفة مغلق الباب عليها تارك إياها جالسه على فراش المشفى الكئيب مريحه قدمها الملفوفةبالجبس 
امامها والتي تشعر بۏجعها بشدة بل ان جسدها باكمله يالمها...
هل الۏجع جسدي حقا ام نفسي كما تظن...
مسحت دموعها وهي تتذكر تلك البدايات السعيدة كانت وردية وسهلة المنال لدرجه تخيف القلب..
كما توقعت بعد الزواج..
لن تنجح علاقتها به ولم يستمر زواجهم!..
كم تالمها تلك الحقيقة كم يتعس قلبها نهاية علاقتهم
انتهت بفاجعه جعلت جسدها بحاله من الشلل والصدمة التي لن تتركها الى الآن...
هل حقا كان وهم كان سراب اركض وراه بصدر رحب..
ليتني!...
كم تكره صوتها وهي تهتف بها بداخلها بكل هذا الندم ...
ليتها لم تفتح قلبها وتحب! الجميع يخون...
وهي كانت اول الخائنين..
وان كانت خېانه مشروعه وتبرر لنفسها الماضي..
فسيفعل هشام المثل فالكل ذنب مشروع صاحب
يصنع المتاح لنفسه ويحرمه على غيره...
قد خانة بمشاعرها ولم توعده بالحب وكانت مجبره على الارتباط منه بعد اصرار والدها عليها ! 
لكن ماذا عن من تظاهر امامها بمشاعر لم تخلق يوما في قلب عقيم كقلبه!...
نزلت دموعها وهي تتذكر اول اعتراف له بالحب وبداية علاقتهم وتطورها.... 
____________________________________
خرج الطبيب مغلق الباب خلفه بهدوء...
تقدم منه ثروت بهدوء لا يبث القلق والخۏف الذي يعتريه الآن... اما ناديةوهند فقد ركضوا عليه بفزع..... 
هتفت نادية باڼهيار...
طمني يادكتور.... بنتي وعد عامله إيه دلوقتي...
هتفت هند پخوف
قولنا يادكتور صارحنا الحدثه اثرت على حاجه...
تحدث الطبيب بجدية... 
متقلقوش ياجماعه... المريضه بخير مجرد كسر في رجليها اليمين وچرح بسيط في راسها.... ومتقلقيش يانسه مفيش اي مضاعفات في الجسم.. احنا عملنا اشاعه وتحليل وطمنى....
تحدث ثروت أخيرا بعد تنهيدة راحة... 
يعني هي كويسه... نقدر ندخلها يادكتور....
تردد الطبيب قليلا قبل ان يقول... 
لا... يعني انا من رأيي نستنا شويه لحد ماتفوق...
هز الجميع راسه بتفهم وغادر الطبيب بعد عدة كلمات لطيفة....
جلس الجميع على مقاعد امام المشفى...
اتى اتصال لثروت فبتعد عنهم وهو يجيب المتصل 
ويبدو انه عمل كالعادة...
نزلت دموع نادية بحزن وخوف على ابنتها الوحيدة 
ولسانها لا يتوقف عن الشكر والدعاء أيضا لها...
ربتت هند على كتفها وهي تقول بحنان... 
كفاية عياط ياطنط... احنا مش خلاص اطمنى عليها...
هزت ناديه راسها بنفي يصحبه الحزن وشك... 
مش مطمنه ياهند... طول مابنتي بعيد عني مش هطمن ولا هرتاح.... وعد اتغيرت اوي... مش هي دي بنتي اللي كانت ضحكتها ملي البيت فرحتها وشقوتها 
عمرها ما كبرت وشالت الهم وحزنت بشكل ده.... عمرها ما كانت ضعيفه كده....
وعد اتغيرت من ساعات ما تجوزت اللي اسمه هشام ده... منه لله... منه لله يارتها ما تجوزته 
ولا شفته....يارتني ماوقفت معها في الجوازه دي يارتني... 
تتحدث نادية بامومية مفرطة...
برغم من المستوى الذي تحيا به إلا انها لم تنسى يوما 
كونها فتاة بسيطة عاشت في الاحياء الشعبية وتواجدت به لتتكون البساطه بالفطرة داخلها...
قد تزوجت منثروت عن حب بعد ان عملت لفتره في احد شركات تخص احد اصدقائه والذي حين رآها بصدفه هناك خلق بينهم علاقة عاطفية انتهت 
بالزواج منها وبعد ان تجاهلثروت أحاديث الجميع عن المستويات المادية بينهم !...
احد اسباب وقوفها بجانب ابنتها في تلك الزيجه 
هي انها ظنت ان ابنتها ستعيش قصة حب شبيهه 
بها وان الفقر
ليس عارا لتلك الدرجه وان الحب اقوى من تلك المعتقدات السخيفة!!
لكنها لم تعلم بمثل قديم يقال
اصابع يدك لا تشبه بعضها
فعلا الفقر لم يكن عار!! بل اخلاقنا ونفوس المريضه العاړ بذاته وهي من تقود البعض لطرق متهالكه !.. 
نظرت لها هند بحزن وهي تقول بحنان...
عشان خاطري بلاش تحملي نفسك فوق طاقتك ده نصبها ومحدش بياخد اكتر من نصيبه...
هزت ناديه راسها بتفهم وهي شاردة العينين...
عندك حق يابنتي محدش بياخد اكتر من نصيبه...
نظرت باتجاه الغرفة المغلقة والتي تمكث بها ابنتها الآن...
ياترى الايام مخبيالك إيه يابنتي....تريث برهة قبل ان تهتف بداخلها پخوف من القادم...
ويترى لحد امته هتفضلي تتعقبي بشكل ده!....
صدح هاتف هند اخرجته من جيبها وهي تنظر في شاشة الهاتف.... 
طب بعد اذنك ياطنط....
هزت نادية راسها بتفهم...
ابتعدت هند قليلا لترد على الهاتف...
تقدم ثروت في هذا الوقت من زوجته ليجلس بجانبها بصمت...
تنهد وهو ينظر باتجاه باب غرفة ابنته ومن ثم حول انظاره على زوجته الباكية....
كفاية عياط ياناديه.... مش الدكتور طمنى عليها...
مسحت دموعها بمنديلا ورقي وهي تقول بحزن..
صعبانه عليه أوي.... 
تافف بمقت وهو يقول ببغض...
هي اللي اختارت... وتستاهل كل اللي يجرالها...
التفتت له سريعا وصدمة تعتريها.. 
لدرجادي شمتان فيها..... انا مش مصدقه ان الكلام ده بيخرج منك انت.. طب سيب الكلام ده لهند ولا عمرو او لاي حد غريب عنها...
نظر لها ببرود وهو يقول بجفاء... 
لا غريب ولا قريب بنتك تستاهل كل اللي يجراله... وكفاية عياط بقه عشان مش هيرجع اللي بنتك هببته..
عالى صوتها قليلا معلقه على جملته وكان ابنتها فعلت شيء مشين... 
انت بتكلم كده ليه.... بنتك معملتش حاجه غلط بنتك اتجوزت اللي قلبها اختاره اتجوزت على سنة الله ورسوله وبرضانه ليه بتقول كده وبتعمل كدا ليه فهمني....
كل ده عشان ابن اخوك... هو اللي سافر وسابك.. هي مقلتلوش امشي... لو هو فعلا معتبرك زي ابوه 
عمره ما هيسافر ويسيبك..... ولا حتى هيتخلى عن اخته.... مفيش واحد بيسافر وبيتغرب عشان محصلش نصيب بينه وبين واحده... 
هتف ثروت بخزي... 
بس بنتك مش اي واحده دي بنت عمه وللي اتجوزته ده صاحبه.... بلاش تخلقي اعذار ليها اكتر من كده...كل اللي بيحصل ده بسبب تربيتك ليها 
وبسبب القصه البايخه اللي حكتيها عن جوازنا...
رفعت عينيها پصدمة نحوه واشارت على نفسها بعدم تصديق....
قصه بايخه...حبنا وجوازي منك كان قصه بايخه ياثروت....
نظر لها بحنق لا يخلو من الاعتذار فقد تمدى معها في الحديث من شدة غضبه منها ومن ابنته....
والتي لم يكن يرغب بها يوما....
نهض بعد عدة ثواني مغلق أزرار سترة الحله وهو يهتف بخشونة...
انا ماشي..... مش هقدر استنى اكتر من كده...عندي شغل واجتماعات مهمه... 
لم ترد عليه ظلت مطاطاة براسها للأسفل وصدى كلماته الفجة تصم اذنيها من شدة قسوتهم...
في ركن ليس ببعيد عن مكانهم كانت تتحدث هندعبر الهاتف مع اخيها عمرو...
ايوا ياحبيبي عامل إيه....واي الأخبار عندك.. 
هتف عمرو عبر الهاتف ببعض الهدوء... 
انا كويس ياحبيبتي الحمدلله... انتي في البيت ولا برا...
ترددت قليلا ووصل صوتها مهزوزا بعض الشيء... 
انا.... انا في المستشفى اص...
في إيه ياهند.. مالك... عمي حصله حاجه...
اجابته هند سريعا...
لا ياعمرو عمي

انت في الصفحة 4 من 92 صفحات