انا لها شمس روز امين
إدعى إنه جوزك وإنت خرجتي معاه ورافقتيه في عربيته واكتشفوا إن كل ده كڈب هيعملوا فيكي إيه
شردت بصحة حديثه ليستطرد مستغلا تشتتها
ده غير إن أنا الوحيد اللي في إيدي أساعدك
بجد هتساعدني في موضوع حضانة يوسف... سؤال وجهته له بتلهف ليجيبها بتأكيد بعدما استشف بداية مبشرة
أكيد لما تبقي مراتي رسمي هحارب الدنيا كلها علشانك ولو وصلت إني استخدم نفوذي وده اللي عمري ما عملته ولا أتبعته لكن هستخدمها علشان أحافظ عليك إنت ويوسف
صف سيارته بجانب الرصيف ليستطرد بصوت خفيض
ولا أوصلك لشقتك
أنا عارف إنت بتفكري في إيه ومش عاوزك تخافي جوازي منك هيكون لغرض الحماية ده في الوقت الحالي لأني مراعي ظروف ۏفاة والدك وتشتتك من اللي حصل من إخواتك ولو حصل واتجوزنا هتقعدي مع يوسف في أوضة مخصصة ليكم لحد ما تجي لي بنفسك
تحمحمت لتنطق بكلمات بعيدة كل البعد عن ما تشعر به الآن تجاهه من عشق لكنها مضطرة لقوله لحفظ كرامتها فقط
لو طلبت منك إن الجواز يكون بمدة معينة لحد ما أظبط أموري وأعرف أأمن نفسي أنا ويوسف توافق
موافق...أومأ برأسه وهو ينطقها بصوت مخټنق برغم تيقنه من شعورها تجاهه وكشفه لما بداخلها عن طريق عينيها التي افصحت عما بقلبها من عشق جارف له لتسأله هي من جديد
صړخ داخله مطالبا إياها بالرحمة لقلبه المسكين تلاشت نظراته العاشقة مبتعدة ببصرها لينطق بصوت رجولي
ابتلعت لعابها واحتقرت حالها لنطقها لتلك الكلمات الچارحة لذاك الشهم لكنها معذورة فلابد من تأكدها من جديته بقصة الزواج منها فبالاخير هي منذ قليل كانت ستباع بسوق النخاسة بأيادي أشقائها فمن أين ستأتي بالثقة الكاملة بالأخرين!
ابتلعت لعابها خجلا وسحبت نظراتها بعيدا عنه ولولا ظروف ۏفاة والدها الحبيب وخجلها ابتسم لرؤية خجلها وتشتت عينيها ليتابع بصوت سعيد مبهج
خلينا نروح على القصر علشان نتعشى سوا أنا ما أكلتش طول اليوم وأكيد إنت كمان ما أكلتيش
ابتسمت وهزت رأسها بخفوت ليقود سيارته متوجها صوب قصر والده الفخم لينطق بهدوء
متشكرة يا سيادة المستشار...نطقتها بصوت رغما عنها خرج مبتهجا ليقاطعها بغمزة من عينيه
إيه سيادة المستشار دي كمان أنا جوزك يعني تدلعيني وتقولي لي فؤادي
واستطرد مازحا ليخرجها من كل التوتر التي عاشته بالايام الماضية والذي ترك أثرا كبيرا ظاهر بملامحها وصوتها الحزين
ولا اقول لك قولي لي شرشبيل
ضحكة سعيدة إنطلقت رغما عنها ليسعد قلبه لرؤيتها بهذا الشكل قطع حديثهما وصولهما لباب القصر ليدلف بالسيارة بداخل الحديقة بعدما فتحت البوابة إلكترونيا باتت تنظر حولها بذهول من شدة جمال تلك الحديقة ومساحتها الشاسعة وذاك البناء الشامخ لمحت رجلان وأمراتان يجلسون حول حوض السباحة ويبدوا من هيأتهم أنهم عائلته
توقف بسيارته وترجل ليتجه للباب الاخر ويفتحه ليحمل عنها الصغير حيث مازال غافيا ويضع رأسه على كتفه ثم بسط يده ليحتوي كفها بين خاصته وتحرك بها نحو أعين عائلته الذين قضبوا أجبانهم متعجبين ذاك المشهد الغريب من تلك التي تمسك بكف فؤاد ومن هذا الصبي الذي يحمله على كتفه أقبل عليهم ليتحدث فؤاد موجها حديثه لتلك التي سيقتلها الخجل وهو يشير إلى عائلته
تعالي أما أعرفك على عيلتي ده سعادة المستشار علام باشا زين الدين ودي والدتي الدكتورة عصمت الدويري
واسترسل مشيرا لشقيقته بابتسامة حنون
أما الاستاذة فدي فريال أختي الوحيدة وده جوزها دكتور ماجد
ودي
إيثار مراتي.
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثالث والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
كره النساء وقرر مقاطعتهن والنأي بحاله من براثن ألاعيبهن بعدما عاشر إحداهن وأزاح الستار عن وجهها القبيحلتترسخ بذهنه فكرة أن جميعهن فارغات عقل وطامعات وجل ما يدور بمخيلتهن هو الحصول علي المال بأية وسيلة وفقطإلى أن إلتقى بهاتلك المهرة الجامحة التي قابلت غروره بتمرد وشراسة أعجباه لم تسحرها طلته كغيرها من النساء اللواتي يلقين بأنفسهن عليه لشدة جاذبيته ولقوة شخصيته المتفردةحتى نفوذه وثراء عائلته الفاحشان لم يحركا ساكنها فقرر مشاكستها للإيقاع بها كي يتسلى ويثبت لحاله عدم فقده للسيطرة على الچنس الناعم فانقلب السحر على الساحر وبدلا من إيقاعها جذبته بعفويتها وبرائتها وتمردها ليسقط صريعا لغرامها ولم يدري كيف ومتى ذاب وعشق تلك التي سلبته عقلهجل ما بات يشعر به أنه يتوق للغوص ببحرها ليصل لأعماق كيانها ويمتلكها ويكون خيالا لتلك المهرة الأصيلة التي استطاعت تغيير تلك الفكرة الراسخة وإزاحتها من مخيلته واخرجته من ظلمات أفكاره السوداء إلي نور شمسها الساطعةبذل الكثير والكثير لنيل ثقتها به التي فقدتها على يده واستطاع إنقاذها من بين براثن الثعالب الماكرة بعدما تكاثروا عليهافهل ستفتح له أبواب جنتها على مصراعيها ليسطو على كيانها ويمتلكه ويصبح لحياتها شمسا تمحو ظلامها الحالك
أم أن لتلك العنيدة رأيا أخر.
أنا_لها_شمس
بقلمي_روز_أمين
حاوط كتفها برعاية لينطق بفخر رافعا رأسه بشموخ متباهيا بها وهو يقدمها لعائلته قائلا بابتسامة أظهرت عشقه لتلك الجميلة
ودي إيثار مراتي.
نزلت كلماته على عصمت وفريال وماجد لتشتت عقولهم وتشل تفكيرهم ليدخلوا في حالة من الذهول التامأما والده فكان على علم بزواجه مسبقا حيث أخطره عبر الهاتف على عجالة وهو في طريقه إلى كفر الشيخ وبعث له عنوان منزل غانم ليضعه معه بالصورة وبرغم اعتراض علام على زج ابنه لحاله بتلك القصة وتفاصيلها العجيبة إلا أنه احترم رغبته لإيمانه القوي بذكاء ورسوخ عقل ابنه وأيضا لمس من بين كلماته المتلهفة لإنقاذها عشقا جارفا قد تملك من قلب نجله الحبيب ووصل لروحهوأيضا أخبره بشأن الزواج قبل دخوله لمكتب المأذون الشرعي لكنه لم يتوقع أن يأتي بها إلى هنا بالوقت الراهن فقد توقع تمهيده بالحديث عنها وتفسير ما حدث لوالدته وشقيقته اللتان صدمتا من واقع الخبر عليهماتحمحمت وأنزلت بصرها للأسف بخجل وكأنها للتو فاقت ووعت على حالها فقد تشوش عقلها جراء الصدمة التي تعرضت لها اليوم وجعلتها لا تحسن التصرف والتفكيريا الله كيف سمحت لحالها الدخول لهذا القصر العريق بتلك الحالة المزريةهيأتها وجسدها الهزيل وهالات عينيها السوداء ناهيك عن ملابسها السوداء والتي لم تقوم بتغييرها منذ يومين انتشلها من صډمتها وشرودها صوت علام الذي تحدث بابتسامة هادئة وهو يقوم بالترحيب بها كي يخرجها من حالة الخجل التي شملتها وظهرت بينة فوق ملامحها
أهلا وسهلانورتي البيت يا بنتي
ابتلعت ريقها لتخرج الكلمات منها بصعوبة وهي تجيبه بوقار لشخصه الكريم
متشكرة يا أفندم
لازالت الصدمة تعلو على ملامح عصمت وهي تتطلع على تلك الواقفة بمقابلتها وتنظر لها تارة وتارة أخرى لذاك الصغير الغافي بإطمئنان على كتف نجلها وكأنه ملاذهنظرت إلى فؤاد لتسأله بتيهة
مراتك إزاي وإمتى
هحكي لك كل حاجة يا حبيبتي بس مش وقته
ليسترسل وهو يقربها عليه ويضمها باحتواء شمل روحها قبل جسدها
على فكرةبابا إيثار إتوفى من أربع أيام
البقاء لله يا بنتي...نطقها علام بتعاطف لتجيبه بقلب عاد لېنزف دما على عزيزه
لا إله إلا الله محمد رسول الله
فاقت عصمت على نظرات فؤاد اللائمة لتتطلع عليها وهي تقول بصوت هادئ خالي من المشاعر جراء صډمتها
البقاء للهالله يرحمه ويصبرك
الدوام لله متشكرة لحضرتك...كلمات نطقتها بالكاد لينطق ماجد المتعجب من كل ما يحدث من حوله
البقية في حياتك يا مدام وأهلا وسهلا بيك
نطقت باقتضاب ونظرها للأسفل فلم تعد تستطيع النظر بأعينهم بعدما وعت على المأزق الذي وضعها به ذاك الفؤاد فى غفلة منها
متشكرة
نظر علام لصغيرته يحثها على النطق ولو ببضعة كلمات بسيطة كي لا تزيد من شعور الخزي لدى تلك المستجدة بمنزلهم والتي أختارها ولده ليعلنها بين ليلة وضحاها زوجة لهزفرت بضيق قبل أن تنطق بصوت خالي من المشاعر وهي تقول بكلمات مقتضبة
البقاء لله
ردت عليها بهزة صغيرة