رواية فائقة الروعة
بابا العفو.. و انا اقدر برضه.. بس هو حضرتك دخلت امتي اصلا
عبد الرحمن فضلت اخبط و انتي ما عاترديش.. فتحت الباب و دخلت و فضلت اكلمك و انادي عليكي و انتي مش اهنا واصل.. سرحانة في ايه بجى يا جمر انتي..
هدى ولا حاجة يا بابا.. هاكون سرحانة في ايه يعني.. عادي.
عبد الرحمنربت علي وجنتها بحنان عاتكدبي عليا ولا ايه يا بت هنية
عبد الرحمن و انا يهمني اياك سيبك انتي.. هي بتچهز الفطور انما ايه.. علي مزاچك.. ايه رأيك بقي تطلعي تفطري معانا..
هدى لا يا بابا معلش.. انا اصلا ماليش نفس.
عبد الرحمن كيف يعني مالكيش نفس دي.. لا انتي لازما تتغذي و تاكلي زين.. عشان العلاچ بتاعك..
عبد الرحمن لا يا بتي.. لا.. اوعاكي تجولي كده.. ديه امتحان من ربنا.. و يمكن فيه خير..
هدىبانفعال خير انهي خير.. انا عملت حاډثة و اتشليت.. سيبت كليتي لأني مابقتش عارفة اروحها ولا اتابع محاضراتي أصلا..
و خطيبي اللي المفروض بيحبني سابني حتي قبل ما اخرج من المستشفي..
عبد الرحمن يا بتي ماتجوليش اكده حرام عليكي..
هدىو بدأت دموعها في التسابق على وجنتها بابا انا عارفة ان حضرتك بتقول كدة بس عشان تصبرني.. لكن صدقني مافيش اي حاجة ممكن تهون عليا حالي ولا تصبرني..
عبد الرحمن سيبيها علي الله.. و صدقيني بكرة تعرفي ان ربنا يستحيل يعمل فينا شړ ابدا..
هدى لا يا بابا.. معلش.. سيبني براحتي.. ماتضغطش عليا ارجوك.
عبد الرحمناتنهد بحزن براحتك يا بتي.. براحتك..
خرج عبد الرحمن ليترك ابنته لأفكارها و حزنها الذي اصبح لا يفارقها منذ ذلك الحاډث المشئوم.
خرج عبد الرحمن ليجد زوجته تنتهي من إعداد طاولة الافطار.. فاتجه نحوها و جلس في مكانه علي رأس المائدة
هنية برضك مارضيتش تخرج معاك.. صوح
عبد الرحمن معلش.. سيبيها براحتها.. اللي حصل لها ماهواش شوية يا حاچة.. بكرة ربنا يفرچها..
هنية يارب..
عبد الرحمن امال فين عاصم.. لساه نايم لحد دلوجيت
هنية لا.. صحي و بيلبس و زمانه نازل..ثم رفعت صوتها لتنادي على إحدى خادمات القصرفاطنة.. بت يا فاطنة..
فاطمة ايوة يا ستي الحاچة..
هنية سيدك عاصم صحي
فاطمة ايوة.. و زماناته نازل اها..
هنية طيب روحي استعجليه.. و هاتيلي عدة القهوة عشان اچهز قهوة ابوكي العمدة.. ياللا همي..
فاطمة حاضر.
اما بالاعلى.. في إحدي غرف ذلك المنزل الذي يجمع تلك الاسرة الصغيرة المحبة..
كانت غرفة عاصم.. الابن الاكبر للعمدة عبد الرحمن المنياوي.. لم يكن صباح هذا اليوم مختلفا عما سبقه او عما سيليه..
فقد كانت عادته ان يستيقظ من نومه في تمام الساعة السادسة ليشرب كوب اللبن الدافيء الذي تعده له والدته و تضعه بجانبه كأول شيء تفعله في يومها..
ثم يقوم بممارسة بعض الرياضة البسيطة كتمارين الضغط و الملاكمة علي كيس التدريبات المخصص لذلك و نط الحبل..
ثم يتجه الي المرحاض و يأخذ حمامه.. يخرج ليرتدي ملابسه المكونة من الجلباب الصعيدي التقليدي و عليه عبائته الصوفيه و على رأسه عمامته التقليدية لتكتمل طلته المهيبة..
نظر لنفسه في المرآة حتي يمشط شعره لتمر عليه ذكرياته مع زوجته السابقة و ابنة عمه عبير..
فقد اعتادها تحضر له كوب اللبن و توقظه في موعده المحدد.. تعد له حمامه و تجهز ملابسه و تساعده في ارتدائها..
كانت تفعل له ذلك كل يوم.. الي ان...
الى ان تبدلت احوالهما بسبب ذلك الشيء الذي لم يكن له ذنب فيه.. فقد كانت حياتهما مستقرة.. حسنا لم يكن بينهما ذلك الحب الذي يسبب رعشة اليدين عندما يتلامسان.. او الذي يجعل احدهما لا يحرر الاخر من حصار عينيه.. او يجعل القلب يرجف بمجرد نظرة بسيطة من الشريك.
و لكنهما كانا لبعضهما منذ الصغر حسب عادات و تقاليد عائلتهما و اتما زواجهما عندما كبرا..
لكنها عندما تركته بتلك الطريقة المهينة و طلبها للطلاق بكل طاقتها.. عينيها التي لم ترمش امام المأذون الذي طلب منها ان تفكر مرة اخرى..
و لكنها فاجأت الجميع بردها...
عبير لا يا سيدنا الشيخ مافيش فايدة.. احنا متفقين واني مارايداهوش..
جرحته الكلمة في صميم كرامته لكنها لم تمس قلبه و كان هو مرتاحا لذلك.. فچرح القلب هو ما لا يستطيع ان يداويه..
نفذ لها ما أرادت و تم الطلاق و تركها و طوى صفحتها للأبد..
استفاق من ذكرياته علي طرق علي الباب ليعيده الى الواقع مرة اخرى..
عاصم ايوة.. مين.
فاطمة اني فاطنة يا سي عاصم.. ستي الحاچة بتقولك الفطور جاهز.. و هي بتعمل القهوة ليك و لسيدي الحاچ.
عاصم طيب جوليلهم نازل اها..
نزلت فاطمة ليتبعها هو فيجد والداه يجلسان يتناولان فطورهما في جو حزين صامت كالعادة.. فيذهب لهما...
عاصميقبل يد والده صباح الخير يا بوي.
عبد الرحمن صباح النور يا ولدي.. كيفك
عاصم بخير طول ما انتو بخيرنظر لوالدته و قبل رأسها و يدها صباح الخير يا اما..
هنية صباح النور يا نور عيني.. اجعد ياللا عشان تفطر.. انت اتأخرت النهاردة..
عاصم معلش راحت عليا نومة.
هنية راحت عليك نومة من امتي
عاصم واه يا اما.. راحت عليا نومة بجولك.. كنت اچرمت ولا اچرمت..
هنية لا يا ولدي ماقصدش.. بس اصل اول مرة ماتجومش في معادك..
عاصم معلش.. كنت تعبان شوية..
هنية الف سلامة عليك..
عاصم هي هدى فين اومال مارضيتش تخرج برضيك
عبد الرحمنتنهد بحزن لحال ابنته لا مارضياش.. دخلتلها و برضك مافيش فايدة..
عاصم يا اما ما تكلمي اخوكي ده اللي عاملي فيها دكتور و ياما هنا ياما هناك و هو ماعرفش يعمل لها حاچة... و كل يومين يبعتلنا دكتور و يروح زي جلته..
هنية كلمته و الله.. قالي هايتصل تاني كمان كام يوم يكون لقي دكتور چديد..
عاصم يا مسهل.. هاجوم اطل علي هدى عبال ما تعمليلي القهوة.
هنية ماشي يا ولدي..
الفصل الثاني...
و بعد قرابة الساعتين في سراي الحاج عبد الرحمن...
كانت هنية تتحدث علي الهاتف مع أخيها الدكتور صبري الذي اتصل بها ليبشرها بقدومه
و معه الطبيبةحلالة العقد كما يطلق عليها..
هنية كيفك يا صبري يا خوي.. و كيف احوالك
صبري الحمد لله يا ام عاصم.. انتي اللي عاملة ايه و الحاج عبد الرحمن عامل ايه و عاصم اخباره ايه
هنية كلنا بخير و الله.
صبري و هدى عاملة ايه
هنيةتنهدت بحړقة علي حال ابنتها ايييييه.. هاتكون عاملة ايه بس يا خوي.. اهي جاعدة.. لا بتتكلم ولا بتتحدت مع حد.. بتاكل بالعافية و دواها ماتاخدوش غير من يد عاصم و بعد محايلة ياحبة عيني..
صبري معلش يا ام عاصم ان شاء الله خير.. بقولك ايه انا عرفت اقنع الدكتورة اللي كنت قولتلك عليها..
هنيةبفرحة صح ياخوي يعني وافجت تاچي هنه و تعالج هدى..
صبرى وافقت يا ستي اخيرا..
هنية انا بس ماعرفاش كانت بتتأنعر علي ايه.. لو علي الفلوس تاخد اللي هي عايزاه..
صبري لا.. لا يا هنية.. الموضوع مش موضوع فلوس خالص.. سارة من اشطر الدكاترة عندي.. بس هي اول مرة تروح لمريض.. دايما شغلها هنا جوة المستشفى.. و بعدين بلد غريبة عنها و كانت مترددة..
اوعي لما نيجي تقوليلها كدة... او تكلميها في فلوس.. موضوع الفلوس ده بيني و بينها.. يعني ماحدش يتكلم معاها فيه خالص.
هنية ماشي ياخوي.. اللي تشوفه.. انتو هاتيچو مېته اكده..
صبري بكرة ان شاء الله.. هانكون عندكم علي العصر بالكتير..
هنية هانستناكم.. ربنا يجعل الشفا علي يدها..
صبري يارب.. سلام بقي.. و ابقي سلميلي على اللي عندك كلهم.
هنية يوصل ياخوي.
اما عند سارة...
كانت في منزلها تعد وجبة خفيفة لنفسها حين رن هاتفها باسم آسر.. تشكلت علي وجهها ابتسامة بشكل تلقائي و فتحت الخط...
سارة آسر حبيبي..
آسربسماجة امتي بقي اسمع حبيبي دي من واحدة غيرك..
سارة بقي كدة و يعني هي الواحدة التانية دي.. هاتحبك قدي.. ولا انت هاتحبها قدي..
آسر لا طبعا يا قلبي.. ده انتي الحب الاول يا بت..
سارة بتة اما تبتك..
آسرضحك بشدة إلعب.. هي وصلت لكدة.. ده انتي بقيتي ولا اللي متربين في حواري المحروسة يا بتاعة امريكا..
سارة اخرس.. انا مصرية حتي النخاع يا وغد يا عميل.. المهم سيبك من الكلام دة... انت واحشني اوي.. مش هاتنزل بقي اجازة قريب.
آسر كان علي عيني يا شابة والله.. اول اجازة بعد اسبوعين لسة..
سارةبحزن خسارة.. كنت عايزة اشوفك قبل ما اسافر..
آسربفزع تسافري.. تسافري فين وليه و مع مين.. سارة فيه ايه
سارةو هي تحاول تهدئته ايه يابني.. مالك كدة.. اهدي شوية..
انا بس الدكتور صبري جايبلي شغل في مكان بعيد.. مريضة قريبته.. تبقي بنت اخته و حالتها صعبة اوي.. و محتاجة رعاية خاصة.. و هي رافضة تماما اي مستشفي.. و طبعا انا ماينفعش اسافرلها كل شوية..
فدكتور صبري اقترح ان انا اسافر اقعد معاها فترة كدة لحد ما تتحسن شوية او علي الاقل لحد ما اقدر اقيم حالتها..
آسر و انتي يا سارة هاتقدري تعيشي في مكان جديد لوحدك خالص كدة..
سارة ماتخافش عليا يا حبيبي.. و بعدين انا بفكر اخد الكرافان بتاعك معايا.. طالما انت مش محتاجه دلوقتي و ده أكيد هايسهل عليا حاجات كتير..
ها قلت ايه..
آسر حبيبتي.. انتي عارفة ان انا مش هاعرضك في حاجة تخص شغلك.. بابا و ماما مربينا صح و متعودين علي اننا ناخد قرارتنا لوحدنا.. انا بس خاېف عليكي..
سارة حبيبي قولتلك ماتخافش.. و بعدين التليفونات هاتفضل مفتوحة بيننا.. و لو حسيت اني تعبت او اتضايقت هاقولك تيجي تاخدني فورا.. او علي الاقل هارجع انا.. ها اطمنت
آسر لاء طبعا.. اذا كان و انتي في البيت عندك ببقي قلقان عليكي.. عايزاني اطمن و انتي هاتبعدي اكتر و في مكان انا ماعرفوش.. طب ازاي..
بس عموما ربنا يوفقك يا حبيبتي..
سارة ايوة كدة شجعني و خليني متفائلة.. ياللا روح بقي دلوقتي خليني اوضب شنطتي.. و انت معلش تكلملي عم فوزي السواق عشان يجيب لي الكرافان علي اللوكيشن اللي هابعتهولك.. اتفقنا
آسر حاضر.. هاكلمه و اديكي تمام.. سلام يا قمر..
سارة سلام يا قلب القمر.
علي طاولة الغداء في منزل الحاج عبد الرحمن...
عاصممستفهما يعني هو جالك اكده يا اما.. جالك انه هايجيب دكتورة لهدى..
هنية ايوة.. بس يارب تاچي بفايدة يا ولدي..
عبد الرحمن ان شاء الله.. و لو اني مافاهمش دكتورة ايه النفسية دي.. بتك
متصابة في رچليها ماله ده بده..
عاصمبشرح يابوي..