السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فائقة الروعة

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

هدى بجى كويس و سليم.. بس محتاج شوية تمارين عشان عضلاتها ترجع تشتغل من تاني.. و هي رافضة تكمل علاچها بسبب الزفت اللي كانت مخطوباله ده..
و لازم حد يجنعها انها تعمل اكده عشان ترچع تمشي من تاني.
عبد الرحمن ربنا يجدم اللي فيه الخير يا ولدي.. اعمل حسابك تيجي تستجبلها معانا عشان لو ماعچبتكش نمشيها من اولها..
عاصم و اني مالي يابوي بحاچة زي دي.. انت و امي موچودين اهو و فيكم البركة.. و بعدين خالي صبري اكيد يعرفها اكتر.. و لو احتاچتو تسألو عنيها هو يجولكم كل حاچة.. مالوش لازمة وچودي بجي..
هنية ياولدي انت برضك متعلم و متنور و يبقي ليك نظرة فيها.. دي برضك هاتلازم اختك و لازمن نبقي متوكدين من اخلاجها..
عاصمتنعد مستسلما حاضر يا اما.. اللي تشوفوه... 
ثم هب واقفا ياللا هاروح انا ورايا كام مشوار و اشوفكم بالليل..
هنيةاوقفته سريعا قبل ان يرحل عاصم..
عاصم ايوة يا اما عايزة حاچة
هنيةبتردد عايزاك طيب يا ولدي.. بس أصل اختك يعني.. بصراحة هي ماكلتش لجمة من صباحة ربنا ولا خدت الدوا.. و اني مش عارفة اعمل ايه.. جولت يمكن تجدر عليها انت..
عاصمپغضب و انتي ازاي يعني يا اما تسيبيها من غير وكل لحد دلوجت..
هنية والله طول النهار و اني عنديها بتحايل عليها و هي مش جابلة اي كلام.. جلت مافيش غيرك بيقدر عليها..
عاصمتنهد بنفاذ صبر حاضر يا اما.. هاتي الوكل و اني هاوكلها بيدي.
هنية ربنا يبارك فيك و يخليك لينا يارب..
أعطته والدته بعض الطعام و دخل الي غرفة شقيقته.. ليجدها تجلس مستكينة.. صامتة تتأمل الفراغ داخل غرفتها المظلمة.. 
تحولت لهجته من الصعيدي الي القاهرية المتمدنة..
عاصم هدى.. هدهود.. ايه يا بنتي الضلمة دي..
و ذهب ليفتح ستارة الشرفة التي تطل علي حديقة القصر الغناء.. فڼهرته هي بضعف..
هدى لا يا عاصم.. عشان خاطري اقفل الستارة دي.
عاصمبمزاح و لهجة مرحة مش هاقفلها..و اذا كان عاجبك..
اقترب منها و جلس بجوارها..
عاصم ياللا بقي انا جيبتلك الغدا بنفسي.. ماما لما قالتلي انك ما اتغدتيش قلت اجي اكل معاكي.. ها.. قولتي ايه
هدى صدقني يا عاصم ماليش نفس..
عاصمبمزاح لااااا.. انسي يا حلوة هاتاكلي معايا يعني هاتاكلي معايا.. مش هافاصل معاكي فيها دي.. و بعدين بقولك ماكلتش و جاي اكل معاكي.. هاتكسفيني بقي ولا ايه ولا هاتسيبيني جعان!!
ده غير العلاج اللي سيادتك بتنسيه..
هدى عاصم انا..
و قام عاصم بوضع بعض من الطعام بداخل فمها.. وسط ذهولها فنظر لها و رفع حاجبيه متسائلا ببرائة مصطنعة..
عاصم كنتي عايزة تقولي حاجة يا حبيبتي..
هدى عايزة اعرف ايه اللي انت...
و قبل ان تكمل حديثها كان قد باغتها بوضع بعض الطعام بداخل فمها مرة اخرى.. و ظل يطعمها و يحاول ان يخفف عنها و لو قليلا حتي أنهت طعامها و تناولت دوائها..
عاصم براڤو عليكي..ثم تصنع الجدية انا لازم كل شوية ازعق ولا ايه.. ها 
ابتسمت هدى بخفوت و امتنان لوجود اهلها و خاصة عاصم بجانبها.. فوجودهم هو الشيء الوحيد الذي يلهمها الصبر علي ابتلائها..
هدى ربنا يخليك ليا يا عاصم.. انا مش عارفة من غيرك كنت هاعمل ايه
عاصمجلس امامها علي ركبته و يخليكي ليا يا قلب عاصم.. انا بس عايزك تجمدي شوية و تحاولي تنسي اللي حصل..
صدقيني اللي حصل ده مش نهاية الدنيا.. و ربنا بكرة يعوضك خير.. صدقيني انتي قوية مش بالضعف اللي انتي متخيلاه ده.. انتي بس قولي يارب.
هدى يارب..
عاصمبعد ان وقف طيب هاسيبك انا عشان ورايا كام مشوار كدة.. هاخلصهم و أرجعلك نقضي السهرة سوا زي زمان.. ايه رأيك..
هدى ان شاء الله..
و بالفعل خرج عاصم الي وجهته و انتظرته هدى ليسهر معها قليلا و بالفعل.. وصل عاصم و معه بعض المقرمشات و التسالي و جلسا معا يشاهدان فيلم كوميدي..
و لكن لاحظ عاصم شرود هدى و لاحظ انها لا تنتبه للفيلم مطلقا..
عاصم ايه يا هدى.. سرحانة في ايه.. الفيلم مش عاجبك.. تحبي اغيرهولك.
هدى لا لا مافيش داعي.. انا اصلا نعست و عايزة ادخل انام..
لم يرد عاصم ان يضغط عليها اكثر و فضل ان يترك الامر للطبيبة النفسية.. فتنهد بتعب و قال..
عاصم زي ماتحبي
يا حبيبتي..
مسكت هي بعجلات كرسيها و همت ان تتحرك و لكن عاصم اوقفها...
عاصم ايه يا بنتي.. رايحة فين
هدى رايحة اوضتي..
عاصمبمزاح لا والله ما يحصل..
و مال بجزعه يحملها بين يديه و سط صړاخها المرح..
هدى عاصم انت بتعمل ايه..
عاصم الاميرة هدى هاتدخل تنام دلوقت محمولة علي الاعناق.. و ده قرار غير قابل للنقاش..
تحرك بها و دار بها عدة مرات و ظل يتحرك بها يمينا و يسارا وسط ضحكاتها الدامعة.. فبرغم كل الحزن الذي تشعر به فعاصم هو الوحيد القادر علي رسم الابتسامة علي وجهها..
كانت تشاهدهم والدته من اعلى الدرج عندما انهمرت دموعها بحزن علي حال ابنتها و ولدها ايضا..
خرج عبد الرحمن ليبحث عنها فوجدها تقف تنظر لهم بحزن فوضع يده علي كتفها و سألها بعد ان مسحت دموعها..
عبد الرحمن مالك بس يا هنية
هنية سلامتك يا حاج.. معلش اتأخرت عليك..
عبد الرحمن عاتبكي ليه يا ستنا عاد..
هنية عيالي صعبانين عليا جوي.. الاتنين مالهمش حظ.
عبد الرحمن ايه بس الحديت الماسخ اللي عاتجوليه ده
هنية امال عايزني اجول ايه و اني شايفة التنين حالتهم اكدة..
بتي و انشلت مابقتش تمشي ولا ليها نفس للدنيا كلها.. و ولدي اللي ماليش غيره.. اتچوز و طلق قبل ما يتم ال ٣٠ سنة..
عبد الرحمن عايزك تجولي الحمد لله.. و بعدين صدجيني اني قلبي بيجولي ان كل اللي حصل ده جاي من وراه خير كتير جوي.. و بكرة تجولي الحاج قال. 
هنية يارب.. يارب يا حاج.. يارب..
عبد الرحمن ياللا بينا ننعس احنا بقي عشان نعرف نستقبل الدكتورة الجديدة دي بكرة..
هنية ياللا..
و انطلق الجميع للنوم..
في اليوم التالي..
انطلقت سارة بصحبة الدكتور صبري الى إحدى محافظات الصعيد تحديدا محافظة سوهاج حيث مقر إقامة عائلة عبد الرحمن...
لم يخلو جو الرحلة من مرح سارة مع معلمها الدكتور صبري.. فصبري يعرف سارة و عائلتها من قبل ان يسافروا للولايات المتحدة الامريكية.. و بالطبع بعد ان رفضت جميع المصحات النفسية ان تعمل سارة لديهم بسبب ظروفها.. لم يقبلها الا صبري.
ليس فقط لأنها ابنة صديقه بل لأنه اكتشف ايضا أنها طبيبة نفسية ماهرة و ممتازة جدا..
وصل صبري و معه سارة الي سرايا العمدة عبد الرحمن.. ترجل من سيارته و ساعدها تترجل معه.. قادها الي باب المنزل و دق الجرس لتفتح له إحدى الخادمات مرحبة به...
فاطمة سي الداكتور صبري بيه.. حمد الله على السلامة.. 
صبري الله يسلمك يا فاطمة عاملة ايه.
فاطمة نحمد ربنا..
اتجه صبري الي الصالون بصحبة سارة.. و قادها لتجلس علي أحد الكراسي..
صبري امال الحاج عبد الرحمن و ستك هنية فين
فاطمة فوج.. هاطلع اديهم خبر.
تركتهما و ذهبت لتخبر عبد الرحمن و زوجته بوصول اخيها الدكتور صبري....
طرقت باب الغرفة فأجابتها هنية من الداخل...
هنية ايوة مين.
فاطمة اني فاطنة يا ستي الحاجة..
هنية عايزة ايه يا بت
فاطمة سي الدكتور صبري بيه وصل تحت و معاه ضيفة و جالي اديكي خبر انتي و سيدي الحاج.
عبد الرحمن دي اكيد الداكتورة الچديدة..
هنية طيب روحي اعمليلهم حاچة يشربوها و احنا چايين وراكي اهه. 
فاطمة حاضر.
هنيةلزوجها طيب كلم عاصم في التلافون ياچي يشوفها معانا زي ما اتفجنا.
عبد الرحمن ماشي.
هاتف ابنه عاصم حتي رد عليه و قال في حزم....
عبد الرحمن ايوة يا عاصم يا ولدي.
عاصم ايوة يا ابوي في حاجة 
عبد الرحمن ايوة.. خالك صبري وصل من مصر و معاه الدكتورة الجديدة دي.. ياللا تعالى قابلهم معانا عشان نشوف هانوافق عليها ولا لا..
عاصم حاضر يابوي.. نص ساعة و ابجى عندك..
اغلق هاتفه و نظر لزوجته....
عبد الرحمن ها.. اديني كلمته و چاي اها.. تعالي ننزلهم بجى اتأخرنا عليهم.. عيب نسيبهم وحديهم اكده.
هنية حاضر... ربنا يجعل الشفا على يدها يا رب..
عبد الرحمن جدمي المشيئة يا ام عاصم.
هنية ان شاء الله... يا رب..

نزلا كلاهما و دخلا الي غرفة الصالون فقام صبري ليستقبلهما و يحيهما.. فإحتضن نسيبه أولا...
صبري حاج عبد الرحمن.. كيفك يا عمدة..
عبد الرحمن الحمد لله.. في فضل و نعمة.. انت كيفك و كيف اخبارك
صبري نحمده.. و نظر لأخته و سلم عليها و انتي يا ام عاصم عاملة ايه
هنية نشكره و نحمد فضله يا صبري ياخوي.. طمني على احوالك انت.. انت كيفك و مرتك و عيالك كيفهم
صبري
عايسلمو عليكي كتير جوي.. و بيقولولك اتوحشناكي كتير جوي.
هنية والله واحشني اني كمان.. بس هانعملو ايه بس.. ما انت عارف الظروف.
صبري عارف.. عارف يا خيتي و مقدرين والله.. و عشان الظروف دي.. اني جيبتيلكم الهدية دي.. احسن دكتورة في المستشفى عندي.. لا احسن دكتورة في بر مصر كله..
سارةبحرج و مرح ماتبالغش اوي كدة يا دكتور صبري..
صبري مش ببالغ يا سارة.. تعالو بقي اما اعرفكم علي بعض..
دي يا جماعة تبقى الدكتورة سارة اللي هاتتابع حالة هدى و انا متأكد انها هاتقدر تقنعها و تخليها تكمل العلاج الطبيعي بتاعها..
هنية اهلا يابتي. 
عبد الرحمن نورتينا و شرفتينا يا دكتورة.
سارة الشرف ليا يافندم.
صبري و دول يا سارة يبقوا الحاج عبد الرحمن عمدة البلد و هنية مراته و اللي تبقى اختي كمان زي ما قولتلك.
سارة اهلا بيكو.. انا اتشرفت جدا بمعرفتكم..
مدت يدها لتصافحهما و لكن لم يستقبل كفها أحدا.. فقد لجمتهما المفاجأة عندما لاحظا انها تمد يدها في اتجاه بعيدا عنهما نسبيا.. و ان عيونها لا تنظر إليهما.
نظرا لبعضهما ثم لها.. و اتجهت هنية بعيون متسائلة الي اخيها.. فأومأ لها إيجابا ان ما فهمته صحيحا... 
ف سارة ضريرة..
و عندما لم تجد سارة ردا لتحيتها سحبت يدها بحرج حاولت ان تواريه خلف مرحها المعتاد...
سارة واضح كدة يا دكتور صبري انهم مصډومين.. هو حضرتك ماكنتش قايلهم اني عنيا في اجازة ولا ايه..
ابتسم صبري لمرحها الذي اعتاده و قال...
صبري بصراحة لا... ماقولتلهمش.
سارة ليه.. ليه.. ليه طيب هو انت كل مرة تعمل فيا الحركة دي..
صبريبمزاح حركة يا لمضة يا ام لسانين انتي.. في دكتورة محترمة تقول لصاحب المستشفى اللي بتشتغل فيها حركة انا بتاع حركات برضه
ثم نظر لها بثقة و حنان في آن واحد...
صبري و بعدين انا ماقولتلهمش عشان من يوم ما اشتغلتي معايا عمري ما حسيت ان ناقصك حاجة.
عبد الرحمن ايوة بس كان المفروض...
صبريمقاطعا عارف يا حاج.. كان المفروض اقولكم.. بس مش عارف ليه الموضوع ده ماكانش ليه اهمية عندي.. او يمكن انا اللي مش بلاحظه.
سارة طيب ممكن نقعد بس ولا هانكمل كلامنا واقفين
عبد الرحمن لا مواخذة يا بتي.. ماتأخذنيش بس الواحد

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات