الأربعاء 04 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلمي روز امين

انت في الصفحة 277 من 279 صفحات

موقع أيام نيوز


ما حد فيكم يتهور ويتحرك لوحده
تطلع الجميع لبعضهم وعقلوا الحديث واتفقوا على ألا يقتربوا من الجبل نهائيا اليوم ليتركوا الجميع كل للنهاية التي يستحقها.
أتى الليل سريعاكان يتحرك في الحديقة ذهابا وإيابا ينتظر الأخبار بقلب حزين لأجل ذاك الصغير الذي أبتلي بهكذا أب تسوقه غرائزه الحيوانية ويتحرك بتهور دون حساب اتخرجت إلى الشرفة كي تستنشق بعض الهواء فمنذ ما حدث بينها وبين حبيبها في الصباح وهي تشعر بالإختناق والحزن يملؤ قلبهاحزنا عميق وكأن شيئا ثقيلا يضغط على صدرها يكاد يزهق بروحهالا تدري مصدر ذلك الشعور كل ما تشعر به هو الحزن الذي يخيم على حياتها منذ الصباحباتت تدور بعينيها تتطلع على ما حولها لتلاحظ وجوده داخل الحديقةيبدو عليه هو الأخر الحزن والضيقتنفست بعمق فمنذ أن عاد من عمله عصرا وهي تتغاضى وجوده وتتلاشاهحاول مرارا أن يتحدث معها ويتفاهما لكنها رفضت بتعنت فابتعد كي لا يضغط عليها ويغضبها أكثر

خرج والده مصطحبا الصغير بكفه ليتجولا معا ويتفقدا زهورهماليهرول الصغير باتجاه فؤاد وهو يصيح بصوته الطفولي الملئ بالحماس 
شرشبيل 
إلتفت لينظر إليه وبدون وعي منه اتسعت ابتسامته وهو يرى ذاك الصبي يناديه بلقبه التي أطلقته عليه فرسته الجامحةعلى الفور تذكر تلك الأيام الجملية مما خفف من ألم قلبهحمل الصغير وثبته داخل أحضانه وهو يقول 
أهلا اهلا بحبيب قلب شرشبيل
نطق الصغير وهو يملس على وجنته بأنامله الرقيقة 
أنا مش شفتك من ساعة ما جيت من المدرسة
اجابه بملاطفة 
ده علشان جنابك طافش من البيت وسارح ورا بيسان هانم طول اليوم
ضحك الصغير وتحدث 
أنا أكلت عندهم بيتزا وذاكرنا مع بعض ولعبنا كتير 
ابتسم بلطف واقبل على وجنته ليضع قبلة حنون بث من خلالها حبه وأسفه الشديد للصغيرنطق بنبرة خرجت مټألمة 
أنا أسف يا حبيبي
سأله ببراءة 
أسف على إيه يا عمو! 
ولا حاجة يا يوسف أسف وخلاص...قالها بتأثر شعر به والده ليأخذ الصغير من بين أحضانه ليحثه على الركض وهو يقول 
يلا يا بطل إسبقني على حوض الورد على ما اتكلم شوية مع عمو فؤاد وأحصلك
ركض الصغير بسعادة لتتنهد تلك التي كانت تشاهد صغيرها وهو بين أحضان حبيبها المستبدولجت لداخل غرفتها لتجد تلك العاملة وداد وهي تتحدث برسمية 
الحمام جاهز يا هانم
أومأت لها لتتحرك إليه بعدما شكرت العاملةنزعت ثيابها بالكامل لتنزل بقدميها فى المغطس لتغمر جسدها بالكامل تحت المياة الدافئة المختلطة بالزيوت العطرية التي تساعد على الإسترخاءأغمضت عينيها علها تحصل على بعض الراحة ويزيل ذاك الثقل الذي يطبق على أنفاسها
عودة إلى فؤاد وعلام الذي سأله باهتمام 
مالك يا فؤاد! 
أخذ نفسا عميقا ليزفره براحة قبل أن ينطق بنبرة متأثرة 
النهاردة ميعاد عملية سوهاج
هز علام رأسه وهو يقول 
أيوا ما أنا عارفسيادة النائب العام بلغني بالميعاد
صمت فؤاد ليسأله والده باستغراب 
إنت إيه اللي مزعلك أنا مش فاهم! 
تطلع على الصغير الذي يلهو ويحفر بالطين حول الزهور كما تعلم من علام لينطق بعينين متألمتين 
صعبان عليا يوسف قوي
واسترسل متعجبا حاله 
تخيل إني فكرت في إني أحذر اللي إسمه عمرو بأي طريقةمش قادر أتخيل إني أكون السبب في كسرة الولد طول حياته
نطق علام بجدية 
بلاش تخلي إحساس الذنب يسيطر عليك ويشوش أفكاركالسبب في كل اللي بيحصل ل يوسف هو أبوه وعيلته اللي لا راعوا ربنا في تصرفاتهم ولا عملوا حساب لسمعتهم ومستقبل أولادهم فطبيعي إن دي تكون النتيجة
نطق پتألم 
أيوا بس ده أخو ولادي يا بابا
ضيق علام بين عينيه ليسأله بعدما تشوش فكره 
إنت خاېف على ولادك من مستقبل يوسف يا فؤاد
بقوة وثبات رد نافيا 
طبعا لا يا باشامستقبل يوسف هيكون
هايل إن شاءاللهأنا مش هسيبه غير لما
 

276  277  278 

انت في الصفحة 277 من 279 صفحات